لوحة المتصدرين
المحتوى الأكثر حصولًا على سمعة جيدة
المحتوى الأعلى تقييمًا في 09/22/18 في كل الموقع
-
مقدّمة نظام أسماء الّنطاقات، بالإنجليزية Domain Name System ويُختصَر ب DNS، هو أحد أكثر مجالات إعداد المواقع والخواديم صعوبةً على المتعلمين. فهْم آلية عمل نظام أسماء النطاقات سيُساعدك في تشخيص مشاكل إعدادات النفاذ إلى مواقعك؛ كما أنه يمنحك فرصة التعمق في فهم كيف تجري الأمور خلف الكواليس. سنتطرّق في هذا الدّليل إلى بعض المفاهيم الأساسية لنظام أسماء النّطاقات بحيثُ تُصبح جاهزا للعمل على إعدادات DNS لديك. يُفترَض - بعد قراءة هذا الدّليل - أن تكون لديك القدرة على إعداد اسم النطاق Domain name الذي تمتلكه على DigitalOcean أو ضبط خادومك الخاص لتشغيل DNS. فلنبدأ بتعريف بعض المفاهيم الأساسية حول كيف يعمل النظام، قبل الشروع في إعداد خواديمك الخاصة لحل نطاقك أو ضبط نطاقاتنا في لوحة التحكّم. مُصطلحات النطاق يجب أولا البدء بتعريف المصطلحات التي سنستخدمها؛ فبالرغم من أن بعض المواضيع تبدو مألوفة في أُطُر مُغايِرة، إلا أن الكثير من العبارات المُستخدمة في إطار الحديث عن أسماء النطاقات ونظام DNS لا تظهر بكثرة أثناء التطرق لمجالات أخرى من الحوسبة. فلنبدأ بالأبسط. نظام أسماء النطاقات نظام أسماء النطاقات المعروف اختصارًا ب"DNS" هو نظام التشبيك المُستخدَم لتحويل أسماء سهلة التذكّر إلى عناوين فريدة. اسم النّطاق اسم النّطاق هو الاسم سهل التذكر المستخدَم للرّبط بمورد على شبكة الإنترنت. على سبيل المثال، "google.com" اسمُ نطاق. سيقول بعض الأشخاص إن الجزء "google" هو اسم النطاق؛ ولكن يُمكننا على العموم الحديث على الصيغة المركّبة، أي "google.com" باعتبارها اسمَ النطاق. المَسار "google.com" مرتبِط بالخواديم المملوكة لشركة Google. نظام أسماء النطاقات يُتيح لنا إمكانية الوصول إلى خواديم Google عند كتابة "google.com" في شريط عناوين المتصفّح. عنوان IP عنوانIP هو ما نُسمّيه موقعا قابلا للعنونة على الشّبكة. كل عنوان IP يجب أن يكون فريدًا في شبكته. عند الحديث عن مواقع الوب فإن هذه الشبكة تشمل الإنترنت بأكملها. الإصدار الرّابع من عناوين IP - الأكثر استخدامًا والذي يُرمز له بIPv4 يُكتَب على شكل أربع مجموعات من الأعداد، تحوي كل مجموعة ثلاثة أرقام على الأكثر ويُفصَل بين المجموعات الأربع بنقطة. على سبيل المثال فإن "111.222.111.222" يمكن أن يكون عنوانَ IP صالحًا. نظام DNS يُترجِم اسمًا إلى هذا العنوان. بهذه الطّريقة لن تحتاج إلى حفظ مجموعة معقّدة من اﻷرقام لكل موقع توَدّ زيارته على الشبكة. النطاق ذو المستوى العلوي Top-Level Domain النطاق ذو المستوى العلوي (النطاق العلوي)، TLD اختصارًا، هو الجزء الأكثر شمولية من النطاق. النطاق العلوي هو القسم الموجود في أقصى يمين اسم النطاق (يُفصَل بين أجزاء اسم النطاق بنقطة). النطاقات العلوية المشهورة هي: "com"، و"net"، و"org"، و"gov"، و"edu"، و"io". توجد النطاقات العلوية في أعلى التسلسل الهرمي لأسماء النطاقات؛ حيث تَمنح منظمة Internet Corporation for Assigned Names and Numbers (ICANN) - المختصّة بتوزيع عناوين IP وأسماء النطاقات - لبعض الجهات صلاحية التحكم بإدارة نطاقات علوية. يُمكن لهذه الجهات بعد ذلك توزيع أسماء نطاقات تابعة للنطاق العلوي الذي تديرُه، عن طريق مسجّل نطاقات Domain registrar عادةً. المُضيف Host لدى مالك النطاق القدرة على تعريف عدة مُضيفات داخل نطاقه. يُشير المُضيف إلى حاسوب أو خدمة مستقلة يُمكن الوصول إليها عن طريق النطاق. على سبيل المثال، يُتيح معظم أصحاب النطاقات إمكانية الوصول إلى خواديم الوب الخاصة بهم عن طريق النطاق "الحاسِر" example.com إضافة إلى تعريف المُضيف "www" (مثال: www.example.com). يمكنك تعريف عدة مُضيفات أخرى داخل النطاق العام؛ فتَمنح الوصول إلى واجهة لبرمجة التطبيقات API عن طريق المُضيف "api" (api.example.com)، أو تعطِي إمكانية استخدام بروتوكول نقل الملفات FTP عن طريق تعريف مُضيف باسم "ftp" أو "files" (ftp.example.com أو files.example.com). لا يوجد تقييد على طول اسم المُضيف، التقييد الوحيد هو أن يكون فريدًا داخل النطاق. النطاق الفرعي SubDomain تحدثنا عن المُضيف في الفقرة السّابقة، في هذه الفقرة سنتطرّق لمفهوم ذي صلة به: النطاق الفرعي. يعمل نظام DNS حسب تسلسل هرمي تتبع فيه عدة نطاقات للنطاقات العلوية. على سبيل المثال فإن النطاقين "google.com" و"ubuntu.com" يندرجان تحت النطاق العلوي "com". عند الحديث عن نطاق فرعي فالمقصود هو أي نطاق يُشكِّل جزءًا من نطاق أكبر. في المثال الذي ذكرناه يمكننا القول بأن "ubuntu.com" هو نطاق فرعي من "com". إجمالاً فإن"ubuntu.com" يُسمّى نطاقا، وبشكل أكثر تحديدًا فإن جزئية "ubuntu" تسمّى نطاقا من المستوى الثاني Second Level