اذهب إلى المحتوى

Mohammad Hout

الأعضاء
  • المساهمات

    88
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

كل منشورات العضو Mohammad Hout

  1. هل تفكر في العمل عبر الإنترنت؟ هل تبحث عن طريقة لكسب المزيد من المال؟ هل يمكنك حل مشكلة ما لفئة معينة من الأشخاص؟ يزداد الإقبال على التجارة الإلكترونية يومًا بعد يوم، فقد أصبح يُنظر لها كوسيلة فعالة لتحقيق المزيد من الدخل، وقد أدى ذلك إلى ازدهارها على نحو مدهش، حيث وصلت المبيعات العالمية عبر الإنترنت إلى 4.28 تريليون دولار في عام 2020 وحده. ويرى البعض أن أكثر ما ساهم بذلك هو أنك لست بحاجة لامتلاك متجر حقيقي، مما يسهل عليك عملية البدء والتأسيس؛ لكن قبل أن تتحمس لتأسيس أول مشروع تجاري لك على شبكة الإنترنت، هناك الكثير من الأشياء التي يجب عليك مراعاتها كي تستطيع بناء أساس قوي لمتجرك يُمكّنك من الاستمرار في هذا المجال لسنوات أو حتى عقود. لذا سيكون هذا المقال بمثابة دليل شامل يشرح لك كيفية تأسيس نشاط تجاري عبر الإنترنت. بدءًا من إنشاء المنتجات وتصميم المتجر، وصولًا إلى تأسيس شركة ناجحة يمكنك الاعتماد عليها لتقدم لك دخلًا ماديًا ثابتًا. اختيار الفكرة تكمن الخطوة الأولى في إيجاد فكرة تبني عملك حولها. وهناك طريقتان لفعل ذلك: إما أن تستهدف فئةً معينةً من الجمهور أو تقدم منتجًا. البدء عبر استهداف جمهور معين جمهورك هم الأشخاص الذين ستحل مشكلاتهم، أو الذين ستبيع منتجاتك لهم، أو الذين ستنشئ محتوى من أجلهم. باختصار هم الأشخاص الذين ستؤسس نشاطك التجاري حولهم. إن معرفة من هو جمهورك المستهدف يساعدك على مستويات ثلاث: يقلل من منافسيك: لنفترض مثلًا أنك تبيع القهوة، وأنك تستهدف فئةً معينةً من العملاء ممن يحبون الاستمتاع بتذوق فنجان من القهوة المطحونة يدويًا وذات النكهة الفريدة في كل صباح يوم مشرق. في هذه الحالة، لن تتنافس مع متجر يقدم خدماته للأشخاص الذي خرجوا متأخرين من منازلهم، يبحثون عن أي جرعة من الكافيين أثناء طريقهم للعمل، بل سيكون عملاؤك أشخاصًا يبحثون عن منتجات مميزة وفريدة وقد اختاروا متجرك كونه يلبي احتياجاتهم الخاصة. يساعدك على النجاح من المرة الأولى: إن كنت تعرف من هي الفئة التي تستهدفها بمنتجاتك، فستتمكن من التركيز على تلبية احتياجاتهم على نحو أفضل ومن الضربة الأولى. يساعدك في التركيز على تقديم قيمة بدلاً من السير مع السوق: عندما تركز على حل مشكلة ما لمجموعة معينة من الناس، ستتميز عن بقية المنافسين دون أن تضطر لتخفيض أسعارك. فعندما يكون السعر هو العامل الوحيد الذي يميزك عن الآخرين، فستفوّت على نفسك الكثير من الأموال جراء تخفيض أسعار خدماتك مرةً بعد مرة بهدف المنافسة. في حال كنت تتسائل عن ما إذا كان بإمكانك البدء باستهداف فئة معينة من الناس دون أن تعرف بالضبط ما ستبيعه لهم، أو ما هو منتجك بالتحديد، فالإجابة هي نعم؛ فقد تكون مدرسًا لديه شغف بالتعليم الثانوي، أو طبيبًا بيطريًا يحب الحيوانات، أو محبًا لألعاب الفيديو ونشط في مجتمعات الرياضات الإلكترونية، وعندها ستتمكن من البدء من تلك النقطة، أي التركيز على ما تعرفه وتحبه. بعد ذلك، عليك اكتشاف ما يحتاجون إليه، وما هي المشكلة التي ستحلها لهم، فقد تجد أن طلاب المرحلة الثانوية يحتاجون إلى طريقة أكثر فعاليةً لتعلم الرياضيات، أو أن مالكي القطط يبحثون عن علاجات أكثر صحةً لقططهم، أو أن لاعبي ألعاب الفيديو بحاجة إلى طرق أفضل للتفاعل مع اللاعبين الآخرين. الخيارات أمامك مفتوحة والأفكار كثيرة عندما يتعلق الأمر بتأسيس نشاط تجاري على الإنترنت. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها اكتشاف المشكلات التي يجب حلها: إرسال استبيانات أو اختبارات إلى جمهورك. التحدث مع الناس في المعارض التجارية والمهرجانات، أو أي مناسبات أخرى. التحدث مع شركات أخرى في مجال تخصصك والسؤال عما يعانيه عملائهم. التفاعل في المنتديات ومجموعات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها جمهورك. قراءة مراجعات المنتجات والكتب المتعلقة بجمهورك والاطلاع على ما يشكو منه الناس. وبمجرد تحديد جمهورك ومشكلتك، ابدأ بتطوير حل مخصص لهم. البدء عبر تقديم منتج أو ربما قد تكون لديك بالفعل فكرة رائعة عن منتج مميز، ولا ضرر أن تبدأ بها، لكن رغم ذلك ما زلت بحاجة إلى التفكير في جمهورك. ماذا سيقدم منتجك؟ وما المشكلة التي سيحلها؟ وكيف سيساعد الناس؟ كل هذه الأسئلة من شأنها أن تساعدك على تحديد جمهورك المستهدف. ولا تنسَ أن تكون واضحًا قدر الإمكان. لا تقل أنك تستهدف الشباب، بل حدد أنك تستهدف الشباب الجامعيين الذي تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، الذي يذهبون لجامعاتهم عبر المواصلات العامة، أو الذين يقطنون في منطقة جغرافية معينة ويعانون من أزمة المواصلات. التركيز أمر مهم، فلا تنسَ ذلك. إنشاء منتج أو اختيار مصدره الآن، و بعد أن عرفت ما ستبيعه ومن الذي تستهدفه، حان وقت إنشاء منتج أو اختيار مصدره. وهناك عدة طرق مختلفة لفعل ذلك، سنلقي نظرةً على إيجابيات وسلبيات كل منها، مع تقديم بعض النصائح المفيدة. المنتجات المصنوعة يدويا هل لديك شغف بالنجارة؟ الخياطة؟ الطبخ؟ الرسم؟ لديك كامل حرية استخدام أي من هذه المهارات لإنشاء منتجات فريدة ومميزة. يتيح لك هذا النوع من المنتجات إدارة كامل عمليات الإنتاج والبيع والشحن، كما أنه يسمح لك بأن تتميز، نظرًا إلى أنه لا يمكن لأي شخص تقليد أسلوبك أو منتجاتك، مما يجعل متجرك فريدًا من نوعه. لكن من المهم أيضًا أن تعرف أن توسيع نطاق أعمالك هنا يمكن أن يكون صعبًا بعض الشيء. إذ أن التفرد ذاته الذي يميز منتجاتك سيجعلك لا ترضى إلا بتوظيف الأيادي الماهرة الذين يمكنهم تقديم إنتاج بنفس الجودة التي أسست عليها متجرك وبنيت عليها سمعتك. باختصار، يمكن أن نقول أن المنتجات المصنوعة يدويًا هي طريقة رائعة لبدء مشاريع تجارية على الإنترنت خاصة المشاريع ذات الميزانية المحدودة. التصنيع أي تصنيع المنتجات بكميات كبيرة بواسطة الآلات وخطوط الإنتاج المؤتمتة، وهنا يمكنك إما الاستعانة بمصادر إنتاج خارجية أو شراء معدات وتصنيعها في المنزل. في حال اخترت الاستعانة بمصادر خارجية من أجل توريد المنتجات، فمن المهم أن تختار الشركة المناسبة. ولكي تتمكن من فعل ذلك، عليك أن تطرح أولًا أسئلة مثل: هل عملية التصنيع محلية أم خارجية؟ هل لديهم حد أصغري معين لحجم الطلبية؟ ما هو؟ هل هم متخصصون في نوع الإنتاج الذي تحتاجه؟ هل زبائنهم سعداء بالتعامل معهم؟ هل توجد شكاوى؟ يُعد التصنيع عبر الاستعانة بمصادر خارجية طريقةً ممتازةً لتصنيع الكثير من المنتجات دفعةً واحدةً، وستجد أنه كلما زاد إنتاجك، زادت فعاليته؛ كما أنه سيعينك كثيرًا في حال لم يتوفر لديك الخبرة أو المساحة أو الميزانية أو الرغبة في تصميم المنتجات بنفسك. لكن الجدير بالذكر، أنه غالبًا ما يتطلب منك استثمارًا ماليًا كبيرًا نسبيًا يُدفع مقدمًا، وذلك نظرًا إلى أن العديد من شركات التصنيع تتطلب حدًا أصغريًا معينًا لحجم الطلبيات، بالإضافة إلى أنك أيضًا لن تستطيع الإشراف بالكامل على عملية الإنتاج، وبالتالي جودة المنتج. الطباعة حسب الطلب أي طباعة تصميماتك على المنتجات البيضاء، بحيث ترسل تصميمك الفني رقميًا إلى مورد خارجي، وهو بدوره يضعه على قمصان، أو عبوات مياه، أو ملصقات، أو أغطية هواتف محمولة؛ ثم يغلفونها ويشحنونها إلى عملاءك. تشبه الطباعة حسب الطلب عملية البيع بالإحالة من حيث تجنب الكثير من النفقات والمشكلات التي قد تصاحب عمليات التصنيع والشحن، لذا فهي تُعَدّ أسلوبًا مناسبًا للمبدعين وأصحاب المهارات التصميمية؛ لكن على الجهة الأخرى، لن تشرف على كامل مجريات الأمور، كما أن هامش ربحك سيكون أقل. الإبداع الرقمي ليس بالضرورة أن تكون كل المنتجات حسية، إذ يمكنك أيضًا بيع السلع الرقمية من تنزيلات الموسيقى إلى الكتب الإلكترونية والاشتراكات والمساقات التعليمية والأعمال الفنية. إن الميزة الأساسية لهذا النوع من المنتجات أنه يؤمن لك دخلًا سلبيًا، نظرًا إلى أنه بمجرد تجهيز منتجاتك الرقمية، لن يتطلب الأمر منك سوى القليل من المتابعة والإشراف. وبغض النظر عن الطريقة التي تختارها، فمن المهم جدًا أن تتحقق من سلامة منتجاتك على نحو دائم. فكر في الجمهور المستهدف الذي حددته سابقًا، وتواصل معهم، واطلب منهم تجربة منتجك، ثم اسألهم عن رأيهم، وأجري أي تعديلات لازمة. تأسيس عملك حان الوقت الآن لتأسيس كيان لعملك التجاري. هناك بضع خطوات عليك أن تجريها من أجل عملية البدء والتشغيل، لكن من المهم ملاحظة أن هذه الخطوات سوف تختلف اعتمادًا على موقعك الجغرافي. اختيار الاسم قد يبدو اختيار اسم لنشاطك التجاري أمرًا صعبًا بالتأكيد، خاصةً أنه يجب أن يكون جذابًا ورنانًا لا ينسى، كما يجب أن يكون وصفيًا ولكن مميزًا في الوقت نفسه. أفضل نقطة يمكنك البدء منها، هي عبر الجلوس وكتابة عدد كبير من الأسماء. اجلس مع أعضاء فريقك وأفراد عائلتك وأصدقائك، واكتب كل ما قد يخطر على بالك، ثم ضيق نطاق الخيارات شيئًا فشيئًا للعثور على الاسم الأكثر ملائمةً. فيما يلي بعض الاعتبارات التي يجب أن تراعيها أثناء اختيار اسم: هل يبدو احترافيًا؟ تخيل لو ذُكر الاسم في أحد المواقع الإخبارية العالمية. هل سيبدو الاسم سخيفًا؟ هل هو فريد من نوعه؟ تأكد من عدم تشابهه مع منافسيك. هل يراعي الاعتبارات الثقافية؟ تأكد من عدم وجود إمكانية أن يفسر بطريقة خاطئة في الأسواق التي قد تستهدفها. هل يصف نوعية عملك؟ وهل يمكن للناس أن تعرف ماذا تبيع عبر سماع الاسم فقط؟ هل هو سهل الحفظ؟ في حال سمع أحدهم اسم عملك التجاري، فهل سيتذكره بعد عدة ساعات أو أيام؟ بعد ذلك، أطلق الاسم بين جمهورك لترى ما نوع الدلالات العاطفية التي يحملها واكتشف ما إذا كانوا ينجذبون إليه. بعد اختيار الاسم، اشتري نطاقًا مرتبطًا بهذا الاسم لموقعك الإلكتروني، وذلك كونه سيكون رابطًا لمتجرك المستقبلي. وفي حال كان ذلك ممكنًا، فاختر رابطًا لموقعك ينتهي بـ .com، والذي يعبر عن احترافية متجرك وأنه شرعي وقانوني. هناك أيضًا الكثير من البدائل الرائعة مثل .co أو .store أو .design، كما يمكنك إن أحببت شراء عدة نسخ من اسم النطاق لمنع الآخرين من شرائها وتقليد متجرك. جهز كل الأوراق الرسمية التي قد تحتاجها جهز أي أوراق قانونية مطلوبة من أجل تأسيس عملك. سيختلف هذا الأمر كثيرًا اعتمادًا على موقعك الجغرافي وقوانين البلد الذي تعمل فيه. ويفضل أن تتواصل مع متخصص قانوني كي يساعدك في هذا الخصوص. وفي حال كنت تبيع أنواعًا معينةً من المنتجات التي تخضع للرقابة، مثل منتجات دوائية أو أطعمة أو منتجات كحولية، فقد تحتاج إلى تجهيز أوراق رسمية وقانونية حول هذه المنتجات. إنشاء حساب مصرفي ستحتاج طبعًا إلى إنشاء حساب مصرفي تجاري، ومن المهم أن يكون لديك حساب منفصل تمامًا عن أي حساب شخصي تملكه. فهو أمر ضروري من أجل أغراض محاسبية وضريبية (أي في حال كانت القوانين في بلدك تفرض نوعًا من الضرائب على هذا النوع من الأعمال التجارية). تصميم شعار لمتجرك يجب أن تصمم هويةً بصريةً لعلامتك التجارية. يُعَد الشعار أحد أهم المكونات التي تحتاجها من أجل تأسيس عمل تجاري عبر الإنترنت، كما أن هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند تصميم شعارك لعملك، وتتمثل في: اللون: ضع في حسبانك الاعتبارات الثقافية والعاطفية التي تريد أن يعبّر عنها شعارك. على سبيل المثال، يشير اللون الأخضر غالبًا إلى الثقة، بينما يرتبط اللون الأحمر بالإثارة، لذا حاول أن تجري بعض الأبحاث قبل اختيار ألوان للشعار. البساطة: يجب أن يكون شعارك بسيطًا كي يبدو بمظهر جيد حتى في أصغر التطبيقات، مثل طباعته على ساعة يد، كما يجب أن يبدو جيدًا سواءً كان مطبوعًا بالألوان الكاملة أو بالأبيض والأسود. التميز: تأكد من أنه لا يشبه شعار شركة أخرى، سواءً من وجهة النظر القانونية، أو من أجل الوعي بالعلامة التجارية وتميزها. النمط: هل تريد شيئًا عصريًا؟ أم كلاسيكيًا؟ ما هو النمط الأكثر ملائمةً لعملك؟ النوع: هل تريده شعارًا نصيًا؟ أو تفضل أن يحوي رمزًا أو حرفًا واحدًا فقط أو تصميمًا مجردًا خاليًا من النصوص؟ يمكنك إن أحببت الجمع بين كل تلك الأمور للحصول على مزيج إبداعي مميز. المعنى: فكر فيما تريد أن يعبر عنه أمام العملاء المحتملين. ماهي طبيعة عملك وماذا تبيع؟ ورغم أنه يمكنك تصميم شعار بنفسك، لكن يفضل عادةً الاستعانة بمصمم محترف، يراعي هذه الاعتبارات جميعها. اختيار منصة تؤسس عليها تجارتك الإلكترونية الآن، أنت جاهز لتأسيس متجرك عبر الإنترنت، لكن أولًا، ستحتاج إلى اختيار منصة التجارة الإلكترونية التي تناسب احتياجاتك. وستحتاج إلى أداة تجارة إلكترونية تتيح لك: امتلاك كل المحتوى الذي أنشأته: بعض منصات التجارة عبر الإنترنت المسجلة الملكية، لا تسمح لك بامتلاك حقوق ما تنشئه، حيث يمكنهم محو موقعك دون سابق إنذار. وهذا بالطبع يمكن أن يتسبب بفقدان كل مجهودك وتعريض عملك للخطر. ما هي حدودهم: تفرض بعض المنصات قيودًا على عدد المنتجات أو رموز التخزين التعريفية التي يمكنك الحصول عليها. وبعضهم يزيد أسعارهم بناءً على عدد الزوار أو حجم موقعك، لذا من المهم اختيار مزود يمكنه أن يدعم نموك المستقبلي مهما كان حجمه. اختر اشتراكًا يناسب ميزانيتك: فكر في المبلغ الذي يمكنك استثماره، خاصةً وأنك ما زلت في بدايتك، إذ تتقاضى العديد من المنصات رسومًا إضافيةً مقابل تقديم وظائف معينة، أو قد يزيدون رسومهم مع ازدياد نمو متجرك. إمكانية توسيع متجرك كيفما تشاء: تأكد من أن منصة التجارة الإلكترونية التي اخترتها توفر لك جميع الوظائف التي تحتاجها، سواءً من ناحية الاشتراكات والعضويات، أو أدوات البيع بالجملة، أو خدمات التسويق. بناء وإدارة متجرك: بالرغم من أنه يمكنك متى أردت الاستعانة بمطور محترف لإنشاء موقعك وإدارته، إلا أنه يجب أن تكون قادرًا أيضًا على إجراء التغييرات وتشغيله بنفسك، لذا حاول أن تختار منصةً تناسب مستوى مهارتك. توفر دعمًا تقنيًا: في حال واجهت مشكلةً ما، فتأكد من أنه يمكنك الحصول على دعم عالي الجودة من منصة التجارة الإلكترونية التي اخترت إنشاء متجرك فيها. من أشهر المنصات التي تراعي هذه الاعتبارات في مجال التجارة الإلكترونية هي ووردبريس و WooCommerce. وبالنسبة لووردبريس تُعَدّ منصةً رائدةً في مجال التجارة الإلكترونية، حيث يستخدمها حوالي 42% من مستخدمي الإنترنت؛ أما WooCommerce، فهو إضافة برمجية متخصصة في البيع عبر الإنترنت. كلاهما مجاني تمامًا، وما عليك سوى أن تدفع مقابل الخدمات الإضافية التي تريدها. بناء متجرك الآن بعد أن قررت اختيار منصة ووردبريس وأداة WooCommerce، حان وقت العمل الفعلي لبناء متجرك على الإنترنت. اختيار شركة استضافة تسمح لك خدمة الاستضافة بتخزين ملفات موقعك الإلكتروني وجعلها قابلةً للعرض على الإنترنت، فهي الأساس الذي سيقوم عليه موقعك، بالتالي فهي تؤثر على كل شيء، بدءًا من الأمان وحتى سرعة الاستجابة؛ لذا حاول أن تختار مقدم خدمة استضافة يراعي ما يلي: سرعة الجهوزية Uptime: وهي النسبة المئوية للزمن الذي يحتاجه لتشغيل موقعك، ويكون المعيار أعلى من 99%. آمن: يجب أن تتضمن خدمة الاستضافة معايير حماية عالية، وفحصًا منتظمًا للتأكد من عدم وجود برامج ضارة، وتحديث البرمجيات التشغيلية، مثل برمجيات قواعد البيانات وPHP، وعمل نسخ احتياطية منتظمة. يملك تقييمات رائعة: المراجعات هي أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان مزود الخدمة يقدم أفضل استضافة للمواقع على خوادمه. يهتم بالسرعة: ابحث عن مزايا مثل التخزين المؤقت الداخلي والخوادم التي تعتمد على أقراص تخزين الحالة الساكنة SSD الشديدة السرعة، والموارد عالية المواصفات (ذاكرة الوصول العشوائي وعرض حزمة). يقدم دعمًا على مدار الساعة: لا تدري متى قد تحتاج إلى مساعدة طارئة، لذا تأكد من أن مزود الاستضافة متاح على مدار الساعة ويستطيع مساعدتك عبر مجموعة متنوعة من الطرق، مثل المكالمات الهاتفية والدردشة الحية، وما إلى ذلك من طرق أخرى. يقدم الاشتراك الذي يناسب عملك: هناك الكثير من خيارات الإشتراك المتاحة في خدمات الاستضافة، لذا خذ وقتك في التأكد من كل الخيارات التي يقدمها وتحديد ما هو مناسب لموقعك وخبرتك الفنية. يدعم ووردبريس: تقدم بعض شركات الاستضافة اشتراكات مخصصةً لمنصة ووردبريس، والتي تُعَد خيارات ممتازةً عندما يتعلق الأمر بالسرعة والدعم، ولكن في حال لم تختر ما يلائم منصة ووردبريس، فتأكد من أن مقدم الخدمة الذي اخترته لديه توثيقات عن ووردبريس ومقالات دعم فني على أقل تقدير. تنصيب ووردبريس وWooCommerce يمكنك في معظم منصات الاستضافة تنصيب ووردبريس بكل سهولة، بحيث تكون جاهزًا للتشغيل خلال دقائق معدودة. فور تسجيلك الدخول في موقع ووردبريس، إذهب إلى Plugins ثم Add New وابحث عن WooCommerce. ثم انقر Install أي تثبيت، ومن ثم Activate أي تفعيل؛ بعدها سيظهر أمامك معالج إعداد بسيط ليبين لك الخطوات اللازمة لإعداد متجرك. اختيار القالب يُعَد القالب بمثابة الهيكل التصميمي لمتجرك. حيث يمكنك إما استخدامه كما هو مباشرةً، أو تخصيصه حسب المحتوى الذي لديك. يجدر الانتباه إلى أن كل قالب يختلف في تأثيره على تخطيط وتصميم وأحيانًا وظائف موقعك. هناك الكثير من القوالب المجانية الممتازة والمتاحة لكي تتوافق مع العديد من المنصات، بما في ذلك مستودع ووردبريس WordPress.org ومكتبة قوالب WooCommerce، حيث صممت بعض القوالب لتكون متخصصةً في مجالات عمل معينة وحالات استخدام محددة، في حين أن البعض الآخر أكثر عموميةً ويمكن تخصيصه ليتناسب مع احتياجاتك. في الصورة نرى قالب Block Shop، وهو قالب خفيف وفعال، ويحتوي على كل ما تحتاجه بدون أي تعقيدات زائدة؛ كما يتميز بتصميمه الجميل والمناسب للمتاجر مع كتل قابلة للتخصيص والتعديل، كي تتمكن من إنشاء التصميم الذي يناسبك. أيًا كان القالب الذي تختاره، هناك عدة معايير يجب أن تراعيها من أجل تفادي أي مشكلات مستقبلية، كأن تتأكد من أنه متوافق مع WooCommerce، وله تقييمات ممتازة، وسريع التحميل، ومن مصدر موثوق. إنشاء الصفحات ستكون خطوتك التالية هي إنشاء الصفحات التي تريدها في موقعك. وعلى نحو تلقائي، ستنشئ أداة WooCommerce التي نصبتها صفحات مثل Cart وهي صفحة سلة المشتريات، وCheckout أي صفحة الدفع، Account أي صفحة الحساب، لذلك لا تقلق حيال هذه الصفحات. بل فكر في الصفحات التي ستكون أكثر أهمية للعملاء المحتملين، مثل: الصفحة الرئيسية صفحة حول صفحة الأسئلة الشائعة صفحة التواصل حيث تعتمد الصفحات التي تنشئها على نوعية عملك ومنتجاتك وجمهورك المستهدف. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكنك إنشاء وتصميم كل صفحة من الصفحات السابقة؟ يكمن الحل في محرر ووردبريس، وهو عبارة عن أداة تعتمد على إنشاء العناصر التي تريد إضافتها عبر مبدأ السحب والإفلات، بحيث تتيح لك وضع العناصر (تسمى blocks أي الكتل) في الموضع الذي تريده دون الحاجة إلى استخدام أي تعليمات برمجية؛ لذلك يمكنك سحب كتلة لوضع معلومات التواصل أو صورة أو فقرة نصية أو ترويسة أو مقطع فيديو أو أي عناصر أخرى؛ ومكونات قد تحتاجها في صفحتك؛ كما يمكنك فصلهم إلى أعمدة، وتخصيص ألوان وإعدادات لهم، لتصميم الصفحة التي تريدها. إضافة المنتجات هناك عدة أنواع من المنتجات التي يمكنك إنشاؤها، اعتمادًا على نوع المتجر الذي تريد تأسيسه: المنتجات البسيطة: وهي عبارة عن عناصر مجردة بدون خيارات اللون أو الحجم. المنتجات المتغيرة: وهي منتجات ذات خيارات تخصيص متعددة، مثل النمط أو اللون أو الحجم. المنتجات القابلة للتنزيل: ويقصد بها المنتجات الرقمية والتي لا داعي أن تشحن للعملاء. مثل تنزيل كتاب إلكتروني أو فيديو أو أغنية. العضويات: يتيح هذا النوع إمكانية الوصول المدفوع إلى المحتوى عبر الإنترنت، مثل المساقات التعليمية أو مقاطع الفيديو أو الأدلة التدريبية. يجب أن تستخدم إضافة برمجية extension لتتمكن من إضافة هذا النوع من المنتجات إلى متجرك. الاشتراكات: وهي عبارة عن مدفوعات تدفع على نحو متكرر مقابل منتجات أو خدمات دورية. تتطلب أيضًا استخدام إضافة برمجية. تأكد من إضافة صور عالية الجودة لكل منتج أضفته، بحيث تكون الصور من عدة زوايا مختلفة ليظهر منتجك واضحًا تمامًا للمتسوقين، واكتب أوصافًا مفصلةً للمنتج تغطي كامل جوانبه وأي شيء آخر قد يجده العملاء المحتملون مفيدًا، مثل مخطط الأبعاد والمكونات والمجال العمري المناسب له، وما إلى ذلك من تفاصيل أخرى. بعد ذلك، ضع في حسبانك أي تخصيصات قد ترغب في إجراؤها على صفحات المنتج أو تجربة العميل. وإليك بعض الأفكار المفيدة في هذا الخصوص: عرض إضافات ملحقة بالمنتج مثل تزيين معين أو تغليفه كهدية. بيع باقة متكاملة من المنتج، كأن تضيف العناصر الإضافية التي يشتريها المتسوق عادةً مع المنتج. تصميم مهيئ إعداد يتيح للمتسوق التعديل على المنتج حسب رغبته، مثل تغيير اللون. يجب أن يكون هدفك هنا، هو جعل عملية شراء المنتج سهلةً وبسيطةً قدر الإمكان، وضع نصب عينيك جمهورك المستهدف مع كل قرار تتخذه. اختر بوابة الدفع تسمح لك بوابة الدفع بقبول المدفوعات المالية بأمان على موقعك الإلكتروني، حيث تستقبل الأموال من عملائك، وتتحقق من صحة معلوماتهم، ثم تنقل المدفوعات إلى حسابك المصرفي. بالطبع، هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيار بوابة للدفع: ما هي الرسوم المتضمنة؟ تأخذ كل بوابة دفع جزءًا صغيرًا من كل عملية دفع مقابل خدماتها. قد يكون لدى بعضهم رسوم إضافية أخرى، لذا انتبه إلى هكذا أمور. هل تُبقي بوابة الدفع العملاء في الموقع أم ترسلهم إلى صفحة أخرى؟ تسمح لك بعض البوابات بقبول المدفوعات مباشرةً على موقعك، بينما يرسل البعض الآخر العملاء إلى موقعها الخاص بالدفع. يُنصح باختيار تلك التي تُبقي العملاء في موقعك لجعل عملية الدفع بسيطةً قدر الإمكان. ما مدى سرعة تحويل الأموال إلى حسابك المصرفي؟ تحول بعض البوابات المدفوعات المالية بعد عدة أيام بينما يحول الآخرون فوريًا أو خلال 24 ساعة. هل هي متوافقة مع المحافظ الرقمية؟ إن المحافظ الرقمية، مثل أبل باي أو جوجل باي، تجعل عملية الدفع فائقة السرعة بالنسبة للعديد من العملاء الذي يستخدمونها. فهي تتيح لهم الدفع باستخدام حساباتهم الحالية دون الحاجة إلى استخدام بطاقة الائتمان. ما مدى سهولة إدارتها؟ هل يجب عليك تسجيل الدخول والخروج من عدة حسابات لإدارة المدفوعات أم أن كل شيء يُدار من مكان واحد؟ تُعَدّ بوابة WooCommerce Payments خيارًا جيدًا من أجل إدارة عمليات الدفع، حيث يمكنك إدارة كل شيء، بدءًا من المدفوعات إلى المبالغ المستردة مباشرةً في لوحة التحكم في ووردبريس، كما تقدم عدة خيارات للدفع، مثل أبل باي أو عبر البطاقات الائتمانية، بالإضافة إلى أنها تبقي على عملائك في الموقع. إعداد الشحن في حال كنت تبيع منتجات مادية، فيجب أن تبحث عن أفضل طريقة لشحن منتجاتك إلى العملاء الذين اشتروها. ابدأ باختيار الناقل، وهو المزود الذي يشحن منتجاتك إلى العملاء فعليًا. هناك عدة شركات متاحة، مثل USPS وFedEx وUPS وDHL، كما أن هناك عدة اعتبارات من شأنها أن تساعدك على اختيار الشركة التي تناسبك، مثل المكان الذي تريد الشحن فيه (محلي أو دولي)، وحدود الوزن، وخيارات التأمين، وأي اعتبارات أخرى خاصة بالمنتج، مثل التبريد أو سهولة الكسر. بعد ذلك، حدّد طرق الشحن التي تريد تقديمها للعملاء، وهي الأسعار والخدمات التي يمكنهم الاختيار من بينها عند الدفع. هناك الكثير من الطرق المختلفة التي يمكنك من خلالها هيكلة هذه العملية. على سبيل المثال، قد تقدم شحنًا مجانيًا لتشجيع العملاء على الشراء أكثر، أو يمكنك تحديد تكاليف الشحن على أساس الموقع والوزن والسرعة، أو قد تفرض مصاريف شحن ثابتة، بغض النظر عن عدد العناصر الموجودة في عربة تسوق العميل. أخيرًا، يجب أن تحدّد إجراءات التنفيذ والأدوات والعمليات التي تحتاجها من أجل شحن العناصر. قد يشمل ذلك شراء ملصقات الشحن وطباعتها، وتوفير معلومات تتبع حركة الشحن للعملاء، وتغليف العناصر المرسلة للحفاظ على سلامتها. إعداد الضرائب قد تحتاج إلى تحصيل ضريبة على مبيعات منتجاتك، حيث أن الأمر يعتمد على قوانين وأنظمة مكان إقامتك، كما يعتمد المبلغ الذي تتقاضاه من العملاء على مكان تواجدهم، لذلك قد تتعقد الأمور بعض الشيء في هذه الناحية. ولهذا السبب، يوصى بشدة باستشارة متخصص بالضرائب واستخدام الأدوات التي تؤتمت هذه العملية. تأكد من أن متجرك سريع الاستجابة والتحميل في حال كان تحميل موقعك بطيئًا جدًا، فسيصاب العملاء بالإحباط والملل وسيبحثون عن متجر آخر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر وقت التحميل البطيء سلبًا على مُحسنات محركات البحث SEO ومعدلات التحويل. إذًا كيف يمكنك تحسين سرعة استجابة متجرك؟ تحسين الصور: الصور هي إحدى أثقل العناصر في أي موقع إلكتروني، لذلك استخدم أصغر حجم ممكن منها دون التفريط بجودتها العالية، كما يجب أن تضغط ملفات الوسائط قبل تحميلها. استخدم CDN: أو ما يسمى بشبكة توصيل المحتوى، والتي تعمل على تحميل ملفات موقعك من خوادم فائقة السرعة حول العالم، بحيث تكون مفيدةً جدًا في حال كان لديك عملاء من شتى بقاع العالم، لأنهم سيرَون موقعك من الخادم الأقرب إليهم جغرافيًا. تحسين الشيفرة المصدرية للموقع: استخدم خصائص CSS وحاول تفادي تعليمات Javascript غير الأساسية من أجل تحسين سرعة أداء الموقع؛ وفي حال لم تكن لديك الخبرة الكافية عن هذا الموضوع، فاستشر مطورًا محترفًا ليساعدك في هذا الخصوص. تحميل الصور تدريجيًا: اعتمد أسلوب تحميل الصور التي يراها المتسوقون أولًا، بدلًا من تحميل جميع صور الصفحة دفعةً واحدةً. تحديث برمجياتك: حاول دائمًا تحديث برمجيات ووردبريس والقوالب وأي إضافات برمجية بانتظام، كي تضمن أنها تعمل بسلاسة وسرعة. تثبيت إضافة برمجية من أجل التخزين المؤقت: يتيح التخزين المؤقت caching للمتصفحات، تخزين نسخة من موقعك، بحيث يُحمل بسرعة أكبر عندما يعود الزوار إليه. هناك الكثير من الإضافات البرمجية الرائعة والمجانية التي تقدم حلول التخزين المؤقت، مثل إضافة WP Super Cache من ووردبريس. احمي متجرك بعد كل هذا العناء في تأسيس متجرك، يجب أن تضمن دائمًا أنه آمن ومحمي من أي مخاطر قد تهدد تجارتك، بحيث لا تقلق حيال الاختراقات أو أي مشكلات أخرى. بالنسبة لمنصة ووردبريس، تُعَدّ منصةً آمنةً للغاية، كما أنه عبر اختيار شركة استضافة تقدم خدمات عالية الجودة، ستكون قد وضعت أساسات قويةً لمتجرك؛ ولكن إليك بعض الإجراءات الإضافية التي يمكنك اتخاذها لتحسين أمان متجرك: فحص موقعك من البرامج الضارة: في حال ثبت شخص ما برامج ضارة على موقعك، فيجب أن تكون قادرًا على استشعار ذلك فورًا؛ لذا يوصى دائمًا باستخدام برامج وأدوات مهمتها حماية ومراقبة موقعك بانتظام. صد هجمات القوة الغاشمة: أو ما كما تسمى بالإنجليزية Brute force attacks، والتي تصيبك عندما تحاول برمجيات آلية الوصول إلى موقعك عن طريق تخمين الآلاف من ثنائيات (اسم المستخدم/كلمة المرور) في الثانية الواحدة، لكن يمكنك صدها بسهولة باستخدام أدوات الحماية المتوفرة على الإنترنت. مراقبة نشاط الموقع: عبر مراقبة كل ما يحدث على موقعك، يمكنك تحديد أي نشاط قد يبدو مريبًا. يمكنك الاستفادة من سجل نشاط ووردبريس الذي يسجل كل الاحداث التي جرت في صفحات متجرك، بحيث يشمل معلومات مثل التاريخ والوقت ومعلومات المستخدم. استخدم كلمات مرور آمنة: اجعل كلمات المرور معقدة قدر الإمكان، عبر استخدام أحرف وأرقام ورموز. تحديث جميع البرمجيات: عليك أن تحدث جميع برمجيات ووردبريس والقوالب والمكونات الإضافية بانتظام، بحيث تكون جميع برامجك محدثة بأحدث إصدارات الأمان والحماية. إعداد النسخ الاحتياطية التلقائية: في حالة حدوث أي خطأ فجائي، يجب أن تكون النسخ الاحتياطية جاهزة. حيث تعد النسخ الاحتياطية التي تؤخذ تلقائيًا والتي تحفظ كل طلب وإجراء يحدث على موقعك أفضل حل لمشكلة فقدان البيانات أو إصلاح أي أخطاء قد تحدث. معالجة التعليقات المزعجة: بدلًا من مراقبة التعليقات والمراجعات غير المرغوب فيها يدويًا، حاول إعداد مرشحات تلقائية للبريد العشوائي. وهناك العديد من البرمجيات التي من شأنها أن تساعدك في الحفاظ على أمان موقعك وزوارك. البحث عن عملاء الآن، وبعد أن تعلّمت كيفية تأسيس عمل تجاري على الإنترنت، حان الوقت التفكير في طرق تسويقه. هناك الكثير من استراتيجيات التسويق، لكن اختيار ما يناسبك يعتمد على الجمهور المستهدف الذي كنت قد حددته سابقًا. فيما يلي بعض طرق التسويق الأكثر شيوعًا وفعاليةً عبر الإنترنت: الإعلانات المعروضة وإعلانات البحث: وهو النوع الذي عادةً ما تدفع له مقابل كل نقرة. حدِّد جمهورك واعرض إعلانك أمامهم على المواقع التي يزورونها أو في نتائج البحث. يمكنك استخدام إعلانات جوجل وإدارتها بكل سهولة عبر لوحة تحكم WooCommerce. إعلانات التسوق: عبر استخدام خدمة إعلانات التسوق من جوجل Google Shopping، ستتمكن من عرض منتجاتك ضمن علامة التبويب "تسوق" أو "Shopping" في بحث جوجل. وهي شديدة الوضوح، بحيث تعرض عادةً صورة وسعر وأي معلومات إضافية خاصة بالمنتج، كما تزامن قوائم جوجل كل شيء في متجرك، وبالتالي تكون المعلومات محدثةً دائمًا. التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي: يمكنك نشر المحتوى الذي يحافظ على اهتمام المعجبين والمتابعين وتفاعلهم، أو استخدام إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى مجموعة جديدة تمامًا من المتسوقين. يحتوي سوق الإضافات البرمجية على خيارات رائعة من شأنها مساعدتك في مزامنة موقعك. التسويق عبر البريد الإلكتروني: يمكنك إرسال رسائل إخبارية وتحديثات عن المبيعات والمنتجات الجديدة للعملاء الحاليين والمحتملين، أو الاستفادة من تقنيات الأتمتة لإرسال رسائل البريد الإلكتروني للمتسوقين الذين يتركون المنتجات التي اختاروها في آخر لحظة قبل دفع ثمنها. هناك العديد من الأدوات التي تتوافق مع WooCommerce التي من شأنها مساعدتك في التسويق عبر البريد الإلكتروني. تحسين محرك البحث SEO: يمكنك الوصول إلى المتسوقين المهتمين من خلال إظهار متجرك في نتائج البحث عضويًا، أي دون استخدام إعلانات مدفوعة من أجل ذلك، وذلك عبر استخدام الكلمات المفتاحية المتعلقة بمنتجاتك. تسويق المحتوى: وذلك عبر نشر محتوى مفيد مثل مقالات المدونات ومقاطع الفيديو التي تُظهر للعملاء المحتملين أنك تعرف ما تتحدث عنه. بعد ذلك، يمكنك استخدام هذا المحتوى في ممارسات التسويق الأخرى، مثل الإعلانات والبريد الإلكتروني والوسائط الاجتماعية. التسويق عبر المؤثرين: أي عبر تسخير قوة الأشخاص المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات، حيث يمكنهم مشاركة منشور أو مقطع فيديو حول منتجك اعتمادًا على مجال شهرتهم مقابل رسوم أو منتج مجاني. يمكنك أيضًا تجربة طرق التسويق غير المتصلة بالإنترنت، مثل إعلانات الراديو واللوحات الإعلانية والإعلانات المطبوعة والبريد التقليدي. تقديم خدمة عملاء ممتازة خدمة العملاء هي أكثر ما سيساعدك في كسب عملاء مخلصين، والذين سيكونون عملاءً دائمين في متجرك، بل وحتى سيخبرون أصدقائهم وعائلاتهم عن متجرك، بحيث يصبحون أكبر المدافعين عنك؛ لذا يجب أن تفعل كل ما في وسعك لإرضاء العملاء: كن صادقًا وأمينًا في أوصاف منتجك وممارساتك التسويقية. اعرض عليهم إرجاع الأموال في حال حدوث خطأ ما، وقد يحدث ذلك من وقت لآخر. كنت متواجدًا للإجابة على أسئلتهم عبر الدردشة الحية والهاتف والبريد الإلكتروني. قدِّم نصائح وأدلةً وإرشاداتٍ لمساعدة العملاء على استخدام منتجاتك على أفضل وجه. حسّن منتجاتك وعملياتك باستمرار بناءً على تعليقاتهم وآرائهم. كن حذرًا عند شحن المنتجات، بحيث تضمن وصولها بظروف سليمة. استخدم تصميمات جذابةً في تغليف المنتجات، كما يمكنك أيضًا تضمين عينة مجانية أو ملاحظة مكتوبة بخط اليد للدلالة على اهتمامك الشديد. قدم مكافأة على ولاء العملاء عبر تقديم حسومات على المبيعات ونقاط مكافأة. النصيحة الأساسية هي أن تضع في ذهنك احتياجات جمهورك المستهدف والفرق الذي تصنعه في حياتهم، إذ لو إذا وضعت ذلك في الحسبان مع كل قرار تتخذه، فستكون تجارتك على ما يرام. في الختام، يمكننا أن نقول أنه مع بعض البحث والدراسة، ستكون جاهزًا لتأسيس أول عمل تجاري على الإنترنت، فبعد أن قرأت هذا المقال، أصبحت على دراية بجميع الأساسيات التي تحتاجها لإطلاق متجرك وتحقيق النجاح. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Start a Thriving eCommerce Business لصاحبته KATHRYN MARR. اقرأ أيضًا لماذا التجارة الإلكترونية وما الفرص والتحديات التي ستواجهنا عند دخولنا للسوق؟ أنواع المتاجر الإلكترونية ونماذج إيراداتها
