اذهب إلى المحتوى

لوحة المتصدرين

  1. Anas Albahhah

    Anas Albahhah

    الأعضاء


    • نقاط

      2

    • المساهمات

      68


  2. Mohamad Ibrahim3

    Mohamad Ibrahim3

    الأعضاء


    • نقاط

      1

    • المساهمات

      1311


  3. محمد حبش

    محمد حبش

    الأعضاء


    • نقاط

      1

    • المساهمات

      22


  4. محمد هاني صباغ

    • نقاط

      1

    • المساهمات

      95


المحتوى الأكثر حصولًا على سمعة جيدة

المحتوى الأعلى تقييمًا في 03/25/15 في كل الموقع

  1. سنغطّي في هذا الدّرس أساسيات التعامل مع الطرفيّة (Terminal) في لينكس أو بالأحرى سطر الأوامر في لينكس بالإضافة إلى العديد من الأوامر المشوّقة. إذا كنتَ جديدًا على نظام لينكس فقد تودّ أن تتعرّف على الطرفيّة قليلًا كونها الطريقة الأساسية للتعامل مع الخواديم العاملة بنظام لينكس. ربما يبدو استخدام سطر الأوامر كمهمّةٍ شاقّة للوهلة الأولى ولكنه في الواقع سهلٌ للغاية إذا بدأت بتعلّم الأساسيات أولًا وبناء مهاراتك من هناك. إذا كنتَ تريد أن تستفيد إلى أقصى الحدود من هذا الدليل، فستحتاج خادوم لينكس لتتصل به وتستعمله. تم إعداد هذا الدليل ليتوافق مع خادومٍ يعمل بنظام Ubuntu 14.04 ولكن المعلومات العامّة تنطبق أيضًا على التوزيعات الأخرى. فلنبدأ بتعريف ماهيّة محاكي الطرفيّة. مُحاكي الطرفيّة محاكي الطرفيّة (terminal emulator) هو عبارة عن برنامجٍ يسمح باستخدام الطرفيّة في بيئةٍ رسومية. كما أنّ معظم الناس يستخدمون نظام التشغيل بواسطة واجهةٍ رسومية (GUI) لأداء مهامّهم اليومية، فإنّه من الضروري استخدام محاكي الطرفيّة من قبل معظم مستخدمي خواديم لينكس لأداء مهامّهم. إليك بعض محاكيات الطرفيّة المجانية والشهيرة بناءً على نظام التشغيل: Mac OS X: الطرفية (الافتراضيّة)، iTerm 2. Windows: برنامج Putty. Linux: الطرفيّة، KDE Konsole, Xterm. يمتلكُ كلُّ محاكي طرفية مجموعته الخاصّة من المميزات، ولكنّ كلَّ واحدٍ من القائمة السابقة يعمل جيدًا ومن السهل استخدامه. الصدفة في نظام لينكس، الصدفة (shell) هي عبارة عن واجهة سطر أوامر تتفاعل مع أوامر المستخدم وملفّات السكربتات (scripts) وتقوم بإخبار نظام تشغيل الخادوم عن كيفية التعامل معها. هناك عدّة صدفات شهيرة، مثل صدفة Bourne (اختصارها sh) وصدفة C (اختصارها csh). تمتلك كلُّ صدفة مميزاتها الخاصّة بها والتي تختلف بها عن الأخرى، مثل كيفية معالجة وتفسير الأوامر التي تصلها، ولكنّها جميعًا تمتلك المزايا الأساسية مثل إعادة توجيه الإدخال والإخراج، المتغيّرات، اختبار الشروط وأمور أخرى. تمّ كتابة هذا الدليل ليتعامل مع صدفة Bourne-Again، والتي عادةً يتم الإشارة إليها باسم bash. والتي هي أيضًا الصدفة الافتراضيّة لمعظم توزيعات لينكس، مثل Ubuntu, CentOS و RedHat. موجّه الأوامر عندما تقوم بتسجيل الدخول لأول مرة إلى خادوم، فإنّه عادةً سيتم ترحيبك بواسطة "رسالة اليوم – Message of the day” (اختصارها MOTD)، والتي هي عادةً ما تكون رسالةً تحتوي على معلوماتٍ عدّة مثل إصدار توزيعة لينكس التي يستخدمها الخادوم. بعد رسالة MOTD، سيتم توجيهك إلى موجّه الأوامر (command prompt)، أو موجّه الصدفة، والذي هو المكان الذي يمكنك من خلاله إصدار الأوامر إلى الخادوم. المعلومات التي يتم تقديمها في موجّه الأوامر يُمكن أن يتم تخصيصها من طرف المستخدم، هذا مثال على موجّه الأوامر الافتراضي لتوزيعة أوبونتو 14.04: sammy@webapp:~$ فلنجزّء مكونات الأمر السابق: sammy: اسم المستخدم الحالي. webapp: اسم المضيف الحالي (hostname). ~: المسار الحالي. في bash، والتي هي غالبًا ما تكون الصدفة الافتراضيّة، فإنّ إشارة ~ أو ما تُعرف بإشارة المدّ، هي عبارةً عن محرف خاص يُشيرُ تلقائيًا إلى مسار مجلّد المنزل للمستخدم العادي; في هذه الحالة، هو يمثّل المسار /home/sammy . $: رمز موجّه الأوامر. هذا الرمز يُعَلّم نهاية موجّه الأوامر، والذي بعده سيظهر ما يُدخله المستخدم إلى الطرفيّة. إليك مثالًا لِمَا سيبدو عليه موجّه الأوامر إذا تمّ تسجيل الدخول باسم المستخدم root في المسار /var/log : root@webapp:/var/log# لاحظ أنّ موجّه الأوامر ينتهي برمز # ، والذي يُعتبر رمز موجّه الأوامر الخاص بالمستخدم root. في نظام لينكس، مستخدم root هو المستخدم الفائق والذي هو بإمكانه تطبيق تغييراتٍ على امتداد النظام بأكمله بالإضافة لوظائف الإدارة والإعداد، إنّه مستخدم غير مقيّد بأيّ نوعٍ من القيود وبإمكانه تنفيذ أيّ مهمة على الخادوم. تنفيذ الأوامر يُمكن إصدار الأوامر في موجّه الأوامر عبر تحديد اسم ملفٍّ تنفيذي، والذي يمكن أن يكون برنامجًا تنفيذيًا أو سكربتًا. هناك العديد من أوامر لينكس المعيارية والأدوات التي تأتي مُثبتةً مع نظام التشغيل، والتي تسمح لك بتصفّح نظام الملفّات، تثبيت وإزالة البرامج والحزم بالإضافة إلى إعداد النظام والتطبيقات. مهمّة تشغيل أمرٍ ما تُعرف باسم "عملية". عندما يتم تنفيذ أمرٍ ما من طرف المستخدم (والتي هي الطريقة الافتراضيّة لتنفيذ المهام)، فإنّه يجب على المستخدم أن ينتظر إلى حين انتهاء العملية قبل أن يتم إرجاعه من جديد إلى موجّه الأوامر، حينها يمكنه إصدار المزيد من الأوامر ليتم تنفيذها. من المهم التنويه أيضًا إلى أنّ كلّ الأشياء في نظام لينكس حساسة لحالة الحروف، بما في ذلك أسماء الملفّات والمسارات، الأوامر، المُعطيات والخيارات. إذا كان شيءٌ ما لا يعمل كالمتوقّع، فقم بالتحقق من تهجئة وحالة حروف الأوامر الخاصّة بك. سنقوم بالتطرّق إلى بضع أمثلة تغطّي أساسيات تنفيذ الأوامر. ملاحظة: إذا لم تكن متّصلًا بالفعل بخادوم لينكس، فالآن هو الوقت المناسب لفعل ذلك. إذا كنتَ تمتلك خادوم لينكس ولكنك تواجه مشاكل بالاتّصال، فاتّبع هذا الرابط: كيفية الاتصال بخادوم عبر SSH. دون مُعطيات وخيارات لتنفيذ أمرٍ دون معطياتٍ (arguments) أو خيارات، بكل بساطة قم بكتابة الأمر واضغط على زرّ Enter. إذا قمتَ بتشغيل أمرٍ بهذه الطريقة، فسيقوم باستخدام سلوكه الافتراضي، والذي يختلف من أمرٍ إلى آخر. مثلًا، إذا قمتَ بتشغيل الأمر cd دون أيّ مُعطيات، فسيتم إرجاع إلى مسار مجلّد المنزل الخاص باسم المستخدم الذي تستعمله حاليًا. سيقوم الأمر ls بطباعة محتويات المسار الحالي من ملفّاتٍ ومجلّدات. وبدون أيّ مُعطيات فسيقوم الأمر ip بطباعة رسالةٍ تبيّن لك كيفية استخدام الأمر ip. جرّب تشغيل الأمر ls بدون أي مُعطيات لسرد الملفّات والمجلّدات الحالية في مسارك الحالي (ربما لا يكون هناك أيٌّ منها بالمناسبة): ls مع المُعطيات تتوقع العديد من الأوامر استقبال مُعطيات أو مُعامِلات (parameters)، والتي من شأنها أن تقوم بتغيير سلوك عملية تنفيذ الأمر. مثلًا، الطريقة الأكثر شيوعًا لاستخدام cd هي عبر تمرير مُعطىٍ وحيد إليه يُحدد المسار الذي يجب الانتقال إليه. كمثال، للانتقال إلى المسار /usr/bin حيث يتم تثبيت العديد من الأوامر العادية، فسيتوجّب عليك تطبيق الأمر التالي: cd /usr/bin الجزء "cd” من الأمر السابق هو الأمر، والمُعطى الأول "/usr/bin” يتبُع الأمر. لاحظ كيف تمّ تحديث مسار موجّه الأوامر الحالي تلقائيًا بعد تنفيذ الأمر. إذا كنتَ تحبّ، جرّب تشغيل الأمر ls لرؤية الملفّات الموجودة حاليًا في مسارك الحالي. ls مع الخيارات تقبل معظم الأوامر الخيارات، والتي تُعرف أيضًا باسم الأعلام (flags) أو المحوّلات (switches)، والتي تقوم بالتّعديل على سلوكٍ أمرٍ ما وعمله. وبما أنها عبارة عن مُعطياتٍ من نوعٍ خاص، فإنّ الخيارات تتبعُ الأوامر أيضًا، ويُمكن التعرّف على الخيارات عبر مِحرَف ( - ) متبوعًا بخيارٍ واحدٍ أو أكثر، والتي يتم تمثيلها بحروفٍ كبيرة أو صغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تبدأ بعض الخيارات بـ (--) متبوعةً بخيارٍ وحيد يتكون من أكثر من مِحرَف (عادةً يكون كلمةً أو كلمتين تصفان الخيار). كمثالٍ بسيط حول كيفية عمل الخيارات، فلنلقي نظرةً على الأمر ls. إليكَ بعض الخيارات الشائعة التي يتم استخدامها عادةً عند التعامل مع الأمر ls: -l : طباعة "السرد الطويل"، والذي يتضمّن تفاصيل إضافية مثل أذونات الملفّات، الملكيّة، الحجم والتوقيت. -a : سرد جميع محتويات مسارٍ معين، بما في ذلك الملفّّات المخفيّة (والتي تبدأ بإشارة . ). لاستخدام خيار -l مع الأمر ls، استعمل هذا الأمر: ls -l لاحظ أنّ عملية السرد تتضمن نفس الملفّات التي تمّ سردُها مسبقًا، ولكن بمعلوماتٍ إضافية حول كلِّ ملفّّ. كما ذكرنا مسبقًا، يُمكن تجميع الخيارات مع بعضها البعض. إذا كنتَ تريد استخدام الخيارين -a و -l مع بعضهما البعض، فيمكنك تطبيق ls -l -a أو جمعهما هكذا: ls -la لاحظ أنّ عملية السرد تتضمن الملفّّات والمسارات المخفيّة بسبب الخيار -a. مع الخيارات والمُعطيات يُمكن غالبًا جمعُ المُعطيات والخيارات مع بعضهما البعض عند تشغيل الأوامر. كمثال، يُمكنك التحقق من محتويات المسار /home ، بغضّ النظر عن مسارك الحالي عن طريق استخدام أمر ls هذا: ls -la /home ls هو الأمر، -la هو الخيار و/home هو المُعطى الذي يحدد الملفّ أو المسار الذي يجب سردُه. يجب أن يطبع هذا الأمر محتويات المسار /home ،والذي يجب بدوره أن يحتوي جميع مجلّدات المنزل الخاصّة بالمستخدمين العاديين على الخادوم. مُتغيّرات البيئة مُتغيّرات البيئة (environment