هذا المقال هو جزء من كتاب "دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت” الذي يُمكن تحميله مجّانًا من هنا.
نموذج "إنشاء محتوى رقمي متخصص عالي الجودة” للربح من الإنترنت يناسب الناشرين والمدونين الذين يستهدفون أبسط طرق التهيئة وتحقيق العوائد من خلق المحتوى الرقمي المتخصص Monetization.
كل ما هو مطلوب منك فعله هو أن يكون لديك موقع/مدونة تستهدف اهتمامات جمهور معين Niche، ثم تشترك في أحد البرامج الإعلانية، أو تبيع مساحات إعلانية على موقعك/مدونتك، لتبدأ عجلة الأرباح في الدوران.
تأجير مساحة إعلانية فارغة على مدونتك هو الأساس في الربح من عوائد الإعلانات في المدونة، ولكن هناك كذلك البرامج الإعلانية الجاهزة التي تنوب عنك في مسألة إدارة الإعلانات بصفة عامة، مثل إيجاد المعلنين، واختيار الإعلان المناسب، تحصيل النقود، توريدها إليك، التعامل مع المخالفين … إلخ.
هناك عدة نماذج مشهورة للبرامج الإعلانية المتكاملة، مثل جوجل أدسنس Google Adsense، إعلانات حسوب، وقريباً إعلانات فيس بوك عن طريق منصة أطلس.
قد يكون النموذج المفضل لك هو إدارة مسألة الإعلانات بنفسك لأنك في هذه الحالة تحصل على 100% من الإيرادات، وأنت الذي تضع شروطك، لكن بالطبع الشبكات الإعلانية توفر عنك عناء البحث عن معلنين مباشرين وتخصيص فريق مبيعات للتواصل مع المعلنين وتشتيت جهودك في إدارة حملاتهم الإعلانية وتحسين نتائجها وفي إجراءات التركيب واستلام الدفعات المالية وغيرها من الأمور التي تتحملها عنك البرامج الإعلانية بشكل كامل وتجعلك تركز جهودك فقط على إنشاء محتوى متخصص عالي الجودة. شخصياً ما زلت أفضل الاعتماد على أحد البرامج الإعلانية المذكورة آنفاً.
الأقرب بالنسبة لي هو "متجر إعلانات حسوب" من حيث الإدارة والتكلفة، فهو يوفر عليّ عناء البحث عن المعلنين عن طريق تصفح الوفرة التي يقدمها المتجر، واختيار الأنسب فيما بينها للعمل عليه، طبقاً لمحتوى مدونتي، وطبيعة الزوار القادمين إليها.
فكرة الشبكات الإعلانية باختصار أنك تشترك في أحدها، ومن لوحة التحكم في حسابك، تختار أحجام الإعلانات، وتأخذ كود هذا الإعلان لتضعه في مدونتك. تربح عن كل نقرة حقيقة لزوار مدونتك أو موقعك على الإعلانات المستهدفة التي تعرضها هذه الشبكات على موقعك على حسب نوعية الزوار واهتماماتهم ودرجة تنافسية المعلنين على هذا الجمهور وما حدده المعلن عند إنشاء حملته كتكلفة لكل نقرة.
مثال:
(زيد) يمتلك متجراً لبيع العطور، قام بعمل حملة إعلانية بالنقرة لدى إعلانات حسوب، ووضع إعلانا يستهدف فيه دول الخليج مثلا وحدد سعر النقرة ب 0.10 ج استرليني واستهدف تصنيف الصحة والترفيه بميزانية 500 ج استرليني، ستبدأ حملته وتظهر إعلاناته على مدونتك أو موقعك الذي يتحدث عن العطور للزوار من السعودية وستربح أنت على كل نقرة لزائر حقيقي مستهدف لهذا الإعلان.
حسب التقنيات التي تستخدمها شبكة إعلانات حسوب في توزيع الإعلانات على الناشرين طبقاً لطبيعة المحتوى وتخصصه والكلمات المفتاحية وعدة عوامل أخرى تقنية، تم اكتشاف أن مدونتك التي تتحدث فيها عن تجربتك في استخدام أشهر أنواع العطور، هي المكان الأنسب لوضع هذا الإعلان، وأنت بالطبع مشترك في برنامج إعلانات حسوب.
الآن، كلما نقر أحد زوار مدونتك على ذلك الإعلان يستفيد 3 أطراف:
المعلن (زيد):
يحصل على الزائر الذي يريده والذي من أجله دفع 0.10 جنيه استرليني.
الناشر (أنت):
تحصل على النصيب الأكبر من مبلغ الـ 0.10 جنيه استرليني.
الوسيط (إعلانات حسوب):
تحصل على النسبة التي تكافئ إدارتها للإعلان والبرنامج الإعلاني الخاص بالعميل.
هي صفقة رابحة لجميع الأطراف، ومن مصلحة جميع الأطراف ألا يحدث تلاعب من أي طرف من الثلاثة.
