البحث في الموقع
المحتوى عن 'هندسة البرمجيات'.
-
نوضح في هذا المقال الأسلوب الأمثل لدراسة تخصص هندسة البرمجيات، ونجيب على السؤال المهم حول إمكانية دراسة البرمجة بشكل ذاتي. ونسلط الضوء على أهم المميزات والتحديات التي ستواجهك إذا اخترت الدراسة الذاتية للبرمجة أو الدراسة الأكاديمية لها، ونختم المقال بجملة من النصائح التي تساعدك لتتعلم البرمجة باحترافية وكفاءة. هل يناسبني تخصص هندسة البرمجيات؟ لا شك أن البرمجة مهارة مميزة في عصرنا الحالي سريع التطور، وقرار تعلم البرمجة أو هندسة البرمجيات هو خيار ممتاز وخطوة صائبة، ويعد تخصص هندسة البرمجيات واحدًا من أسرع المجالات نموًا في العالم ويوفر للمرء فرص عمل متعددة ذات أجر مرتفع ويضمن له مستقبلًا مشرقًا، فكل الأعمال اليوم تحتاج لمن يطور لها البرامج والمواقع ويقوم بصيانتها وتحديثها بصورة مستمرة. إضافة لكونه مجالًا إبداعيًا ودائم التطور يمنح المتخصص فيه قدرة إبداعية ويحسّن طريقة تفكيره المنطقي ويمكّنه من تطوير برامج وتطبيقات بأفكار مميزة ونافعة، فإذا كنت مهتمًا بمجال البرامج الحاسوبية ولغات البرمجة ولديك رغبة دائمة في تطوير نفسك وصبر على تعلم الكثير من المفاهيم والأدوات والاطلاع على كل جديد في مجال التقنيات واستعداد لمواجهة التحديات وحل المشكلات وإتمام المهام وانتباه جيد للتفاصيل فدراسة تخصص هندسة البرمجيات خيار مناسب لك بكل تأكيد ويحقق لك الكثير من الفوائد والمميزات وأهمها: توفير العديد من فرص العمل في مختلف المجالات والقطاعات، فالطلب على المبرمجين ومهندسي البرمجيات في تزايد مستمر. الحصول على أجور مرتفعة مقارنة بالتخصصات والوظائف الأخرى. تعزيز القدرة على التفكير التحليلي والمنطقي وحل المشكلات بسهولة ومرونة. مرونة في اختيار ساعات ومكان العمل حيث يمكن العمل عن بعد من داخل المنزل أو أي مكان وخلال أي وقت تفضله. حرية العمل بشكل مستقل أو بدء عملك الخاص أو العمل في شركة مع فريق متكامل. القدرة على تحويل الأفكار إلى تطبيقات ومشاريع مبتكرة تفيد البشر وتسهّل عملهم. مواكبة التطور التقني وفهم طريقة التعامل مع التقنيات الحديثة بسرعة وسهولة. اكتساب مهارة التطوير الذاتي والقدرة على تعلم مهارات جديدة باستمرار. كيفية تعلم تخصص هندسة البرمجيات إذا قررت التخصص في مجال البرمجة وهندسة البرمجيات فسوف تجد أمامك خيارين أو نهجين متاحين للتعلم الأول هو الطريق الأكاديمية أي سيتوجب عليك الالتحاق بجامعة أو كلية تقنية متخصصة في هندسة البرمجيات أو علوم الحاسوب أو أي اختصاص مشابه، وهذا الخيار يمنحك تعليمًا شاملًا للبرمجة وفق منهج منظم ومحدد لكنه طريق طويل يلزمك بدراسة الكثير الكثير من المقررات ويمتد لفترة زمنية طويلة. الخيار الثاني هو الطريق المهني حيث يتوجب عليك دراسة تخصص هندسة البرمجيات بشكل ذاتي مستفيدًا من مصادر التعلم الكثيرة والمتنوعة من كتب ومقالات ودروس ومقاطع فيديو ودورات تدريبية متاحة عبر الإنترنت لتعلم لغات البرمجة والتقنيات وغيرها من الأدوات والمهارات المطلوبة لإتقان التخصص وهذا الخيار يمكّنك من التركيز على تخصصك واحترافه بوقت أقل. سنناقش في الفقرات التالية أبرز المميزات والعيوب لكل طريقة من هذه الطرق لنساعدك على اختيار الطريقة الأفضل والأنسب لك. الدراسة الجامعية لتخصص هندسة البرمجيات إذا قررت دراسة هندسة البرمجيات من خلال الالتحاق بإحدى الجامعات الأكاديمية حيث تستغرق الدراسة في هذا التخصص وسطيًا أربع سنوات وقد يختلف عدد السنوات والمواد من جامعة لأخرى. وهذا الخيار سيوفر لك عدة مميزات وسيضع أمامك جملة من العوائق والتحديات، لنناقش كلًا منها على حدا في فقراتنا التالية. مميزات الدراسة الجامعية لتخصص هندسة البرمجيات من أهم المميزات والإيجابيات التي ستحصل عليها عند دراسة تخصص هندسة البرمجيات في الجامعة ما يلي: الحصول على تعليم منهجي ومنظم وفق جدول زمني محدد فالمناهج الجامعية موضوعة بعناية ومرتبة وفق ترتيب منطقي يتدرج في تعليمك كافة الأساسيات التي تحتاجها والتي يمكنك من خلال تعلمها تطوير نفسك في أي مجال لاحقًا. الحصول على شهادة جامعية معترف بها تعزز مصداقيتك وتساعدك على الحصول على فرصة عمل. توفر دراسة البرمجة في الجامعة جو تعلّم جماعي وتمكّنك من التفاعل مع زملاء لهم نفس الاهتمامات وتنفيذ مشاريع