variables) هي عبارة عن قِيَم (values) تقوم بتغيير طريقة تنفيذ الأوامر والعمليات. عندَ تسجيل الدخول لأولّ مرة إلى الخادوم، فإنّه سيتم ضبط العديد من مُتغيّرات البيئة وفقًا لعدّة ملفّات إعداد افتراضيًا. عرض جميع مُتغيّرات البيئة لعرض جميع مُتغيّرات البيئة التي تم ضبطُها لجلسة طرفية معيّنة، قم بتشغيل الأمر env: env سيكون هناك ناتجٌ كثير للأمر السابق، ولكن حاول العثور على مُدخلة PATH: PATH=/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin:/usr/games:/usr/local/games مُتغيّر البيئة PATH هو عبارة عن قائمةٍ مفصولٌ عناصرها بنقطتين فوق بعضهما، تتكون من قائمةٍ بالمسارات التي ستقوم الصَدَفَة بالبحث عن البرامج أو السكربتات التنفيذيّة عند تنفيذ أمرٍ معيّن. مثلًا، يوجد الأمر env بالمسار /usr/bin ، ويُمكننا تنفيذ الأمر دون الحاجة إلى تحديد موقعه بالضبط، لأنّ مساره موجود في متغيّر البيئة PATH. عرض قيمة مُتغيّر يُمكن جلب قيمة مُتغيّر بيئة عن طريق وضع إشارة $ قبل اسم المتغيّر. حيثُ أنّ القيام بذلك سيقوم باستبدال اسم المتغيّر بقيمته. مثلًا، لطباعة قيمة المتغيّر PATH، يمكنك استخدام الأمر echo: echo $PATH يُمكنك استخدام المتغيّر HOME أيضًا، والذي هو عبارة عن مسار مجلّد المنزل الخاص بمستخدمك الحالي الافتراضي، للانتقال إلى مجلّد المنزل الخاص بك، طبّق: cd $HOME إذا كنتَ تحاول الوصول إلى مُتغيّر بيئةٍ لم يتم ضبطه بعد، فإنّه لن يتم طباعة قيمة ذاك المتغيّر، حيث أنه سيكون مُتغيّرا فارغًا. ضبط مُتغيّرات البيئة الآن، تعلّمتَ كيفية عرض مُتغيّرات البيئة الخاصّة بك، يجب عليك الآن تعلّم كيفية ضبطها. لضبط أو تعيين مُتغيّر بيئة، فكلُّ ما ستحتاج القيام به هو البدء بكتابة اسم المتغيّر متبوعًا بإشارة = ، متبوعةً مباشرةً بقيمته، كمثال: VAR=value لاحظ أنّه في حال قمتَ بمحاولة تعيين قيمةٍ لمُتغيّرٍ موجودٍ بالفعل، فإنّه سيتم الكتابة فوق القيمة الافتراضيّة. وإذا لم يكن المتغيّر موجودًا أساسًا فإنّه سيتم إنشاؤه. صدفة Bash تمتلكُ أمرًا يُدعى export والذي يقوم بتصدير مُتغيّرٍ ليُتَمَكَّنَ من استدعائه بواسطة العمليات الفرعية (child processes). بعبارةً أبسط، يَسمحُ لك هذا الأمر باستخدام سكربتاتٍ تستدعي مُتغيّرات بيئة تمّ تصديرها من جلستكَ الحاليّة. إذا كنتَ لم تستوعب بعدُ ما يعني هذا، فلا تقلق الآن. يُمكنك الإشارة إلى متغيراتٍ حالية عند تعيين مُتغيّراتٍ جديدة. مثلًا، إذا قمتَ بتثبيت تطبيقٍ ما إلى المسار /opt/app/bin ، فيُمكنك إضافة ذاك المسار إلى نهاية مُتغيّر البيئة PATH الخاصّ بك عبر هذا الأمر: export PATH=$PATH:/opt/app/bin الآن، تأكّد مما إذا تمّ إضافة /opt/app/bin إلى نهاية مُتغيّر PATH باستخدام الأمر echo: echo $PATH لا تنس أنّ القيام بتعيين مُتغيّرات البيئة بهذه الطريقة يقوم بتعيينها فقط لجلستك الحالية. هذا يعني أنّه في حال قمتَ بتسجيل الخروج من جلستك الحالية أو التبديل لجلسةٍ أخرى، فإنّه لن يتم حفظ أيٍّ من التغييرات التي قمتَ بها على مُتغيّرات البيئة. هناك دومًا طريقة للإبقاء على هذه التغييرات، ولكننا لن نغطّي هذا الأمر في هذا الدليل حاليًا. الخاتمة هكذا الآن تعلّمتَ أساسيات طرفيّة لينكس (وبضع أوامرَ أخرى)، يجب أن تمتلك الآن قدرةً جيّدة على توسيع معرفتك بأوامر نظام لينكس. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: An Introduction to the Linux Terminal.
    1 نقطة
  2. هذا المقال مقتبس من محاضرة زائر ألقيت في مادة الشركات الناشئة لـ سام ألتمان Sam Altman في جامعة ستانفورد. المقال مخصص لطلاب الجامعة، لكن جزء كبير منه قابل للتطبيق على المؤسسين المحتملين في أعمار أخرى. إن أحد فوائد أن يكون لديك أطفال هو عندما تسدي النصيحة، فإنك تسأل نفسك "ما الذي كنت سأخبر أطفالي ؟". أطفالي صغار، لك يمكنني أن أتخيل ما كنت لأخبرهم به حول الشركات الناشئة إذا كانوا طلابًا جامعيين، وهذا ما سأخبرك به. الشركات الناشئة شيء أبعد ما يكون عن البداهة counterintuitive. لست متأكدًا تمامًا سبب كون الأمر على هذا النّحو. قد يكون بسبب أن المعرفة المُتعلّقة بالشّركات الناشئة لم تتسرّب بعد إلى ثقافتنا. لكن بغضّ النظر عن السبب، إن إطلاق شركة ناشئة مَهمّة لا يمكنك الوثوق بحدسك فيها. الأمر أشبه بالتزلج، عندما تحاول التزلج للمرة الأولى وترغب بإبطاء سرعتك، فإن حدسك يخبرك بأن ترجع ظهرك للخلف. لكن إذا فعلت ذلك فإنك ستفقد السيطرة على نفسك وتسقط. لهذا فإن جزءًا من عملية تعلم التزلج هو قمع هذا الحدس. بالتالي يصبح لديك موهبة جديدة، لكن في المرات الأولى فإنها تتطلب منك بعض الجهد وتذكر قائمة بالأشياء التي يجب القيام بها أثناء التزلج نحو الأسفل. والشركات الناشئة هي أمر غير طبيعي مثلما هو عليه الحال مع التّزلّج. لذا هناك قائمة مشابهة من الأشياء التي يجب عليك القيام بها مع الشركات النّاشئة أيضًا وسأحاول هنا أن أقدم لك الجزء الأول منها إذا أردت أن تهيئ نفسك لبدء شركتك الناشئة. منافاة البداهة Counterintuitiveإن العنصر الأول ضمن القائمة هو ما ذكرته آنفًا: الشركات الناشئة غريبة وليس طبيعة بشكل إذا وثقت بحدسك، فإنك سترتكب العديد من الأخطاء. إذا كنت لا تعرف عن الشّركات الناشئة سوى هذا الأمر فإنك على الأقل ستتوقف قبل ارتكاب الأخطاء. عندما كنت أدير حاضنة Y Combinator، اعتدت أن أطلق نكتة على أن مهمتنا هي إخبار المؤسسين بالأشياء التي يجب عليهم تجاهلها. وهذه هي الحقيقة. مع مرور الشركات الناشئة على الحاضنة، فإن شركاءنا كانوا يُحذّرون المؤسسين من الأخطاء التي سوف يرتكبوها وكان المؤسسون يتجاهلون كلام الشركاء، وبعد سنة يعودون نادمين ويقولون "نتمنى لو أننا استمعنا لما قلتموه". لماذا تجاهل المؤسسون نصيحة الشركاء؟ حسنًا، هذا هو مفهوم منافاة البداهة. إن الشركاء يعارضون حدسك، ويبدو لك أنهم مخطؤون، لهذا يكون الدافع الأول لديك أن تتجاهلهم. وفي الواقع فإن مُحتوى تلك النُكتة ليست لعنة على الحاضنة بل جزءًا من سبب وجودها. إذا كان حدس المؤسسين صحيحًا وأعطاهم الإجابة الصائبة، فلن يحتاجوا إلينا. حيث أنك تحتاج النصيحة من الآخرين عندما تفاجئك. ولهذا نجد الكثير من مُدرّبي التّزلّج لكن أعداد المُدرّبين تقل لما يتعلّق الأمر بالرّكض [1]. على أي حال، يمكنك الوثوق بحدسك حيال الأشخاص، وفي الواقع فإن واحدًا من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المؤسسون الشباب أنهم لا يثقون بحدسهم لما يتعلّق الأمر بالأشخاص. يتواصل المؤسسون مع الأشخاص الذين يبدو أنهم مثيرون للإعجاب، لكنهم غير مرتاحين لهم شخصيًا وعندما تسوء الأمور لاحقًا يقولون "كنت أعرف أن هناك شيئًا ما غير مريح حوله، لكن تجاهلته لأنه كان مثيرًا للإعجاب". إذا كنت تفكر بالتعامل مع أحدهم وتعيينه كشريك مؤسس أو موظف أو مستثمر أو مُستحوذ على شركتك، ولديك شكوك وعدم ارتياح اتّجاهه، فيجب عليك أن تثق بحدسك. إذا شعرت بأنه مخادع، كذاب، مغفل، لا تتجاهل هذا الشعور. اعمل مع الأشخاص الذين تعرفهم جيدًا ولمدة طويلة وأصبحت متأكّدًا منهم. الخبرةإن الشيء غير البديهي الثاني هو أنه من غير الضروري أن تعرف الكثير حول الشركات الناشئة. إن الطريق نحو النجاح في الشركات الناشئة لا يشترط أن تكون خبيرًا في الشركات الناشئة، بل خبيرًا في المستخدمين والمشاكل التي سوف تحلها لهم. لم ينجح مارك زوكربيرغ لأنه كان خبيرًا بالشركات الناشئة، لقد نجح على الرغم من أنه كان جاهلًا تمامًا بالشركات الناشئة، لقد نجح لأنه فهم مستخدميه جيدًا. إذا لم تعرف أي شيء عن مواضيع مثل الحصول على التمويل، لا تشعر بالسوء. هذا الأمر من الأشياء التي يمكنك أن تتعلمها عندما تحتاج إليها، وتنساها بعد أن تفرغ منها. في الحقيقة، ما يقلقني هو أنه ليس فقط من غير الضروري أن تتعلم كل التفاصيل حول آليات تأسيس وعمل الشركات الناشئة، بل من المحتمل أيضًا أن يكون تعلّم ذلك خطرًا. إذا قابلت طالبًا جامعيًا يعرف كل شيء عن السندات القابلة للتحويل و اتفاقيات التوظيف و ( لا سمح الله ) الأسهم من فئة FF*، لن أفكّر به على أنه شخص متفوق على أقرانه، بل سأبدأ بالحذر منه. لأنه من الأخطاء الشخصية الأخرى التي يرتكبها المؤسّسون الشباب هي القيام بما تقوم به الشركات الناشئة. إنهم يقترحون أفكارًا تبدو جيّدة مثل الحصول على التمويل عندما تكون قيمة الشركة مرتفعة، استئجار مكاتب كبيرة، توظيف عدد من الأشخاص. قد يبدو هذا ظاهريًا ما تفعله الشركات الناشئة. لكن الخطوة التالية لاستئجار مكتب كبير وتوظيف عدد من الأشخاص هي: الإدراك التدريجي للحالة المزرية التي هو فيها. لأنه أثناء تقليد جميع المظاهر التي تقوم بها الشركات الناشئة، أهملوا الشيء الوحيد الضروري والذي يجب فعله: بناء شيء يريده الناس. اللعبةرأينا هذا الأمر يحدث مرارًا وتكرارًا لدرجة أننا أطلقنا عليه اسم: playing house. ولاحقًا عرفت سبب تكرار حدوثه. إن السبب الذي يدفع المؤسسين الشباب لأن يقوموا بمثل هذه الأشياء أثناء تأسيسهم الشركات الناشئة، هو أنهم تدربوا على هذا الأمر طوال حياتهم حتى لحظة بدء إطلاقهم لشركة. على سبيل المثال فكّر بماذا ستفعل إذا أردت الدراسة في الجامعة، بالطبع الأنشطة اللامنهجية**، حتى في الدروس الجامعية، فإن معظم العمل الذي يقوم به الطلاب هو اصطناعي. وأنا هنا لا أهاجم النظام التعليمي لأنه مبني على