اذهب إلى المحتوى

علي يعقوب: من موظف في الدعم الفني إلى مهندس برمجيات في 6 أشهر


علي يعقوب.jpg

كثيرة هي الأشياء التي قد نندم عليها في حياتنا، لكن لحسن الحظ، تعلمنا الحياة أنه لا يضيع جهد المجتهد حتى لو تأخر. قصة اليوم لعلي يعقوب من الأردن درس نظم ومعلومات حاسوبية، لكنه تعثر في إيجاد وظيفة في مجاله لنقص الخبرة، إلى أن بدأ رحلة من التعلّم الجاد عمرها 6 أشهر حصد خلالها الخبرات العملية اللازمة لسوق العمل وأصبح الآن مهندسًا للبرمجيات في سلطة وادي الأردن.

في هذه السلسلة وثقنا قصص مجموعة من المطورين من طلاب أكاديمية حسوب كانوا مثلك تمامًا في يوم من الأيام، بعضهم كان مترددًا بشأن قدرته في أن يكون مطورًا من الأساس، وبعضهم كانت لديه مخاوف حول تمكّنه من المنافسة في هذا المجال سريع التطور، ومنهم من كانوا طلابًا في هندسة الحاسوب تنقصهم الخبرة العملية، لكنهم جميعًا في لحظة ما، قرروا بذل جهود حقيقية في التعلّم فحصدوا ثمارها.

مرحبًا علي، كيف حالك، أرجو أن تعطينا لمحة سريعة عنك؟

أنا علي يعقوب من الأردن، عمري 26 سنة، درست في جامعة اليرموك تخصص نظم ومعلومات حاسوبية، تخرجت في 2019. وفي الفترة بين 2019 لـ 2021 كنت أعمل في وظائف عدة أولها الكول سنتر وليس آخرها العمل في المحال التجارية.

انضممت للدراسة في أكاديمية حسوب بعدما شاهدت إعلانا عن منحة لتعلم البرمجة في 6 أشهر لتصبح بعدها مطور full-stack. بحثت عن الأكاديمية على جوجل وعرفت أنها أكاديمية موثوقة وذات سمعة حسنة في تعليم البرمجة. وبعد رحلة تعلّم امتدت لـ 6 أشهر أعمل الآن مهندسا للبرمجيات مع سلطة وادي الأردن.

لماذا لم تبدأ في البحث عن وظائف تتقاطع مع دراستك لعلوم الحاسب؟

لم أوفق في الحصول على وظائف في مجال البرمجة لعدم امتلاكي للخبرة العملية على دراستي الجامعية، وفي تلك المرحلة، لم يكن عندي رفاهية انتظار الوظيفة الأفضل فظروفي المادية أجبرتني على العمل في الوظائف المتاحة فكنت أعمل أكثر من 12 ساعة في اليوم، لكني سرعان ما شعرت أن هذه الوظائف لا تناسبني.

فبدأت بالبحث عن طريقة تمكنني من تحصيل الخبرة العملية في البرمجة لأن ما درسته في الكلية كان عبارة عن معلومات نظرية ينقصها الخبرة العملية والممارسة على الأرض. وفي عام 2021 وأنا أتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت منشورًا عن منحة من البنك الدولي بالتعاون مع أكاديمية حسوب لتخريج مطور full- stack، فتقدمت إلى المنحة والحمد لله قبلت فيها.

ما الذي وجدته في أكاديمية حسوب ولم تجده في الجامعة؟

10% فقط من الأشياء التي درستها في الجامعة وجدتها في دورات الأكاديمية، أما التسعين في المئة الآخرين فكانت كلها معلومات جديدة. لذلك عندما يستشيرني أحد من أصدقائي أو معارفي عن مجال دراستي فأقول لهم إن الجامعة تعطيكم 10% مما تحتاجه في سوق العمل في البرمجة وربما أقل من هذه النسبة. صحيح أنه قد تجد بعض الأساتذة المميزين لكن في النهاية الجامعة تعطيك معلومات نظرية ولكي تكون هذه المعلومات ذات قيمة فلا بد من أن تعكسها على الواقع، وهذا يعني العمل في مشروعات حقيقية. فإن أردت أن تتعلم لغة PHP أو أي لغة أخرى من ألفها إلى يائها مع مشاريع تطبيقة وغير ذلك.. فلن تجد ذلك في الجامعة، ما ستحصل عليه هو لمحات عنها وتطبيقات وأمثلة بسيطة.

لماذا اتجهت إلى الاتحاق بأكاديمية حسوب ولم تكتف بتعلم البرمجة ذاتيًا؟

لأكون صريحًا معك، تعلم البرمجة ذاتيًا يحتاج إلى إرادة قوية جدًا، وقد يصاب الإنسان فيها بالملل سريعًا، كذلك ربما قد تتعثر كثيرًا في إيجاد أفكار لمشاريع تعمل عليها. إضافة إلى غياب عامل الالتزام والمتابعة من مدربين محترفين بخلاف الدراسة مع أكاديمية حسوب فعنصر الالتزام معها يزداد، هذا غير المزايا الأخرى مثل شهادات الخبرة التي تقدمها لمن يجتازون الامتحانات وكذلك المشاريع التطبيقية التي ستنجزها معهم.