جماعية ومناقشات مثمرة. توفر الجامعات مختبرات حواسيب ومكتبات ضخمة تضم الكثير من الكتب والمصادر البرمجية القيّمة التي تساعدك في عملية التعلم. صعوبات وتحديات الدراسة الجامعية لتخصص هندسة البرمجيات لا يخلو التعليم الجامعي في تخصص هندسة البرمجيات من بعض العوائق والصعوبات التي تحتاج لأن تأخذها بعين الاعتبار عند اختيار المسار الأفضل بالنسبة لك ومن أبرز هذه الصعوبات نذكر: تحتاج دراسة هندسة البرمجيات في الجامعة لمدة زمنية طويلة تستغرق 4 سنوات أو أكثر وتختلف المدة حسب كل جامعة. المقاعد الجامعية محدودة فقد لا تحصل على فرصة في دراسة هندسة البرمجيات في الجامعة التي تطمح لها وتضطر لدراسة تخصص آخر. يعتبر التعليم الجامعي مرتفع التكلفة مقارنة بالتعلم الذاتي حيث ستضطر لدفع تكاليف الرسوم الجامعية والكتب وأجور المواصلات وغيرها. ستضطر خلال فترة دراسة تخصص هندسة البرمجيات في الجامعة إلى تعلم الكثير من المواد النظرية المملة التي لن تفيد مطلقًا في سوق العمل. لا زال أسلوب تعليم البرمجة وتقييم معلومات الطالب في بعض الكليات معتمدًا على الأساليب التقليدية القديمة التي تختبر الحفظ بدل الفهم ولا تقيم مهارات الطالب تقييمًا صحيحًا، وهذا الأسلوب يناسب التخصصات النظرية لكنه لا يناسب تخصص هندسة البرمجيات والحاسوب الذي يعتمد على الفهم والإبداع والمنطق. لا تواكب بعض المناهج الجامعية التطور السريع في مجال البرمجة وتقنياتها أولًا بأول، وقد تعتمد لسنوات على نفس المناهج القديمة التي عفا عليها الزمن فإذا اكتفيت بما تعلمك إياه الجامعة ستخرج إلى سوق العمل وتفاجأ بالفجوة الكبيرة بين ما تعلمته في أروقة الجامعات وبين ما هو مستخدم في سوق العمل. الدراسة الذاتية لتخصص هندسة البرمجيات هل تعلم أن معظم المبرمجين الناجحين لم يكونوا خريجي كليات تقنية وليس لديهم شهادات جامعية في أحد التخصصات البرمجية بل اتبعوا أسلوب التعلم الذاتي وأثبتوا جدارتهم من خلال العمل على تطوير مشاريعهم البرمجية الخاصة حيث توفر الدراسة الذاتية لتخصص هندسة البرمجيات جملة من الفوائد والمميزات التي قد لا يوفرها لك خيار التعلم الجامعي التقليدي، وإذا كنت ترغب بالاطلاع على قصص نجاح لأشخاص تمكنوا من تحقيق النجاح والتميز من خلال دراسة هندسة البرمجيات بشكل ذاتي أنصحك بمطالعة قصص نجاح طلاب أكاديمية حسوب ففيها تجارب ملهمة حقًا. لكن الدراسة الذاتية لتخصص هندسة البرمجيات تتضمن أيضًا جوانب إيجابية وأخرى سلبية سنتعرف عليها في الفقرات التالية. مميزات الدراسة الذاتية لتخصص هندسة البرمجيات من أبرز الفوائد التي ستعود عليك في حال قررت دراسة هندسة البرمجيات بشكل ذاتي ما يلي: مرونة التعلم في أي وقت وتحديد عدد ساعات التعلم وجدول الدارسة وفق ما يناسب ظروفك. تعلم البرمجة من المنزل أو أي مكان يناسبك بدل تكبد عناء الذهاب لمقر الجامعة الذي قد يكون موجودًا في مكان بعيد عنك أو خارج مدينتك. التعلم بتكلفة بالمجّان أو دفع تكلفة منخفضة مقارنة بتكاليف التعليم الجامعي. التعلم بصورة أسرع من خلال التركيز على تعلم لغات البرمجة والتقنيات التي تفيدك في تخصصك البرمجي فقط. التعلم من مصادر حديثة ما يبقيك على اطلاع بأحدث التقنيات في تخصصك البرمجي بدل دراسة معلومات قديمة عفا عليها الزمن. توفر مصادر تعلم عديدة ومتنوعة تمكّنك من تحديد الأسلوب الذي تفضلّه وتحقيق أفضل استفادة. التركيز على التطبيق العملي وتنفيذ المشاريع المطلوبة في سوق العمل بدل التعلم النظري الممل. تعلم التنظيم وإدارة الوقت وتحديد أولويات التعلم يما يحقق أهدافك من التعليم. تطوير مهارة التواصل الفعال مع المجتمعات البرمجية عبر الإنترنت. زيادة الاعتماد على النفس واكتساب مرونة في مواجهة التحديات وحل أي مشكلات تواجهك بمفردك. صعوبات وتحديات الدراسة الذاتية لتخصص هندسة البرمجيات بالرغم مما توفره الدراسة الذاتية للبرمجة من مميزات ونقاط قوة إلا أنها لا تخلو من بعض الصعوبات والتحديات وإن لم تتعامل معها بشكل صحيح فقد تصاب بالإحباط وتفشل في تحقيق أهدافك، وإليك قائمة بأبرز هذه الصعوبات: التعلم الفوضوي وغير المنضبط فقد تشتتك كثرة المصادر ولا تعرف من أين تبدأ وما هي الخطوات الصحيحة التي عليك اتباعها. عدم وجود أستاذ يقيّمك ويمكّنك من تحديد مستواك ومعرفة نقاط ضعفك والعمل على تحسينها. عدم تنظيم الوقت والمماطلة وفقدان التركيز والانضباط والتحفيز. لا تحصل على شهادة أكاديمية تثبت ما تعلمته لكن يمكن حل هذه النقطة ببناء معرض أعمال قوي يثبت كفاءتك وهو الأهم حاليًا في سوق العمل والكل يبحث عنه بدلًا من الشهادة. إذا كنت شخصًا اجتماعيًا فقد يشعرك التعلم الذاتي بنوع من العزلة لعدم وجود زملاء أو فريق يشاركك التعلم ويتعاون معك في المشاريع، والانضمام للمجتمعات والمنتديات عبر الانترنت يساعدك في تخطي هذه الصعوبة. هل أتعلم البرمجة عبر الجامعة أم ذاتيًا؟ سواء اخترت تعلم البرمجة بشكل ذاتي أو في كلية أو جامعة فيجب أن تضع في الحسبان أن تعلم البرمجة ليس بالأمر اليسير بل يحتاج للكثير من الصبر والمثابرة وبذل الجهد والتعلم المستمر من مصادر حديثة والتطبيق العملي، ستحتاج إلى قضاء وقت كبير في البرمجة والعمل على مشاريع لتحسين مهاراتك لكن حلاوة الإنجاز ستهون عليك التعب. وختاًا إليك بعض النصائح لتصبح مهندس برمجيات ناجح: ابدأ بتعلم الخوارزميات والتفكير المنطقي قبل أن تبدأ في تعلم أساسيات البرمجة، ففهم هذه المواضيع أمر بالغ الأهمية لك كمبرمج أو مهندس برمجيات. تعرف على أهم مجالات البرمجة وأكثر التخصصات البرمجية المطلوبة في سوق العمل الذي تود التوجه له، وحدد بناءً على ذلك ما هو التخصص البرمجي الذي تود متابعة دراسته واحترافه، ثم ضع قائمة بأهم لغات البرمجة والتقنيات التي عليك تعلمها لتتقنها وضع خطة محكمة لتعلمها. طبق كل ما تتعلمه فكلما كتبت أكوادًا أكثر كلما استوعبت المفاهيم البرمجية بشكل أفضل، وتأكد أنك مهمًا قرأت من دروس وشاهدت من مقاطع فيديو فلن تصبح مبرمجًا كفؤًا إلا إذا مارست ما تتعلمه بشكل عملي وتدربت على حل المشكلات وتصحيح الأخطاء التي ستظهر عند تنفيذ الكود. فكّر ثم برمج ولا تكتب أي كود برمجي قبل أن تخطط وتحلل مشروعك بشكل جيد وتفهم الوظائف والمهام المطلوبة بوضوح ثم تنفذها من خلال الأكواد البرمجية. حدّث معلوماتك باستمرار فمهما كان مستوى خبرتك فهناك دومًا معلومات وتقنيات جديدة تحتاج لتعلمها. شارك في المنتديات والمجتمعات البرمجية وتبادل معلوماتك وتجاربك مع المبرمجين والمطورين الآخرين. من الجيد أن تتعلم أكثر من تقنية أو لغة لتطوير مشاريعك البرمجية فهذا يجعلك قابلًا للتكيف مع سوق العمل والتغير الكبير في المتطلبات. إذا كنت تشعر بالتشتت ولا تملك القدرة على تنظيم تعلمك وتقييم معلوماتك فإن اتباعك لدورات تدريبية منهجية في التخصص البرمجي الذي تحبه سيمكنك من اتباع الخطوات الصحيحة ويساعدك في التعلم بشكل أفضل وأسرع. كيف تساعدك دورات أكاديمية حسوب على دراسة هندسة البرمجيات تساعدك أكاديمية حسوب على تخطي العقبات التي قد تواجهها في في دراستك الذاتية لتخصص هندسة البرمجيات من خلال توفير تعلم منهجي منظم فهي توفر لك الكثير من مصادر التعلم المجانية لتعلم البرمجة من كتب ودروس ومقالات وسلاسل تعليمية تناسب كافة المستويات، كما توفر الأكاديمية دورات تعليمة متنوعة في أشهر التخصصات البرمجية المطلوبة في سوق العمل كما تضمن لك حداثة المحتوى التعليمي فالأكاديمية تضيف تحديثات مستمرة لمختلف الدورات لتواكب أحدث التطورات والاتجاهات. أضف إلى ذلك أنها توفر قسم الأسئلة والأجوبة كمجتمع برمجي فاعل يساعدك خلال رحلتك التعليمية. وعند اشتراكك في إحدى دورات أكاديمية حسوب ستضمن الحصول على شروحات برمجية ذات جودة عالية تدمج بين التعليم النظري والتطبيق العملي حيث تشمل دورات الأكاديمية العديد من المشاريع التطبيقية التي تمنحك خبرة عملية وتقيم مستواك البرمجي بشكل صحيح وتساعدك على بناء معرض أعمال احترافي. كما توفر لك دعمًا تفاعليًا حيث يمكنك التواصل مع فريق متخصص من المدربين المستعدين لشرح ما يصعب عليك خلال دراستك وإجابتك على على أي تساؤل تطرحه، والأهم أنك ستتمكن من خوص امتحان يقيّم ما تعلمته خلال الدورة لتتمكن من الحصول على شهادة معتمدة من أكاديمية حسوب في حال نجاحك فيه الأمر الذي يعزز فرصتك في الحصول على فرصة عمل مناسبة. وفي الختام تذكّر أن رحلة تعلم البرمجة قد لا تكون سهلة لكنها بالتأكيد ستكون رحلة مليئة بالتحديات والتشويق والمتعة إذا سلكتها بالطريقة المناسبة واتبعت الخطوات الصحيحة، لذا من المهم أن توازن إيجابيات وسلبيات كل طريقة من طرق تعلم تخصص هندسة