  2. بالنسبة لمعظم رواد الأعمال العاملين في مجال التجارة الإلكترونية، تُعَد المحاسبة آخر ما قد يدور في أذهانهم، فهي مهمة معقدة تستهلك الكثير من الموارد، ولكنها في الوقت نفسه ضرورية من أجل نجاح أي عملية تجارية قابلة للتطبيق، حيث توفر المحاسبة الدقيقة نظرةً ثاقبةً على عملياتك المالية المتمثلة في كل من الآتي: الإيرادات المصاريف الضرائب الهوامش الربحية التدفقات النقدية كما تظهر الأبحاث أن 82% من الشركات تفشل بسبب سوء إدارتها لتدفقاتها النقدية، ولذا فإن وجود رؤية واضحة لحالتك المالية يُعَد أمرًا بالغ الأهمية من أجل نجاح أعمالك على المدى الطويل. وتكمن المشكلة في كون البيانات معقدة ومبعثرة بين العديد من الأنظمة والمنصات، مما يجعل المحاسبة في مجال التجارة الإلكترونية أمرًا محفوفًا بالتحديات. أي أن إدارة جميع العمليات يدويًا سيكون كابوسًا حقيقيًا، ولهذا السبب يجب على تجار البيع بالتجزئة وأصحاب العلامات التجارية أن يستفيدوا من البرامج الحاسوبية التي تؤتمت أعمالهم، وذلك لكي يبقوا مرنين ومنظمين، بحيث يسمحوا لتلك التقنيات بأن تتولى إدارة حساباتهم المالية وتنظمها، فتوفر لهم المزيد من الوقت للتركيز على تنمية أعمالهم. في هذا المقال، سوف نرى كيف تسهل أتمتة المحاسبة أعمال التجارة الإلكترونية: تحافظ على امتثالك الضريبي وتعلمك بالتزاماتك الضريبية تحتاج الشركات إلى المحاسبة من أجل أغراض الامتثال الضريبي وتحديد التزاماتها الضريبية. ويومًا بعد يوم، يرى تجار البيع بالتجزئة عبر الإنترنت أن مشهد ضريبة المبيعات يزداد تعقيدًا، وبذلك يصبح الحساب اليدوي لما عليهم من ديون مهمةً شاقةً، مما يستدعي وجود رؤية واضحة للإيرادات ومعدلات الضرائب في كل منطقة جغرافية تبيع فيها. ولكن إن كنت لا تعرف مقدار ما تجنيه، فسيكون من المستحيل حساب معدل ضرائبك، وهنا تكمن أهمية وجود برمجيات مثل Avalara وTaxjar التي من شأنها مساعدتك في حساب معدلات ضرائب المبيعات والإيداع تلقائيًا. لكن رغم ذلك، لا يزال يتعين عليك إدخال التزاماتك الضريبية بدقة في نظامك المحاسبي. وهنا، يأتي دور الأتمتة، فمن خلال ربط قنوات المبيعات بنظام المحاسبة، تُلتقط جميع البيانات المتولدة عن المعاملات المالية، بما في ذلك معدلات الضرائب، وتسجل تلقائيًا، حيث أن الالتزام بالمواعيد والدقة في حساب الضرائب سيوفر على محاسبيك الكثير من المتاعب، كما أن استخدام نظام محاسبي دقيق سيتيح لك معرفة إن كان عملك في التجارة الإلكترونية يتقدم إلى الأمام أم يتراجع. وكل ذلك دون أن تحرك ساكنًا. تتيح لك تتبع تدفقاتك النقدية يجب الاهتمام بشيء آخر هو التدفقات النقدية. حيث أن فهمك ودرايتك بمقدار دخلك ونفقاتك سيجعلك تستشعر مقدار الأموال التي يمكنك إعادة استثمارها، ومقدار الأموال المتوفرة لديك من أجل إعادة تعبئة مخازنك مثلًا أو تعيين موظفين جدد. باختصار، إن تدفقاتك النقدية قادرة على إما أن تشل حركتك أو تطور أعمالك. وقد يظن البعض أن كشوفات حساباتهم المصرفية ستكون كافيةً لإعطائهم نظرةً شاملةً على تدفقاتهم النقدية، لكنها عمليًا لن تكون ذات فائدة، فهي تعرض صورةً مصغرةً على تعاملاتك النقدية ولا تأخذ في الحسبان المدفوعات المعلقة ومعالجة المرتجعات والرسوم المتغيرة. وأفضل مثال على ذلك، هو كيف أن أمازون تسوي حساباتك كل أسبوعين فقط. وحتى عندما يسوونها اعتمادًا على معدلات المرتجعات والتصنيفات والفئة التي تبيع فيها؛ فهم يتركون جزءًا كبيرًا من أموالك معلقة في حسابتهم، وبذلك لن تعرف مقدار أرباحك، أو قد لا يتوفر في حسابك المصرفي المقدار التي تعتقد أنك تملكه. تكمن أهمية الأتمتة هنا في أنها تقدم الوضوح التي تحتاجه كي تتمكن من رؤية التدفقات النقدية الواردة والصادرة دون بذل جهد كبير في تجميع البيانات من جميع قنوات البيع أو عبر التخمين، كما تتيح لك معرفة حالة حساباتك المصرفية وأين توجه نفقاتك. تسهل عملية إدارة المستودعات التحدي الآخر الذي يواجه الباعة هو إدارة مستودعاتهم، خاصةً الذين تتجاوز مبيعاتهم أرقامًا من 7 خانات، وهم الذين لديهم تدفقات مستمرة للشحنات الواردة وطلبات العملاء الصادرة عبر العديد من قنوات البيع الرقمية (وربما الفعلية)؛ فالفكرة تكمن في خلق توازن دقيق يسمح بالاحتفاظ بمخزون كافٍ من البضائع من أجل تجنب الإفراط في البيع، وفي نفس الوقت لا يترك المخزون راكدًا في المستودعات، فتدفع رسوم تخزين دون أن ترى أي عائد على الاستثمار، بالإضافة إلى تتبع تكاليف الطلبات: مثل الاختيار والتغليف والشحن والبضائع المرتجعة. لذا وعبر أتمتة تدفقات العمل هذه، ستتجلى أمامك صورة أوضح تبين كيفية تأثير المخزون وتكاليف الطلبات على إيراداتك وتدفقاتك النقدية وارباحك. فوجود رؤية مالية شاملة يُعَد أمرًا مهمًا لأي نشاط تجاري، خاصةً في مشاريع التجارة الإلكترونية ذات التعاملات النقدية المستمرة، والتي قد تعرضك وتيرتها السريعة لخطر فقدان تفاصيل مهمة في حال لو كنت تدير حساباتك يدويًا. تبسط عملية تسوية حسابات نهاية الشهر ستتمكن في نهاية كل شهر من تسوية حساباتك دون الحاجة إلى الكثير من الأعمال اليدوية، فبمجرد توفر جميع البيانات اللازمة، ستقضي وقتًا أقل في تفسير هذه البيانات، وإجراء أي تعديلات في نهاية كل شهر. وبذلك تضمن صحة حساباتك، وتطابق حسابك المصرفي مع ما هو موجود في نظامك المحاسبي؛ كما ستوفر على نفسك الكثير من الموارد التي قد تحتاجها لمراجعة حساباتك. كما أنه في حال كان نظامك المحاسبي متصلًا بقنواتك على نحو صحيح، وكان تدفق المعلومات - سواءً من إيراداتك، أو ضرائب، أو النفقات والرسوم، أو تكاليف الشحن، أو الشراء - متناسقًا؛ فعندها ستكون مطلعًا على سير العمل وقادرًا على حديد ما إن كنت بحاجة إلى إجراء أي تعديل قد يلزم. تبسيط الربحية على الرغم من أن الربحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتدفق النقدي، إلا أنه من المهم الحديث عنها في فقرة منفصلة، إذ يُعَد معدل الأموال الصادرة والواردة من عملك مؤشرًا مهمًا للأداء، ولكن ما يهم في الواقع هو أن يتجاوز إجمالي دخلك إجمالي نفقاتك، فالربحية تحدد إلى حد كبير ما إذا كان عملك سينجح على المدى الطويل أم لا. وغالبًا ما يعاني تجار البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في فهم ربحيتهم، خاصةً وأن قنوات البيع في مجال التجارة الإلكترونية لا تقدم معلومات مفصلة عن معاملات الشراء والإنفاق (التحديات ذاتها التي رأيناها في التدفق النقدي تنطبق على مفهوم الربحية أيضًا)، مثل حساب المصاريف الثابتة مثل الإيجارات وكشوف المرتبات، والمصاريف المتغيرة، مثل الإعلانات والأجور الموسمية لعمال المستودعات. مرةً أخرى، يمكننا أن نقول أن أتمتة قنوات البيع ونظام المحاسبة سيوفر وقتًا ويقدم وضوحًا يمكنك من رؤية هوامش الربح وتعديل الإنفاق بحسب ما يقتضيه الأمر. في الختام بالنسبة للباعة أصحاب النمو المتزايد، لا تُعَد المحاسبة مشكلةً واحدةً، بل هي مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على عملياتك اليومية، وكيف تسوي حسابات كل شهر، وما تفعله على المدى الطويل من أجل تنمية نشاطك التجاري. وكلما استثمرت في الأتمتة، توفرت بيانات أفضل في متناول يدك، وزاد تحكمك في مصيرك، وتحسنت قدرتك على اتخاذ القرار الصحيح. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Top 5 Benefits of Automating Your Ecommerce Accounting لصاحبه Parag Mamnani. اقرأ أيضًا الإجراءات المحاسبية الأساسية في عالم الأعمال مبادئ المحاسبة وتطوير البيانات والتوقعات المالية للشركات الناشئة ورواد الأعمال لماذا التجارة الإلكترونية وما الفرص والتحديات التي ستواجهنا عند دخولنا للسوق؟
  3. يعاني الكثير من رواد الأعمال من ما يسمى بمتلازمة الانجذاب نحو الأشياء البراقة، فهم دائمًا ما يجدون صعوبةً في تجنب اقتناص فرص جديدة، على الرغم من أن لديهم دائمًا الكثير من المشاريع التي ما زالوا يعملون عليها. ومن المحتمل أن تزداد أعراض هذا المرض عندما تقع عينيك على نشاط تجاري "مثالي"، والذي قد يتوافق مع نشاطاتك الحالية على نحو جيد، لذا عليك أن تكون حذرًا من تعريض عملك الحالي لأي مخاطر محتملة. فكّر بالموضوع وكأنك تشتري نطاق موقع إلكتروني. قد تخطئ في تقدير فرص نجاحك، لكنك في حالتنا هذه لن تخسر 12.95 دولارًا أمريكيًا فقط ثمن نطاق غير مناسب، بل ستكون خساراتك بآلاف أو ملايين الدولارات جراء عملية استحواذ تجارية فاشلة؛ لذا إليك 8 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل أن تندفع نحو الاستحواذ على نشاط تجاري: هل تعرف ما هي أسباب البيع؟ يمكنني أن أجيب على هذا السؤال عوضًا عنك: لا، ليست لديك أي فكرة! قد يقولون أنهم يبيعون لأنهم يريدون التركيز على مشاريع أخرى أو قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم، وهذا قد يكون صحيحًا إلى حد ما؛ لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد أحد في العالم أجمع يمكنه تحديد أفضل وقت للبيع من المالك الحالي للشركة، لذا في حال كانت سنوات خبراتهم الطويلة في المجال قد قادتهم إلى التنبؤ بأن مستقبل الشركة أو الموقع الإلكتروني لن يكون مشرقًا، فعندها يمكنك أن تكون متأكدًا أنهم لن يعرضوا ذلك في نشرتهم التسويقية marketing prospectus (وهي عبارة عن وثائق تسويقية وقانونية تستخدمها الشركة لتسويق أسهمها للجمهور، والتي تتضمن كافة المعلومات الجوهرية حول الشركة وعمليات الاكتتاب التي يحتاجها المستثمر من أجل اتخاذ قرار استثماري). باختصار شديد، يجب أن تتأكد من أنك تشتري شيئًا له إمكانات طويلة الأمد. هل لديك المهارات اللازمة للتأكد من ما تشتريه؟ هل تملك الخبرة الكافية لاستخدام تحليلات جوجل Google Analytics؟ هل يمكنك إنشاء بيان للدخل لعدة بطاقات ائتمانية وكشوف مصرفية؟ هل يمكنك إجراء تدقيق للروابط الخلفية المستخدمة في تحسين محركات البحث؟ آمل أنك تملك المهارات الكافية للتأكد من كل سبق، فلو كنت مكانك كنت سأتأكد من كل تلك الأمور قبل أن أشتري متجرًا إلكترونيًا قد يكلفني ثروةً طائلةً. ودعني أخبرك أنه في حال لم تكن مطلعًا على جميع حيثيات العمل، فقد تشتري عن غير قصد متجرًا على الإنترنت يخفي بين طياته العديد من المشكلات المتعلقة بحركة الزوار، أو في حركة الزيارات العضوية، والتي قد تختفي بعد أول تحديث لشروط عمل جوجل، أو قد تكتشف أنه قد زُورت الكشوفات المالية للشركة لتبدو وكأنها تحقق أرباحًا طائلة. هناك بعض الشركات التي تقدم خدمات قد تساعد في التخفيف من مخاطر الشراء، تقدم خدمات مثل ما يسمى بـ Due Diligence (وهي الإجراءات التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة)، كما تقدم تقييمات لمواقع الإنترنت وخدمات التحقق الحي من أجل أن تساعد مشتري مواقع الإنترنت والشركات العاملة في الشبكة العنكبوتية على اتخاذ قرارات الشراء. لكن بالطبع، لا شيء يضاهي التشمير عن سواعدك والتأكد بنفسك. هل اطلعت على سمعتهم؟ منذ فترة وجيزة، كانت إحدى الشركات الاستثمارية تفكر في شراء شركة جديدة. في بداية الأمر، بدا كل شيء مثاليًا: حيث تأسست الشركة منذ عدة سنوات، وكان لديها منتج معروف جيدًا يحبه عملاؤها الحاليين، كما أن السعر كان معقولًا. وبالطبع كانت هناك بعض المشكلات القديمة فيما يتعلق بالعلاقات العامة، لكن المشترون لم يهتموا بالأمر. فيما بعد، وبعد التحدث مع عملاء تلك الشركة، اكتشفوا أن سمعة العلامة التجارية قد تلطخت بشدة جراء ممارسات الإدارة الحالية، ومن غير المحتمل أن تكون الإدارة الجديدة قادرة على تحسين تلك السمعة. بالطبع لن تجد مثل هذه المشكلة في معظم عمليات الاستحواذ التي ستقدم عليها، لكن باعتبار أن جميع الشركات قد بنت سمعةً ما أثناء عملها، فمن المهم أن تتطلع عليها قبل البدء بعملية الاستحواذ. هل تستطيع تحمل تكلفة الاستحواذ؟ ما أقصده هنا ليس الجانب المادي، فمعظم عمليات الاستحواذ حتى الصغيرة منها، تحتاج ما يقارب الشهرين إلى ثلاثة أشهر على أقل تقدير، كما يمكن أن تستغرق عمليات البيع أو الشراء الكبيرة حوالي 6 أشهر أو أكثر، وقد سمعت أن بعضها استمر لمدة عام كامل. لذا عليك أن تعرف ما إن كنت جاهزًا لتوجيه كامل تركيزك نحو عملية الاستحواذ خلال تلك الفترة من السنة. إن شراءك نشاطًا تجاريًا مناسبًا يُعَد خطوةً استراتيجيةً رائعةً نحو تنمية أعمالك، لكن تأكد من أنك على دراية تامة بالإطار الزمني الذي قد يستغرقه الأمر. هل ستتسبب في حرمان عملك الأساسي من التمويل؟ أحد أكبر التحديات التي تواجه شركات التجارة الإلكترونية هو التمويل. ونظرًا لطبيعة الدورة النقدية السلبية التي تميز الأعمال القائمة على البضائع المخزنة (أي الحاجة إلى دفع ثمن البضائع قبل أن تتمكن من بيعها)، فإن العثور على تمويل كاف من أجل دعم شركة تجارة إلكترونية سريعة النمو قد يكون أمرًا صعبًا. لذا إن كنت تمول عملية استحواذ، فإنك تضيف ديونًا جديدةً على شركتك. وكلما زاد الدين عليك، قل احتمال أن يقرضك المصرف، أو أيًا كانت الجهة التي تمولك في المستقبل من أجل شراء مخزون جديد من البضائع. نعم، ستساعد الأرباح التي ستأتيك من الشركة الجديدة على تعويض هذا العبء الإضافي من الديون، لكن يجب أن تجلس مع المصرف الذي تستدين منه وتفهم كيف سيؤثر الدين الإضافي على قدرتك على الاقتراض في المستقبل. هل تملك ورقة ضغط؟ تحدث أفضل الصفقات عندما تتفاوض من موقع قوة. وهذه القوة تتعلق بعاملين اثنين يتمثلان في الآتي: عوامل صغرى. عوامل كبرى. العوامل الكبرى تأخذ في الحسبان البيئة الاقتصادية وحالة السوق وبيئة الاندماج والاستحواذ. ففي السنوات اﻷخيرة، يبدو أن سوق الاندماج والاستحواذ لشركات التجارة الإلكترونية أصبح شديد التنافسية، حيث ارتفع عدد عمليات تقييم الشركات على نحو كبير في الأشهر الثمانية عشر الماضية، وهناك تدفق كبير للأموال في السوق، كما أن عدد المشترين أكثر بكثير من البائعين. أي أنه وفي ظل الظروف الراهنة، لن تكون لديك أوراق كثيرة للضغط، كما أن فرصك في الحصول على صفقة رابحة، والتفاوض على شروط تصب في مصلحتك، منخفضة جدًا. أما العوامل الصغرى، فهي عندما يكون لدى البائع أطرًا زمنية معينة، أو شروط مهمة يمكنك استغلالها لصالحك أثناء التفاوض، أو ربما تملك وفرةً كبيرةً في التمويل تسمح لك بإنفاق المزيد على الأعمال أكثر من غيرك. من الناحية المالية، ستتمكن من إنجاز أفضل الصفقات عندما تتوفر لديك ورقة ضغط معينة يمكنك استخدامها لتكون في موضع قوة أثناء التفاوض على عملية الشراء، لذا تأكد من أنك تفهم حالتك وحالة الطرف الآخر في الصفقة. من شأن ورقة الضغط أن تساعدك على إتمام صفقات مربحة تنمي عملك، طالما أنك توفي بوعدك ولا تستغل الطرف الآخر بشروط مجحفة. هل استثمرت كل الفرص المتاحة في في عملك الحالي؟ عندما تقرر شراء شركة أو نشاط تجاري جديد، فستكون أمامك الكثير من التكاليف، لذا ماذا لو استثمرت هذه التكاليف في تطوير عملك الحالي بدلًا من التسرع لشراء آخر جديد؟ أما إن كنت قد استفدت من كل الفرص المتاحة في عملك الحالي، فلن تستطيع تطبيق هذا الكلام. لكن رغم ذلك، أنا متأكد أنه سيكون أمامك الكثير من الأمور في قائمة المهام لديك، والتي من شأنها أن تضيف قيمةً فوريةً إلى نشاطك التجاري الحالي. هل المنتجات الجديدة متوافقة مع شريحة عملائك؟ هل أنت واثق من أن خط الإنتاج الجديد الذي تشتريه سيكون خيارًا مناسبًا لعملائك الحاليين؟ تتمثل إحدى أكبر مزايا شراء شركة جديدة في قاعدة العملاء الجدد التي ستتمكن من الوصول إليهم، والقدرة على الاستفادة من قاعدة عملائك الحاليين لبيع المزيد من المنتجات الجديدة التي أُضيفت إلى نشاطك التجاري. لذا إن لم تكن المنتجات الجديدة متشابهة مع منتجاتك الحالية، فأنت بذلك تتخلى عن واحدة من أكبر مزايا الشراء. ترجمة -وبتصرّف- للمقال So You Want to Buy Another Business? لصاحبه Andrew Youderian. اقرأ أيضًا لماذا التجارة الإلكترونية وما الفرص والتحديات التي ستواجهنا عند دخولنا للسوق؟ ما أهمية دراسة السوق قبل إطلاق المنتج؟ وكيف تجري دراسة للسوق بشكل سهل ويسير مراحل عملية الشراء -ما قبل اتخاذ قرار الشراء- كطالب، ما الذي يجب عليك القيام به قبل أن تُطلق شركتك النّاشئة (Before the Startup) الدليل الشامل لأشهر أنظمة إنشاء وإدارة المتاجر الإلكترونية
  4. بما أنك تقرأ هذا المقال، فمن المؤكد أنك مهتم بالعمل الحر، ومن شبه المؤكد أنك أصبحت تعرف مزاياه الرائعة، مثل أنه يمكنك تخصيص ساعات العمل التي تعجبك، وقبول أو رفض المشاريع بحسب اهتماماتك، وما إلى ذلك من مزايا عديدة، لكن هناك بعض التحديات التي قد تواجهها في هذا المجال المحفوف بالمخاطر، أكبرها هو حالة الكر والفر التي ستعيش بها فيما يتعلق بالعوائد المادية. سنحكي لك فيما يلي قصةً واقعيةً توضح ذلك، وهي عن شخص يعمل كاتبًا مستقلًا منذ أكثر من خمس سنوات، ولديه خبرة في العديد من المشاريع المستقلة. بالنسبة لأسلوب حياته، فإنه يعيش أسبوعًا تلو الأسبوع، أو شهرًا تلو الشهر. فتارةً يكون مشغولًا تمامًا ولديه ثلاثة عملاء يريدون أن يكتب لهم، وتارةً يجلس دون عمل في توتر ممزوج بقليل من الملل يفكر في التزاماته المالية. طالما أنك تعمل مستقلًا، فهذا يعني أنك لا تعيش رفاهية الاستقرار التي يملكها الموظف التقليدي، ففي كثير من الأحيان نبدأ العمل مع شركة ناشئة لنتفاجأ في اليوم التالي أنها تعلن عن نقص في التمويل، وأنها غير قادرة على إكمال العمل معنا، إذ يتراوح متوسط أعمار الشركات الناشئة بين ثلاثة وثمانية عشر شهرًا. سنقدم لك في هذا المقال بعض النصائح التي تعلّمها أحد الكُتاب المستقلين من خبرته الطويلة في هذا المجال، وذلك لمواجهة التحديات في أوقات الشدة، والنجاح في رحلة العمل الحر. حدث باستمرار سيرتك الذاتية أو معرض أعمالك سواءٌ كنت تملك حسابًا على موقع لينكد إن، أو سيرةً ذاتيةً بصيغة PDF، فحاول دائمًا أن تكون جاهزةً ومحدثةً، بحيث تكون قادرًا على التقدم للوظائف التي تريدها في أي لحظة، أو قد تكون محظوظًا بما يكفي لتأتيك الوظائف زاحفةً إليك، كأن تعرض مؤهلاتك بأبهى حلة في أحد مواقع التوظيف، فتصادفها شركة تحاول إيجاد شخص بنفس خبراتك. قد يكون مجرد التفكير في تحديث سيرة ذاتية أو حساب مهني أمرًا شاقًا، لذا فمن أجل إبقائهم محدثين دون تخصيص الكثير من الوقت أو التفكير، جرب هذه الأساليب: في كل مرة تحقق فيها نجاحًا في مجال ما، اكتب المكاسب التي أتت من ذلك النجاح على مستند نصي أو أي محرر نصوص تفضله. اضبط التقويم في هاتفك لتذكيرك كل شهر بتحديث معرض أعمالك وعرض أحدث مشاريعك. أنشئ مجلدًا في جوجل درايف أو دروب بوكس يحتوي على جميع أعمالك الإبداعية، أو روابط لها، لتتمكن من سحبها وإفلاتها بسهولة من وإلى معرض أعمالك. استفد من المنصات سهلة الاستخدام التي تسمح لك بتحديث معرض أعمالك خلال دقائق. تفاءل بالخير لكن كن على استعداد لأسوأ الاحتمالات يقول السياسي الأسترالي هنري باكلي: "وفر جزءًا من دخلك وابدأ من هذه اللحظة، فالرجل الذي لديه فائض مالي يتحكم في الظروف، والرجل الذي ليس لديه فائض مالي تتحكم فيه الظروف". قد يكون الكاتب المستقل ماهرًا، لكن لا يعرفه الكثير من أصحاب المشاريع، لذا من المهم أن يدخر بعض الأموال على نحو دوري، حتى يصرف منها وقت العوز وفي الحالات الطارئة، وينطبق الأمر نفسه عليك، فصحيح أنك ماهر في ما تفعله، وهذا هو سبب دخولك إلى مجال العمل المستقل؛ إلا أنه إلى حين جذبك لقاعدة عملاء قوية، عليك أن تخطط جيدًا وتكون حكيمًا وواعيًا بظروفك المالية. هناك أيضًا بعض الأساليب الأخرى التي تساعدك في إدارة ميزانيتك ووقتك، مثل تجنب جلسات المقاهي، أو تحميل تطبيق لتتبع مصاريفك، أو إغلاق صفحات البريد الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي أثناء عملك، حتى تتمكن من التركيز وتزيد من إنتاجيتك، وتذكر جيدًا أن الأشياء الصغيرة إذا تراكمت يكون تأثيرها أكبر. التواصل عبر الشبكة يمكنك في الأوقات العصيبة التواصل مع الأشخاص الذين قابلتهم خلال مسيرتك المهنية، والاستفسار عما إذا كان بمقدورهم استخدام مهاراتك، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين تعرفهم، زادت فرصك؛ بالإضافة إلى أن الأمر أسهل من أي وقت مضى مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يمكنك تحقيق هذا بمجرد الضغط على "إعجاب" أو التعليق على منشوراتهم، كما يمكنك البحث والانضمام إلى مجموعات تضم خبراء من مجالك. اجعل حساباتك مهنية احرص على جعل حساباتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي مهنيةً قدر الإمكان، فنحن نعيش في عالم إلكتروني يجعلك تقضي معظم أوقاتك في الدردشة مع عميلك سواء عبر الإنترنت أو عبر الهاتف، لذا فمن الطبيعي أن يبنوا آراءهم عنك وعن عملك من مظهر وشكل حساباتك الاجتماعية في إنستغرام وفيسبوك وتويتر، لذا احرص على إخفاء صورك التي لا تظهر فيها بمظهر الشخص الواعي الراشد، كما عليك أن تنشر إنجازاتك المهنية أو المؤتمرات أو المناسبات التي حضرتها، ولجعل الأمر أسهل عليك، تخيل لو كنت مديرًا، هل ستوظف نفسك بناءً على مظهر حساباتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي؟ استخدم الأدوات الصحيحة كما ذكرنا سابقًا، تُعَد شبكات التواصل الاجتماعي وسائل رائعةً لنشر اسمك والبقاء على تواصل مع خبراء من مجالك، لذا استخدمها بحكمة من أجل خدمتك. كما سيضفي التدوين وبناء المحتوى حول مجالك مصداقيةً على مهاراتك، ويظهر لقطةً موجزةً على عملك ومستوى مهارتك دون الحاجة إلى وضع سيرة ذاتية تقليدية. حياة مستقرة يفضل كثير من الناس أن يكونوا مستقلين، كما يقدّرون المرونة التي تصاحب هذا المجال، ويُعَد التنظيم من أعظم المهارات في ذلك، إذ يعمل صاحب هذه المهارة بهدوء عندما يأتيه الكثير من العملاء، ويظل ملتزمًا بجدول أعماله الصارم؛ أما عندما تتباطأ وتيرة العمل، فيركز على حياته الشخصية أكثر، إذ يعلم أنه قريبًا سيكون مشغولًا مرةً أخرى، ولن يمتلك هذه الرفاهية، ورغم كل شيء، يفكر باستمرار فيما يمكنه فعله لتطوير نفسه وتقديم مهاراته على نحو أفضل أمام العميل التالي. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Feast or famine: how to overcome the freelancer’s dilemma لصاحبته Christina Morales. اقرأ أيضًا أبرز مشاكل العمل الحر والحلول المُقترحة لها مجموعة نصائح أساسية للمبتدئين في العمل الحر 7 أخطاء قاتلة يرتكبها المستقلون أثناء العمل الحر ثلاث خطوات عملية لمقاومة مشاعر العجز والفشل التي ترافق العمل الحر أربع نماذج لاستمرار نمو العمل الحر
  5. سنتحدث في هذا المقال عن قصة صاحب أحد المواقع الإلكترونية، الذي زاد عدد المشتركين في قائمته البريدية من قائمة تضم أقل من 500 مشترك إلى قائمة تحتوي على 20 ألف مشترك في أقل من عامين. قبل سنتين، كانت القائمة البريدية لأحد أصحاب المواقع الإلكترونية الناشئة تحتوي على 469 مشتركًا فقط، وهو ما قد يراه بعض الناس حالًا يُرثى له، بينما قد يراه آخرون إنجازًا رائعًا، لكن لكل وجهة نظره. من أقوال الأخصائي النفسي محمد الخطيب: لذا إن كانت قائمتك البريدية ما تزال متواضعةً، فتوقف فورًا عن موازنتها مع قوائم الآخرين، واتبع النصائح الواردة في هذا المقال، لعلك تصل إلى ما حققه صاحب الموقع الإلكتروني الناشئ الذي سنتحدث عنه. أهمية إنشاء قائمة بريد إلكتروني في مقابلة لكلاي كولين، مؤسس شركة ليدبيجز Leadpages المتخصصة في تنمية الأعمال على شبكة الإنترنت، قال: "إن كل مشترك في قائمة البريد الإلكتروني يحقق لك إيرادات متكررة تبلغ حوالي دولارين شهريًا"؛ كما ستسمع خبراءً آخرين يصرحون بأن المال يكمن في القائمة، لذا يمكننا أن نقول إن التسويق عبر البريد الإلكتروني يمكن أن يكون مربحًا للغاية. فإن كان هدفك تحقيق دخل من مدونتك، فيجب أن يكون إنشاء قائمة بريدية من أولوياتك أيضًا، بل يجب أن يكون أهم أولوية بالنسبة لك. هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك تبنيها للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من قائمة بريدك الإلكتروني، بحيث تؤثر إيجابيًا على المحصلة المالية لنشاطك التجاري، ومن أهم هذه الاستراتيجيات استخدام مزود خدمة بريد إلكتروني جيد، أو ما يُعرف أيضًا باسم برامج التسويق عبر البريد الإلكتروني، إذ سيساعد العمل مع منصة تسويق مناسبة على تبسيط عملية تحسين وتطوير قائمة المشتركين لديك، لذا يجب أن تختار منصةً مناسبةً تلبي احتياجات عملك الفريدة. رحلة عبر الذاكرة أنشأ أحد أصحاب المواقع الإلكترونية الناشئة قائمته البريدية في عام 2014، والمضحك هو أنه ظن أنه ليست لديه أي فرصة لتنمية قائمته البريدية، فقد كان في بداية رحلته في التدوين، ولم يكن قد مضى على عمله في هذا المجال سوى شهرين. وبعد أربعة أشهر تقريبًا، أصبح لديه 64 مشتركًا، لكنه لم يبدأ بتتبع إحصاءات عمله على الإنترنت حتى نهاية عام 2014، أي أنه تتبع الدخل والنفقات، لكن لم يراقب بانتظام مقياس تقدمه بوصفه صاحب مدونة حديثة العهد في المجال. قد يكون سبب ذلك هو أن هدفه الأولي لم يكن أن يصبح صاحب مدونة، بل كان يريد أن يدخل في مجال الكتابة المستقلة، وقد تطور عمله فيما بعد إلى وظيفة مساعد افتراضي، ثم تطور مرةً أخرى حتى أصبح صاحب شركة تبيع المنتجات. مما يعني أن مدونته وموقعه الإلكتروني كانا مهمين نوعًا ما من أجل تطوير مسيرته المهنية، وهذا يقودنا في النهاية إلى أن إنشاء قائمة بريد إلكتروني كان أمرًا مهمًا بالفعل. كيف وصل صاحب الموقع إلى 20 ألف مشترك في قائمته البريدية السبب باختصار هو التركيز، فالنتائج التي يمكن للمرء تحقيقها عندما يضع كامل تركيزه على هدف ما تكون مذهلةً، ورغم أن هذا صعب على رواد الأعمال عبر الإنترنت، لكن لا تقلق، وتابع القراءة. في بداية عام 2015، قرر صاحب الموقع أن يركز على تنمية قائمته البريدية، فعندما كان يحتاج إلى تعلم شيء جديد، كان يبحث عن مراجع حول الموضوع ويتعلم منها، لذا بدأ يقرأ الكثير من المقالات عن كيفية تنمية القوائم البريدية، والتعلم من العديد من المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، وعن أساليبهم واستراتيجياتهم الخاصة، وفيما يلي ملخص لبعض الحيل التي ساعدته في الوصول إلى هدفه. الاستراتيجيات التي نجح من خلالها صاحب الموقع يتطلب إنشاء قائمة بريد إلكتروني الكثير من العمل، ولن تفيدك كل إستراتيجية في تنمية قائمتك، بل يُعَد اتباع منهج التجربة لمعرفة ما يناسب جمهورك وعملك هو الذي سيحقق لك النتائج المرجوة. إذًا ما الذي يجب عليك فعله لتنمية قائمتك البريدية؟ فيما يلي ثلاثة مقترحات لتبدأ منها: اطلب من الأشخاص المهتمين بالفعل بموضوع مدونتك الاشتراك بقائمتك الأمر مشابه تمامًا لصفحات الفيسبوك، أي إن سجل جميع الناس إعجابهم بصفحتك، فقد يضرك هذا أكثر مما ينفعك، لذا يجب ألا تستهدف جميع شرائح المتابعين للاشتراك في قائمة بريدك الإلكتروني. لماذا؟ لأنه إذا كانوا لا يتفاعلون مع المحتوى الذي تقدمه، فهذا يعني عدم اهتمامهم به، وبالتالي يجب ألا تصرف مواردك ومجهودك في استهدافهم أساسًا، حتى وإن كانت والدتك وتراك أغلى الناس على قلبها. لذا فبدلًا من أن تطلب من الأشخاص الذين يعرفونك ويحبونك الاشتراك في قائمتك التي تقدم محتوى حول موضوع معين (على الرغم من أنهم ليسوا مهتمين به)، ابحث عن من هم مهتمون في مجال تأثيرك واطلب منهم الاشتراك، ثم اطلب منهم إحالة أشخاص آخرين قد يكونون مهتمين أيضًا. قدم لهم ما يستحق التحميل إن كنت تريد أن يشترك الأشخاص في قائمتك، فأنت بحاجة إلى إنشاء محتوى يدفعهم إلى وضع بريدهم الإلكتروني مقابل الحصول عليه، لذا لا تقدم هدايا ترويجيةً فحسب، بل تعرف على جمهورك وما الذي يبحثون عنه، ثم قدمه لهم على شكل محتوى يمكن تحميله بصيغة pdf مجانًا. حاول جعل الهدية الترويجية قصيرةً وممتعةً، فقد أصبحت مدة انتباه الناس حاليًّا أقصر من أي وقت مضى، لذا قد تراهم يحملون كتابك الإلكتروني المكون من 72 صفحةً، إلا أنهم لن يقرؤوه مطلقًا ولن يدركوا القيمة التي تقدمها لهم، وبذلك يكون جهدك قد ضاع سُدًى. ولكي تكسب مشتركين مخلصين، يجب أن تمنحهم شيئًا يمكنهم استخدامه على الفور وتحقيق مكاسب سريعة منه، بحيث ينسبون إليك هذا المكسب السريع، وبالتالي يصبحون مخلصين لك. تحدث مع المشتركين بقائمتك إن كنت مجتهدًا بما يكفي لتنمية قائمتك البريدية، فسيذهب كل مجهودك سُدًى إن لم تتحدث مع مشتركي القائمة. هل سبق لك أن اشتركت في قائمة أحدهم للحصول على شيء مجانًا، ثم يختفي لمدة ستة أشهر (أو ستة أعوام حتى) ليعود فجأةً محاولًا أن يبيعك ما يسميه "أفضل منتج في العالم"؟ أغلب الظن أنك لن تشتري هذا المنتج. لذا يُعَد جذب الناس للاشتراك والتسجيل في قائمتك مهمًا جدًّا، لكن لا بد من التواصل معهم ورعايتهم على نحو مستمر، إذ يُعَد هذا مهمًا بنفس القدر. ويمكنك ذلك عن طريق إرسال رسالة أسبوعية لمشتركي قائمتك، كما يُنصح أن تلتزم بإرسال مقالات مدونتك الأسبوعية وإرسال تحديثات منتظمة إلى المشتركين عبر رسائل البريد الإلكتروني. وقد لا يكون في جعبتك ما تقوله، وهذا أمر طبيعي، لكن لا يزال من المهم التواصل بانتظام مع مشتركي قائمتك، لأنهم إن لم يتعرضوا للمحتوى الذي تقدمه، فلن تبقى محل اهتمامهم. تنمية قائمة البريد الإلكتروني ليست لضعاف القلوب هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها إنشاء قائمة بريد إلكتروني، لكن صاحب الموقع الذي أشرنا إليه نجح أساسًا بسبب استهداف الأشخاص المهتمين بالفعل بما يكتب عنه، وتقديم هدايا ترويجية قيّمة تتوافق مع اهتمامات الجمهور المذكور، فضلًا عن التواصل المنتظم معهم، لذا يُعَد التركيز على تنمية قائمة بريدك الإلكتروني هو الذي سيساعدك على إحراز تقدم ملحوظ نحو ذلك الهدف. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How I Grew My Email List to 21,828 Subscribers in Under TWO Years! لصاحبته GINA HORKEY. اقرأ أيضًا كيف بنيت جمهورا من 6 آلاف قارئ لمدونتي خلال سنة واحدة فقط من أين تبدأ عملية إنشاء قائمة بريد إلكتروني 40 نصيحة لتحسين رسائل البريد اﻹلكتروني التسويقية - الجزء اﻷول 7 نصائح بسيطة ومثبتة لزيادة مشتركي مدونتك 10 طرق للحدّ من تخلّي العملاء عن القائمة البريديّة من خلال حملات البريد الإلكتروني
