استيقظتُ من النوم في منتصف ليلة الاثنين التي توافق اليوم الرابع والعشرين من شهر آب 2015 م، وكنت أعاني من ألم في البطن. لم يختفِ الألم مهما حاولت أن أستلقي، أو أجلس، أو أقف. لقد ذكرني هذا الألم بتقلّصات الولادة، ولكن الفارق أنّ الألم لم يتوقّفْ أبدًا.
خلال مكالمتي الهاتفيّة مع خط التمريض بالمستشفى (بينما كان زوجي يبحث بجنون عن أعراضي على جوجل)، قررتُ أن أذهب إلى غرفة الطوارئ بغض النظر عمّا أخبرني به. وافقتني الممرضة، وقد وصلتْ أمي لرعاية أطفالنا الصغار، بينما نقلني زوجي ويد للمستشفى المحلي القريب.
بعد أقل من خمس ساعات كنت أتماثل للشفاء بدون مبالغة. بينما بدأ التخدير يتلاشى، تساءلت عمّا إذا ما كان ذلك كلّه حُلمًا؟ لم يتطلّب الأمر سوى إلقاء نظرة سريعة على ثوب المستشفى للتأكد من أنّه لم يكن كذلك.
بعد مضي ما يزيد عن أسبوع من الجراحة والتي تركت ثلاث ندبات جديدة على بطني، أجلس هنا للكتابة وأشعر بأنني سليمة وطبيعيّة كالمعتاد. لا أشارك قصتي من أجل التعاطف، وإنّما أتمنى أن أُهيّئك بطريقة أفضل للتعامل مع أحداث الحياة غير المتوقعة بصفتك تعمل مستقلًا.
إليكَ أفضل ثلاث نصائح:
1. التقدُّم في إنجاز العمل
لنواجهْ الأمر، الحالات طارئة دائمًا طارئة! فهي ليست أحداثًا مخططًا لها مُسبقًا، وإنّما غير متوقعة، وغالبًا ما تحدث في أكثر الأوقات غير المناسبة.
ولكن إليكَ هذا الأمر: إذا كنت معتادًا على التقدُّم في إنجاز أعمالك كجزء من روتين عملك المستقل العادي، فإنّ هذ يمنحك ميزة إضافية (أو فرصة للمُناورة) إن حدث وتعرّضت لأي موقف مفاجئ وغير متوقّع.
صدقًا، إنّ هذا ما أنقذني أثناء حالتي الطارئة التي تعرضت لها.
أحاول بجد أن أنجز غالبية أعمالي في الكتابة (مشاريع العملاء، ومدونتي ومشاريعي الخاصّة) في النصف الأوّل من الشهر، وبالتالي عندما دخلت المستشفى فجأةً، كانت مواعيد تسليم الأعمال النهائيّة أبعد ما يكون عن تفكيري.
نصيحة إضافية: إذا لم تتعرّض لأي حدث مفاجئ خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر، يمكنك الاستفادة من الوقت الإضافي لتسويق نفسك عند عملاء جُدُد، أو عرض أفكار جديدة للعملاء الحاليين، أو العمل على مشاريعك الخاصّة التي تستهويك (والتي رُبّما لن تجدَ لها وقتًا آخر أبدًا).
ثقْ بي، إنّه شعور رائع أن تمتلك أسبوعًا أو أسبوعين من الوقت الإضافي بعيدًا عن مشاريع العملاء.
2. التواصل
أديرُ أعمالًا مستقلة متنوعة؛ فأعمل كاتبة، ومُساعدَة افتراضيّة، ومدربة أعمال، كما وأُقدّم دورة تشمل مجموعة نشطة على موقع الفيس بوك.
رغم أنّني علقتُ في أعمال الكتابة، إلّا أنّه لا يزال علي إنجاز مهام والالتزام بمواعيد محدّدة في تقويم عملي الخاصّ والتي تحتاج للاهتمام وإعادة الجدولة. لحسن حظي، فإنّ هذا عزّز تواصلي الدائم مع جميع عملائي في مجال التدريب والمساعدة الافتراضيّة، ممّا يجعل هذا الموقف أسهل قليلًا.
لقد أرسلت رسالة نصية لعملائي الاثنين في وظيفة المساعدة الافتراضيّة، ونشرت رسالة في مجموعة الفيس بوك الخاصّة بالدورة (والتي يُعد أيضًا عملائي في التدريب جزءًا منها). لقد تمكنت من استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لصالحي، والإبلاغ عن عدم توفري للعمل في أقل من خمس دقائق.
أُوصي بأن تحافظ على تواصلك الدائم مع عملائك المستقلين أيضًا. أنشِئ علاقةً شخصيةً (عندما يكون ذلك منطقيًا) واحرص على توفير طرق اتصال متعددة معهم (على سبيل المثال الهاتف، والبريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي).
كثيرًا ما تضيع معظم جهات الاتصال في البريد الإلكتروني، ولكن إذا وجّهتها عبر تويتر أو أشرت إليها في إحدى منشورات الفيس بوك أو الرسائل، فمن المحتمل أن يشاهدوها.
3. التواصل مع الزملاء الآخرين
النصيحة الأخيرة التي أقدمها لك أن تسعى للتواصل مع المستقلين الآخرين بطريقة لائقة. فأنت لا تعرف بتاتًا متى قد تحتاج إلى المساعدة. إذا كنت تشارك في مشاريع بالفعل، سيكون من الأسهل أن تثق بهم للتعامل مع عملائك في حال تخلفت عن تحقيق التزاماتك تجاه العميل.
قد يكون هدفك أن تُنمّي نشاطك التجاري من عمل منفرد إلى وكالة، أو قد ترغب في أن تبقى كما أنت. أيًا كان هدفك، فإنّ تكوين صداقات مع زملائك "رُوّاد الويب" أمرٌ منطقيٌ جيد.
لم أضطر إلى التواصل مع أحد زملائي في أي مشروع لي (لحسن الحظ كانت مدة إقامتي في المستشفى أقل من 24 ساعة، وعملي لا يحتاج لجهد بدني)؛ لكن إذا اضطررت لذلك فإنّني أعرف بالضبط لمن ألجأ اعتمادًا على عميل المشروع. هذا يجعلني أشعر بالرضا تجاه عملي والتخطيط لما هو غير متوقع.
كما وإنّني أحب أيضًا امتلاك شبكة بديلة توفر لي إحالات العمل أو العملاء - كخدمة أحاول أن أردها قدر الإمكان.
الخُلاصة
لا بُدّ من التعرُّض لأحداث مفاجئة، والتي يمكن أن تكون حالة طبيّة طارية، أو توترًا في العلاقة، أو أي شيء آخر. قد تحتاج حقًا لمجرّد استراحة من العمل المستقل من وقتٍ لآخر.
ابذل قصارى جهدك للتخطيط لما هو غير متوقع من خلال إنجاز العمل مسبقًا، والبقاء على اتصال مستمر مع عملائك، وإنشاء العلاقات مع المستقلين الآخرين ذوي الصلة. أنت لا تعرف أبدًا متى يمكن لواحدة من هذه النصائح (أو الثلاث) أن تنقذ عملك المستقل في المستقبل.
هل سبق لك أن تعرضت لحدث غير متوقع في حياتك نحّاك بعيدًا عن عملك المستقل لفترة من الوقت؟ أخبرنا عن ذلك في قسم التعليقات أدناه.
ترجمة –بتصرّف- لمقال 3 Tips for Handling an Unexpected Life Event as a Freelancer لكاتبته Gina Horkey
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.