Domain، وتُختصَرب SLD. إضافةً إلى ذلك، يمكن لكل نطاق التحكم في نطاقات تتبع له. هذه النطاقات هي ما يُطلق عليه نطاقات فرعية. على سبيل المثال يُمكنك إنشاء نطاق فرعي لقسم التاريخ في مدرستك www.history.school.edu. جزئية "history" هي النطاق الفرعي (على اعتبار أن school.edu هو النطاق التابع للمدرسة). الفرق بين المُضيف والنطاق الفرعي هو أن المُضيف يُعرّف حاسوبًا أو خدمة، في حين أن النطاق الفرعي يُمدِّد النطاق الأب؛ أي أنه طريقة لتقسيم النطاق نفسِه. يُمكن ملاحظة أن الجزء الموجود في أقصى يسارِ اسم النطاق، سواء تعلّق الأمر بمُضيف أو نطاق فرعي، هو الأكثر تحديدًا؛ هذه هي طريقة عمل نظام DNS: من الأكثر إلى الأقل تحديدًا، باتجاه القراءة من اليسار إلى اليمين. اسم النطاق المعرَّف بالكامل Fully Qualified Domain Name اسم نطاق معرَّف بالكامل، FQDN اختصارًا، هو ما يُطلق عليه اسم نطاق مُطلَق. في نظام DNS يُمكن إعطاء اسم نطاق بالنسبة إلى نطاق آخر، وهو ما قد يؤدي إلى بعض الالتباس. اسم النطاق المعرَّف بالكامل FQDN هو اسم مُطلق يحدّد النطاق انطلاقًا من أصل نظام أسماء النطاقات. يعني هذا أن FQDN يُحدد أسماء كل النطاقات التي يتفرّع منها النطاق بما فيها النطاق العلوي TLD. ينتهي اسمُ النطاق المعرَّف بالكامل بنقطة تُشير إلى النقطة الأعلى في التسلسل الهرمي لنظام DNS. النطاق ".mail.google.com" هو نطاق معرَّف بالكامل. النقطة الأخيرة غير ضرورية في بعض البرمجيات التي تتعامل مع FQDN؛ ولكنها مطلوبة للتوافق مع معايير ICANN. خادوم الأسماء Name server خادوم الأسماء هو حاسوب مخصَّص لترجمة أسماء النطاقات إلى عناوين IP. تقوم هذه الخواديم بالجزء الأكبر من العمل في نظام DNS. بما أن مجموع عمليات الترجمة من أسماء نطاقات إلى عناوين IP أكثر بكثير من أن يقوم به خادوم أسماء واحد فإن كل واحد من هذه الخواديم يُمكن أن يُعيد توجيه الطّلبات التي تصله إلى خواديم أخرى أو أن يُفوِّض إدارة مجموعة من النطاقات الفرعية التي هو مسؤول عنها. خواديم الأسماء يمكن أن تكون "ذات سلطة" Authoritative، بمعنى أنها تعطي إجابات عن نطاقات تقع ضمن مسؤوليتها. ما عدا ذلك فإنها تُشير إلى خواديم أخرى أو تُجيب بنسخ تخبِّئها من بيانات خواديم أسماء أخرى. ملف النطاق Zone file ملف النطاق هو ملف نصي بسيط يحوي الترجمات بين أسماء النطاقات وعناوين IP؛ هذه هي الوسيلة التي يعرِف عن طريقها نظام DNS أي عنوان IP يجب الاتصال به عند طلب اسم نطاق معيَّن. توجد ملفات النطاق لدى خواديم الأسماء، وتعرِّف عموما الموارد المتاحة في نطاق محدَّد أو المكان الذي يجب البحث فيه للحصول على هذه المعلومة. السّجلّات Records يُخزّن ملف النطاق المعلومات ضمن سجلات. في شكله الأبسط، السجل هو ترجمة وحيدة لمورِد (مضيف أو نطاق فرعي) واسْم. يُمكن أن يكون السّجل ترجمة لاسم نطاق إلى عنوان IP، أو تعريفًا لخواديم الأسماء المسؤولة عن نطاق، أو تعيينًا لخواديم بريد النطاق، ... إلخ. كيف يعمل نظام أسماء النّطاقات بعد الاطّلاع على بعض المُصطلحات المستخدمة في نظام DNS، سنتطرّق للسؤال: كيف يعمل فعلًا نظام DNS؟ يبدو النظام سهلًا للغاية عند إلقاء نظرة عامة عليه، ولكنه يصبح معقَّدًا جدًا عند الدّخول في التفاصيل. مع ذلك يبقى إجمالًا بنيةًً تحتيةً موثوقا بها، كان لها دور رئيس في تبني الإنترنت بالشكل الذي نعرفها به اليوم. خواديم الجذرRoot servers نظام DNS - كما ذكرنا سابِقًا - مُصمّم ليعمل حسب تسلسل هرمي. في أعلى هذا التسلسل يوجد ما يُعرف بخواديم الجذر. تُشغَّل هذه الخواديم من طرف عدّة منظمات، بتفويض من ICANN. يعمل في الوقت الحالي 13 خادومًا جذرًا.. من ناحية ثانية ونظرًا للعدد الهائل من طلبات ترجمات النطاقات في كل دقيقة، فإن كل واحد من هذه الخواديم معكوس mirrored (جميع العمليات والبيانات مكرّرة على خواديم أخرى).يشترك كل خادوم جذرفي نفس عنوان IP مع خواديمه المعكوسة. عند طلب أحد خواديم الجذر يُمرَّر الطّلب إلى مرآة Mirrorخادوم الجذر الأقرب من المُرِسل. ما العمل الذي تقوم به خواديم الجذر؟ تتعامل خواديم الجذر مع طلبات المعلومات عن نطاقات المستوى العلوي، فعند وصول طلب لا يُمكن لخادوم أسماء من مستوى أدنى التعامل معه؛ يُرسَل طلب إلى خادوم جذر للاستفسار عن النطاق. في الواقع لن يعرف الخادوم الجذر أين يُستضَاف النطاق محل الطّلب، ولكنه يستطيع إعادة توجيه مُرسِل الطّلب Requester إلى خواديم الأسماء التي تتعامل مع النطاق ذي المستوى العلوي المطلوب. في المحصّلة: عند إرسال طلب لعنوان "www.wikipedia.org" إلى خادوم جذر فإنه سيُجيب بعدم توفر نتائج في سجلاته تُوافق "www.wikipedia.org" وذلك بعد بحث في ملفات النطاق التي يحتفظ بها؛ ولكنه سيجد سجلًا للنطاق العلوي "org" ويُعطي لمُرسِل الطّلب عنوانَ خادوم الأسماء المسؤول عن عناوين "org". خواديم