وأكثر شيء حمسني وشجعني كثيرًا للالتحاق بها هو أن الدراسة في الأكاديمية ليست مقيدةً بزمن معين، فالدروس مسجلة ويمكنني الاستماع إليها في الأوقات التي تناسبني، وهذا مكنني من العمل والدراسة في آن واحد. وأكثر الأشياء إغراء في تلك المنحة كان أنه بعد 6 أشهر سأكون مطور full-stack، يعني وأخيرًا سأتمكن من العمل في الوظائف التي تتناسب مع ما درست.

ومع ذلك فالتعلم الذاتي لا شك مهم جدًا، وهي مرحلة ضرورية حتى وأنت تتعلم مع أكاديمية حسوب. فعن نفسي؛ كنت أبحث عن مشاريع برمجية يمكن تطبيقها على الإنترنت وأرى من خلال ما أتعلمه مع الأكاديمية هل سأستطيع تنفيذها أو لا. وكذلك بعض الموضوعات التي كنت لا أفهمها تمامًا أبحث عنها في شروحات يوتيوب وجوجل.

ما التحديات التي واجهتك في أثناء التعلم، وكيف تغلبت عليها؟

أول تحدي واجهته هو الوقت، لكن بفضل الله أولًا، مكنتني أكاديمية حسوب من تجاوزه، وأؤكد هنا أني لا أجامل، فبسبب أن الدروس مسجلة، كنت بعد العودة من العمل أدرس في اليوم من 4 إلى 5 ساعات بحسب نشاطي وتركيزي في هذا اليوم. وكنت أزيد زمن الدراسة في أيام الإجازة، بعض الأيام كنت لا أستطيع الدراسة فيها، لكن ألزمت نفسي بالتعويض.

والتحدي الثاني الذي واجهته هو كيفية البدء في مجال البرمجة، يعني كيف يمكن أن أبدأ مشروعًا برمجيًا من الصفر إلى كتابة آخر شيفرة فيه. ومن التحديات الأخرى التي واجهتها هي طريقة البحث على الإنترنت، فكنت قبل الدورات لا أعرف كيف أصيغ العبارة التي أبحث بها عن المشكلات البرمجية التي أواجهها، لكن في أثناء الدورات تعلمت كيف أعبر بطريقة مناسبة ومختصرة عن المشكلة لكي أصل إلى النتائج المطلوبة.

وتحدي أخير تجاوزته، وهو القدرة على التغلب على الخوف والقلق في أثناء مقابلات العمل. فمثلًا لو سُئلت في إحدى المقابلات الوظيفية سؤالًا لا أعرفه كنت أصاب بالارتباك والتوتر ولا أعرف كيف أجيب، لكن بعد اجتيازي للدورات أصبحت أكثر شجاعةً وثقة في نفسي، فأنا الآن أمتلك المعرفة وكذلك أمتلك الخبرة بالمشروعات التي طورتها.

كيف وجدت الوقت للتعلم بالنظر إلى أنك كنت تعمل في دوام كامل؟

كنت أتخير الأوقات التي أكون مستعدًا فيها للتعلم، فلم أكن أضغط نفسي بوقت محدد، لأن الدراسة وأنت مضغوط لن تحقق منها الاستفادة والفهم المطلوب. الأمر الآخر الذي كنت أنتهجه في أثناء الدراسة هو تطبيق كل كلمة يذكرها المحاضر مع التدوين والتلخيص، وقبل ذلك لا بد من أن تتأكد من أنك تفهم تمامًا ما تشاهده. وهذا الأمر حاسم عندما تبدأ في العمل على مشروع التخرج لأنه لا يكون متماثلًا مع ما درسته، فلو لم تكن فاهم وواعي بكيفية كتابة الشيفرة واستخداماتها في الدروس السابقة لن تتمكن من العمل عليه.

ما الذي كنت تتمنى معرفته أو تصحيحه في خلال رحلتك السابقة؟

أكثر سؤال شكل لي إحراجًا كبيرًا في حياتي المهنية، كان عندما يسألني أحد في مقابلات التوظيف عن فترة السنتين بعد التخرج؛ تلك الهوة الفارغة في سيرتي المهنية من 2019 إلى 2021، ولم يكن عندي جواب له. وفي الحقيقة أشعر بالندم على الوقت الذي أضعته، يعني لسنتين كاملتين لم أتعلم أي شيء في البرمجة، صحيح كانت ظروف عملي لـ 12 ساعة في اليوم تمنعني من التفكير في سُبل للدراسة، لكنني  أدركت متأخرًا أن ظروف عملي لم تشكل عائق حقيقًا عندما بدأت الدراسة مع أكاديمية حسوب، فلو كنت أدرس ساعتين كل يوم في خلال هاتين السنتين لوصلت أسرع. فلو عاد بي الزمن إلى الوراء لم أكن لأضيع هذا الوقت دون تعلّم.