البرمجيات وتختار الطريقة التي تناسب ظروفك ومتطلباتك وتلتزم بالنصائح التي ذكرتها لك، وستنجح بإذن الله في تحقيق كل أهدافك والتغلب على كل التحديات والصعوبات التي تواجهك. الخلاصة تعرفنا في مقال اليوم على أبرز الطرق التي يمكنك من خلالها دراسة تخصص هندسة البرمجيات ومميزات وتحديات كل طريقة منها، ويمكن أن نخلص في نهاية المقال بأن الدراسة الذاتية للبرمجة هي الخيار الأفضل لك إذا كنت شخصأ يسعى لدخول سوق العمل وكسب المال بسرعة وتريد أن تحافظ على حداثة معلوماتك وتبقى مطّلعًا على كل جديد لكن هذا يتطلب منك الكثير من الجهد والتنظيم والالتزام واعتماد مصادر تعلم جيدة والتحفيز الذاتي المتواصل لتجنب الفشل والإخفاق. أما الدراسة الجامعية فهي الأنسب لك إذا كان هدفك هو الحصول على شهادة جامعية والدراسة ضمن بيئة تعلم منظمة ومنهجية وإذا تمكنت من الجمع بين التعليم الجامعي والتعلم الذاتي فسيكون هذا أمرًا رائعًا بإمكانه تجاوز القصور الذي تعاني منه مناهج التعليم التقليدي. اقرأ أيضًا تعلم البرمجة ما هي فوائد تعلم البرمجة؟ أسهل لغات البرمجة مدخل إلى تطوير البرمجيات Software Development
-
تنمو مجالات علوم الحاسب وهندسة البرمجيات أسرع من بقية مجالات العمل الأخرى، وتوفر للراغبين بدخوله مجموعة واسعة من الفرص والوظائف، فمعظم الصناعات اليوم تحتاج إلى مهندسي البرمجيات لتسيير أعمالها الرقمية. لذا سنشرح في مقال اليوم مجال هندسة البرمجيات الذي يعد أحد أهم التخصصات المطلوبة اليوم، ونوضح فرص العمل التي يمكن لمهندس البرمجيات التخصص بها، ونوفر مجموعة من النصائح الضرورية لتعلم هندسة البرمجيات بأقصر الطرق دون الحاجة لوجود أي خبرة تقنية مسبقة أو سلوك المسار الجامعي الطويل، ونختم المقال بأهم الميزات والتحديات المرتبطة بهذا التخصص لتكتشف بنفسك هل هذا المسار الوظيفي مناسب لك أم لا؟ ما هي هندسة البرمجيات؟ هندسة البرمجيات Software Engineering هي تخصص يهتم بتطبيق المبادئ الهندسية في تصميم البرمجيات وتطويرها وتنفيذها، وكما تلاحظ تتكون هندسة البرمجيات من كلمتين هما البرمجيات والهندسة ولتبسيط الأمور يمكنك القول أن هندسة البرمجيات هي العلم الذي يمكنك من تطبيق مفاهيم الهندسة على البرمجة. فإذا كانت البرمجة هي التي تمكنك من تطوير البرامج وكتابة شيفرات قابلة للتنفيذ، فالهندسة هي التي توفر لك تقنيات وآليات تساعدك في تنظيم عملك البرمجي بأفضل طريقة ممكنة وتضمن لك الجودة في كل مرحلة من مراحل إنتاج البرمجيات بدءًا من تحليل متطلبات البرنامج مرورًا بكتابة أكواده البرمجية وانتهاءً بصيانته وتحسينه. ومن خلال الجمع بين البرمجة وبين مبادئ الهندسة ستتمكن من إنشاء برامج وأنظمة ضخمة واحترافية قادرة على حل جميع أنواع المشكلات التي تواجه المستخدمين والشركات وتلبية متطلباتهم مهما كانت كبيرة ومعقدة. ما أهمية تخصص هندسة البرمجيات؟ برزت الحاجة إلى هندسة البرمجيات نتيجة لزيادة الطلب على البرامج والتغييرات الكبيرة في متطلبات المستخدمين والبيئات البرمجية فكان لا بد من إيجاد حل يسهّل عملية بناء هذه البرامج الضخمة واعتماد مبادئ هندسية تجعل عملية تطوير البرمجيات أسرع وأقل تكلفة وأسهل في التطوير وإجراء التحسينات. ولتوضيح الأمر بشكل أبسط لنفترض أنك تريد بناء منزل صغير وبسيط وطلبت من مقاول القيام بذلك، قد يبني لك المقاول المنزل المطلوب بنفسه بناء على خبرته العملية السابقة دون اتباع أي طرق علمية، لكن بالطبع لن يكون المنزل الذي ستحصل عليه بنفس جودة المنزل في حال بناه مهندس محترف، وقد يرتكب المقاول بعض الأخطاء البسيطة التي قد لا تنتبه لها بسبب صغر مساحة البيت وقلة حجم المتطلبات. الآن ماذا لو طلبت من نفس المقاول تشييد مبنى من 10 طوابق! بالطبع لن يتمكن من تلبية طلبك وقد يجازف ويوافق على طلبك وهنا ستكون الكارثة وسيفشل المشروع بعد فترة وجيزة، وقد ينهار المبنى قبل اكتماله بسبب جهل المقاول بالقواعد الأساسية التي تطبق لإنجاز البناء والنظريات المتعلقة بمقاومة المواد المطلوبة للبناء وسيتأخر إنجاز العمل ككل بسبب سوء التقديرات المناسبة للوقت والمواد المطلوبة. فكي تنجح في تشييد مبنى ضخم تحتاج إلى فهم وتطبيق مختلف تقنيات الهندسة المدنية والمعمارية خلال عملية البناء وإلى التخطيط المسبق والجيد لكافة الخطوات وتقدير