النّطاقات العليا TLD Servers بعدها يقوم مُرسِل الطّلب بتوجيه طلب جديد إلى عنوان خادوم الأسماء الذي زوّده به الخادوم الجذر. خادوم الأسماء هذا هو المسؤول عن النطاق العلوي الموجود في الطّلب. يقوم المرسِل بعدها ببعث طلب إلى خادوم الأسماء المسؤول عن النطاق العلوي "org" لسؤاله ما هو عنوان "www.wikipedia.org". يجيب خادوم الأسماء - بعد بحث عن "www.wikipedia.org" في ملفات النطاق الخاصة به - بعدم وجود هذا النطاق في ملفاته. غير أنه يعثر على السجل الذي يحوي اسم الخادوم المسؤول عن النطاق "wikipedia.org". لقد اقتربنا كثيرًا من الإجابة التي نبحث عنها. خواديم الأسماء على مستوى النّطاق Domain-Level name server حصل مُرسِل الطّلب الآن على عنوان IP الخاص بخادوم الأسماء المسؤول عن معرفة العنوان الفعلي للهدف. من جديد، يبعث مُرسِل الطلب إلى خادوم الأسماء لسؤاله إن كان يستطيع ترجمة "www.wikipedia.org" إلى عنوان IP. يبحث خادوم الأسماء على مستوى النطاق في ملفات النطاق لديه ويعثر على ملف نطاق يتعلق ب"wikipedia.org". داخل هذا الملف يوجد سجل عن مُضيف باسم "www". في هذا السّجل يوجد عنوان IP الذي يقع عليه المضيف. يبعث خادوم الأسماء بالإجابة النهائية إلى مُرسِل الطلب. ما هو خادوم الأسماء الحالّ Resolving name server؟ في السيناريو أعلاه تحدثنا عن "مُرسِل طلب". ما المقصود ب"مرسِل الطلب" في هذه الحالة؟ مرسِل الطّلب هو في الغالب ما نسميه "خادوم أسماء حالّ" Resolving name server. خادوم أسماء حالّ هو خادوم مُعَد لإرسال الطّلبات إلى خواديم أسماء أخرى؛ أي أنه في الأساس وسيط يلجأ إليه المستخدِم. هذا الوسيط يُخبِّئ نتائجَ طلبات سابقة لتحسين سرعة الإجابة، كما أنه يعرف عناوين خواديم الجذر مما يمكّنه من "حل" resolving الطّلبات التي ليست لديه معرفة بنتائجها. يوجد لدى المستخدم غالبًا عدة خواديم أسماء حالّة مضبوطة، آليًا أو يدويًا، في نظام التشغيل لديه. يوفّر مزوّدو خدمة الإنترنت Internet Service Profider, ISP عادة خواديم أسماء حالّة. بعض المنظمات الأخرى تقوم بنفس الشيء. Google على سبيل المثال تُقدّم خواديم DNS حالّة يُمكنك إرسال الطلبات إليها. أول ما يقوم به حاسوبك عند إدخال مسار في شريط العنواين على المتصفّح هو البحث في الموارد المحلّية لديه؛ فيتحقق من ملف المضيفات Hosts المحلّي وأماكن أخرى على جهازك. في حال عدم الحصول على إجابة يُرسل طلبًا إلى خادوم أسماء حالّ وينتظر عنوان IP المورِد الذي يبحث عنه. يقوم خادوم الأسماءالحالّ بعدها بالنظر في البيانات المخبَّأة لديه بحثًا عن إجابة وإن لم يجدها يتبع الخطوات التي ذكرناها أعلاه. عمل خواديم الأسماء الحالّة هو في الأساس اختصار آلية الطّلب للمستخدمين النهائيين. كل ما على هؤلاء معرفته هو طريقة سؤال خواديم الأسماء الحالّة عن عنوان مورِد والتأكد من أن خادوم الأسماء الحالّ سيبحث ويعود لهم بالإجابة. ملفّات النطاق تطرّقنا في آلية العمل المذكورة أعلاه إلى "ملفات النطاق" و"السجلّات". ملفات النطاق هي الوسيلة التي تستخدمها خواديم الأسماء لتخزين معلومات النطاقات التي تعرفها. كل نطاق يعرف خادومُ الأسماء معلوماتٍ عنه مخزَّن في ملف نطاق. أغلب الطلبات التي تأتي لخادوم أسماء تبحث عن نطاقات لا يملك ملفات نطاق تخزِّن معلومات عنها. إذا كان خادوم الأسماء مضبوطًا للتعامل مع الاستعلامات بطريقة تكرارية Recursive - مثل خادوم أسماء حالّ - فإنه سيعثُر على الإجابة ويُرسلها لصاحب الاستعلام. أما إن لم يكن كذلك فإنه سيُخبِر صاحب الاستعلام بالجهة التالية التي يجب عليه البحث لديها. تتناسب قدرة خادوم الأسماء على الإجابة على الطّلبات طردًا مع ملفات النطاق التي يُخزنها: ملفات نطاق أكثر تعني قدرة أكبر على الإجابة على الطّلبات بنطاقات تقع تحت مسؤولية الخادوم. يصف ملف النطاق "منطقة" من نظام DNS؛ أي مجموعة فرعية من كامل نظام الأسماء DNS، ويُستخدم عادةً لضبط نطاق واحد فقط حيث يمكن أن يحوي مجموعة من السجلّات تعرّف بمواقع موارد النطاق محل التعريف. يعرّف المُعطى Parameter $ORIGIN افتراضيًا المُستوى الأعلى لسلطة ملف النطاق. لنأخذ مثالًا لملف نطاق مُستخدَم لإعداد النطاق "example.com". في هذا المثال ORIGIN$ سيكون مضبوطًا على ".example.com". هذا الإعداد إما أن يكون في أعلى ملف النّطاق أو في ملف إعداد خادوم DNS الذي يُحيل إلى ملف النطاق. في كلتا الحالتين فالمُعطى يصف المنطقة التي ستكون لديه السلطة عليها. بشكل مشابِه، المُعطى TTL$ يضبط "عُمر" Time to live المعلومة التي يوفرها ملف النطاق. هذا المُعطى هو مؤقِّت يُمكن لخادوم أسماء يستعمل التخبئة Caching الاستعانة به للإجابة على طلبات سبق له الحصول على نتائجها دون إعادة البحث وذلك حتى انقضاء قيمة TTL. أنواع السجلّات يمكن أن توجد عدة أنواع من السجلّات في ملف النّطاق. في