ما الذي يميز الدورات في الأكاديمية عن غيرها؟

تجربة التعلم من أكاديمية حسوب بالنسبة لي تجربة رائعة جدًا، وهنا أقول إن كنت تدرس البرمجة لكنك صفر في الخبرة العملية، فأكاديمية حسوب ستعطيك هذه الخبرة، فأنا استفدت استفادة هائلة من حجم التطبيقات العملية في الدورات. لذلك تأكد أنك ستخرج من هذه الدورات وأنت على معرفة تامة بموضوعاتها، وقد ساعدتني المشروعات التي نفذتها مع الأكاديمية في حصولي على عملي الحالي.

وأكثر ما أعجبني أسلوبهم في الشرح، فأولوية المدربين هي إيصال المعلومات بطريقة مبسطة ويسيرة وهي تناسب أي طالب لا يمتلك أي خبرة أو معرفة مسبقة بموضوعات الدورات. وكذلك لا داعي للقلق إن كان مستواك في اللغة الإنجليزية ضعيفًا فالشرح كله باللغة العربية. ولم يقصر المدربون أبدًا في الشرح، فكانوا يوضحون كل التفاصيل التي تطرأ على بالك، فالله يعطيهم ألف عافية.

كيف كانت المقابلة السابقة للحصول على الشهادة؟

بعد إتمام الدورة والتطبيق على الدروس، يعقد معك أحد المدربين مقابلة شخصية، وحقيقة هذه المقابلات قريبة جدًا من مقابلات العمل، فلا يتركون سؤالا متعلقا بالدورة إلا ويسألوه. لذلك إن كنت طالبًا في الأكاديمية أو تنوي الالتحاق بإحدى دوراتها؛ فأدعوك ألا تستهين بالمقابلة أبدًا.

استغرقت المقابلة معي نحو ساعة، سُئلت فيها أسئلة عامة وأخرى في غاية الدقة لكي يتمكن المدرب من تقييم فهمي لما درست والتعرف على مستواي بالتحديد، وبعد اجتياز المقابلة، يرسلون لي تفاصيل مشروع التخرج الذي سأعمل عليه مع موعد محدد لإنجازه. وبعد تسليمه، يقيّمون المشروع ويرسلون الملاحظات عليه، ويطلبون منك تصحيح الأخطاء بنفسك، دونما تحديد نوع المشكلة، يعني يقولون لك إن ثمة مشكلة في هذه الجزئية أو تلك الصفحة صححها، ويكون دورك هنا أن تتعرف على هذه المشكلة وتصححها بنفسك. فالجميل هنا أنك تعرف خطأك بنفسك وفي الوقت نفسه تجد من ينبهك لوجود الخطأ ابتداءً. وبعدما تصحح كل الأخطاء ويُقبل المشروع يرسلون لك الشهادة بعد نحو أسبوع.

علي يعقوب 2_.jpg

كيف حصلت على عملك الحالي؟

أول عمل عملت عليه كان على خمسات، حيث كنت أقدم خدمة تطوير صفحات هبوط، وبعدما تخرجت من الأكاديمية تمكنت أخيرًا من عمل C.V (مرتب) وقوي، أضفت فيه المهارات والخبرات وكذلك المشروعات التي أنجزتها مع أكاديمية حسوب، وشاركته معهم لكي آخذ ملاحظاتهم عنه، وأشاروا إليّ بتعديل بعض الأشياء فيه لكنهم أثنوا عليه إجمالًا، ثم شاركت سيرتي المهنية مع عدد من الشركات وبدأت أحصل أخيرًا على تجاوب من بعضها ودعوات لمقابلات وظيفية. فتبقى لحصولي على الوظيفة توفيق الله لي.  وبحمد الله في الوقت الحالي أعمل مبرمجًا في مجال تحليل البيانات مع سلطة وادي الأردن على مشروع مشترك مع يوسيد.

ما النصيحة الأخيرة التي تحب أن تنصح بها الطلاب الذين يقرؤون هذه القصة الآن؟

لا تتأخر ولا لحظة واحدة في تعلّم البرمجة، إذا كنت تحب هذا المجال ومقتنعًا به فابدأ الآن، وإن كنت تواجه مشكلات تؤخرك عن البدء، فتأكد أنها ليست حاجزًا يمنعك من التعلّم، عافر.. فلن تجد النجاح في يوم ليلة.. ممكن بعد 3 أشهر أو  بعد 3 سنوات، ولكي تصل إلى النجاح فلا بد أن تكون مثابرًا تحاول مرة واثنتين إلى أن تصل!

  • أعجبني 3


×
×
  • أضف...