الكميات وكلف المواد والأوقات اللازمة لإنجاز العمل، بعدها يمكنك أن تبدأ عملية البناء وأنت على دراية أكبر بسير العمل. الوضع نفسه ينطبق على مشاريع تطوير البرمجيات ففي حال كنت بحاجة لتطوير برنامج بسيط يحل مشكلة بسيطة يمكن أن ينجزه لك أي مبرمج وينجح في كتابة كود برمجي يحقق لك المطلوب مباشرة، لكنه بالتأكيد سيفشل في تطوير برمجيات ضخمة بمتطلبات معقدة تحتاج لكتابة آلاف الأسطر البرمجية إذا لم يكن على دراية بمبادئ هندسة البرمجيات ولم يقم بتسخير علم الهندسة وتوظيفها بشكل صحيح في بناء هذه البرمجيات. ويمكن هنا أن تلاحظ ما الفرق بين مطور التطبيقات ومهندس البرمجيات، فالمبرمج يمكن أن ينفذ المشروع ويكتب الكود البرمجي الخاص به وهو ما يعرف بتحقيق المشروع أو تنفيذه "Implementation" أما مهندس البرمجيات فيقوم بأكثر من ذلك بكثير فهو يخطط ويحلل متطلبات المشروع ويقدم أنسب الحلول لتحقيق المشروع بناءً على معرفته وخبرته الهندسية قبل البدء الشروع بكتابة الكود ويكون لديه تصور واضح عن العمل الذي يتم إنجازه بكافة مراحله. ما الفرق بين هندسة البرمجيات وعلوم الحاسوب؟ إذا كنت تتساءل عن الفرق بين هندسة البرمجيات وعلوم الحاسوب وهل هما الشيء نفسه؟ فيمكننا القول باختصار أن هندسة البرمجيات هي أحد المجالات الفرعية لعلوم الحاسوب وهي تركز على الحلول العملية وتمكننا من إنتاج برمجيات تحقق أعلى جودة بأقل وقت وتكلفة. لا تركز هندسة البرمجيات على تعليمك البرمجة وتطوير البرامج والتطبيقات المختلفة فحسب، بل تمكنك من تطوير هذه التطبيقات بأفضل طريقة وتعلمك منهجيات مختلفة لتطوير البرمجيات والمراحل التي يمر بها البرنامج خلال دورة حياته والتي تشمل التخطيط والتصميم وكتابة الكود البرمجي وصولاً لنشر البرنامج وصيانته إضافة لمهارات أخرى عديدة مثل التواصل الفعال وإدارة المشاريع. أما علوم الحاسوب فهي مجال أكثر تجريدًا وشمولية من هندسة البرمجيات ويركز بشكل أكبر على المفاهيم النظرية ومعمارية الحاسوب وطريقة عمله ويهتم بالخوارزميات ومعالجة البيانات وقواعد البيانات والذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات …إلخ. كيف أتعلم هندسة البرمجيات؟ إذا وصلت لهذه الفقرة فلا بدّ أنك مهتم بتعلم هندسة البرمجيات وتتساءل عن المهارات الأساسية التي عليك تعلمها للتخصص في هذا المجال ودخول سوق العمل، وهنا دعني أخبرك أن أمامك طريقين أولهما هو الدراسة الأكاديمية المتخصصة في إحدى الجامعات وفي هذه الحالة قد تطول مدة دراستك لسنوات وقد تضطر لدراسة العديد من المواد النظرية التي لن تفيدك على الإطلاق في حياتك العملية، أو قد تضطر إلى دخول فرع علوم الحاسوب ثم التخصص في مجال هندسة البرمجيات في الدراسات العليا أي أنت مرتبط بحسب ما توفره المؤسسة التعليمية التي تنوي الالتحاق بها. وثانيهما هو التعلم الذاتي من المصادر الموثوقة والمنهجية المتوفرة عبر الإنترنت وهو طريق مختصر يركز على الجانب العملي ويمكنك من دخول سوق العمل بسرعة أكبر، ولحسن الحظ لم تعد معظم شركات التقنية تتطلب امتلاك شهادة متخصصة للعمل في مجال هندسة البرمجيات، وتركز بشكل أكبر على امتلاك الخبرة الكافية فيه. فيمكنك من خلال التعليم الذاتي والتدريب العملي اكتساب الخبرة الكافية كي تكون مؤهلًا للعمل في هذا المنصب، وإن كان الجمع بين المهارات والحصول على شهادة اختصاصية في مجال هندسة البرمجيات أو تطوير البرمجيات أو علوم الحاسوب أو الرياضيات أو أي مجال مشابه يوفر لك بلا شك فرصًا أفضل. وفي هذا الصدد أود مشاركة نتائج جديرة بالانتباه من أحدث استطلاع رأي نشره موقع Stack Overflow الشهير نهاية عام 2022 والذي يجمع كبار المبرمجين المحترفين حول العالم حيث أظهر أن الغالبية العظمى من المطورين المشاركين لم يتعلموا البرمجة من الكليات والجامعات وإنما تعلموها بشكل ذاتي من مصادر التعلم المختلفة والدورات التدريبية عبر الإنترنت، ولا عجب في ذلك فمصادر التعلم عبر الانترنت ليست متنوعة فحسب بل تتميز بأنها تُحدَّث باستمرار لتواكب عالم البرمجيات المتغير والمتجدد. وإذا كنت تبحث عن المزيد من الطرق والخيارات لتعلم البرمجة بسرعة وكفاءة، يمكنك الاطلاع على مقال كيف تتعلم البرمجة: نصائح وأدوات لرحلتك في عالم البرمجة. وكي تتعلم هندسة البرمجيات تحتاج بالطبع لأن تعرف