فلا يجب على المعلن أن يعلن عن أشياء وهمية أو مضرة حتى لا يضر الزائر. ولا يجب على الناشر أن يدفع زواره للنقر على الإعلان بدون حاجة فعلية لذلك، ويجب على إدارة إعلانات حسوب أن تراقب جميع الأطراف وتساعد كل طرف على أخذ ما يريده من هذه العملية بشكل شرعي.
لمحة: من واقع خبرتي في التعامل مع إعلانات حسوب فإن سعر النقرة غالباً ما يكون مرتفعاً للإعلانات التي تستهدف دول الخليج (مثل الكويت، الإمارات، السعودية، قطر، عمان، البحرين) لما يمثله السوق الخليجي كسوق تنافسي مستهدف من أغلب أصحاب الأعمال. بينما يكون سعر النقرة منخفضاً للإعلانات التي تستهدف شمال أفريقيا، مثل مصر والجزائر وليبيا والمغرب.
هذا بالطبع يلقي الضوء على أهمية استهداف المواضيع التي تهم الدول التي يكون فيها سعر النقرة في الحملة الإعلانية مرتفعاً. أما الدول التي يكون فيها سعر النقرة في الحملة الإعلانية منخفضاً، فيُفضل أن يكون لها حجم أكبر من الزوار، لتحقيق دخل جيد، كما يجدر الإشارة أن خلق محتوى متخصص عالي الجودة يختلف أيضا في تحقيق العوائد تماما عن المحتوى العام والذي لا يتنافس على استهدافه معلنين أكثر.
الربح بهذه الطريقة يتطلب عدة شروط أساسية في المدونة/الموقع الذي ستضع به تلك الإعلانات، يجب توافرها حتى تحقق دخل معقول:
الالتزام بسياسات البرنامج الإعلاني:
أياً كان البرنامج الإعلاني الذي ستشترك فيه، اقرأ السياسات جيداً، والتزم بها بقدر المستطاع. لقد عانينا أشد المعاناة لحسابات كانت تحتوي على أرقام كبيرة من الإيرادات، وتم إغلاقها من قبل شركات كجوجل أدسنس، بسبب خطأ غير مقصود. أحد أصدقائي أُغلق حسابه وبه 8,500$، والآخر كان به 40,000$، وأخبرني أحدهم عن آخر وصل رصيد حسابه إلى 120,000$ وأُغلق أيضاً!
حجم زوار مرتفع:
هناك معدل للنقر اسمه CTR أو Click Through Rate، وهذا المعدل عادة ما ينحصر بين 1-8%، وقد يزيد عن 8% في بعض الأحيان النادرة. فبافتراض أن متوسط سعر النقرة 10 سنت لكل زائر، ستجد أنك تربح من كل 100 زائر على الأقل 10 سنت، وعلى الأكثر 80 سنت. لذلك فإن الشرط الأساسي لهذه الطريقة أن يكون لديك حجم زوار مرتفع. فكل 1000 زائر تربح من ورائهم نحو 1-8$ وهذا المعدل متغير حسب سعر النقرة، ولكن بما أنك لا تستطيع التحكم في سعر النقر، قم بالتحكم في الشريحة النوعية للزوار (أي يكون الزائر مهتماً بما تقدم كما سنوضح الآن) وفي نفس الوقت يكون عدد الزوار كبيراً.
الالتزام بشريحة محددة:
المحتوى العام يجلب زائراً عامّاً، والمحتوى المتخصص يجلب زائراً متخصصاً. والمعلن العام يدفع أقل القليل من المال في سعر النقرة لأنه يريد كمّاً كبيراً من الزوار لموقعه/للعمل الخاص به، بينما المعلن المتخصص الذي لديه نوعية محددة من الأعمال، يدفع الكثير من المال في سعر النقرة لأنه يريد زائراً متخصصاً. المعلن العام، مثل موقع إخباري. المعلن المتخصص مثل موقع لبيع المجوهرات في السعودية. بالطبع أنا لا أدعو إلى طريقة عن أخرى، ولكني أوضح الفارق بين الطريقتين، ولتختر أنت ما يناسبك منهما.
الالتزام في كتابة الكثير من المحتوى:
لا يكفي فقط كتابة الكثير من المحتوى، ولكن الالتزام بكتابته على نحو منتظم كذلك. من يريد أن يربح من الإعلانات يجب أن تكون مدونته دائماً مزدحمة بالزوار، وهذا الازدحام لن يأتي إلا عن طريق تجديد المدونة الدائم بالمحتوى المتغير الذي يغطي موضوعاتها.
ملاحظة: في مسألة جلب الزوار إلى موقعك، لا تعتمد على مصدر واحد فقط لجلب الزوار. فمن يعتمد على جوجل وحدها، قد يأتي تحديث واحد فقط يدمر جهدك في SEO، ويُخفي موقعك تماماً من نتائج البحث. يقول ستيف بافلينا المدون والكاتب في مجال التنمية الذاتية "أنا مقتنع بأهمية جوجل كمصدر لجلب الزوار، ولكن أنا ضد الاعتماد عليه بصورة كاملة. نسبة الزوار التي تأتي إلى موقعي من جوجل تُقدر بنحو 1.5% من إجمالي حجم الزوار الشهري".
تم التعديل في بواسطة يوغرطة بن علي
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.