ما يلي سنستعرض بعض الأنواع الشّائعة (أو الإلزامية). سجلاّت بداية السّلطة Start of Authority سجل بداية السلطة، SOA اختصارًا، هو سجل إلزامي في كل ملفات النطاق. يجب أن يكون أولَ سجل فعلي في الملف (يُمكن لكل من ORIGIN$ و TTL$ أن يسبقه في الملف)، كما أنه الأكثر تعقيدًا. يأخذ سجل SOA الشكل التالي: domain.com. IN SOA ns1.domain.com. admin.domain.com. ( 12083 ; serial number 3h ; refresh interval 30m ; retry interval 3w ; expiry period 1h ; negative TTL ) فلنشرح دلالة كل جزء من السجل: .domain.com: هذا هو المستوى الأعلى في النطاق (جذر النطاق). يعني هذا الجزء أن الملف يتعلق بالنطاق .domain.com؛ قد تجد مكانه علامة @ التي هي مجرَّد ماسك مكان Placeholder يحل محل محتوى المُعطَى ORIGIN$ الذي تحدّثنا عنه سابقًا. IN SOA: تعني IN هنا إنترنت (ستتكرّر في عدة سجلّات)، أما SOA فيُشير لنوعية السجل (بداية سلطة). .ns1.domain.com: هنا نعرِّف خادوم الأسماء الرئيس الأولي للنطاق. خواديم الأسماء إما أن تكون رئيسة Master أو تابِعة Slave. إذا كان نظام DNS معدًّا ليعمل ديناميكا (تحديث السجلات يتم دون تدخل يدوي)- كما هي الحال هنا - فيجب أن يوجد خادوم "رئيس أولي" Primary master. في حال عدم ضبط DNS للعمل بشكل ديناميكي فهذا الخادوم هو أحد خواديم الأسماء الرئيسة. .admin.domain.com: عنوان البريد الإلكتروني للمسؤول عن النطاق. هنا أُبدِلت علامة "@" بنقطة في العنوان البريدي (admin@domain.com). إذا كان العنوان البريدي يحوي نقطة فيجب إبدالها ب"\" (your.name@domain.com تُصبح your\name.domain.com). 12083: هذا هو الرقم التسلسلي Serial number لملف النطاق. يجب زيادة هذا الرقم في كل مرّة يُعدَّل فيها على ملف النطاق حتى ينتشر ملف النطاق بشكل صحيح، حيثُ إن الخواديم التابعة تتحقق ما إذا كان الرقم التسلسلي الموجود في ملف النطاق لدى الخادوم الرئيس أكبرَ من الرّقم التسلسلي الموجود لديها. إن كان الأمر كذلك فإنها تطلب ملف النطاق الجديد وإلا تستمر في استخدام الملف الموجود لديها. 3h: فترة التجديد Refresh interval باالنسبة للنطاق (3 ساعات في المثال)، أي المدة الزمنية التي يقضيها الخادوم التابِع قبل إرسال استفسار إلى الخادوم الرّئيس عن تغييرات على ملف النطاق. 30m: فترة إعادة المحاولة Retry interval باالنسبة للنطاق (30 دقيقة في المثال هنا). في حال عدم قدرة الخادوم التابع على الاتصال بالخادوم الرئيس عند انقضاء فترة التجديد فإنه ينتظر مدةً مساوية لفترة إعادة المحاولة قبل إعادة محاولة الاتصال. 3w: مدة انتهاء الصلاحية Expiry period. إن لم يستطع الخادوم التابِع الاتصال بالخادوم الرئيس خلال هذه المدة (في المثال هنا 3 أسابيع) فإنه يتوقّف عن إرسال إجابات تتعلَّق بهذا النطاق. 1h: عمر المعلومة السّالب Negative TTL. مُماثل لمعطى TTL$ الذي تحدّثنا عنه مع فرق أنه يُلجأ إليه في حال عدم وجود المعلومة المبحوث عنها. بمعنى أخر: عند وصول طلب عن عنوان اسم غير موجود في الملف لدى الخادزم والإجابة أنه غير موجود فإن أي طلب عن الاسم مجدّدا سيُرد عليه بأنه غير موجود وذلك مدة ساعة (في المثال هنا) قبل البحث عنه مرة أخرى. ملحوظة: النص الموجود بعد النقطة-الفاصلة ";" على نفس السطر تعليق ولا يدخُل في إطار الإعدادات. سجلات A و AAAA يستعمل السّجلّان A و AAAA لتعيين مضيف إلى عنوان IP. يُستخدَم السجل "A" لتعيين مضيف إلى عنوان IP من الإصدار الرابع IPv4 بينما يُستخدَم السجل "AAAA" لتعيين مضيف إلى عنوان IP من الإصدار السّادس IPv6. تأتي الهيئة العامة لهذه السجلات على الشكل التالي: host IN A IPv4_address host IN AAAA IPv6_address رأينا أن السجل SOA يستدعي خادومًا رئيسًا أوليًا باسم "ns1.domain.com"؛ سيتوجّب علينا إذن تعيين عنوان IP ل"ns1.domain.com" نظرًا لأنه يقع ضمن النطاق الذي يُعرِّفه هذا الملف. يأخذ هذا السجل الشكل التالي: ns1 IN A 111.222.111.222 لاحِظ أنه لا يتوجَّب علينا هنا ذكر اسم النطاق كامِلًا، يكفينا ذكر اسم المُضيف فقط دون اسم النّطاق المعرَّف بالكامل (FQDN) وسيُكمل خادوم الأسماء الباقي عن طريق قيمة المُعطى ORIGIN$. مع ذلك يُمكننا استخدام FQDN إذا ارتأينا أن لذلك دلالة أكبر: ns1.domain.com. IN A 111.222.111.222 في الغالب هذا هو المكان الذي سنعرّف فيه خادوم الوب "www": www IN A 222.222.222.222 ستوجب علينا أيضًا ذكر العنوان الذي يُحيل إليه النطاق الأصلي، كما يلي: domain.com. IN A 222.222.222.222 كما يُمكن استخدم علامة "@" لتحل محل اسم النطاق الأصلي (domain.com): @ IN A 222.222.222.222 يوجد أيضًا خيار "*" لتعيين أي شيء يقع في النطاق - ولم يُذكَر تعريفه في الملف - إلى عنوان IP محدّد (خادوم الوب في مثالنا هنا): * IN A 222.222.222.222 كل ما ذُكِر في الفقرات السابقة