أساسيات البرمجة وتحترف استخدام إحدى لغات البرمجة الشهيرة مثل جافا أو بايثون أو C++ كما تحتاج لأن تكون على دراية بأسس التفكير المنطقي والخوارزميات والأنماط البرمجية المختلفة مثل البرمجة كائنية التوجه OOP التي تسهل عليك عملية تصميم البرامج وتمكنك من تنظيمه ضمن كائنات تشبه كائنات العالم الحقيقي وأنماط التصميم التي تمكنك من اتباع حلول محددة لحل مشاكل برمجية معينة بشيفرة مكتوبة بشكل نموذجي وموثوق. كما تحتاج لتعلم مفهوم قواعد البيانات وأنواعها المختلفة ونظم إدراة قواعد البيانات وكيفية تخزين ومعالجة البيانات فيها وإجراء العمليات المختلفة عليها لإنشاء وحفظ بيانات التطبيقات والبرامج والتعامل معها بكفاءة. وبالطبع ستحتاج لتعلم أساسيات الهندسة وأهمها أساسيات الرياضيات حيث قد تتطرق إلى بعض المفاهيم الهندسية والرياضية، وغالبًا إن أتيت من خلفية دراسية علمية وانتهيت من مراحل الدراسة الثانوية فهذا يكفي للبداية والانطلاق، وأيضًا تحتاج إلى فهم دورة حياة البرنامج والمنهجيات المختلفة لتطوير البرمجيات وإدارة المشاريع البرمجية وتوثيق البرمجيات وضمان جودتها وطرق اختبارها. عند هذه النقطة يمكنك دخول سوق العمل والبحث عن فرص باسم مهندس برمجيات ويمكنك حينها أن تتخصص في مجال برمجي محدد كتطوير الويب أو أمن المعلومات أو تطوير الألعاب أو غيرها من المجالات المتنوعة، وتتعلم التقنيات والأدوات التي تؤهلك للعمل في أحد التخصصات تلك واحترافه. إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن أسس هندسة البرمجيات وترغب في مصدر يمكنك من اكتساب كافة المهارات الضرورية التي تمكنك من بدء حياتك المهنية في هذا المجال ولكنك متردد لكونك لا تملك أي معرفة مسبقة حول مبادئ عمل الحاسوب أو مفاهيم البرمجة الأساسية فقد وفرت لك أكاديمية حسوب دورة علوم الحاسوب التي تأخذ بيدك خطوة بخطوة للبدء وتدمج لك المفاهيم النظرية والعملية في دورة مكثفة غنية بالمعلومات. تمتد دورة علوم الحاسب لأكثر من 60 ساعة تدريبية يمكنك أن تتعلم من خلالها الكثير عن الحاسوب ومكوناته وطريقة عمله وعن أنظمة التشغيل وقواعد البيانات ومبادئ البرمجة وكتابة الكود وتطوير الويب وأسس هندسة البرمجيات وغيرها الكثير من المعلومات المتجددة التي تكسبك الخبرة التي تحتاجها وتمنحك في النهاية شهادة معتمدة وتوفر لك فرصة عمل مناسبة لبدء مسارك المهني. مجالات عمل اختصاص هندسة البرمجيات قد تتساءل بعد أن تعلمت كل المهارات الضرورية للعمل كمهندس برمجيات أو مطور برمجيات هل يمكنني الحصول على فرصة عمل مناسبة لتخصصي وما هي مجالات العمل التي يمكنني العمل بها؟ والجواب نعم ستجد فرصة عمل تناسبك بلا شك فالطلب على مهندسي البرمجيات في سوق العمل كبير ومتنامٍ، فلا تكاد توجد مؤسسة أو صناعة أو قطاع من قطاعات العمل في عصرنا الحالي إلا وتحتاج للحلول البرمجية والتقنية لتحسين أداء عملها وتهتم بتوظيف مهندسي البرمجيات للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في تطبيق هذه الحلول. لكن عند البحث عن مجال للعمل في مجال هندسة البرمجيات سيكون عليك التركيز على العمل أو التخصص في مجال محدد، فعندما تطلب الشركات والمؤسسات مهندسي برمجيات تحدد غالبًا مهندسين بتخصص معين، وفيما يلي قائمة بأهم تخصصات العمل التي يمكن لمهندسي البرمجيات العمل بها وما التقنيات اللازمة لها: مطور ويب مطور الويب هو الشخص المسؤول عن تصميم وإنشاء مواقع وتطبيقات الويب المختلفة، ويمكن أن يتخصص في تطوير الواجهة الأمامية للموقع التي تعمل من طرف العميل أو تطوير الواجهة الخلفية التي تعمل من طرف الخادم أو يقوم بكلا الأمرين معًا ويطلق عليه في هذه الحالة اسم مطور ويب كامل "Full-Stack". يمتلك مطورو الويب معرفة قوية باستخدام تقنيات الويب ولغات البرمجة مثل HTML و CSS وجافا سكربت وأجاكس …إلخ. ويقومون بكتابة تعليمات برمجية لإنشاء مواقع الويب ودمج قواعد البيانات مع الموقع الويب وتطوير ميزات جديدة للموقع الويب وصيانته. يمكنك الرجوع إلى مقال تعلم تطوير الويب لمزيد من التفصيل حول هذا التخصص. مطور تطبيقات الهاتف المحمول يعد تطوير تطبيقات الهاتف المحمول من مجالات هندسة البرمجيات الأكثر طلبًا في سوق العمل ومطور التطبيقات هو المسؤول عن إنشاء واختبار وبرمجة