هذه الطريقة. دائمًا سيكون هناك حد معين من التزييف في العمل الذي تقوم به من أجل أن تتعلم شيئًا ما. أعترف أني قمت بهذا الأمر شخصيًا في الجامعة. رأيت أنه في الكثير من المواد هناك فقط 20 أو 30 فكرة التي كانت تملك الشكل المُناسب لبناء سؤال امتحان جيد. ولم تكن الطريقة التي درست بها تلك المواد من أجل الامتحان للتمكّن من المعلومات التي تعلمتها منها، بل من أجل إنشاء قائمة بأسئلة محتملة للامتحان والإجابة عنها مسبقًا، وعندما أصل إلى للامتحان النهائي، كان الشعور الوحيد الذي يساورني هو الفضول حول أي من أسئلتي ستكون ضمن الامتحان. كان الأمر أشبه بلعبة. لست متفاجئًا بعد هذا التدريب الطويل لكامل حياتهم لمثل هذه الألعاب، أن يكون الدافع الأول للمؤسسين الشباب عند بدء إطلاق شركاتهم الناشئة هو محاولة ابتكار الخدع والتحايل من أجل الفوز في هذه اللعبة الجديدة. وطالما أن الحصول على التمويل يبدو كمقياس نجاح للشركات الناشئة (خطأ تقليدي آخر للمُؤسسين الشباب)، فإن أولئك المؤسسين يرغبون دائمًا بمعرفة الخدع التي تؤدي لإقناع المستثمرين. نخبرهم بأن أفضل طريقة لإقناع المستثمرين هي إنشاء شركة ناشئة تبلي بلاءً حسنًا، بمعنى أنها تنمو بسرعة، وبعدها فقط عليكم إخبار المستثمرين بهذا الأمر. وبعدها يرغبون بمعرفة الخدع التي تجعل شركاتهم تنمو بسرعة. وهنا نقول لهم أن أفضل طريقة للنمو بسرعة هي ببساطة بناء شيء يريده الناس. لذا فإن العديد من المحادثات التي يجريها شركاء حاضنة Y Combinator مع المؤسّسين الشباب تبدأ بسؤال المؤسس " كيف نقوم بـ .. " ويجيبه الشريك " فقط افعل .. ". لماذا يعقّد المؤسّسون الأمور دائمًا؟ برأيي يعود السبب إلى أنهم يبحثون عن خدعة ما. وهذا هو الشيء المُنافي للبداهة الثالث الذي ينبغي عليك تذكره حول الشركات الناشئة: إن تأسيس شركة ناشئة لا ينفع معه التلاعب على النظام. قد ينجح معك هذا التلاعب إذا عملت لدى شركة كبيرة. وبالاعتماد على مدى سوء حالة الشركة، يمكنك أن تنجح من خلال تملق الأشخاص المناسبين، الإيحاء وإعطاء الانطباع بالإنتاجية، وهلم جرًا [2]. لكن الأمر لا يسير على هذه الطريقة مع الشركات الناشئة. ليس هناك مديرٌ لتخدعه، هناك فقط مستخدمون، وهؤلاء همّهم الوحيد هو إن كان منتجك يؤدي الغرض المطلوب منه أم لا. وتكمن الخطورة في أن الخداع والتزييف ينجح مع المستثمرين إلى حد ما. إذا كنت مُمثّلًا بارعًا بالحديث بطريقة تنم عن أنك تعرف جيدًا ما الذي تتحدث عنه، يمكنك خداع المستثمرين لجولة وربما جولتين من التمويل. لكن الأمر ليس دائمًا في صالحك أن تقوم به على هذه الطريقة. فالشركة ستفشل في النهاية وكل ما تفعله هو إضاعة وقتك والتوجه بها نحو الهاوية. لذا توقف عن البحث عن خدعة ما، هناك خدع في الشركات الناشئة كما في أي مجال آخر. لكنها أقل أهمية من حل المشاكل الحقيقية. إن المؤسس الذي لا يعرف شيئًا عن الحصول على التمويل لكن لديه منتج يحبه المستخدمين، هذا سيسهل عليه مهمة جمع التمويل مقارنة بذلك الذي يعرف كل الخدع لكن منتجه لا يثير اهتمام المستخدمين. والأهم من هذا أن المؤسس الذي صنع شيئًا يحبه المستخدمون هو نفسه الذي سيستمر لينجح بعد أن حصل على التمويل. على الرغم من أنك فقدت واحدًا من أسلحتك القوية، لكن أعتقد أنه من المثير للاهتمام أن التلاعب على النظام لا ينجح عندما تبدأ بتأسيس شركة ناشئة. من الجيد أنه لا زال هناك مكان ما في هذا العالم حيث يمكنك أن تنجح عبر القيام بالشيء الصحيح. تخيل لأي حد سيكون العالم مُحبطًا إذا كان مثل المدارس والشركات الكبيرة، حيث عليك إما قضاء معظم وقتك على أشياء تافهة أو تخسر أمام الأشخاص الذين يفعلونها. [3] سأكون في منتهى السعادة لو عرفت أيام الجامعة أن هناك مكانًا ما في العالم الحقيقي حيث التلاعب على النظام ينال أهمية أقل من الأماكن الأخرى، وبعض الأماكن التي بالكاد يكون هناك أهمية لهذا التلاعب. هذا التنوع هو واحد من أكثر الأشياء أهمية للأخذ بها بعين الاعتبار عندما تفكر حول مستقبلك. كيف تفوز في كل نوع من الأعمال؟ وما الذي تريد النجاح به؟ [4]. الاستنزافهذا يقودنا إلى النقطة الرابعة المُنافية للبداهة: الشركات الناشئة تستنزفك، إذا أسست شركة ناشئة فإنها ستسيطر على حياتك لدرجة لا يمكنك تخيّلها. وإذا نجحت شركتك الناشئة، فإنها ستسيطر على حياتك لفترة أطول: على الأقل لعدة سنوات، قد يكون لعقد من الزمن، وربما لباقي حياتك العملية. لذا هنا تكلفة فرصة بديلة*** حقيقية. قد يبدو أن لاري بيج يعيش حياة رائعة، لكن هناك نواح عديدة في حياته تجعلها مزرية. منذ أن كان عمره 25 عامًا بدأ في الرّكض بأسرع ما يمكنه وبالنسبة إليه يبدو أنه لم يتوقف لالتقاط أنفاسه بعد. تحدث أشياء سيئة يوميًا في امبراطورية جوجل والتي يمكن فقط للمدير التنفيذي أن يتعامل معها، وعليه كمدير تنفيذي أن يتعامل معها. فلو ذهب في إجازة لفترة أسبوع، فإنه يتراكم عليه أسبوع كامل من المشاكل وعليه التعامل معها بدون أن ينبس ببنت شفة. ولأنه الرأس الأكبر في الشركة فإنه لا يمكنه إظهار الخوف أو الضعف، وأيضًا لأنه لا أحد يتعاطف مع أصحاب المليارات إذا تحدثوا عن المصاعب التي تواجههم في حياتهم. من الآثار الجانبية الغريبة حول صعوبة كونك مؤسسًا لشركة ناشئة ناجحة كون هذه الصعوبات لا يراها أحد باستثناء أولئك المؤسسين الذين فعلوها هم أيضًا. موّلت حاضنة Y Combinator العديد من الشركات التي يمكن اعتبارها نجاحات كبيرة. وفي كل واحدة من تلك الشركات يكرّر المؤسسون نفس العبارات. إن الأمر لن يصبح سهلًا على الإطلاق. إن طبيعة المشاكل تتغير. فأنت تقلق حول التأخير في أعمال البناء والتأسيس في مكتب الشركة بلندن بدلاً من تعطل مكيف الهواء في شقتك الصغيرة. ولا يتناقص أبدًا العدد الإجمالي لحالات القلق بل تزداد دائمًا. إن تأسيس شركة ناشئة ناجحة يشبه أن يكون لديك أطفالًا، وكأنّه زر تضغط عليه وتتغير حياتك بلا رجعة. وفي حين أنه من الرائع أن يكون عندك أطفال، فإن هناك الكثير من الأشياء التي من الأسهل القيام بها قبل أن يولدوا. والعديد من تلك الأشياء سيحولك إلى أب أفضل عندما يصبح عندك أطفال لاحقاً. وطالما أنه بمقدورنا تأخير الضغط على الزر لبرهة، فإن معظم الناس في الدول الغنية يفعلون ذلك. وعندما يتعلق الأمر بالشركات الناشئة، يظن الكثير من الناس بأنه ينبغي عليهم إطلاق شركاتهم الناشئة عندما يكونون في الجامعة. هل أنت مجنون؟ وما الذي تفكر فيه الجامعة؟ بالرّغم من أنّها تعمل كل ما في وسعها لتضمن بأن طلبتها مجهّزون بوسائل منع الحمل، إلا أنها تسعى إلى إطلاق برامج ريادة الأعمال وحاضنات الشركات الناشئة هنا وهناك. لأكون منصفًا، هناك قيود مفروضة على الجامعات حيث يأتيها الكثير من الطلاب المهتمين بالشركات الناشئة. وعلى الجامعات على الأقل أن تُحضّرهم لهذا الأمر . لذا يأمل الطالب الذي يريد أن يطلق شركة ناشئة من الجامعات أن تعلمه كيفية القيام بذلك. وسواء أكانت الجامعات قادرة على فعل هذا أم لا، فإن الضغوط التي عليها تدفعها على الأقل للادعاء بأنها قادرة على فعل ذلك، خشية أن تخسر الطلاب الذين سيتجهون إلى جامعات أخرى قادرة على تعليمهم هل يمكن للجامعات أن تُدرّس الطلاب الشركات الناشئة؟ الأمر يحتمل الوجهين. يمكنها تعليم الطلاب حول الشركات الناشئة، لكن كما شرحت سابقًا أن هذه ليست الطريقة المناسبة والصحيحة التي يجب أن تتعلم بها. ما يجب أن تتعلمه هو حاجات المستخدمين، ولا يمكنك تعلم هذا قبل أن تبدأ شركتك فعلًا.[5] إذاً إن تأسيس الشركات الناشئة جوهرياً هي شيء يمكنك فقط التعلم عنه من خلال البدء به. ومن المستحيل أن تتعلم ذلك في الجامعة، لنفس السبب الذي شرحته قبل قليل: تستحوذ الشركة الناشئة على حياتك، لا يمكنك أن تطلق شركتك كطالب تتعلم عن الموضوع، لأنه ما إن تطلقها فإنك لن تُصبح طالبًا. قد تكون طالبًا بشكل ظاهري فقط لفترة قصيرة من الزمن، ولن يدوم هذا الأمر طويلاً. [6] وفي هذه الحالة، أيّ المسارين يجب أن تسلك؟ أن تكون طالبًا حقيقيًا وتتخلى عن فكرة إطلاق شركة ناشئة؟ أو أن تؤسس شركتك وأن لا تكون طالبًا؟ يمكنني الإجابة بدلًا عنك. لا تؤسس شركتك ناشئة وأنت في الجامعة. إن كيفية إطلاق شركة ناشئة ليست سوى جزء من مشكلة أكبر تعمل على حلها: كيف تحظى بحياة سعيدة. وبالرّغم من أن إطلاق شركة ناشئة قد يكون جزءًا من الطريق نحو الوصول للحياة السعيدة، إلا أنه لمّا تكون في سن العشرين ليس الوقت المثالي لإطلاق شركتك الخاصة. إن تأسيس الشركات الناشئة أشبه بالبحث المعمق السريع fast depth-first search (طريقة بحث في بنية البيانات المعروفة بالشجرات الثنائية) يجب على معظم الناس أن يبحثوا بشكل عرضي (breadth-first) في عمر العشرين. يمكنك القيام بأشياء عند مطلع العشرينيات من عمرك، لا يمكنك القيام بها قبل أو بعد هذا العمر. كالتعمق في مشاريع ترضي نزواتك أو السفر بتكلفة مُنخفضة من دون القلق حول مواعيد العودة. وبالنسبة للأشخاص غير الطموحين، هذا النوع من الأشياء هو لعنة " فشل الإطلاق والتأسيس"، في حين يمكن أن يعتبر استكشافًا لا يقدر بثمن للأشخاص الطموحين. إذا أطلقت شركتك الناشئة عند عمر 20 سنة وكنت ناجحًا للغاية في حياتك، فلن تحصل على فرصة تأسيس شركتك.