يعمل بالنسبة للإصدار السادس من عناوين IP (IPv6) مع إبدال A بAAAA. سجلّات CNAME السجلّات من نوع CNAME تُعرِّف كُنية Alias للاسم المُتعارَف عليه Canonical name لخادومك (الأسماء المُعرَّفة في سجلات A أو AAAA). على سبيل المثال، يُمكّننا سجل A من تعريف مُضيف باسم "server1" ثم استخدام كُنية "www" للإحالة لهذا المُضيف: server1 IN A 111.111.111.111 www IN CNAME server1 من الجيّد الانتباه إلى أن استخدام الكُنيات يؤدي إلى التقليل من الأداء نظرًا لأنها تحتاج إلى استعلام إضافي إلى الخادوم. يُمكِن الحصول على نفس النتيجة - في الغالب - عن طريق إضافة سجلات من نوع A أو AAAA. الحالة التي يُنصَح فيها بسجل من نوع CNAME هي إتاحة كُنية لمورِد خارج النطاق الحالي. سجلّات MX تُستَخدم سجلّات MX (اختصار ل Mail eXchange، تبادُل البريد) لتعريف تعاملات البريد الإلكتروني داخل النّطاق. يُساعد هذا الأمر على وصول الرسائل إلى خادوم البريد بشكل صحيح. عكسَ الأنواع اﻷخرى، لا تُعيِّن السجلّات من نوع MX غالبًا مُضيفًا إلى شيء آخر (عنوان IP أو سجل). السّبب أن تعريفها ينطبق على كامل النّطاق. على هذا الأساس تأخذ غالبًا الشكل التالي: IN MX 10 mail.domain.com. لاحِظ ألّا وجودَ لاسم مضيف في بداية السّجل. لاحِظ أيضًا وجود رقم إضافي في السّجل. يُستخدم هذا الرّقم للمفاضلة بين خواديم البريد في حال وجود العديد منها. الأرقام الأدنى لديها أولوية أكبر. يجب أن يُشير سجل MX - في الحالة العامة - إلى مضيف مُعرَّف عن طريق سجل A أو AAAA، لا سجل CNAME. إذا كان لدينا خادوما بريد فإن تعريف السجلاّت سيكون على النحو التالي: IN MX 10 mail1.domain.com. IN MX 50 mail2.domain.com. mail1 IN A 111.111.111.111 mail2 IN A 222.222.222.222 في هذا المثال، المُضيف "mail1" هو المُفضَّل كخادوم لتبادل البريد الإلكتروني. الكتابة التالية مكافئة للكتابة السّابقة : IN MX 10 mail1 IN MX 50 mail2 mail1 IN A 111.111.111.111 mail2 IN A 222.222.222.222 سجلّات NS تُعرِّف السجلّات من نوع NS (اختصار لName Server، خادوم الأسماء) خواديم الأسماء المُستخدمة في النطاق. قد تطرح السؤال "إذا كان ملف النطاق موجودًا على خادوم الأسماء فلماذا يحتاج الخادوم لتعريف نفسه؟". أحد العناصر المهمة وراء نجاح نظام DNS هو المستويات المتعدّدة للتخبئة في هذا النظام. بالنسبة لتعريف خادوم الأسماء في ملف النطاق فأحد الأسباب هو أن هذا الملف قد يكون معروضًا من نسخة مخبَّأة موجودة على خادوم أسماء آخر. توجد أسباب أخرى لتعريف خادوم الأسماء في ملف النطاق الموجود عليه ولكن نكتفي بالسبب المذكور دون الدّخول في التفاصيل. مثل السجلّات من نوع MX، ينطبق تعريف سجلّات NS على كامل النّطاق، لذا لا تظهر أسماء مضيفات في هذا السجّل. الشكل العام لسجل NS هو كالتالي: IN NS ns1.domain.com. IN NS ns2.domain.com. ينبغي وجود خادومَيْ أسماء على الأقل معرَّفيْن في كل ملف نطاق حتى يعمل النظام بشكل صحيح في حال حصول مشكل مع أحد الخادوميْن. تعتبرأغلب برامج خواديم DNS ملف النطاق غيرَ صالح إذا كان يعرف خادوم أسماء واحدًا فقط. كالعادة، ضمِّن تعيين المضيفات عبر سجلّات A أو AAAA: IN NS ns1.domain.com. IN NS ns2.domain.com. ns1 IN A 111.222.111.111 ns2 IN A 123.211.111.233 توجد أنواع سجلّات أخرى عديدة يُمكنك استخدامُها، ولكن الأنواع التي تحدّثنا عنها أعلاه هي الأكثر شيوعًا من بين ما سيُصادفك. خاتمة من المفروض أن يكون لديك الآن إدراك جيّد لكيفية عمل نظام DNS. على الرّغم من أن الفكرة العامة للنظام سهلة الفهم نسبيا لمن ألِف طريقة عمله، إلا أنها تبقى أمرًا يواجه مديرو الأنظمة - من غير ذوي الخبرة - بعضَ الصّعوبة في تنفيذه. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: An Introduction to DNS Terminology, Components, and Concepts1 نقطة
-
خذ دورة في برمجة تطبيقات اندرويد أو علم نفسك بنفسك من خلال المواقع و اليوتيوب1 نقطة
-
قبل أن أشرع في مقالي، أرغب في الإشارة إلى أني أقطن في كراكاس عاصمة فنزويلا، ولعلك تعلم إن كنت تتابع اﻷخبار العالمية أن فنزويلا تعيش هذه اﻷيام وضعًا "حسّاسًا". وإني أقصد بكلمة حسّاسٍ هنا أن تقضي أيامًا بدون كهرباء، وﻻ تجد الماء إﻻ بِشِقّ اﻷنفس، ولديك خدمة إنترنت متقطعة، إضافة إلى نقص بعض اﻻحتياجات الأساسية. لقد مررت بكل تلك المصاعب (وﻻ زلت)، غير أني استطعت إيجاد طريقة لبناء مسيرة عمل حر ﻻ بأس بها. وإني على ثقة أنك ستجد هذه الدروس التي أقدمها نافعة لك في عملك كمستقل بشكل عام، خاصة إن كنت ممن يتنقلون كثيرًا، حتى لو لم تكن ظروفك مشابهة أو قريبة لحالتي، لذا وبدون مقدمات أخرى، دعنا ننظر اﻵن في هذه الدروس التي تعلمتها من حياتي في فنزويلا. 1. جهز دائما نسخا احتياطية إن هذه القاعدة يجب أن يطبقها كل مستقل بغض النظر عن ظروف عمله، غير أنها تزداد أهميةً إذا كنت تعيش في مكان ﻻ تعمل به المرافق والخدمات الأساسية بشكل سليم. وحين أقول نسخًا احتياطية، فأنا ﻻ أقصد نسخ ملفاتك من الحاسوب وحفظها في مكان آخر، فقد جعلتني انقطاعات التيار المتكررة أُعِدُّ نفسي ﻷسوأ سيناريو ممكن، فإن الأمر يتعدى مجرد الملفات الرقمية، لهذا جهزت نفسي بواقيات من زيادة التيار المفاجئ (تُباع منفصلة أو مدمجة في مشتركات مقابس الكهرباء)، مصادر طاقة احتياطية، وباقة إنترنت للهاتف أستخدمها إذا اضطررت إلى استخدام اﻹنترنت عبر إعداد الهاتف ليكون hot-spot. ولكي تدرك ما يمكن أن يحدث لك إن لم تجهز نفسك بهذه الوسائل، فإني أريدك أن تتخيل نفسك تقترب من موعد تسليم مشروع ما، ثم تنقطع الكهرباء فجأة (وﻻ تدري متى ستعود)، وتنظر إلى حاسوبك فترى البطارية تجود بآخر أنفاسها. إن مشكلة كانقطاع التيار دفعتني إلى قضاء ثلاثة أيام في فندق رخيص ريثما تعود الكهرباء إلى الحي الذي أسكن به، وعانيت هناك من اﻹنترنت غير المستقر في تلك الأيام الثلاثة، وقد دقَّت هذه اﻷيام في رأسي ناقوس إنذار لكي أخطط للتصرف مع هذه المشكلة إن حدثت مرة أخرى. وقد بدأت منذ ذلك الحين في إعداد مصادر احتياطية، فأبقيت على مصدر طاقة احتياطي power bank مشحون دائمًا، إضافة إلى بطارية احتياطية للحاسوب مشحونة أيضًا. ذلك، وقد جهزت وحدة طاقة بديلة UPS) Uninterruptible Power Supply) وخصصتها فقط من أجل المودِم Modem والموجِّه Router. لقد أمّنَت تلك الوسائل لي فرصة لمزامنة بياناتي مع حسابي في Dropbox حيث أحفظ ملفات المشروع الذي أعمل عليه حاليًا في حالة انقطع التيار. وإضافة لكل هذا، فقد اشتركت في أحد مساحات العمل المشتركة لدينا، حيث أجد نفسي محاطًا بمستقلين أمثالي أو عاملين في شركات ناشئة. إن الدرس الذي تعلمته من هذه التجربة هو أن قليلًا من الوقت الذي تنفقه في التخطيط للتعامل مع متغيرات حياتك يبقيك في أمان حتى في المواقف التي لم تكن تتوقع حدوثها. 2. حدد نقاط ضعفك لكي تستطيع القول أن وضعك المهني أو الاجتماعي أو غير ذلك مستقرٌ وآمن، فإن عليك أولًا أن تعرف المواضع التي يحتمل أن تسبب المشاكل فيما بعد، فهذه المواضع هي نقاط ضعفك التي عليك تأمين جانبك منها، وقد وجدت مشكلتين أساسيتين لدي هنا في فنزويلا، وهما الكهرباء والماء. إن المشكلة اﻷولى حرِجة ﻻ ريب، إذ أني أحتاج للكهرباء ﻹكمال عملي، بسبب حاجتي للاتصال باﻹنترنت طول اليوم، والثانية مهمة لي بسبب بعض حاجاتي الطبيعية، مثل إعداد الطعام والاغتسال والشرب بالطبع. وبما أن الماء قد ﻻ يمثل لك مشكلة في الغالب، وقد فصَّلتُ مسألة الكهرباء في ما تقدم من المقال، فلنتحدث اﻵن عن المشكلة الأخرى التي قد تواجهك في عملك، وهي مشكلة الإنترنت السَّيِّئ. إنني أعرف أشخاصًا ينقطع الإنترنت لديهم بشكل يومي، ولا يستطيعون الوصول إلى مساحات عمل قريبة، في حالة كهذه قد ينقذك تَوفُّر باقة إنترنت في هاتفك، إذ أن المناطق التي ﻻ يتوفر فيها إنترنت غالبًا ما يكون بها تغطية هواتف. أفضل شخصيًا أن أحمل هاتفًا ذكيًا قديمًا به باقة إنترنت، تحسبًا للحالات التي لا يكون الاتّصال بالإنترنت ممكنا سوى عبر الهاتف ، وأظل حينها أعمل من خلاله حتى يعمل مزود خدمة الإنترنت على حل المشكل. 3. اضبط ميزانية مناسبة إن دول العالم الثالث تجذب المستقلين لنفس السبب الذي تجذب المحالين للتقاعد، وهو أن اﻻقتصاد النامي في هذه الدول يسمح لنا بحياة كريمة نوعًا ما بدون إنفاق أموال كثيرة. لكن على أي حال، تظهر مشكلةٌ هنا للذين لم يتعوّدوا وضع ميزانية مالية ﻷنفسهم، فما إن يزيد دخل أحدهم إلى الحد الذي يجعله يرفع من مستوى معيشته، حتى تجده يعيش على حافة دخْلِه، وﻻ يفكر في ادِّخار مال للطوارئ أو الأهداف المستقبلية، فتراه مثلًا يفضل اﻷكل في المطاعم على إعداد طعامه بنفسه. إن هذه المشكلة ليست مقصورة علينا نحن المستقلين الذين يعملون في العالم الثالث، لكنها تؤثر فينا بالتأكيد بالقدر نفسه. إني أذكر حين تركت آخر وظيفة ثابتة لي قبل ستة أعوام، وانتقلت إلى ترجمة المقالات بدلًا من الرد على الاتصالات الهاتفية، وتضاعف دخلي في يوم وليلة، أذكر حينها أني لم أكن ناضجًا ﻹنفاق هذا المال بحكمة، إذ كنت ابن عشرين عامًا حينها. ذلك وقد وصلت مؤشرات التضخم في فنزويلا إلى أعلى مستوياتها منذ أعوام، فزادت تكلفة المعيشة للفرد الواحد في العام بنسبة 772%!، وصدقني لن تجد طريقة تتعلم بها المسؤولية المالية أفضل من العيش على حافة تضخم هائل مثل هذا. ورغم أني اﻵن في وضع جيد مقارنة بمعظم الناس في بلدي، لكني ﻻ زلت أحتاج للالتزام بميزانية تحسبًا للمستقبل. هذا يعني تحديد حاجاتي، متابعة نفقاتي، وادخار بعض المال للطوارئ. 