تطبيقات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية المختلفة وهو يطور تطبيقات لأهداف عامة أو تطبيقات مخصصة لتلبية احتياجات محددة للعملاء. كي تعمل كمطور تطبيقات هاتف يجب أن تمتلك معرفة قوية بلغات برمجة مثل جافا سكربت وكوتلن وسويفت و Objective-C وأن تمتلك معرفة جيدة بأنظمة تشغيل الهواتف المحمولة مثل iOS و Android. إن أردت المزيد من المعلومات، فارجع إلى مقال برمجة تطبيقات الجوال. أخصائي دعم تقني يمكن لمهندس البرمجيات العمل كذلك كاختصاصي دعم تقني، وهذا المجال يحتاج إلى فهم شامل للبرمجيات والأجهزة وأنظمة الشبكات كي يوفر الدعم الفني التقني اللازم للشركات وموظفيها، ويحل مشكلات الأجهزة والبرمجيات والشبكات الحاسوبية ويقوم بتثبيت البرامج اللازمة وتحديثها وإصلاح أي خلل بها …إلخ. محلل أنظمة أو محلل نظم معلومات يحتاج محلل الأنظمة لامتلاك معرفة متعمقة بالأنظمة والبرامج وتحديد أفضل الطرق للاستفادة من موارد المؤسسة التي يعمل بها لأداء العمل بفعالية. فمهندس الأنظمة مسؤول عن تحديد احتياجات البنية التحتية التقنية وتحليل التكلفة والعوائد اللازمة لإعداد أنظمة المعلومات في المؤسسات والشركات التي يعمل بها. محلل أمن معلومات محلل أمن المعلومات هو المسؤول عن الحفاظ على أمان الحواسيب والشبكات ويجب أن يكون خبيرًا بتقنيات التشفير وجدران الحماية وتقييم المخاطر ويقدم التوصيات لتحسين وحماية البيانات الحساسة للشركة التي يعمل بها ويحدد الثغرات ونقاط الضعف التي تخل بأمن هذه البيانات. مسؤول قواعد البيانات يهتم مسؤول قواعد البيانات بإنشاء وتصميم قواعد البيانات ويعنى بإدارة وصيانة قواعد بيانات الشركة والحفاظ على استقرارها وإجراء النسخ الاحتياطية لقاعدة البيانات وتعديلها عند الحاجة، ويجب أن يمتلك معرفة قوية بلغات قواعد البيانات التقليدية أو العلائقية مثل Oracle و Microsoft SQL Server و DB2 أو قواعد البيانات غير العلائقية المصممة للتعامل مع البيانات الضخمة. للمزيد حول مجال قواعد البيانات، ارجع إلى مقال دليلك الشامل إلى قواعد البيانات. مهندس ضمان الجودة يهتم مهندس ضمان الجودة بوضع الخطط التي تضمن جودة تطوير البرمجيات ويحدد المشكلات التي قد تظهر أثناء عملية التطوير ويمتلك فهمًا جيدًا بدورة حياة تطوير البرمجيات ويعمل مع المطورين الآخرين في الفريق لتحديد وسائل التحسين الممكنة. كما يمكن لمهندس البرمجيات العمل في العديد من المجالات المهمة الأخرى مثل: مهندس DevOps محلل معلومات الأعمال مسؤول عن اختبار جودة البرمجيات QA Tester مبرمج ألعاب مهندس ذكاء صنعي مشرف على مختبرات الحاسوب مدرس برمجة وحاسوب ويمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات حول أكثر مجالات العمل انتشارًا في مقال مجالات البرمجة. كيف أبدأ بالعمل في أحد مجالات هندسة البرمجيات؟ لتعمل في أحد تخصصات أو مجالات هندسة البرمجيات التي ذكرناها في فقرتنا السابقة من الضروري أن تركز على تعلم اللغات والتقنيات التي ترتبط بشكل وثيق بالمجال أو التخصص الذي تفضل العمل فيه. لا تهمل كذلك تعلم المهارات غير الفنية كإدارة الوقت والتحكم بالتوتر والتنظيم والتخطيط والتفكير خارج الصندوق والعمل الجماعي والعمل مع العملاء ومهارات التواصل الفعال مع العملاء والقدرة على تحديد احتياجاتهم فهي ضرورية لك كمهندس برمجيات لأنك ستحتاج للتعامل مع فئات مجتمعية مختلفة كالبائعين والعملاء والمدراء وأعضاء الفرق المختلفة، وأصحاب العمل يقدرون الأفراد الذين يمتلكون مهارات ناعمة ويفضلون توظيفهم. وبعد أن تطور مهاراتك سواء التقنية وغير التقنية، عليك أن تضعها موضع التطبيق العملي وتحرص على إنجاز مشاريع عملية وتطوير برامج لشركات حقيقية أو وهمية لبناء معرض أعمال مناسب، كما يمكنك الانضمام إلى مشاريع مفتوحة المصدر فهذا يوفر لك طريقة رائعة لوضع مهاراتك موضع التنفيذ وتعزيز محفظة أعمالك. فأعمالك في النهاية هي التي ستتحدث عنك وهي التي ستفتح لك الأبواب والفرص المناسبة في سوق العمل. إذا قمت بكل ما سبق ستجد أمامك بالتأكيد الكثير من فرص العمل المتنوعة، وإذا كنت مهندس برمجيات مبتدئ أنصحك أن تبحث فورًا عن أول فرصة عمل مناسبة في شركة ملائمة حتى لو كانت شركة محلية وصغيرة لأجل اكتساب الخبرة لأن الخبرة في هذا المجال أمر مهم للتقدم الوظيفي، بعدها يمكنك