[7] لن يكون بمقدور مارك زوكربيرغ التسكّع في دول أخرى، يمكنه القيام بأشياء أخرى لا يستطيع فعلها غيره، كاستئجار طائرة تحلق به إلى دول أجنبية. إلا أن النجاح منعه من القيام بالكثير من الأمور التي كان بإمكانه القيام بها. إن فيس بوك تُديره بقدر ما يدير هو فيس بوك. وعلى الرغم من أنه من المُثير للإعجاب العمل على مشروع تعتبره عمل حياتك، فإن هناك امتيازات للصدفة أيضًا، خاصة في السنوات الأولى من حياتك. ومن بين العديد من الأشياء فإنها تمنحك المزيد من الخيارات لتختار عمل حياتك منها. وليس هناك أية تنازلات هنا، فأنت لا تضحي بأي شيء مقابل تخليك عن فكرة إطلاق شركتك عند عمر 20 سنة، لأنك على الأرجح ستنجح لو انتظرت. ومن الحالات النادرة أن يكون عمرك 20 سنة وينجح أحد مشاريعك الثانوية كما حصل مع فيس بوك. سوف تواجه الخيار في متابعة الشركة وإدارتها أم لا، وحينها سيكون من المعقول والمنطقي أن تتابع إدارة الشركة وإطلاقها. إلا أنه في الحالات العادية لإطلاق الشركات الناشئة أن المؤسسين يقومون بأشياء لإنجاحها، ومن الغباء أن تفعل ذلك في سن العشرين. المحاولةهل يجب عليك أن تطلق شركتك في أي عمر كان؟ أعلم أني أظهرت الشركات الناشئة بمظهر المهمّة الصّعبة للغاية. وإن لم أوفق في هذا، دعني أحاول مجددًا: إن تأسيس الشركات الناشئة أمر صعب للغاية. وماذا لو كان الأمر صعبًا جدًا؟ كيف يمكنك أن تعرف إن كنت على قدر هذا التحدّي؟ يكمن الجواب في النقطة الخامسة المُنافية للبداهة: لا يمكنك أن تعرف. لقد أعطتك حياتك حتى الآن بعض الأفكار عما يمكن أن تتخيله إن حاولت أن تصبح عالم رياضيات، أو لاعب كرة قدم محترف. لكن ما لم تكن لديك حياة غريبة للغاية فإنك لم تفعل الكثير مما يمكن أن يشبه حياة مؤسس الشركة الناشئة. إن إطلاق الشركات الناشئة سوف يغيرك كثيرًا. لذا فإن ما تحاول تقديره ليس ما أنت عليه الآن، بل ما يمكن أن تمر فيه، ومن يمكنه القيام بذلك؟. كان عملي طوال السنوات التسعة الماضية هو التنبؤ فيما إذا كان لدى الأشخاص ما يتطلبه إطلاق شركة ناشئة ناجحة. كان من السهل أن تعرف مدى ذكائهم (وإن كنت تقرأ هذا المقال فمن المُحتمل جدّا أنك ذكّي أيضًا)، لكن تكمن الصعوبة في معرفة مستوى الطموح والقدرة على تحمل المصاعب التي سيصلون إليها. قد لا يكون هناك أي شخص لديه خبرة أكبر في محاولة التنبؤ بهذا، لذا يمكنني أن أخبرك عن المقدار الذي يمكن أن يعرف الخبير عن ذلك، والإجابة هي: ليس الكثير. تعلمت أن أكون منفتحًا للغاية حيال أي من الشركات الناشئة في كل دفعة احتضان ستكون من الشركات الناجحة. يعتقد المؤسسون أحيانًا أنهم يعرفون. يساور بعضهم الشعور بأنهم سيتفوقون في حاضنة Y Combinator كما تفوقوا على الجميع في كل الاختبارات ( السهلة، الافتراضية، القليلة) التي واجهوها في حياتهم حتى الآن. في حين يقلق بعض المؤسسين حول الطريقة التي أوصلتهم إلى الحاضنة على أمل أن لا تكتشف أي خطأ ارتكبناه لمّا قبلناهم. لكن هناك علاقة ارتباط ضعيفة ما بين مواقف المؤسّسين الأولية وأداء شركاتهم لاحقًا. لقد قرأت أن هذا الأمر صحيح أيضًا في الجيش، حيث أن المجندين المتبجحين ليسوا أكثر تأهيلًا ليُصبحوا أشد وأفضل من المُجنّدين الهادئين، وربما يعود الأمر لنفس السبب: إن الاختبارات التي سيمرّون بها مختلفة جدًا عن التي مرّوا بها سابقًا في حياتهم. إذا كنت ترتعد خوفًا من إطلاق شركتك الناشئة، فإنّه على الأرجح لا يجب علي القيام بذلك. لكن إذا لم تكن متأكدًا إن كنت قادرًا على المواجهة، فإن الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي المحاولة. لكن ليس الآن. الأفكارحسنًا، إذا أردت إطلاق شركتك الناشئة في أحد الأيام، ما الذي ينبغي عليك فعله أثناء الدراسة في الجامعة؟ هناك شيئان اثنان ستحتاجهما في البداية: الفكرة و المؤسسون الشركاء. وهذا ما يقودنا إلى النقطة السادسة والأخيرة المُنافية للبداهة: إن طريقة الحصول على أفكار للشركات الناشئة ليست محاولة التفكير في أفكار الشركات الناشئة. لقد كتبت مقالًا كاملًا حول هذه النقطة. لذا لن أكرر نفس الكلام هنا أيضًا. لكن وباختصار إذا أردت أن تقوم بجهد كافي للتفكير بأفكار الشركات الناشئة، فإن الأفكار التي ستحصل عليها لن تكون سيئة فحسب، بل سيئة ولها مظهر مخادع أيضًا (تظهر بمظهر الفكرة الجيّدة)، أي أنك ستهدر الكثير من الوقت عليها قبل أن تدرك أنها فكرة سيئة. إن الطريقة المناسبة للحصول على أفكار جيدة للشركات الناشئة هي الرجوع خطوة للوراء. بدلاً من القيام بجهد والتفكير بأفكار للشركات الناشئة، حوّل عقلك إلى النوع الذي يحصل على أفكار للشركات الناشئة بدون تخصيص جهد لذلك لدرجة لا تدرك للوهلة الأولى أنها أفكار للشركات الناشئة. وهذه الطريقة ليست ناجعة وممكنة فحسب، بل أيضاً هي الطريقة التي بدأت بها كل من آبل، ياهوو، جوجل وحتى فيس بوك. ولا واحدة من تلك الشركات كان المقصود منها أن تصبح شركة في بداية الأمر. كانت كلها مجرد مشاريع ثانوية. إن أفضل الشركات الناشئة غالبًا تبدأ كمشاريع جانبية لأن الأفكار الرائعة تميل لأن تكون متطرفة لدرجة أن عقلك الواعي سيرفضها كأفكار تصلح لأن تصبح شركات. حسناً، كيف تحول عقلك إلى النوع الذي يستحضر أفكار الشركات الناشئة من اللاوعي؟ تعلم الكثير عن الأشياء الهامة اعمل على المشاكل التي تثير اهتمامك مع الأشخاص الذين تحبهم وتحترمهم. وهذه الخطوة الثالثة على سبيل الصدفة هي التي توصلك إلى المؤسّسين الشركاء في نفس الوقت التي تحصل فيها على الفكرة. في المرة الأولى التي كتبت فيها الفقرة السّابقة، وبدلاً من "تعلم الكثير عن الأشياء الهامة" كتبت " كن ماهرًا في تقنية ما " لكن هذا المقترح على الرغم من أنه كاف إلا أنه ضيق للغاية. ما كان مُميّزًا لدى بريان شيسكي Brian Chesky و جوي غيبيا Joe Gebbia ليس أنهم خبراء في التقنية. لقد كانوا ممتازين في التصميم، وربما أيضًا -وهذا الأكثر أهمية- كانوا ماهرين في تنظيم المجموعات وإطلاق المشاريع. لذا ليس عليك أن تعمل على التقنية بحد ذاتها، طالما أنك تعمل على المشاكل التي تتطلب منك جهدًا كافيًا. لكن أي نوع من المشاكل؟ هذا سؤال صعب الإجابة عنه بشكل عام. والتاريخ مليء بأمثلة عن شباب الذين كانوا يعملون على مشاكل هامة لم يعتقد غيرهم في ذلك الوقت أنها كانت هامة. وعلى وجه التحديد لم يعتقد أولياؤهم أنها كانت هامة. وعلى الجانب الآخر، فإن التاريخ مليء أيضًا وبشكل أكثر بأمثلة عن أولياء اعتقدوا أن أبناءهم يضيعون وقتهم وكانوا مُحقّين في ذلك. إذًا كيف يمكنك أن تعرف عندما تعمل على الأشياء الحقيقية الهامة؟[8] أنا أعرف الإجابة عن هذا السؤال الأخير. تكون المشاكل الحقيقية مثيرة للاهتمام وعادة ما أرغب في العمل على الأشياء المثيرة للاهتمام، حتى لو لم يهتم بها أحد ( في الحقيقة، خاصة لو لم يهتم بها أحد) وأرى أنه من الصعب أن أجبر نفسي على العمل على أشياء مملة، حتى لو كان من المفترض أنها هامة. حياتي مليئة بالحالات التي عملت فيها على أشياء فقط لأنها بدت مثيرة للاهتمام، وتبين لاحقًا أنه كان مفيدًا بطريقة ما. إن حاضنة Y Combinator بحد ذاتها كانت شيئًا فعلته فقط لأنه بدا مثيرًا للاهتمام. لذا يبدو أن لدي بوصلة داخلية تساعدني على اكتشاف هذا الشيء. لكن لا أعرف ما الذي يدور في عقول الأشخاص الآخرين. ربما لو فكرت أكثر حول هذا قد أصل إلى مدلولات تساعد على التعرف على المشاكل المثيرة للاهتمام. لكن وحتى اللحظة فإن أفضل ما يمكنني تقديمه هو إذا تعرفت على مشكلة مثيرة للاهتمام، انغمس فيها بكل طاقتك، وهذه أفضل طريقة لتحضير نفسك للشركة الناشئة. في الحقيقة قد تكون أفضل طريقة لتعيش حياتك. [9] على الرغم من أني غير قادر على شرح ما الذي يعتبر مشاكل مثيرة للاهتمام بشكل عام. يمكنني إخبارك حول مجموعة كبيرة منها. إذا كنت تفكر في التقنية كشيء ينتشر كالنار في الهشيم، فإن كل نقطة متحركة فيها تمثل مشكلة مثيرة للاهتمام. لذا فإن الطريقة المضمونة لتحويل عقلك إلى النوع الذي لديه أفكار جيدة لتحويلها إلى شركات ناشئة هي أن تضع نفسك على الحافة القيادية لبعض التقنيات – لتجعل نفسك -كما يقول بول بوشيت Paul Buchheit- "تعيش في المستقبل". عندما تصل تلك النقطة، فإن الأفكار التي تبدو للأشخاص الآخرين كشيء غيبي خارق للطبيعة تظهر لك كشيء واضح. قد لا تدرك أنها أفكار تصلح لشركات ناشئة، لكنك ستعرف أنها شيء يجب أن يُصنع. على سبيل المثال، وفي جامعة هارفارد في منتصف التسعينيات، برمج زميل أصدقائي روبرت Robert وتريفور Trevor برنامجه الخاص بالمكالمات الصوتية عبر الإنترنت. لم يقصد منه أن يصبح شركة ناشئة، ولم يحاول مطلقًا أن يحوله إلى شركة. كل ما أراده هو أن يتحدث مع صديقته في تايوان بدون أن يدفع أجرة المكالمات الدولية. ومنذ ذلك الحين أصبح خبيرًا في الشبكات. وبدا له جليًّا بأنّ الطريقة التي يجب عليه أن يحل المُشكل بها هو تحويل الصّوت إلى حزم يتم نقلها عبر الإنترنت. لم يقم بأي شيء ببرنامجه أكثر من مجرد الحديث مع صديقته. لكن هذه هي بالضبط الطريقة التي تبدأ بها أفضل الشركات الناشئة. إذاً من الغريب أن الشيء المثالي الذي يجب القيام به في الجامعة إذا أردت أن تصبح مؤسس شركة ناشئة ناجح هو ليس التّركيز على هذا النوع الجديد العصري من "ريادة الأعمال"، بل يجب التّركيز على الأسلوب الكلاسيكي المُتمثّل في التّحصيل العلمي من أجل التّحصيل العمي ذاته. إذا أردت أن تبدأ شركتك الناشئة بعد الانتهاء من الجامعة، ما الذي ينبغي أن تفعله في الجامعة هو أن تتعلم علومًا قوية، وإذا كان لديك ذهنية فضولية أصيلة، هذا ما سيؤدي الحال به أن تقوم به إذا اكتفيت بمتابعة ميولك فقط.[10] إن مكون ريادة الأعمال الذي يُهمّنا حقًا هي الخبرة في المجال. إن الطريقة التي ستصبح فيها لاري بايج Larry Page هي أن تكون خبيرًا في البحث. والطريقة التي ستصبح فيها خبيرًا في البحث هي أن يقودك فضولك الأصيل وليس بعض الدوافع الخفية. وفي أفضل الأحوال، فإن تأسيس شركة ناشئة ليس سوى دافع خفي للفضول. وسوف تقوم بالأمر على أفضل طريقة إذا أخّرت هذا الدافع الخفي إلى نهاية العملية برمتها. إليك النصيحة الأخيرة التي يجب تقديمها إلى الشاب الذي يرغب أن يصبح مؤسس شركة ناشئة ويمكن تقديمها في كلمة: تعلم. الهوامش[1] ينّصت بعض المؤسسون أكثر من غيرهم، وهذا قد يكون عنصر يسمح بالتّنبّؤ بالنجاح. إن أحد الأشياء التي أتذكرها حول شركة Airbnbs أثناء احتضانها في Y Combinator هو كيف كانوا ينصتون باهتمام. [2] في الواقع، هذا أحد الأسباب الذي يجعل إطلاق الشركات الناشئة أمرًا ممكنًا. إذا لم تعاني الشركات الكبرى من عدم الكفاءة الداخلية، فإنها ستكون فعالة بشكل متناسب، ما يضيّق المجال المتروك لإطلاق الشركات الناشئة. [3] عليك أن تقضي وقتًا أطول على الأعمال التي يُمكن أن نصفها بـ Schlep في الشركات الناشئة. وهذا النوع من الأعمال هو غير مريح فقط لكنه ليس وهميًا. [4] ماذا ينبغي عليك القيام به إذا كان مُهتمّا بالتلاعب على النظام؟ الاستشارات الإدارية. [5] قد لا تكون الشركة قد انطلقت بشكل رسمي، لكن إذا بدأت في الحصول على عدد كاف من المستخدمين، فإنك تكون قد أطلقتها، سواء أدركت ذلك أم لا. [6] يجب أن لا تتفاجأ من أن الجامعات لا تستطيع تعليم الطلاب كيف يصبحون مؤسسين جيدين، لأنها غير قادرة على تعليمهم كيف يكونوا موظفين جيدين أيضًا. إن الطريقة التي "تعلم" فيها الجامعة الطلاب كيف يصبحوا موظفين هي أن تسلم هذه المهمة إلى الشركات عبر برامج التدريب internship programs. لكن لا يمكنها القيام بنفس الشيء للشركات الناشئة، لأنه وببساطة إذا تعلّم الطّلاب ذلك جيّدا فإنهم لن يعودوا إلى الجامعة [7] كان عمر تشارلز داروين 22 عامًا عندما تلقى دعوة للسفر على متن سفينة البيغل بصفته عالم طبيعة, وهذا الأمر لم يكن ليحدث لولا فراغ داروين وعدم شغله لأية وظيفة بشكل أقلق أفراد عائلته. ولو لم يكن داروين عاطلًا عن العمل حينها فلربما لم نكن لنسمع باسمه. [8] يمكن أن يتحول الأهالي أحياناً إلى متحفظين للغاية في هذه الناحية. هناك بعض الأهالي الذين يعرّفون المشاكل الهامة على أنها تلك المُتعلّقة فقط بالمسيرة نحو مدرسة الطّب. [9] لقد تمكنت من التفكير في آلية لمعرفة ما إذا كنت تملك حسًا للتّعرف على الأفكار المُهمّة: إذا كُنت لا تُطيق الأفكار المعروفة والمُملّة. هل بإمكانك دراسة النّظريات الجافة أو الصّبر على وظيفة في الإدارة الوسطى في شركة كبيرة؟ [10] في الحقيقة، إذا كانت هدفك إطلاق شركة ناشئة، يمكنك التشبّت أكثر بمثالية التعلم الحر مقارنة بالأجيال السابقة. سابقًا عندما كان الطلاب يركزون بشكل رئيسي على الحصول على وظيفة بعد التخرج، كانوا قد فكروا على الأقل كيف أن المواد التي درسوها أن تبدو لربّ العمل. وربما أسوء من ذلك، قد يتجنّبون دراسة المواد الصعبة خشية الحصول على درجات منخفضة، ما سيؤثر سلبًا على معدل الدرجات العام عند التخرج. الجانب المُشرق هنا هو أن المُستخدمين لا يكتثرون بمعدلك الدراسي. ولم اسمع مطلقًا عن مستثمر اهتم بذلك أيضًا. وبشكل محدد أكثر فإن حاضنة Y Combinator لا تسألك أبدًا عن المواد التي درستها في الجامعة أو الدرجات التي حصلت عليها فيها. * أسهم فئة FF، هي أسهم تعطى للمؤسسين الذين يرغبون بتسييل جزء صغير من حصتهم في الشركة بدون الحاجة للإنتظار إلى الطرح للإكتتاب العام. ** الأنشطة اللامنهجية: هي أنشطة تقع خارج المنهاج المدرسي أو الجامعي المقرر، عادة ينفذها الطلاب بشكل تطوعي في كل المراحل الدراسية. *** تكلفة الفرصة البديلة opportunity cost: هي التضحية أو التنازل عن شيء مقابل الحصول على شيء آخر أكثر أهمية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: Before the Startup لصاحبه Paul Graham (بول جراهام) مُؤسس حاضنة مشاريع واي كومبيناتور (Y Combinator). اطّلع على باقي مقالات بول جراهام المترجمة إلى العربية
    1 نقطة
  3. سنواصل معكم اليوم الجزء الثاني من مقال أساسيات الوزن البصري في التصميم الجرافيكي. سوف نُتمم ما بدأناه مُسبقاً ونُعرِّفكم على الانسيابية والتوازن في التشكيل، بالإضافة إلى الإيقاع عبر تبطيء وتسريع الحركة، ثم سنراجع التناظر واللاتناظر في التشكيل، ومُكتسباتنا في علم التوازن. ومن ثمّ سوف نتعرّف على قواعد الوزن البصري في الإعلان. الانسيابيّة والسكون في الصورة، الحركة والإيقاعنُطلق على أي تشكيل بأنه انسيابي ( ديناميكي ) حينما يُقدّم لنا انطباعًا ضمنيّا بالحركة، على العكس تمامًا من التّركيب السّاكن الذي يُقدّم انطباعًا بالتّوقف أو السكون. انظر للصورة التعبيريّة على اليسار والتي ستولّد لديك انطباعًا مُباشرًا بالسكون، في حين أنّ الصّورة اليُمنى ستولد لديك انطباعًا بالحركة. لكن لماذا حدث ذلك؟ ببساطة لأنّنا على دراية تامّة ضمنيًّا بأنّ أي عنصر مُستدير سوف يسقط عند إمالة السطح أسفله، لذا فالصّورة قدمت لنا انطباعًا بالحركة، وبالإمكان الخروج هُنا بقاعدة بسيطة وهامّة مُفادها أنه بإمكاننا استخدام الخطوط المائلة عند التشكيل للإيحاء بالحركة. بالإمكان أيضًا إنشاء حركة تخيّليّة عبر ترك مساحة خالية أمام الجسم وبالتالي ترك الأمر لخيال المُتلقّي لاستمرارية هذه الحركة. ( لاحظ الصورة ) يُمكن تنسيق الحركة على شكل عرض تسلسلي لبضعة لحظات. للإيحاء بالحركة أيضًا فإنّه بالإمكان استخدام خلفية مُشوشة ( ذات غباش ) أو استخدام شكل زيوت التزحلق أو استخدام خطوط الاتّجاهات لرصد وتوجيه الجسم المُراد إيضاحه. يتحقق السّكون في التشكيل بعدم وجود خطوط مائلة وعدم توفر مساحة حرّة أمام الجسم بالإضافة إلى وجود خطوط عمودية. الحركة بالإمكان إبطاؤها أو إسراعها بالنظر إلى الشكل أعلاه تبدو الحركة في الصّورة على اليمين أسرع من تلك التي على اليسار. هذا ما تعوّدت عليه عُقولنا، كوننا نقرأ ونكتب من اليمين إلى اليسار وحركتنا أسهل بهذا الاتجاه، وبإمكاننا إبطاء الحركة مع وجود الخطوط العمودية في التشكيل، وبالتأكيد فإن من ألف الكتابة والقراءة من اليسار إلى اليمين سيلحظ العكس. الإيقاع في الوزن البصري ( التشكيل )يُعدّ الإيقاع أحد اللحظات الحاسمة في الفن. فهو ببساطة يجعل التشكيل هادئًا أو مجنونًا، عدوانيًّا أو ساكنًا إننا نعيش في عالم مليء بالإيقاعات المُختلفة، هُناك تغيّر بين الفصول، تعاقبٌ في الليل والنهار، صوت قطرات المطر، إيقاع القلب. إيقاع الطبيعة موحّد، بينما في الفن بإمكاننا عزل أنماط إيقاعيّة مُختلفة على حسب المزاج. بالإمكان إنشاء الإيقاع في الفنون البصرية من خلال تكرار الألوان والأجسام، ووضع بقع من الضوء والظلال. التناظر واللاتناظر في التشكيل، تحقيق التوازنالتناظر في الوزن البصري ( التشكيل )كما ذكرنا من قبل، فإن الطبيعة تحتوي على كم كبير من الصّور البصرية المُتناظرة، لهذا السبب نحن نُدرك على الفور هذا المبدأ بالنظر إلى أي جسم من الوهلة الأولى. ما نود ذكره بأن محور التّناظر بشكله الهندسي يُحقّق التوازن بين الطرفين، وبشكل لا شعوري يدفع على الاستقرار، الثّقة، والفخامة في بعض الأحيان. إذًا بإمكاننا الاتّفاق على أن التّناظر هو الطريق الأسهل الذي يُمكن اتّباعه للوصول إلى التّوازن في التشكيل أو ما سمّيناه بالوزن البصري، لكنه ليس الوحيد. اللاتناظر، تحقيق التوازنتخيّل معي الآن ميزانًا ميكانيكيًّا بسيطًا ببساطة ومن دون أيّ شك فإنّ عمل قانون التناظر هُنا سيُقاس بعمل الميزان، فإذا كانت كفتا الميزان مُتساويتين من حيث الشّكل والحجم فسيكون الشكل مُتناظرًا، أمّا إذا خالف الأمر وكان أحد الأجسام أكبر من الآخر فسوف يميل الميزان للكفّة الأكبر. لكن بالإمكان موازنة الكفّتين دون أن يكون هنالك تناظر في الشّكل، لاحظ الصورة أدناه: أو بالإمكان تحقيق التّوازن من جسمين غير مُتساويين عبر تقريب إحدى كفّتي الميزان من مركزه. لاحظ الصورة أدناه: إن تحقيق التوازن من أهم مراحل بناء التشكيل اللامُتناظر، وفي الغالب يُمكننا استرشاد هذا الشعور بشكل بديهي عبر التّفكير بالميزان، وبالإمكان تطوير هذا الشعور وهذه النظرة من خلال التّدريب المُستمر. نستخلص مما سبق بأنه يُمكن للتّوازن أن يتمّ بتغيير الأحجام، الأجسام، لطخات من اللون أو الظل، لذلك عند ملاحظتك أن التشكيل في تفصيل مُعيّن يزن أكثر من التفاصيل الأخرى بإمكانك بهذه الحالة تغيير اللون، أو الإضاءة، أو إضافة جسم أو شكل مُعيّن إلى الجانب الآخر لتحقيق التوازن. استعمال قواعد الوزن البصري في الإعلانالعرض السليم للمعلوماتلتعلُم كيفية بناء المخططات التركيبية المُعقدة، والتعبير عن الأفكار وإيصالها بأفضل الطرق فإنك ستحتاج لتنمية قدراتك إلى الموهبة وإلى سنوات عديدة من التّدريب، لذلك فإنك ستجد لدى أهم الفنانين والمهندسين المعماريين والمصورين عادة الإطلاع الدائم والاستلهام. يجب أن تكون المعلومات التي ستوضع في الإعلان في مركز الوزن البصري، ومن الأفضل استخدام خاصية السطوع عند تقديم المعلومات، واللّعب على التباين بحيث أنك تستخدم عنوانًا فاتحًا على خلفية مُظلمة. (أي أن الواحد بعكس الآخر)، كما يُفضّل عدم استعمال خلفيات ذات ألوان مُتعدّدة كونها ستؤدي إلى التشتيت عن المضمون. لا تنس السلامة، إذا كان العمل يحوي أمورًا مُتعدّدة، فلا تضعها أبدًا بشكل عشوائي، بل يُفضّل التّرتيب على هيئة أشكال هندسيّة بسيطة بهدف الإبقاء على حالة التوازن. إذا كان لا يصلح وضع أحد الأجسام في المركز فحينها يُفضّل وضعه في الجهة المُعاكسة لجهة القراءة أو النّظر إلى الصور (أي لو كانت الكتابة باللغة الإنجليزية فيُفضّل وضعه على اليمين، وفي حالة اللغة العربية على اليسار ). وتذكّر دومًا بأن مفتاح النّجاح لأي عمل هو إعطاؤه الوقت والاهتمام الكافييّن. كيف تستعمل قواعد الوزن البصريقواعد الوزن البصري ليست إلزامية التطبيق، بل على العكس تمامًا فإننا سنجد بعض القواعد تتعارض مع بعضها البعض (على سبيل المثال: إرسال الحركة ونقل البقيّة). إذا أدير وجه الشخص الظّاهر في الصورة إلى أي اتجاه، لا بد أن يترك مساحة في ذلك الجانب حتى لا يظهر أي انطباع ضمني لدى الناظر بأن الوجه سوف يلتحم بالجدار. الفنان العالمي " Valentin Serov " في لوحته "Yermolova " يُخالف هذه القاعدة في التركيب، وبالتالي خلق انطباع بأن المُمثلة تنظر إلينا مُباشرة من خلال الصورة. مُخالفة قواعد التركيب قد تكون مقصودة، وخُصوصًا في هذه الصناعة المُعقّدة والتي لا تستند إلى قواعد مُحدّدة مثل الدعاية. إذا وضعنا خطًا أفقيّا في تصميم مُجسم عبوة العصير وكان ذلك مُخالفًا لقاعدة النّسبة الذّهبية، ولكن إلى الأعلى قليلًا ستظهر لدينا عبوة العصير أعلى، ولكن قبل تجاوز أي قاعدة من الضروري أن تعرف وأن تكون قادرًا على استخدامها. ختامًا، تذكّر دومًا، إذا كنت تتجاوز القواعد فإنه يجب عليك أن تكون على دراية بما تفعل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Basics of composition in graphic design part 2 لصاحبه Andrey Prikaznov
    1 نقطة
  4. إنّ أي مُطوّر أو مُصمّم يُحب كتابة الشيفرة البرمجية، ستكون تقسيمات الصفحة layouts المُعتمدة على أوراق الأنماط المُتتالية هي صميم وجوهر عمله. فيما قد تكون هذه المقالة مُراجعة للبعض، أو حتّى تصحيح بعض المفاهيم للبعض الآخر، سيتمّ تناول خاصّيّة التَمَوْضُع position، وكيفيّة استخدامها في تصميم تقسيمات صفحة layouts مُسايرة ومُتوافقة مع المعايير القياسيّة، ولا تعتمد على الجداول. يُساء فهمُ خاصّيّة التَمَوْضُع، ممّا يؤدي في بعض الأحيان عند تصحيح علّة مُعينة في شيفرةٍ ما من المُمْكن أنّ يتمّ استخدام قيم مُختلفة بأسلوب التجربة والخطأ للخاصّيّة position لمُحددٍ ما حتّى يتمّ الحصول على القيمة المطلوبة. إنّ هذه الطريقة المُملّة قد تفي بالغرض، ولكن من المُفترض على المُطوّر معرفة بالتحديد لماذا القيمة position: relative قد استطاعت إصلاح مُشكلة ما في تقسيم الصفحة دون قيمة أُخرى. هدف هذا الشرح هو تعلّم دلالات قيمة الخاصّيّة position وتأثيرها على الصفحة، وبالأخصّ، كيف سوف تؤثّر هذه القيم على بقية أجزاء الصفحة (markup). يُقدم بَيان specification أوراق الأنماط المُتتالية خمس خواصٍّ وهي: ساكن: staticنسبيّ: relativeكامل أو مُطلق: absoluteثابت: fixedمَوروث: inheritكما تمّ إضافة قيم جديدة ولكنها مازالت في مرحلة "مسودة عمل". يُستفاد من كل خاصّيّة لغرضٍ مُعينٍ، لذلك فَهمُ الغرض من كلٍ منها هو الطريق الأمثل لاحتراف تقسيمات الصفحة المُعتمدة على CSS. الخطوات الأولى مع أليّة عمل خواصّ التَمَوْضُعسيتمّ العودة إلى الأساسيّات لفهم الأمور بشكلٍ صحيحٍ. في CSS وبطبيعة الحال، يتمّ العمل ضمن حدود وقواعد ما يهم هُنا هو ما يُدعى بـ "التدفّق الطبيعيّ" normal flow. في العودة إلى بيان مُنظمة رابطة الشبكة العالميّة W3C سيكون تعريف التدفّق الطبيعيّ بالشكل التّالي: يُمكن اعتبار الصندوق المَذكور في البيان السابق كالصندوق الخشبي، والتدفّق الطّبيعيّ كما لو أنّه قانون كما هو قانون الجاذبيّة، التدفّق الطّبيعيّ للمُستند يُعبر عن اصطفاف العناصر فوق بعضها البعض تدريجيًّا من الأعلى إلى الأسفل، لكي تَظهر بالشّكل المُفترض لها أنّ تظهر عليه. يُمكن تشبيه التدفّق الطّبيعيّ بصناديق (مُكعبات) الأحرف الأبجديّة الّتي يُبنى منها ذلك البرج الضخم -الّذي يبنيه الأطفال بشكل مُتسلسل للأحرف- حيثُ أنّ هذه الصناديق الخشبيّة مُقيّدة بفعل الجاذبيّة الأرضيّة، ولا يُمكن إعطائها خصائص تُعارض قانون الجاذبيّة. في الجهة المُقابلة تتبع العناصر بعضها البعض في ترتيب عناصر الصفحة الخاصّة بمُستند HTML. ولكن من المُمكن إعطاء هذه العناصر خصائص لتُعرض بشكلٍ مخالفٍ لترتيبها الطبيعيّ. الخاصيّتان static و relativeتشبه خاصِّيَّات التَمَوْضُع "ساكن" static و "نسبيّ" relative سلوك صناديق الأبجديّة، حيثُ أنّها تصطفّ فوق بعضها البعض كما هو مُتوقعٌ لها. مع الانتباه إلى أنّ الخاصّيّة static هي القيمة الافتراضيّة للخاصّيّة position لأي عنصر. وعندما يكون هناك ثلاثة عناصر تحمل الخاصّيّة static فإنّها سوف تصطفّ فوق بعضها البعض. في المثال التّالي يوجد ثلاثة عناصر جميعها تحمل القيمة static. #box_1 { position: static; width: 200px; height: 200px; background: #ee3e64; } #box_2 { position: static; width: 200px; height: 200px; background: #44accf; } #box_3 { position: static; width: 200px; height: 200px; background: #b7d84b; } يُلاحظ من المثال السابق كيف أنّ هذه الصناديق تصطفّ فوق بعضها البعض. هذه الفكرة على بساطتها تعتبر أساسيات بناء الكتل block building ومن المُهم جدًا إدراكُها. يُمكن استخدام القيمة static لإنشاء تقسيمات صفحة مُبسّطة بعمود واحد single-column، حيثُ كل عنصر يتموضع فوق العنصر الّذي يليه. وعند الرغبة في نقل هذه العناصر فيما بينها باستخدام خواصّ الإزاحة offset مثل: الأعلى top، اليمين right، الأسفل bottom، اليسار left ستكون النتائج غير مُرضيةٍ أبدًا، حيثُ لا تؤثر هذه الخواصّ على عنصر ساكن static (أي يقوم بتجاهلها). كما لا يستطيع العنصر الساكن إنشاء نسق إحداثيَّات جديد للعنصر الابن. ولكن ما هو نسق الإحداثيَّات، هذا ما سيتمّ توضيحه باستخدام القيمة نسبيّ relative. تتصرّف العناصر المُتموضعة بشكل نسبيّ relative كما هي العناصر المُتموضعة بشكل ساكن static، حيثُ تتوافق فيما بينها بشكل مُتناسق، من دون أنّ تسبب أي مشاكل. قد يبدو الأمر غريبًا، ولكن عند تطبيق القيمة relative على المثال السابق ستكون النتائج مُشابهة للمثال السابق: #box_1 { position: relative; width: 200px; height: 200px; background: #ee3e64; } #box_2 { position: relative; width: 200px; height: 200px; background: #44accf; } #box_3 { position: relative; width: 200px; height: 200px; background: #b7d84b; } يُبرهن المثال السابق كيف أنّ العناصر المُتموضعة بشكل نسبيّ relatively تسلك سلوك العناصر المُتموضعة بشكل ساكن statically. لكن ما هو غير واضح أنّ هذه العناصر الّتي تحمل القيمة relative تختلف بمَيْزة هامة جدًا عن العناصر الّتي تحمل القيمة static. يكمُن الاختلاف الأوَّليّ في أنّ العناصر المُتموضعة بشكل نسبيّ من المُمكن تعديل مَوضعها باستخدام خاصِّيَّات الإزاحة: top و right و bottom و left. سيتمّ استخدام المثال السابق، ولكن بإضافة تَمَوْضُع الإزاحة على الصندوق الثاني “box_2”: #box_2 { position: relative; left: 200px; width: 200px; height: 200px; background: #44accf; } يُظهر المثال السابق التَمَوْضُع النسبيّ بشكلٍ عمليٍّ. حيثُ أنّ الصناديق الثّلاثة مُتموضعة فوق بعضها ماعدا الصندوق الثّاني فقد تمّ دفعه 200px من اليسار. في هذا المثال قد تمّ كسر قانون الجاذبية بناءً على رغبتنا. ومازال الصندوق الأزرق ينتمي إلى التدفّق العام الخاصّ بمُستند HTML، حيثُ أنّ الصندوق الأخضر يأتي أسفل الصندوق الأزرق على الرغم من أنّ الصندوق الأزرق ليس فوقه بشكل مُباشر. عند استخدام خاصِّيَّات الإزاحة لنقل عنصر مُتموضع بشكلٍ نسبيٍّ، فإن ذلك لا يؤثّر على العنصر أو العناصر التّالية، حيثُ أن الصندوق الأخضر مازال مُتموضعًا كما لو كان الصندوق الأزرق غير مُزَاح. وهو أمرٌ لا ينطبق على التشبيه الخاصّ بصناديق الأبجديّة. يُعتبر إنشاء نسق إحداثيَّات للعنصر الابن مَيْزةً أُخرى من ميزات خاصيّة التَمَوْضُع النسبيّ. حيثُ يُمثل هذا النسق نقطةً مرجعيّةً لخاصِّيَّات الإزاحة. سيتمّ العودة إلى المثال السابق لتوضيح هذه الفكرة، حيثُ أنّ الصندوق الأزرق لا يتموضع داخل أيًا من العناصر، لذلك نسق الإحداثيَّات المُستخدم لإزاحة نفسه 200px من جهة اليسار يعود إلى المُستند نفسه. ولو تمّ وضع الصندوق الثّاني داخل الصندوق الأول، سيتمّ الحصول على نتائج مُختلفة، حيثُ أنّ الصندوق الثّاني سيتموضع نِسْبَة إلى نسق الإحداثيّات من الصندوق الأول (الأحمر). في المثال التّالي سيتمّ التعديل على مُستند HTML دون التعديل على التنسيق CSS، وذلك بنقل الصندوق الثّاني داخل الصندوق الأول: <div id="box_1"> <div id="box_2"></div> </div> يُظهر المثال السابق ترميز مُستند HTML الجديد. وبسبب نسق الإحداثيّات الجديد، يقيس الصندوق الأزرق إزاحته 200px من جهة اليسار نسبةً إلى المكان الّذي كان سيكون عليه الصندوق الأزرق لو لم يكن مُتموضعا بشكلٍ نسبيٍّ. القيمة Absoluteتُمثّل القيمة absolute درجة عالية من الأهمية وأكثر من سابقتها relative، حيثُ التخصيص هو ما يُميز هذه القيمة. يُسحب العنصر المُتموضع بشكلٍ نسبيٍّ من التدفّق الطّبيعيّ، وذلك عكس ما يتمّ في العناصر الّتي تحمل القيمة relative و static. ويمكن التحكم بالعنصر بطريقةٍ مرنة عندما يتمّ سحبه من التدفّق الطّبيعيّ، حيثُ يُمكن وضعه في أي مكان من دون أنّ يؤثّر أو يتأثّر بباقي العناصر المُنتمية إلى هذا التدفّق. يُمكن التفكير بهذه العناصر كما لو أنّ لها على الجهة الخلفية قطعة كبيرة من مشبك velcro، حيثُ يُمكن إلصاق هذه العناصر في أي مكان حسب الرغبة والحاجة. تَستجيب العناصر المُتموضعة بشكل مُطلق (كامل) absolutely إلى خاصِّيَّات الإزاحة. حيثُ يُمكن تحديد القيم top: 100px و left: 200px للعنصر ليتوضع العنصر بالضَّبط 100px من الجهة العلوية و200px من الجهة اليُسرى للمُستند. سيتمّ التوضيح بالمثال التّالي وباستخدام أربعة صناديق: #box_1 { position: absolute; top: 0; left: 0; width: 200px; height: 200px; background: #ee3e64; } #box_2 { position: absolute; top: 0; right: 0; width: 200px; height: 200px; background: #44accf; } #box_3 { position: absolute; bottom: 0; left: 0; width: 200px; height: 200px; background: #b7d84b; } #box_4 { position: absolute; bottom: 0; right: 0; width: 200px; height: 200px; background: #ebde52; } يُظهر المثال السابق أربعة صناديق تتموضع في زَوايا المُتصفّح الأربع، وذلك بسبب أنّ كل صندوق يحمل القيمة absolute للخاصيّة position، بكلماتٍ أُخرى تمّ إلصاق هذه الصناديق في كل زاوية من زوايا نافذة المُتصفّح. ستبقى هذه الصناديق بالزاوية الخاصّة بها عند تغيير حجم المُتصفّح. وإنّ تصغير حجم المُتصفّح بحيثُ تتداخل أو تتشابك هذه الصناديق مع بعضها لن يُحدث أي تفاعل فيما بينها على الإِطْلاق، أي لن يزيح أحدها الآخر، وكأنّ كل صندوق في طبقةٍ مُختلفة، وذلك لأنّ هذه الصناديق قد أصبحت خارج التدفّق الطبيعيّ للمُستند. تُنشئ العناصر المُنسّقة بالقيمة absolute نسق إحداثيَّات جديد للعناصر الأبناء الخاصّة بها. المثال التّالي يوضّح كيف أنّ الصناديق البرتقاليّة الصغيرة تتموضع داخل الصناديق الآباء الخاصّة بها، وإحداثيّات الإزاحة مُرتبطة بالعناصر الآباء لا بنافذة المُتصفّح. <div id="box_1" class="box"> <div class="orange"></div> </div> <div id="box_2" class="box"> <div class="orange"></div> </div> <div id="box_3" class="box"> <div class="orange"></div> </div> <div id="box_4" class="box"> <div class="orange"></div> </div>} .box { position: absolute; width: 200px; height: 200px; } #box_1 { background: #ee3e64; top: 0; left: 0; } #box_2 { background: #44accf; top: 0; right: 0; } #box_3 { background: #b7d84b; bottom: 0; left: 0; } #box_4 { background: #ebde52; bottom: 0; right: 0; } .orange { background: #f95b34; position: absolute; top: 39%; left: 41%; width: 40px; height: 40px; } تُقدم القيمة absolute خصائص مُميّزة عند استخدام قيم الإزاحة معها، حيثُ سيُصبح من المُمْكن تَمْديد العنصر من دون تحديد أيًا من أبعاد العَرض width أو الارتفاع height، والّتي ستكون مُختلفة بناءً على حجم نافذة المُتصفح أو قياس الشاشة. وعليه فإنّ العنصر الابن سيكون مُقيّدًا بالعنصر الأب الخاصّ به، أو المُستند نفسه. المثال التّالي سيُوضح الفكرة: a { position: absolute; top: 10px; right: 10px; bottom: 10px; left: 10px; background: #44accf; } #box_b { position: absolute; top: 20px; right: 20px; bottom: 20px; left: 20px; background: #ff9c34; } يُوضّح المثال السابق كيف أنّ العناصر قد أصبحت أكثر مُرونة fluid، حيثُ يَتغيّر حجمها مع تَغيّر حجم الصفحة. ويوضّح المثال التّالي كيفيّة إنشاء صفحة بعمودين وبارتفاع الصفحة بالكامل. #box_1 { position: absolute; top: 0; right: 20%; bottom: 0; left: 0; background: #ee3e64; } #box_2 { position: absolute; top: 0; right: 0; bottom: 0; left: 80%; background: #b7d84b; } يُظهر المثال السابق تقسيم صفحة بعمودين، والّذي يُوضّح ما يُمكن عمله باستخدام القيمة absolute. أخذًا بعين الاعتبار أنّ هذا الأسوب ليس أفضل طريقة في إنشاء تقسيم صفحة بعمودين. يُمكن استخدام بعض الحِيَل في إيجاد تطبيقات عمليّة لهذه الخاصّيّة. على سبيل المثال: #box_1 { width: 200px; height: 200px; background: #ee3e64; } #box_2 { position: absolute; left: 100px; width: 200px; height: 200px; background: #44accf; } عند التركيز في المثال السابق والصندوق الثّاني بالتحديد، سيتمّ مُلاحظة كيفيّة استخدام قيمة إزاحة واحدة left: 100px;، وهذا ما يَسمح للصندوق الثّاني في الحفاظ على حافته العلوية في مكانها مع مقدرته على الانتقال 100px من جهة اليسار، ولكن عند تطبيق قيمة إزاحة ثانية إلى الجهة العلوية، سيتمّ سحب الصندوق الأزرق إلى أعلى المُستند: #box_2 { position: absolute; top: 0; left: 100px; width: 200px; height: 200px; background: #44accf; } القيمة ثابت Fixedيُشارك العنصر الّذي يحمل التنسيق position: fixed جميع الأحكام والقواعد الّتي يحملها العنصر المُتموضع بشكل مُطلق absolutely، حيثُ أنّ العنصر يُسحب من التدفّق الطّبيعيّ للمُستند. ويكمُن الاختلاف في أنّ العنصر الثّابت fixed يتمَوضع نسبة إلى المُستند، وليس إلى عنصر أب مُعيّن. كما لا يتأثر العنصر الثابت بالتدرّج، فيبقى في مجال الرؤية مهما تمّ النزول أو الصعود في الصفحة. #box_2 { position: fixed; top: 0; left: 0; right: 0; } يُظهر المثال السابق شريطًا عُلويًّا يحتوي على نصّ، وذلك كعنصر fixed، من المُلاحظ عدم تحرك هذا الشريط عند التدرّج في الصفحة. أيضًا من المُلاحظ أنّ خاصِّيَّات الإزاحة left وright تحمل القيمة صفر. باعتبار أنّ القيمة fixed تنتهج سلوكًا مشابهًا لسلوك القيمة absolute، فمن المُمكن أنّ يتمّ تمديد عرض العنصر ليتناسب مع مجال الرؤية عند تثبيت العنصر أعلى الصفحة باستخدام top: 0;. القيمة Inheritتمّ في بداية المقالة الإشارة إلى وجود خَمس قيم مُتوفّرة للخاصيّة position. القيمة الخامسة هي مَوروث inherit والأقل أهميّة. تعمل هذه القيمة كما يدلّ الاسم الخاصّ بها، حيثُ أنّ العنصر يرث القيمة الخاصّة بالعنصر الأب. علمًا أنّه في الأساس، عناصر الخاصّيّة position لا ترث قيمتها من العنصر الأب الخاصّ بها، وتكون القيمة static هي القيمة الافتراضيّة. الفرق بين relative وabsoluteيُظهر هذا التشبيه الفرق بين التنسيقين "نسبيّ" و "مُطلق". يُزاح دائمًا العنصر الّذي يحمل التنسيق "نسبيّ" نسبةً إلى موضعه الأصليّ في التدفّق الطّبيعيّ، بمعنى أنّ هذا العنصر يتحرك نسبة إلى المكان الّذي كان سيكون عليه في الظروف العاديّة. وهذا الانتقال لا يؤثّر على تقسيم الصفحة أو العناصر المُحيطة، أي كأنّ هذا العنصر قد أصبح شبحًا قد ترك جسمه خلفه. هذا الجسم له عرض وارتفاع ويؤثّر على محيطه ولكنه غير ظاهر. ويستطيع الصندوق الشبح التحرك ولكنه مازال مُرتبطًا بجسمه القديم، بمعنى أنّ موقعه الحاليّ يُقاس بناءً على موقعه القديم. أمّا العنصر الّذي يحمل التنسيق "مُطلق" فهو لا يؤثّر على محيطه أبدًا، وذلك لأنّه قد تمّ سحبه من التدفّق الطّبيعيّ. وبذلك فهو أيضًا شبح ولكنه لم يترك جسمه خلفه كما فعل الشبح النسبيّ. وبالنسبة للعناصر المُحيطة فإنّ هذا العنصر غير موجود. يحصل الشبح المُطلق على موضعه بعد النظر عبر جميع الآباء الخاصّة به حتّى يجد واحدًا منها يتموضع إما بشكلٍ "نسبيّ" أو "مُطلق" ليكون نسق إحداثيَّات لهذا العنصر. وعندما لا يجد هذا الشبح أيًا من الآباء يتموضع بشكلٍ "نسبيّ" أو "مُطلق"، ستكون نقطته المرجعيّة هي المُستند العام. تطبيقٌ عمليّسيتمّ تَوظيف الشرح السابق في مثالٍ عمليّ يجعل من الأمور أكثر وضوحًا لهذه الخاصِّيَّات. المثال هو للتوضيح فقط، ولا يُعتبر تطبيقًا مثاليًا لاستخدامه في الواقع العمليّ. <div id="container"> <div id="nav"> <a href="#">Link</a> <a href="#">Link</a> <a href="#">Link</a> <a href="#">Link</a> <a href="#">Link</a> </div> <div id="content"> <div id="callout"> <p>...</p> </div> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> <p>...</p> </div> <div id="footer"> <p>Copyright © 2015 - webtuts Web Sites</p> </div> </div> تُظهر الصورة السابقة تقسيم صفحة شائع الاستخدام في الكثير من المواقع، شريط تنقل علوي navigation، المحتوى content، ذيل الصفحة footer. سيتمّ مُناقشة كل عنصر، وخاصيّة التَمَوْضُع الخاصّة به، ولماذا تمّ اختيار كلٍ منها. سيتمّ استخدام #container لجعل بقية العناصر مُتمركزة في المُنتصف. العنصر #nav سيكون العنصر الأول داخل العنصر #container. لم يتمّ تخصيص العنصر #nav بالخاصيّة position، لذلك ستكون القيمة static هي المُعَيَّنة. وستفي القيمة الافتراضيّة بالغرض على اعتبار أنّه لن يتمّ إزاحة هذا العنصر، أو استخدامه في إنشاء نسق إحداثيَّات جديد. على الجهة الأُخرى سيتمّ تخصيص العنصر التّالي وهو #content بخاصيّة التَمَوْضُع position بالقيمة relative. لا تؤثر قيمة التَمَوْضُع position على العنصر #content عند عدم استخدام أيًا من قيم الإزاحة، ولكن قد تمّ تخصيصها بالتنسيق position: relative; لتُكوّن نقطة الإحداثيَّات للعنصر #callout. كما تمّ تنسيق العنصر #callout بالتنسيق position: absolute. أخذًا بعين الاعتبار أنّ العنصر الأب وهو #content الخاصّ بهذا العنصر قد تمّ تنسيقه بشكل نسبيّ relative، فإنّ خاصِّيَّات الإزاحة المُطبقة على العنصر #callout ستكون مُعتمدة على الإحداثيَّات المُنشأة من قبل العنصر الأب #content. كما تمّ تخصيص العنصر #callout بإزاحته -80px إلى جهة اليمين بهدف سحبه خارج العنصر الأب. علاوةً على ذلك، تمّ تخصيص العنصر #callout بإزاحته من الجهتين العلويّة والسفليّة بالقيمة 100px، وبذلك سيحافظ هذا العنصر على ارتفاع شبه كامل منقوصًا 200px مهما كان حجم الصفحة. لا يؤثّر العنصر #callout على باقي العناصر بما أنّ له القيمة absolute، ولذلك يجب إضافة بعض الحشو padding للعنصر #content وذلك كي لا تختفي الفَقْرات paragraphs أسفل العنصر #callout. كما سيتمّ تخصيص ذيل الصفحة بخاصيّة التَمَوْضُع مع القيمة fixed مما يجعله ثابت ضمن مجال الرؤية viewport عند التدرّج في الصفحة نزولًا أو صعودًا. كما سيتمّ إضافة حشو إلى العنصر #content ومن الناحية السفلية وبقيمة 60px وذلك لعدم اختفاء الفقرة الأخيرة تحت ذيل الصفحة. الخاتمةتُعتبر خواصّ التَمَوْضُع من المواضيع الّتي لا بُد على أي مُطوّر الإلمام بها بشكل مُعمّق، وذلك كي لا يتمّ الاعتماد على أسلوب التجربة والخطأ trial and error في التعامل مع هذه الخاصّيّة. يعطي فهم هذه الخاصّيّة احترافيّة عالية للمُطوّر ويزيد من إنتاجيّته عن باقي المُطوّرين الّذين يعتمدون على أسلوب التجربة والخطأ. ترجمة -وبتصرّف- للمقال CSS Positioning 101 لصاحبه Noah Stokes
    1 نقطة
  5. سنتناول في هذا المقال "أساسيات الوزن البصري لمُصمّمي الجرافيك والمُصورين"، وهي الطريقة الصّحيحة والأكثر دقة لتوزيع التصميم أو الصّورة أو شكل المُنتج، ويُعدّ هذا المُصطلح مُهمًّا ويعلب دورًا أساسيّا في أي شكل من أشكال الفنون. يعني ذلك تسليط الضوء على المحاور الرّئيسية لأي عمل بهدف مُطابقة ذوق ومزاج النّاظر من جهة وتحقيق التّناغم والانسجام من جهة أخرى. ما أطلقنا عليه الوزن البصري أو التّشكيل Composition هو المُصطلح اللاتيني الأصل compositio والذي يعتمد على فكرة تآلف العناصر فيما بينها. لنخرج عن جانب التشويق قليلًا ونتحدث عن المضمون ما هو الوزن البصري في التصميم؟الوزن البصري بمفهومه العام موجود في كل فردٍ منّا وبدرجات مُختلفة مُتفاوتة. وبطريقة أخرى يُمكن التّعبير عن هذا المفهوم بأن الأشخاص بالعموم لهم ذات التناغم، الاستقامة، الانسجام... الوزن البصري في التّصميم، في الصور، في اللوحات المرسومة وأيضًا في التّصوير الفوتوغرافي تحمل ذات المفهوم. مثلما هو عليه الحال مع الوزن في الموسيقى والأدب والشّعر فإنها تحمل المفهوم ذاته من التّناغم والانسجام لكن بأشكال أخرى. من يعمل في المجال الفنّي خُصوصًا فإنّه يسعى في العادة إلى التّوصل إلى أقصى نتيجة من الوزن المُتناغم المُنسجم ليُعبّر أفضل تعبير عن عمله. من المُلفت ذكره بأن عموم الناس وخلال القرون السّابقة قاموا بإبداع العديد من الأعمال الموزونة (أعمال مُتضمنة العمل الفني) دون أن تكون لديهم علم مُسبق بذلك. سنحدثكم في هذا المقال عن أساسيات الوزن البصري مُستخدمين أبسط التعابير المُمكنة لإيضاح الفكرة والابتعاد عن أي تعقيد. من الطبيعي أن أي جسم في الطبيعة يُلائم أحد الأشكال الأساسية الثلاث: المُستطيل، المثلث والدائرة، لذلك سنركّز حديثنا وعملنا عليها. بالإمكان اعتبار الوزن البصري على أنه بمثابة التّرتيب الصحيح لعناصر الصورة وذلك بالاستناد إلى دراسة الإدراك البشري للمعلومات البصرية. سنناقش أساسيات الوزن البصري في التّصميم، الفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي. المراكز الهندسية والوزنية، أهم الأدوات في مركزيّة الوزن البصري، تنظيم وترتيب الوزنسنبدأ مُباشرة بالتطبيق على سطح عمل (بالإمكان استخدام صورة أو ورقة أو بالرسم مُباشرة عبر الحاسوب). نقوم برسم قُطرين مُتقاطعين ونُحدّد نقطة التقاطع الهندسية كما هو واضح في الصورة. سوف نُلاحظ بما لا يدع مجالًا للشّك بأن أي جسم سيتم وضعه في المركز سيكون واضحًا منذ الوهلة الأولى. يُستعمل المركز الوزني ببساطة لتركيز انتباه المُشاهد على تفاصيل مُعيّنة في البُنية. في التصوير الفوتوغرافي واللوحات الزيتيّة والرسم كقاعدة، نُخصّص على الدوام مراكز عينيّة واضحة للفت الانتباه. في الإعلان على سبيل المثال فإن ما دعوناه بمركزية الوزن يكون مُفيدًا بشكل كبير للفت انتباه المُشتري المُحتمل إلى معلومات مُثيرة قد تكون على هيئة نصّ أو صورة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مركز الوزن قد لا يكون مُتناسقًا (أي قد لا يتطابق المركز الوزني مع المركز الهندسي)، فقد تكون لدينا عدة نقاط وزنية ومركز هندسي واحد. مركز الوزن يظهر بشكل واضح في الحالات التّالية: مُقارنة بين الفاتح والغامق (الضوء والظل). مُقارنة بين الألوان الحجم الشكل في الفنّ الكلاسيكي، وكقاعدة عامّة، تتعلّق مركزية تشكيل الأجسام بالخلفيّة، وتعمل الواجهة الأمامية كمُقدّمة لإلقاء نظرة على الحدث الرئيسي (يُقصد بالحدث الرئيسي الأمر الأساسي المُركّز عليه) حيث يأخذ العمل مجراه. إذاً فالمُحتويات الكليّة للعمل في الخلفية وقاعدة الأثلاث (التي سنشرحها بالتفصيل لاحقًا في سياق المقال) تُتمّم الموضوع. مُلاحظة: يجب أن تكون الخلفيّة مُتمّمة للعمل بالكامل، فلو أخذنا على سبيل المثال صورة قطة ودمجناها مع خلفية مُتمثّلة في صورة بركان، فإنما ينتج هو -بكل تأكيد- خلل بصري واضح. المفاهيم الأساسية وقواعد الوزن البصري؟الخطوط المائلة في الوزن البصري: كما سنلاحظ أعلاه فإن الرّسم البياني على اليسار صاعد، والرّسم البياني على اليمين هابط، هل تعتقد بأن هذا التّموضع حدث بالصُدفة؟ بحسب الوزن البصري فإن بداية الخط المائل (السهم المائل) من الزّاوية السُفلى على اليسار إلى الأعلى نحو اليمين يُقدِّم مُلاحظة وإدراكًا أفضل من الحالة الثّانية التي انطلق فيها السّهم من الزّاوية العُليا اليُسرى مُتّجهًا نحو الأسفل كما هو الحال في الرسم الأيمن. الوزن البصري المُغلق والوزن البصري المفتوحفي الوزن البصري المُغلق يتّجه تمركز الخطوط نحو الدّاخل، وهذا النوع مُناسب لتصوير الأشياء الثّابتة (المُستقرة – غير المُتحركة). فالعناصر هُنا لا تبتعد عن السّطح إنما تسعى إلى مركز الوزن البصري، وتحقيق ذلك بسهولة يتم باستخدام التّأطير وعبر تنسيق العناصر فيما بينها (الأشكال الهندسية في الصّورة) بحيث تُشير جميع النّقاط إلى مركز الوزن البصري. أما في حالة الوزن البصري المفتوح يكون العكس بحيث أن اتّجاهات الخطوط تكون قادمة من المركز، الأمر الذي يُعطينا فرصة الاستمرار (عقليًا) إلى ما هو أبعد من ذلك ولذلك دُعيّ بالمفتوح، وهذا النّوع مُناسب لمساحات العمل المفتوحة والأشياء المُتحركة. النّسبة الذّهبيةالتوزيع المُختلف للعناصر في أي مُستوي قادر على خلق أحد احتمالين: إمّا صورة مُنسجمة أو مُتنافرة. التّناغم مفهوم يُعبّر عن شعور حسّي بأن موقع العناصر مُريح للناظر، ومع ذلك هُناك العديد من القواعد التي بإمكاننا دعوتها بأنها غير حسيّة. عند ملاحظتك للصّور السّابقة سوف تجد بأن مكان تموضُع الأشكال الهندسية في الصّورة التي على اليمين تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في الصورة التي على اليسار... ولكن لماذا؟ التناغم هو أن تكون جميع العناصر مُتمّمة لبعضها البعض بشكل مُنسجم فيما بينها، مثالنا الأكبر حول هذا المفهوم هو العالم الذي نعيش فيه، وكيف أن جميع العناصر مُترابطة فيما بينها، فالحيوانات تتنفس الهواء مُستنشقة الأوكسجين ومُطلقة غاز ثاني أكسيد الكربون وتقوم النباتات بدورها باستهلاك هذا الغاز وبمُساعدة الشمس تقوم بعملية التركيب الضوئي وتُعيد الأوكسجين إلى الطبيعة.. على السياق أيضًا تتغذّى بعض الحيوانات على هذه النباتات وتُطلق بدورها السّماد التي يحتاجها النبات في غذائه وبالتّالي المُحافظة على النباتات. يتبخر الماء أيضًا لسقوط المطر وإعادة امتلاء الأنهار والمحيطات وهكذا. لا شيء في هذا العالم أكثر انسجامًا من الطّبيعة نفسها فهي مليئة بالصّور البصرية الخاضعة لقاعدتين التناسق والنسبة الذهبية. من المُحتمل أن تكون على دراية بالتناسق، لكن ما هي النّسبة الذّهبية؟ يُمكن الحصول على النسبة الذهبية لأي شكل ببساطة عبر تقسيمه إلى جُزأين غير مُتساويين تكون فيهما نسبة الطّول الكامل (c) إلى جزء منه (b) مُساويًا لنسبة نفس الجزء (b) إلى الجزء الآخر (a) (أي ناتج قسمة الطول الكلّي للخط على الضّلع الأكبر منه = ناتج قسمة الضلع الأكبر على الأصغر). الشّكل التّالي يوضّح الأمر: أجزاء هذه القطعة تُساوي تقريبًا 5/8 و 3/8 من القطعة الكُلّيّة، ووفقًا لقاعدة النّسبة الذّهبية فإن المراكز البصرية ستكون واقعة وفق الشّكل التّالي: قاعدة الأثلاث إذا أخذنا مساحة عمل وقسّمناها إلى تسعة أجزاء مُتساوية سوف نجد بأن العناصر المُتناسقة تتموضع في نقاط تقاطع الخطوط كما في الشكل أدناه، وتُعدّ هذه الطريقة من أبسط أشكال قاعدة النسبة الذهبية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: Basics of composition in graphic design لصاحبه Andrey Prikaznov
    1 نقطة
×
×
  • أضف...