4. خطط للمستقبل ﻻحظت أن كثيرًا من المستقلين يصعب عليهم التكيف مع تقلبات الحياة في عملهم الحر، وأعني بهذه التقلبات أموراً مثل تأخُّر دفع اﻷجر على المشروع، ونهاية علاقتك مع عملاء لم تكن ترغب بخسارتهم، وبحثك المستمر عن فرص جديدة فوق كل ذلك. إن الشيء الذي يميز المستقلين المحترفين هنا هو أنهم يتحكمون في أوضاعهم عبر تخطيط ثاقب ومتين، فلديهم دائمًا مصادر بديلة، يعرفون نقاط ضعفهم، وﻻ ينفقون أموالهم عبثًا. خذ موقفي أنا على سبيل المثال، لعلك قلت لنفسك أثناء قراءتك للمقال لمَ قد يتحمل شخص أن يعيش في بيئة كتلك، أليس كذلك؟ دعني أخبرك أن العمل الحُرّ قد أمّن لي الاستقرار اللازم لإكمال تعليمي، كما سمح لي بادخار المال الذي يسمح لي باﻻنتقال إلى مكان جديد (آمل أن يكون ذلك بنهاية هذا العام). إن الشيء الرائع في العمل الحر هو أنك إذا علِمت أي نوع من الحياة تريده لنفسك وما هي أهدافك المهنية، فإنه قد يعطيك نفس النتائج التي حصلت أنا عليها، طالما أنك تملك القدرة على العمل باجتهاد. خاتمة يمكن للدول النامية أن توفر فرصًا كثيرة للمستقلين الذين يبحثون عن وسيلة مختلفة للحياة وبمستوى إنفاق أقل أيضًا. لكن ﻻ تتناسى أن عليك دراسة ما أنت مُقدم عليه قبل أن تقفز قفزة كبيرة إلى مكان مجهول. فإذا كنت مستعدًا للسفر واختبار العمل في مكان جديد كمستقل، فاحفظ هذه الأمور الأربعة في رأسك: احتفظ دومًا بنسخة احتياطية حدد نقاط ضعفك اضبط ميزانية مناسبة. خطِّط للمستقبل أخبرني اﻵن، هل يناسبك العمل الحر في دولة نامية؟ دعنا نسمعك في التعليقات باﻷسفل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 4 Things I’ve Learned While Freelancing in a Third World Country لصاحبه Alexander Cordova. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.1 نقطة
-
هذا المقال عبارة عن ترجمة -وبتصرف- للمقال The Emergency Survival Manual For Freelancers لصاحبته Shayna Hodkin. صحوت قبل عدة أشهر على ألم شديد بالكاد استطعت التنفس معه، بعد أن قضيت ليلة أعاني من تقلصات حادة في بطني، فقفزت بسرعة في سيارة أجرة إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى، حيث تم تشخيص حالتي بأنها حصوات في الكلية. كنت وقتها في منتصف اﻷسبوع، ومُجهَدة من كثرة العمل، بدون حاسوبي، ودون دفتري، وبالتأكيد دون أن أنبّه عملائي مقدّمًا عن هذه الإجازة التي على وشك أن آخذها أنا وكُليَتي اليمنى. وكان أفضل ما بيدي هو مراسلتهم برسائل أسَفٍ مستفيضة ثم أغلق هاتفي. من الصعب أن يجادل أي أحد مستقلًا في مستشفى، فلا يتوقع أحد منك أن تعمل وأنت موصول بمحقنة وريدية، لكن ماذا لو كانت حالتك غير تقليدية؟، فقد ﻻ يكون اﻷمر حصوة في كليتك بالضرورة، بل يمكن أن يكون والدك أو طفلك المريض، أو حيوانك اﻷليف، أو حتى زوجك. بل قد يكون اﻷمر متعلقًا بسيارتك التي تعطلت، أو تلك اﻷيام التي يكاد العالم حولك ينهار فيها لكن ﻻ زال عليك أن تنهي المليون مهمة التي لديك! إنها تلك المشاكل التي تأتيك بغتة، إن أردت وضعها في صورة عامة. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف تعمل بدوام كامل رغم هذه الظروف؟ كن مستقلا أمينا إن أول خطوة للخروج من كارثة تمر بها هي أﻻ تتظاهر أنك بخير. دعنا نعود إلى كليتي قليلًا، فقد راسلت -من غرفة الطوارئ- أكثر عميلين ألتزم بأعمال ذات أولوية لهما، أخبرهما أن الأطباء أوصلوني بمحقنة وريدية تمدني بمسكنات للألم، بسبب قصة ربما لا يرغبون بسماعها، غير أني سأظل أرسل لهما تحديثات بالعمل وبحالتي الصحية. وقد أخبرتهما بتشخيص حالتي بدقة فور أن أخبرني الطبيب بها، وبأني سأخرج من المستشفى يوم الجمعة تقريبًا، وأعود للعمل يوم الاثنين، وحينها يمكننا أن نتحدث جديًا بشأن العمل. أما العملاء الذين أنهيت طلباتهم بداية الأسبوع، فإني لم أرسل إليهم تحديثات حالتي أولًا بأول عبر الهاتف؛ بل أرسلت إليهم بلاغًا واضحًا عبر البريد يفسّر حالتي الطبية، وأني كنت طريحة الفراش، ووعدتهم بإرسال تحديثات في الأسبوع التالي. إن كل ما يود عملاؤك معرفته هو أنك لم تمت بعد، وأنك لم تنس أعمالهم. ولْتَعلَم أن مواعيد التسليم في مجال العمل الإبداعي ليست مصيرية، بعكس صحتك، إذ أن جسدك يحتاج إلى الراحة أيضًا، ويجب أن يتفهم عملاؤك ذلك. إن المستقل سليمُ البدنِ مفيد أكثر من طريحِ الفراش. معرفة من يقف إلى جانبك لقد كان العميل س -أحد الاثنين الذيْن أبقيتهما على اطلاع بحالتي الصحية- مصدر سعادة ودعم لي في فترة الفوضى الطبية الذي عشتها، أما اﻵخر، العميل ص، فقد كان ذلك الكابوس الذي يخشاه كل مستقل. وقد اعتمد علي كلا العميلين في تسليم مهمات كبيرة، ولم أستطع تسليمهما أي من ذلك بينما كنت طريحة الفراش. لقد كان العميل س بمثابة حلم لي، فقد بادرني حين أخبرته بحالتي بالسؤال عما أحتاجه وكيف يمكنه مساعدتي. وقد تابع حالتي أولًا بأول بينما كنت أتعافى، وراعى قدرتي المحدودة على التعامل مع ضغط العمل حينها، يمكن القول أنه كان يدللني. بينما كان رد العميل ص حين أخبرته بتشخيص حالتي هو "جيد، يبدو أن لديكِ وقت فراغ كبير اﻵن، هل يمكنكِ أن تراجعي بعض النصوص التي كتبتها؟". أخبرته بعد أن امتصصت هذه الصدمة أني لن أستطيع العمل حتى أخرج من المستشفى، ويمكننا التحدث حينئذ. ووجدت نفسي من تلك اللحظة إلى حين تم وضعي على ﻻئحة الخروج من المستشفى أتجاهل اتصالاته الهاتفية، وأرد عليه باستمرار عبر نصائص نصّية قصيرة أني ﻻ أستطيع العمل في الوقت الحالي. ثم اكتشفت حين عدت إلى العمل يوم الاثنين أنه قد فسخ عقدي معه، ﻷن مشروعه كان ذا "أولوية قصوى" وأنه يحتاج إلى شخص لن يختفي فجأة. إن العميل الذي يريدك للعمل معه على المدى الطويل، يريدك دومًا أن تكون ملتزمًا معه وبصحة جيدة. وبرغم أن ذلك ﻻ يعني أن تستغل كل فرصة ﻷخذ إجازة بداعي الحفاظ على إنتاجيتك، لكن على اﻷقل فإن الأمور الطارئة التي تمثل لك نقاط ضعف ستكون استثناءً مقبولًا. إعداد نفسك للفوز رغم أن أن الطوارئ ﻻ يمكن الاستعداد لها، إﻻ أنك تستطيع أن تجهز عملاءك وتجهز نفسك للأحداث غير المتوقعة. وأول خطوة لفعل ذلك هي بناء ثقة عمياء بينك وبين عملائك. وإن أول أركان بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائك هو التأكد أنهم يثقون بك أنت، وليس فقط بمهاراتك، فإذا وثقوا بك فسيكون من السهل أن تأخذ بضعة أيام كإجازة تعالج فيها أحداثك الطارئة في هدوء. أما إذا وجدت نفسك تخشى أن تخبر عميلًا أنك مريض، أو أن هناك طارئًا يهدد حياة أحدهم، فقد حان وقت إعادة تقييم علاقتك مع هذا العميل، هل القلق موجود من ناحيتك أنت فقط، أم من ناحية عميلك، أم موجود لدى كليكما؟ لقد وثق بي العميل س ﻷني كنت أمينة وواضحة معه، ولطالما كنت (وسأظل) مستعدة للعمل معه، وهو يعلم كيف يجدني في أي وقت تقريبًا. كما أن لديه شركة قائمة بالفعل ومستقرة، فلن يحدث شيء غريب أو غير متوقع في هذه الأيام الخمسة، لذا لم يجادلني كثيرًا حين أخبرته أني أحتاج بعض الوقت للراحة. أما العميل ص فكان حديث عهد ببدء الشركات، فلم يمض وقت طويل على بدء شركته، بل كان حينها على بعد أسبوع من إطلاق حملته البريدية اﻷولى (والتي كنت أنا مسؤولة عنها)، وقد كان الإجهاد الناتج من اﻹعداد لمدة ستة أشهر لإطلاق هذه الحملة إضافة إلى مَرَضِي أكبر من أن يستطيع السيطرة عليه. والخطوة الثانية هي أن تتأكد أنك تسبق دائمًا بخطوة، فبالنهاية ستعود للعمل بشكل أو بآخر، فهذه سُنّة الحياة على أي حال، فلتجعل هذه العودة للعمل أسهل على نفسك. فإذا استيقظت مثلًا على ألم مبرح ومرض مُقعِد، فتذكر أن اﻷمر سيكون أسوأ إن لم تستطع العمل على الإطلاق. لن تشلّ الطوارئ حركتك وﻻ عملك، لكن إن كانت تؤخرك عن إنهاء عملك كما يجب وفي وقته، فستشل حركتك عاجلًا أو آجلًا. ولقد أصبحت أكثر دراية بحالة شؤوني وعلاقاتي منذ أن مرضت، إذ علمت أن عملائي سيحتاجون أحيانًا أن يحصلوا على ملفات ومسوّدات في الوقت الذي أكون فيه غير متاحة، فصرت أكثر وعيًا بشأن ما علي إنجازه في وقته وبالحفاظ على شفافية عملي مع العملاء. وإنك حين تحافظ على ذلك الاتصال مع عميلك بصفة مستمرة بشأن الأهداف الصغيرة أو الكبيرة، فسيكون ذلك أسهل في تعاملهم مع أي مشكلة قد تظهر من ناحيتك، دون أن تحتاج لبذل الكثير من الجهد. وأما الخطوة الثالثة هي أن تدّخر أموالًا للطوارئ، فقد ﻻ تكفي أحيانًا كل استعداداتك وتحضيراتك المسبقة في دفع الضرر. الحقيقة المرة اعلم أن الحياة ﻻ تتوافق دائمًا مع العمل، فقد أخبروني أني سأحتاج إلى خمسة أيام للتعافي، وأُخرجت من المستشفى لكي أكمل فترة النقاهة في منزلي، لكنهم لم يخبروني بشأن خطورة العدوى التي قد تحدث، فتحولَت تلك الأيام الخمسة إلى ستة أسابيع من المسكنات والنوم. ولقد كان مقدار العمل الذي أنجزته في تلك الأسابيع الستة ضئيلًا جدًا، على عكس المبلغ الذي كان يجب أن يوضع في حسابي البنكي، فقد كان رصيدي في البنك هو ما يقلقني طيلة شهر ونصف، ربما أكثر من مواعيد التسليم التي أخَّرتها ومن فترات نومي التي زادت. لكن لم يكن يجب أن يكون اﻷمر هكذا أبدًا. إننا جميعًا نعمل من أجل المال، فلتدخر منه لإطار سيارتك الذي قد يُثقب، أو لسقف منزلك الذي قد يسرِّب قطرات المطر، أو لحصوات قد تتكون في كليتك، أو لمرض يصيب حيوانك الأليف. ثم بعد ادخارك لهذا المبلغ، ضع في حساباتك أن تدخر مالًا إضافيًا، فقد تحتاج يومًا إلى الترفيه عن نفسك بشراء مثلجات!. الدرس الذي تعلمته ضع كل شيء في نصابه وترتيبه الصحيح مسبقًا، ﻷنه حين يأتيك ذلك الوقت الذي تحتاج فيه إلى الراحة، فستريد أن ترتاح دون أن يعكر صفوك عارض ما. عليك أن تتأكد أن يعرف عملاؤك أهمية صحتك وقيمتها، لذا فلتحرص على أن تكون حاضرًا حين تكون صحيحًا معافى، ولتحرص أيضًا أن تكون أكثر مستقل من بين من حولك يمكن الوثوق به، حتى لو دفعك هذا للتأهب الدائم والعمل على قدم وساق. فلتقبل ما يمكنك قبوله من المشاريع، ولتنجزها على أكمل وجه، وإني أثق أنكم ستجتازون مصاعبكم أيها المستقلون.1 نقطة