الانتقال لشركات أكبر وذات رواتب مجزية. أخيرًا إذا كنت ترغب في العمل والتخصص في مجال هندسة البرمجيات، لكنك متردد حول إيجابيات وسلبيات هذا المجال وتراودك تساؤلات وشكوك فيما إذا كانت هذه المهنة مناسبة لك فعلًا، دعنا نختم مقالنا بمناقشة أبرز المزايا والعيوب المحتملة للعمل كمهندس برمجيات لعل ذلك يساعدك على اتخاذ القرار الأنسب لمستقبلك المهني. إيجابيات وسلبيات تخصص هندسة البرمجيات سنناقش أخيرًا إيجابيات وسلبيات هذا المجال الواسع الكبير، فلكل شيء في النهاية مزايا ومحاسن ويجب على الداخل الجديد إلى أي مجال معرفتها. إيجابيات تخصص هندسة البرمجيات يوفر تخصص هندسة البرمجيات العديد من الفوائد والإيجابيات وأهمها: تعد هندسة البرمجيات من الوظائف الأعلى أجرًا. الطلب على هندسة البرمجيات مرتفع ومعدل نموها أعلى من المهن الأخرى. حرية العمل عن بعد من داخل المنزل إما بمفردك أو مع فريق عمل وضمن ساعات عمل مرنة. إمكانية بدء مشروعك الخاص بأقل التكاليف، كل ما تحتاجه للبدء هو جهاز حاسوب واتصال بالإنترنت. القدرة على تطوير برامج ضخمة ومعقدة عالية الجودة لم تكن لتتمكن من إنجازها بنجاح دون تطبيق مبادئ هندسة البرمجيات. تطوير مهاراتك الحياتية وقدرتك على فهم المنطق وتحسين كفاءتك في حل المشكلات والتعامل مع التوتر والضغوطات. مهارة عالية في التكيف بسرعة مع أي تطورات تقنية جديدة، فالتقنية تتطور باستمرار ومهندسو البرمجيات أشخاص منفتحون على تعلم أشياء جديدة كل يوم. سلبيات تخصص هندسة البرمجيات لاشك أن أي مجال لا يخلو من بعض الجوانب السلبية، وفيما يلي نذكر لك أبرز التحديات التي قد تواجهك عند العمل في مجال هندسة البرمجيات: إذا قررت العمل كمهندس برمجيات فستضطر إلى الجلوس وراء حاسوبك لفترات طويلة جدًّا وهذا قد يعرضك لمشكلات صحية ويمكنك التغلب عليها باتباع نظام صحي ولعب تمارين رياضية. مهنة مرهقة وتشكل الكثير من الضغوط وقد لا تجد فيها الكثير من أوقات الفراغ لا سيما عند العمل في ظل قيود زمنية ومواعيد نهائية للتسليم قد تضطرك للعمل لوقت متأخر وفي أيام العطل. مهنة تتطلب الصبر والتركيز والانتباه الشديد للتفاصيل سواء في مرحلة كتابة الكود أو التصحيح أو الاختبار، وقد تضطر إلى قضاء ساعات في التنقل عبر الشيفرات البرمجية لاكتشاف سبب مشكلة أو إصلاح مشكلة معينة. قد تميل إلى العزلة والوحدة خاصة إذا كنت تعمل من المنزل مما يؤثر على حياتك الاجتماعية وتواصلك مع الأصدقاء. مجال هندسة البرمجيات متجدد ومتسارع النمو وهذا يتطلب منك التعلم المستمر وتطوير نفسك وتعلم أي أدوات وتقنيات جديدة لتضمن النجاح والاستمرارية. يجب أن تبقى حريصا على مسألة الأمان وتحرص على حماية نفسك وعملائك من هجمات المتسللين الذين يحاولون سرقة البيانات أو تخريبها وتحرص على اتخاذ الاحتياطات الأمنية المناسبة كي لا تفقد ثقة عملائك. ورغم ما سبق من سلبيات تذكّر أنك تستطيع تجاوزها إذا كنت تمتلك الشغف في مجال التقنية والبرمجة وكنت منفتحًا على تعلم كل جديد. الخلاصة تعرفنا في مقال اليوم على تخصص هندسة البرمجيات الذي يساعدنا على تطوير منتجات برمجية متطورة فعالة وموثوقة تعمل بأعلى جودة وأقل تكلفة وزمن، ووضحنا أهم المجالات التي يمكن لمهندس البرمجيات العمل فيها وأبرزها تطوير مواقع الإنترنت وتطبيقات الجوال أو الحفاظ على الأمن الإلكتروني للمؤسسات وغيرها من المجالات العديدة، وتناولنا في الختام أبرز إيجابيات وسلبيات العمل كمهندس برمجيات. وفي الختام تذكّر أن تعلّم هندسة البرمجيات طريق طويل يتطلب وقتًا وجهدًا، لكنه في ذات الوقت متاح للتعلم الذاتي بشكل مختصر بفضل توفر موارد تعلم رائعة عبر الإنترنت من دروس ومقالات ومقاطع فيديو وبودكاست وغيرها من المصادر المتنوعة التي تتيح لك التركيز على الموضوعات التي تهمك. هل أنت مهتم بأحد مجالات هندسة البرمجيات وترغب في تعلمه أو بدأت به فعلًا؟ شاركنا رأيك في المجال المفضل لديك وكيف تعلمته وما هي أبرز التحديات التي واجهتك في هذا المجال وكيف تخطيتها؟ اقرأ أيضًا الطريقة الأمثل لدراسة تخصص هندسة البرمجيات دليلك الشامل إلى برمجة التطبيقات دليلك الشامل لتعلم البرمجة تعرف على مجال تحليل البيانات علم البيانات Data science: الدليل الشامل
-
- 3
-
- هندسة البرمجيات
- تعلم البرمجة
-
(و 1 أكثر)
موسوم في: