اذهب إلى المحتوى

ربّما يتبادر إلى ذهنك أنّه من الأفضل لمدير الشركة أو صاحب العمل أن لا يتحدّث حول مزايا المشاريع الجانبية ويشجّع موظفيه على القيام بها.

هل يجب على المدير أن يتوقّع من الموظفين الالتزام التام بوظيفة واحدة بحيث لا يفكّر في العمل بوظيفة ثانية في مكان آخر؟ بالطبع لا. فقد تبيّن أنّ تشجيع أعضاء الفريق على السعي وراء حياة مرضية خارج العمل يصب بالتأكيد في مصلحة الشركة، بغضّ النظر عمّا إذا كان تحقيق هذه الحياة يكلّف المال أو يساعد على كسبه.

main2.png

نحن نعتقد بأنّ الهواة مؤهلين أكثر لتحقيق طفرات ابتكارية، ونؤمن أنّ وجهات النظر المثمرة المستمدّة من تنوّع الخبرات من شأنها أن تجعل فريقنا أقوى.

لكن، ما هو المشروع الجانبي؟

عندما تبحث عن "مشروع جانبي" (أو "side hustle" باللغة الإنجليزية) فإنّ أغلب النتائج التي تحصل عليها هي "كيف تكسب $$$ إضافية"، أو غيرها من العناوين المضللة:

1-بحث جوجل- مشروع جانبي.png

تشتمل هذه القوائم على عدة اقتراحات لكنّها لا تغطّي مفهوم المشاريع الجانبية كاملا. من هذه الاقتراحات:

  • تأجير غرفة فارغة على Airbnb.
  • العمل كسائق Uber.
  • استلام المهام وتنفيذها عبر تطبيق TaskRabbit.
  • إجراء استطلاعات على الإنترنت.
  • تركيب أثاثIkea .
  • جرف الثلوج من على السيارات في الأيام المثلجة.
  • بيع وشراء أسماء النطاقات domains.

جميعها بالتأكيد طرق مشروعة لتحقيق ربح سريع، لكن هل هذا ما يعنيه المشروع الجانبي حقًا؟

يعرّف موقعEntrepreneur المشروع الجانبي على أنّه "طريقة لكسب بعض المال الإضافي الذي يتيح لك المرونة للسعي وراء أكثر ما يثير اهتمامك. كما أنّه يمكن أن يكون شغفك الحقيقي؛ أي فرصة للاهتمام بالموضة، السفر، أو أيّا كانت الأمور التي تستهويك بالدرجة الأكبر دون أن تترك وظيفتك النهارية".

أمّا مجلة Inc. فتقول أنّ المشروع الجانبي "ليس وظيفة بدوام جزئي بقدر ما يكون شيئًا أنت تبنيه، ويكون مرضيًا إلى حد كبير"

وتقول Catherine Baab-Muguira في مقالها "جيل الألفية مهووس بالمشاريع الجانبية لأنّها كل ما نملك" أنّ المشاريع الجانبية "هي شيء قيّم أكثر بكثير من المال: هي حصْن ضد الشعور بالعجز والملل والانخداع بالحياة". وفي سياق التحديات الاقتصادية خلال السنوات الخمس عشر الماضية حيث عانى الشباب من التهميش، يمكن أن تكون المشاريع الجانبية بمثابة "الإلهاء عن الشعور بالإحباط، والجسر بين الواقع القاسي وحياتك الداخلية المقنعة".

لاحظ أنّ مفهوم "تنقيد الهوايات" (أي تحويل الهواية إلى مصدر للنقود) ليس جديدًا على الإطلاق. فوالدتي، على سبيل المثال، من مواليد الخمسينات من القرن الماضي وقد اعتادت على تنسيق هذه المنحوتات الخزفية الغريبة وبيعها في معارض فنون الحدائق، لكن لم يسبق لها أن دعت هذه الهواية بـ "مشروع جانبي".

2-مشروع جانبي.png

وكما تُشيرBaab-Muguira  في مقالها، "جيل الألفية لم يخترع الوظيفة الثانية، وإنّما قاموا بتسميتها فقط".

المشاريع الجانبية رفاهية

يمكن أن نصف المشروع الجانبي بأنّه هواية احتضان الذات، وهو أقرب للتعريف الذي توصّل إليه فريقنا بالإجماع عندما قمنا باستطلاع آراء الجميع في Help Scout حول مشاريعهم الجانبية، وقد كان تفسيرنا المشترك أنّ المشروع الجانبي هو مشروع شغف؛ هو محاولة لا منهجية لتنقيد الهوايات المرضية للذات.

3-doula مشروع جانبي.png

اقتباس

Becca Van Nederynen، مديرة الموارد البشرية في Help Scout، تعمل بوظيفة جانبية كمساعدة للأمهات قبل أو بعد الولادة، وها هي تحمل الطفلة Evelyn بعمر سبعة أيام، والتي ساعدت في إنجابها. تقول Becca: "إنّها تجربة مدهشة أن أدعم (الأمهات) وأن كون جزءًا من هذا الحدث".

ليست Becca فقط من تعمل بوظيفة جانبية، فـ Tim يساعد أحد المصوّرين المحليين في الترويج لعمله مقابل عمل فني، أنا أعزف الكمان الأجهر في فرق موسيقى bluegrass، Beenish تدرّس الأطفال الرياضيات، Megan تعمل كمدربة في مجال الدراجات الجبلية ودراجات cyclocross. قد لا تكسبنا هذه الوظائف الكثير من المال في الوقت الحالي، لكنّنا نحب القيام بها، وهذا هو الشعور الأروع والأهم.

ولهذا نقول أنّ المشروع الجانبي هو رفاهية، فالمصطلح بحد ذاته يحمل ميزة لا تحملها مصطلحات أخرى مثل "وظيفة ثانية" أو غيرها. لا أحد منّا في Help Scout يشعر بالحاجة الشديدة إلى كسب الكثير من المال من مشاريعنا الجانبية، وهذا يشهد على عملنا المربح والرواتب والفوائد العادلة. نحن لسنا بحاجة إلى التفكير بوظيفة ثانية (أو ثالثة)، كما نقوم بإطلاق تسميات طريفة لوصف تنقيد هواياتنا لأنّنا لا نعتمد عليها لتغطية نفقاتنا. وهذا هو الفارق المهم الذي يجب أن نلاحظه بين وظائف الاقتصاد التعاوني الجانبية التي تساعد الأفراد في تغطية نفقاتهم، وبين مشاريع الشغف التي تحقق الربح (أو ربّما تحققه في يوم من الأيام).

فإذا كان لدى أعضاء فريقنا "مشاريع جانبية" بدلًا من "وظائف ثانية"، نحن على المسار الصحيح. أمّا إذا كانت الحالة معاكسة تمامًا، فيجب أن نتفحّص بدقة ممارسات شركتنا.

المشاريع الجانبية مفيدة للشركات

نحن نريد تشجيع أعضاء الفريق على تنمية ذواتهم خارج العمل، بغض النظر عن طريقة القيام بذلك. فبالنتيجة بدأت شركتنا كمشروع جانبي. فقد كان لدى المؤسسين وكالة تصميم حينما بنوا Help Scout، وما زالوا يواصلون بمشاريعهم الجانبية. على سبيل المثال، يدير مديرنا التنفيذي، Nick Francis مع زوجته مدوّنة للسفر. أمّا رئيس قسم التكنولوجيا، Denny Swindle، فيقوم بتجربة مجموعة منتجات ضرورية للعناية بالبشرة الدهنية. وبهذا الخصوص يقول Denny: "الأمر مختلف تمامًا عمّا أقوم به في العمل، وهنا تكمن المتعة".

4-مشروع جانبي pingpong.png

اقتباس

Dave Marin، مدير التصميم في Help Scout، شارك في بناء PingPongNinja؛ تطبيق يساعد في تتبّع نقاط مباريات لعبة PingPong في المكتب. يقول Martin أنّ هذا التطبيق "يُكسِب بعض المال لشراء الكتب كل شهر". وهو يعمل الآن على بناء إصدار يعمل على منصة firebase وقابل للتحميل والتشغيل على خادومك الخاص.

يقول Nick متحدثًا عن المشروع الجانبي: "أعتقد أنّه وسيلة رائعة ليتعلم الناس مهارات أو تقنيات جديدة، والتي يمكن أن تطبّق لاحقًا في الشركة بطريقة إيجابية". ويضيف: "لقد تعلّمت استخدامJekyll عند العمل على مدونة السفر، والآن يدير Jekyll موقعنا التسويقي في Help Scout"

5-مشروع جانبي band.png

اقتباس

مشروعي الجانبي. لطالما ساعدتني الموسيقى على تنشيط ذهني واستخدامه بطرق مختلفة، وهذا بدوره له تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على عملي

حتّى أنّ هناك بعض الشركات، مثلBasecamp  وNestio، تقدّم رواتب للتعلّم، يمكن أن ينفقها أفراد الفريق على أي شيء يختارونه. وبهذا الخصوص يقول Caren Maio، مؤسس Nestio ومديرها التنفيذي: "لقد وجدنا أنّ اكتفاء الموظفين خارج المكتب يجعل الفريق أقوى داخل المكتب". وتستفيد Nestio من هذا الأمر بكونه أسلوب توظيف ذكي، لأنّه يجذب نوع من المرشحين المندفعين الذين تسعى الشركة إلى توظيفهم.

وفي حين يفضّل بعض أصحاب العمل أن يكرّس الموظفون 100% من طاقاتهم الريادية للعمل في الشركة، تسعى الشركات المبتكرة إلى توظيف الأشخاص المبادرين ذوي الفكر الريادي، والذين يملكون الحافز للعمل على مشروع جانبي. لأنّ الموظفين الذين يعملون على مشاريع جانبية لديهم شغف كبير، وهذا بدوره يؤثّر إيجابيًا على عملهم.

هل لديك مشروع جانبي (أو مهما كان الاسم الذي تطلقه عليه)؟ ما التأثير الذي يحدثه على عملك؟ شاركنا برأيك عبر صندوق التعليقات.

ترجمة-وبتصرّف-للمقال Are Side Hustles Good for Business? لصاحبته: Emily Triplett Lentz

حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...