  6. إن كنت تشعر أنك بلغت حدود النجاح في الكتابة المستقلة، وتبحث عن تحدٍ جديد يستفز خبراتك ويطور مهاراتك أكثر؛ فيُنصح بأن تدخل مجال الكتابة بالظل، أو كما يسمى بالإنكليزية Ghostwriting. ماذا يعني أن تكون كاتب ظل؟ كاتب ظل أو كاتب شبح هو شخص يُدفع له مقابل كتابة كتب أو خطابات أو أية نصوص أخرى تُنسب في النهاية إلى شخص آخر، ورغم أن هناك نسبةً كبيرةً من الكُتاب الذين يرون أن كتابة الظل ليست مهنةً جذابةً للعمل بها خصوصًا أنك تبذل كل جهدك وموهبتك على عمل ما، ليوضع في النهاية اسم شخص آخر عليه؛ إلا أنها تُعَد تحديًا ممتعًا لشحذ مهاراتك، والعمل مع عملاء رائعين، والحصول على عوائد مادية جيدة، لذا سنتحدث في هذا المقال عن الكاتبة نيكيتا روس وما كسبته من العمل في هذا المجال، ولك الحرية في النهاية في تجربة هذا المجال أو عدم تجربته. لقد كان أول سؤال سمعته الأستاذة نيكيتا عندما قالت لأحدهم إنها تعمل على مشروع جديد في مجال الكتابة بالظل هو: "ألا يزعجك أن ينسب عملك إلى شخص آخر؟". إذا عملت على جزء كبير من مشروع، ثم نُشِر باسم شخص آخر، أليس هذا مشابهًا لمشاريعنا المدرسية أو الجامعية عندما كنا طلابًا، وكان المدرس يضعنا مع طالب كسول لا يقدم شيئًا، لكنه في النهاية يحصل على نفس الدرجة التي حصلنا عليها؟ الجواب هنا هو: لا، ليس الأمر كذلك. تعترف نيكيتا أنها شعرت بنفس هذا الشعور في بدايات عملها، لكن عندما تعمقت أكثر، اكتشفت أن هذا المجال يمكن أن يكون مجزيًا مهنيًا وماليًا، لذا دعنا نَرَ إن كان بإمكان ما حصل لها أن يغيّر رأيك ويقنعك أن تصبح كاتب ظل. بداية عمل نيكيتا في مجال الكتابة بالظل بعد أن انتهت نيكيتا من مساق تعليمي في أساسيات الكتابة، أصبحت قادرةً على ترجمة شغفها بالكتابة إلى مهنة تدر عليها عوائد ماديةً. فقد كانت الكتابة الإبداعية دائمًا إحدى نقاط قوتها، ورغم أنها ليست مخضرمةً بها، إلا أنها كانت بحاجة إلى تأمين دخل مادي يعينها على صعوبات الحياة وتأمين احتياجات عائلتها. بعد أن علمت إحدى صديقاتها أنها بدأت العمل في مجال الكتابة المستقلة، طلبت منها أن تساعدها في تحويل حدث صادم في حياتها إلى نص مكتوب، على سبيل التنفيس الانفعالي. فكان رد نيكيتا: "هل تقصدين الكتابة بالظل؟"، قالت: "نعم، هذا ما أقصده تمامًا"، ففكرت نيكيتا أن الأمر لن يضرها بشيء، بل على العكس ستضيف شيئًا جديدًا إلى خبرتها. اكتشفت نيكيتا لاحقًا أنه كان أفضل قرار اتخذته في حياتها، ومنذ ذلك الوقت توالت الفرص والمشاريع وشقَّت طريقها في مجال الكتابة بالظل. العملاء الذين يطلبون خدمات الكتابة بالظل تتعدد فوائد الكتابة بالظل لعملائك، إذ يمتلك كثير من رواد الأعمال والمديرين التنفيذيين والمبتكرين الناجحين أفكارًا رائعةً يرغبون في مشاركتها مع العالم، لكن في نفس الوقت هم منشغلون في إدارة أعمالهم التي تمنعهم من التفرغ للكتابة، لذلك يطلبون خدمات كاتب بالظل، والذي يمكن أن يكرس كامل وقته وتركيزه على المهمة المطلوبة، كما أن التعاقد مع كاتب ظل لنقل أفكارهم وتحويلها إلى مادة جذابة، يزيد من نفوذهم وخبراتهم المزعومة أمام الناس. قد تقابل عملاءً بارعين في التحدث، إلا أنهم يفتقرون إلى القدرة على نقل أفكارهم إلى الورق، فعندما يتحدثون، تراهم يأسرون جمهورهم، لكن التعبير يخذلهم عند محاولتهم تدوين أفكارهم، لذلك تكمن وظيفة كاتب الظل في استخدام معرفته لترجمة صوت عميله إلى كلمات مكتوبة، دون المساس بالذوق الفريد للعميل. كما تقدم هذه الوظيفة الكثير من الخبرات والتجارب، فقد يكون عميلك خبيرًا في مجال التصوير الفوتوغرافي مثلًا، مما يمنحك فرصة الاطلاع على هذا المجال الرائع، إذ يتمثل جوهر التصوير الفوتوغرافي في تعليم القراء كيفية استخدام الضوء الطبيعي في خدمتهم أثناء عملية التقاط الصور، وستكون مهمتك هي التأكد من أن الكلمات التي تكتبها -بالنيابة عن عميلك- حسنة الصياغة، وتعبر تمامًا عما يقصده. أهمية وظيفة كاتب ظل في بداية، دعنا ننسَ فكرة أن الفضل يُنسَب إلى شخص آخر، ونركز في كيف يمكن للعمل في هذا المجال أن يطور حياتك المهنية. 1. من غير المحتمل أن فكرة العميل كانت ستخطر لك ضع في حسبانك هذا الأمر: إن طلب منك أحد العملاء كتابة كتاب حول موضوع ليس لديك أي خبرة سابقة عنه، فهل ستنزعج لأنك لم تفكر في الأمر قبله؟ بالطبع لا. أي سيعرض العملاء عليك أن تأخذ خبراتهم ويدفعون لك أجرًا شهريًا طوال مدة المشروع، فهل ستتمنى عوضًا عن ذلك لو كنت تعمل لحسابك، وتقضي ساعات طويلةً في إجراء أبحاث عن فكرة الكتاب دون تلقي أي أجر مقابل ذلك؟ كما أنه هناك احتمال -وإن كان ضئيلًا- أن تفشل وتعجز عن إكمال المشروع، وأن يضيع كل مجهودك في البحث دون أي مقابل، لذا فكما ترى الأمر، كله يتعلق بمنظورك للأمور. 2. لست مسؤولا عن التسويق بمجرد إرسال النسخة النهائية للعميل، لن تكون مسؤولًا عن تسويقها أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، لذا ستوفر عليك جهود البيع والتسويق التي تستغرق وقتًا طويلًا. 3. ستتعلم أشياء جديدة ومثيرة للاهتمام يمكن أن تطبقها في حياتك الشخصية وعملك يمكن لمجال الكتابة بالظل أن يأخذك إلى خارج حدود إمكاناتك ويوسع معارفك، لذا إن كنت متعطشًا للمعرفة -ويجب أن تكون كذلك-، فستكون الكتابة بالظل مجزيةً على المستوى الشخصي، بالإضافة إلى أنها مجزية على المدى الطويل من الناحية المادية، إذ يمكن للدروس التي تتعلمها أن تفيدك كثيرًا في مشاريعك المستقبلية. 4. عدم الكشف عن هويتك سيفيدك على الصعيد المادي ستتقاضى أجرًا أعلى مقابل عدم الكشف عن هويتك، فطالما أن الفضل لن يُنسَب لك وسيُطلَب منك التكتم على المشروع، فمن الطبيعي أن تطلب أجرًا أعلى مقابل ذلك. التسويق لنفسك لتعمل كاتب ظل قد تتساءل قائلًا: "كيف سأتقدم للشواغر التي تطلب كاتب ظل إن لم أتمكن من إثبات أي من أعمالي؟"، وفيما يلي عدة خيارات تساعدك: اسأل عميلك عن ما إذا كان بإمكانك رفع عينة مما كتبته له: من الطبيعي ألا يوافق عملاؤك على ذلك، لكن قد يوافق العديد منهم على استخدامك جزءًا أو مقطعًا من العمل ليكون عينةً تعرضها أمام عملائك المحتملين، وبالطبع لن تتمكن من نشر ذلك الجزء على الإنترنت على أنه عملك، لكن يمكنك استخدامه عندما يطلب منك عميل محتمل عينات عن أعمالك السابقة، بينما قد يرفض بعض العملاء استخدام أعمالهم في أي نشاط كان، فالأمر بالنهاية يعود لهم. شهادات العملاء: تُعَد أكثر ما سيساعدك في الحصول على مشاريع مستقبلية، لذا اطلب شهاداتهم، وضعها في ملفك الشخصي، كما يُنصَح بتضمين ذلك في شروط عقد العمل معهم، فقد يكون الحصول على شهادة من عميل راضٍ أكثر فعاليةً من عينة مكتوبة. استخدم عيناتك الأخرى: إذا كان لديك عمل منشور باسمك، فاستخدمه، لأنه إذا كان العميل المحتمل يحاول تقييم مهاراتك في الكتابة، فسيكون ذلك كافيًا إلى جانب شهادات العملاء. اعرض عينات مجانيةً: قدِّم عينةً مجانيةً لعملائك، مع إخبارهم أنك ستستخدمها بوصفها نموذجًا لأعمالك عند الترويج لعملاء جدد. كيفية العثور على وظائف كاتب ظل والآن بعد أن عرفت كيفية التسويق لنفسك، فأين يمكنك أن تجد عملًا في هذا المجال؟ يمكنك ذلك من خلال التالي: منصات العمل المستقل: تكتسب وظائف كتاب الظل شعبيةً أكبر يومًا بعد يوم، لذا يمكنك غالبًا العثور على شواغر في هذا المجال في منصات العمل المستقل عبر الإنترنت، مثل منصتَي مستقل وخمسات، كما يمكنك التواصل مع إعلانات وظائف الكُتاب التقليدية وعرض الفكرة عليهم، فقد يكون ذلك شيئًا لم يخطر لهم سابقًا، وبذلك ستمنح نفسك ميزةً تنافسيةً. العملاء الحاليين: اسأل عملاءك الحاليين عما إذا كانوا مهتمين بخدمات الكتابة بالظل التي تقدمها، واشرح الفوائد التي ستعود عليهم، وقدمها في عرضك الحالي. الإعلانات التقليدية: تواصل مع الشركات في منطقتك وقدم خدماتك، واشرح لهم أهمية الكتابة بالظل في تعزيز أعمالهم. توسيع دائرة علاقاتك: احضر المناسبات والأحداث المحلية، واعقد جلسات إعلاميةً في المقاهي، ورغم أن عملك يتمحور حول عدم الكشف عن هويتك، إلا أنه يجب أن تجعل اسمك معروفًا قدر الإمكان. الدخول إلى مجال الكتابة بالظل هل أنت مستعد لاتخاذ الخطوات الأولى لتصبح كاتبًا بالظل؟ إذا كنت راغبًا في ذلك، فابدأ في التدرب على إجراء مقابلة مع أصدقائك وعائلتك لتتعلم أساسيات الحرفة، وحاول تحديد العبارات الشائعة وتحويلها إلى كلمات مكتوبة، وامنح نفسك بعض الوقت للبحث والتعلم وتنمية مهاراتك. ضع في حسبانك أن الأمر أشبه بأي مهارة تريد تعلمها، إذ سيتطلب الأمر منك وقتًا وممارسةً، لذا حافظ على تركيزك وابقَ مثابرًا، وستصبح مهنة أحلامك حقيقةً على أرض الواقع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Become a Successful Ghostwriter لصاحبته GINA HORKEY. اقرأ أيضًا دليلك الشامل لتكون الكاتب المستقل الناجح طرائق لبناء معرض أعمال لعملك المستقل بأرخص ما يمكن كيفية ابتكار أفكار للمقالات على مدونتك
  7. لن تكون الإجابة على هذا السؤال صريحةً ومباشرةً، وذلك بسبب امتلاء الإنترنت بحراس اللغة الذين ينشغلون بالتقاط الأخطاء، طبعًا تطوعيًا دون أي مقابل سوى نشوة الانتصار! يُعَد المقال الخالي من الأخطاء اللغوية أقل أهميةً من المقال الذي يلامس عقول القراء وحواسهم، وفيما يلي ثلاثة أسباب لتفسير ذلك، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح. الكمال شيء ممل إن كان أهم شيء بالنسبة لك هو كتابة مقال بقواعد نحوية وعلامات ترقيم صحيحة، فسيكون ما تكتبه جافًا ومملًا بعض الشيء، خاصةً إن كنت تكتب على الإنترنت. لماذا؟ لأن الإنترنت غيَّر قواعد التسويق فيما يتعلق بكيفية الكتابة، أي أن الهدف الأساسي لما يسمى بالتسويق عبر المحتوى (أو إنتاج محتوى لأغراض تسويقية) هو إثارة مشاعر المستهلك وأفكاره، إذ تُعَد أفضل طريقة للتواصل مع قرائك هي عبر الكتابة بأسلوب يناسبهم، وقد يكون ذلك عبر تبني أسلوب المخاطبة مع القارئ (الكتابة كما لو كنت تتحدث معه)، وهذه الطريقة غالبًا لا تكون خاليةً من الأخطاء النحوية. الكمال يمنع النشر إن كنت في كل مرة تكتب فيها مقالًا ترفض نشره أو إرساله إلى حين أن يصبح خاليًا من الأخطاء، فستجلس سنينًا طويلًا دون أن تفعل شيئًا سوى تنقيحه. صحيح أن كتابة مقال خالٍ من الأخطاء النحوية ليس بالأمر الصعب، لكن إتقان أسلوب الكتابة والتعبير الصحيح عن الأفكار يتطلب وقتًا ومجهودًا، وفي حال كنت مُصِرًّا على جعله مثاليًا، فلن يكفيك عمر بأكمله، فهذا المقال الذي تقرأه مثلًا، لو أن كاتبه أصر على جعله مثاليًا، فسيظل شهورًا يكتبه، لكنه كتبه خلال ساعة. لماذا؟ لأنه ببساطة ليس لديه وقت لذلك. خاصةً إن كانت لديه الكثير من المهام لينجزها، وذلك على الصعيدين، الشخصي والمهني، سواءٌ تربية الأطفال أو الاهتمام بالمنزل أو كتابة مقال آخر أو تأليف كتاب جديد أو التخطيط لرحلة خلال الأسبوع القادم. التواصل مع جمهورك سيأتي من النقصان وليس الكمال ليس المقصود هنا أن تتعمد ترك الأخطاء فيما تكتب، بل أن الأخطاء إن وُجِدت، فستقربك من جمهورك أكثر، إذ ستجعلك تبدو واحدًا منهم يكتب ويخطئ، والبشر كما نعلم جميعنا خطاؤون. يقول الرندي في رثاء الأندلس: وعندما يقرأ الكثير من الكاتبين تعليقات القراء وهم يصححون أخطاءهم، يكون أسلوبهم جارحًا عادةً، لكن لا تدع ذلك يحبطك، فمهما فعلت ومهما نقحت، فستظل هناك أخطاء، وستظل هناك أشياء يمكن تحسينها أو تعديلها. لقد طور علماء الحاسوب في السنوات الأخيرة برمجيات آليةً (روبوتات) يمكنها كتابة المحتوى والمقالات بنفسها. هل تظن أنها قادرة على فعل ذلك دون الوقوع في الأخطاء؟ بالطبع لا، فحتى الروبوتات تخطئ، لذا فلا بأس علينا نحن البشر في أن نخطئ. ومن ثم، فالنقصان أو عدمية الكمال يعني تواصلًا أكبر مع القراء، إذ يجعلك ارتكاب الأخطاء أكثر إنسانيةً في نظرهم، فيرونك واحدًا منهم، خاصةً أن تعاملك معهم يكون من خلف الشاشات فقط، فحتى من يصحح لك أخطاءك من الجمهور ويكتب تعليقات جارحةً، سيخطئ في حال قرر كتابة مقال أو أي مادة أدبية. عادةً ما تكون بعض المقالات بنبرة تخاطبية، وقد يميل كاتبوها في بعض الأحيان إلى استخدام ألفاظ عامية، وهو ما قد يستفز بعض القراء، لكن بالنسبة لغالبية المتابعين، فهم يحبون هذا الأسلوب، خاصةً أنهم عندما يقرؤون المقالات يشعرون كأن الكاتب يتحدث معهم ويشرب معهم فنجانًا من القهوة، فلا تبدو المقالات مثل كتاب قديم مكتوب منذ 100 عام بأسلوب صخري جاف. نصائح لمن لاحظ خطأ في مقالة الآن، وبعد أن توصلنا إلى استنتاج مفاده أن التواصل مع القراء أكثر أهميةً من القواعد النحوية المثالية، دعنا نناقش بسرعة ما يجب فعله في حال اكتشفت أخطاءً في كتابات شخص ما. عندما لا يكون من الضروري تصحيح الأخطاء إذا كان لدى شخص ما خطأ إملائي في رسالته الإخبارية الأسبوعية ولم يكن ذلك مفصليًا أو ضروريًا، فتجاهله ببساطة، ولا ترد مشيرًا إليه، إذ لا يستطيع كاتبه فعل شيء لإصلاحه في تلك المرحلة، فقد أرسل الرسالة وانتهى الأمر، ولا يمكنه إلغاء إرسالها. عندما يكون من الضروري تصحيح الأخطاء من ناحية أخرى، إن كان الموعد المذكور مثلًا خاطئًا وكان من الضروري تصحيحه، فعليك لفت انتباه كاتبه بأدب، حتى لو نبهه آخرون قبلك، فلا بد من أن يكون التنبيه بأدب. قل شيئًا مثل: "ذكر بريدك الإلكتروني بالأمس أن موعد ندوتك التعليمية القادمة.. هل هذا ما قصدت قوله؟" وليس: "بريدك الإلكتروني ذكر موعدًا مختلفًا عن الأمس. كيف يمكن لشخص ما حضور حدث في الماضي.. هل أنت أحمق أو عديم المسؤولية؟"، وحتى لو لم تذكر كلمة "أحمق" فسيشعر الكاتب بها من أسلوبك. عند العمل في مجال التحرير إن كنت تعمل في مجال التحرير، فلا تحاول أن تهين الكاتب أبدًا، فغالبًا لم ولن يتعامل الكاتب مع محرر يبدأ الحديث بإخبار الكاتب أنه ضعيف في الكتابة أو أن أسلوبه سيئ، دون مراعاة أدنى معايير الاحترام والأدب. في حال كنت تتطلع إلى الحصول على وظيفة محرر، ووجدت شخصًا يبدو بوضوح أنه يحتاج إلى مساعدتك، فاحرص على توخي الحذر الشديد في بداية تواصلك معه، لذا ابدأ رسالتك بمجاملة صادقة، فبدلًا من الإشارة إلى الخطأ الذي ارتكبه الكاتب، اعرض مساعدتك عبر إظهار كيف يمكن لتعامله معك أن يفيده، بدلًا من التحدث عن مهاراتك وقدرتك على تصحيح أخطائه. إليك هذا المثال عن أسلوب فظ: "مقالات مدونتك مليئة بالأخطاء النحوية. هل فكرت يومًا في تعيين محرر؟ أنصحك بفعل ذلك، وأنا جاهز لتقديم خدماتي في التحرير"؛ أما الأسلوب المهذب، فسيكون: "يا له من موقع رائع عن العناية بالحيوانات الأليفة! لقد تعلمت الكثير وأشكرك جزيلًا على ما كتبته عن سبب روائح القطط"، ثم ضع رابط المقال لإظهار أنك تعرف مكانه أو أنك قرأته بالفعل، كما يمكن أن يكون أسلوبك مهذبًا بأن تقول: "لقد أنقذت حياة قطتي عندما نصحت بفعل كذا وكذا. بالإضافة إلى كوني من محبي الحيوانات الأليفة، فأنا أيضًا محرر مستقل. هل فكرت يومًا في العمل مع شخص مثلي ليعينك في أعمالك، ويجعل عملية إنشاء محتوى جديد أقل استهلاكًا لوقتك، مع إبراز جودة المحتوى لتتمكن من تقديم المزيد؟ إن كنت مهتمًا بخدماتي، فما عليك سوى النقر على زر "رد" للتواصل. سلامي لك". لا تكن كسولا رجاءً لا تظن بعد قراءة هذا المقال أن القواعد النحوية الصحيحة وعلامات الترقيم ليست مهمةً، بل هي مهمة جدًا، خاصةً إن كنت تتطلع إلى كسب عوائد مادية مقابل الكتابة عبر الإنترنت، لكن ليس مهمًا أن تكون كتاباتك مثاليةً بقدر أهمية التواصل مع القراء واستمرارية تقديم محتوى يثير اهتمامهم، وفي النهاية، الخيار يعود لك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What’s More Important: Connecting with Your Readers or Perfect Grammar? لصاحبته GINA HORKEY. اقرأ أيضًا 9 خطوات لكتابة مقالات بشكل أسرع وزيادة أرباحك كمُستقل السمات العشرة الأساسية لأعلى الكتاب والمدونين المستقلين دخلا المحادثة التفاعلية مع العملاء تعلم كيف تكتب المحتوى المناسب للإنترنت فن إسعاد الزبائن على مواقع التواصل الاجتماعي
  8. تقدم رايتشل سيفيرن خدماتها في مجال إدارة البريد الإلكتروني للعملاء بوصفها مساعدةً افتراضيةً، وفي حال كنت تعتقد أن الأمر سهل ولا يتطلب كل هذه الضجة، فلعلك لا تعلم أن البريد الإلكتروني لأحد عملائها كان يحوي أكثر من عشرين ألف رسالة تحتاج جميعها إلى فرز وحفظ وأرشفة وحذف ما لا يلزم، وعندما علمت الآنسة رايتشل أن هناك عميلًا محتملًا يبحث عن مساعدة افتراضية من أجل ترتيب صندوق الوارد وإدارة بريده الإلكتروني، فكرت في نفسها قائلةً: "حسنًا، وأخيرًا أتتني الوظيفة التي كنت أرغب في اقتحامها!". لكن عندما بدأت العمل وحصلت على أوراق اعتماد البريد الإلكتروني المعني، ورأت العشرين ألف رسالة التي كانت داخله، صُدمت وفكرت في نفسها قائلةً: "ماذا سأفعل الآن؟"، وبعد شهر وعشرين ساعة، ومع عشرين ألف رسالة بريد إلكتروني؛ استطاعت الوصول إلى صندوق وارد خالٍ كليًا من أي رسالة، وحافظت عليه هكذا منذ ذلك الحين! هل تريد أن تعرف كيف استطاعت فعل ذلك؟ إذًا أكمل قراءة هذا المقال. الخطوات الأولى أولًا وقبل كل شيء، ابدأ بتحديد توقعات عميلك، إذ ستكون هذه عمليةً نشطةً إلى حين الوصول إلى صندوق وارد مرتب، لذا نظِّم نفسك، ومن المهم التعرف على بعضكما البعض، وعلى النشاط التجاري لعميلك وكيف سيكون تعاملكما على المدى الطويل. بمجرد الحصول على بيانات تسجيل الدخول لبريد العميل، سجل الدخول لمعرفة ماهية المشكلة التي تتعامل معها، فقد كانت العميلة (التي تساعدها رايتشل) تستخدم بريد جيميل (وهو شائع جدًا)، لذا كان من السهل الوصول إلى حسابها. بعد ذلك ابدأ بتفقد الحساب لمعرفة ماذا وأين وما هو مقدار العمل الذي يتعين عليك التعامل معه. تحقق من البريد الوارد والتصنيفات Labels (أو المجلدات) والتصنيفات الفرعية، وعليك أن تبحث عن أي أمر قد يمثل مشكلةً معينةً أو أشياء يمكنك تحسينها، فقد كان لدى أحد عملاء رايتشل مثلًا العشرات من التصنيفات والتصنيفات الفرعية، فلا عجب أنها لم تتمكن من إيجاد أي شيء تبحث عنه، لذا استطاعت رايتشل أن تلاحظ فورًا الحاجة إلى دمج التصنيفات والتخفيف منها. الاجتماع مع العميل الخطوة التالية هي إجراء مكالمة سكايب مع العميل لمناقشة الأمور الأساسية معه. لذا يُفضَّل أولًا استخدام منصة أنا، لتكون بمثابة طاولة اجتماعات افتراضية يمكنك من خلالها تتبع الأسئلة أو مناقشة المخاوف التي تظهر، وتوثيق إجراءات التشغيل المعيارية SOPs، كما تسمح لك ولعميلك بتجميع المهام أيضًا، لذا عليك إعداد المنصة في وقت مبكر، ودعوة عميلك إلى اللوحة في بداية مكالمتك معه. ثم يجب إعداد قائمة بالرسائل التي تحتاج إلى الحذف، والتي ستختلف من عميل لآخر، فربما يريد عميل الاحتفاظ بكل شيء من تاريخ معين وحتى لحظة تعيينك، وربما يفضل حذفه حسب التصنيف. بالنسبة لعميل رايتشل، كانت الرسائل هي جميع رسائل المستهلكين والنشرات الإخبارية وعروض شركات الطيران والبيانات المصرفية وعروض المتاجر الإلكترونية والمطاعم المحلية. يأتي كل نوع من أنواع رسائل البريد الإلكتروني من حساب كان قد أنشأه عميلك في موقع الجهة المرسلة، لذا يمكنك الاحتفاظ بتفاصيل كل حساب بدلًا من الاحتفاظ بجميع رسائله الإلكترونية، ويُنصح بأخذ موافقة العميل قبل تنفيذ أي إجراء تجاه هذا الأمر، لكن رايتشل توصي بإلغاء الاشتراك من هذه الرسائل للتخفيف منها في المستقبل. ثم يأتي دور الأرشفة، فقد أدركت عميلة رايتشل فورًا الحاجة إلى أرشيف منفصل، إذ كان صندوق البريد الوارد ممتلئًا، كما كانت هناك العشرات من التصنيفات الرئيسة والفرعية، هذا إلى جانب أنه قد كان ضمن كل تصنيف الكثير من رسائل البريد الإلكتروني التي أرادت الاحتفاظ بها، ونظرًا لأن العميلة كانت تستخدم جوجل سويت Google Suite، فقد أنشأت أرشيفًا باسم شركتها ضمن جوجل سويت Google Suite. بالنسبة للأرشيف الذي اخترته العميلة، فقد أعدَّت رايتشل تسميات للتصنيفات التي أرادت العميلة إبقاءها، مثل: المراسلات التجارية. الرسائل الشخصية. الإيصالات المالية. كل ما يتعلق بالسفر. بعد ذلك، حدد المدة التي يريد فيها عميلك الاحتفاظ برسائل البريد الإلكتروني في الأرشيف، فهل هي سنة؟ أم ثلاث سنوات؟ أم خمس سنوات؟ وقد أنشأت رايتشل ضمن كل تصنيف رئيسي تصنيفات أخرى فرعية تخص كل سنة، لذا نقلت جميع رسائل الإيصالات المالية من عام 2016 إلى التصنيف الفرعي لتلك السنة تحت مسمى الإيصالات، فأصبح تصنيف "الإيصالات" كما يلي: إيصالات 2017. إيصالات 2016. إيصالات 2015. أي رتبت كل الرسائل بحسب نوعها ومجالها الزمني. نقل الرسائل إلى موقعها الجديد بعد حذف رسائل البريد الإلكتروني وتقليل عدد التصنيفات وتنظيمها قليلًا، انقل جميع رسائل البريد الإلكتروني من التصنيفات إلى الأرشيف الجديد. وفي حال كانت قائمة التصنيفات ضخمةً ولم تكن قادرًا على أداء كل ذلك دفعةً واحدةً، فيُنصح بإنشاء جدول (إكسل أو أي برنامج آخر) لتتبع نسبة تنفيذ عملية النقل وتفادي حدوث أي خطأ. في هذه المرحلة، كل ما تبقى هو رسائل البريد الإلكتروني الموجودة في البريد الوارد نفسه، لذا نأمل أن تكون الإجراءات التي اتخذتها قد خففت عدد الرسائل بنحو بضعة آلاف، ويمكنك استشارة عميلك عما إذا كان يرغب في تحديد موعد مكالمة سكايب أخرى لمناقشة حالة الرسائل الموجودة في صندوق الوارد، إذ ستكون فرصةً مناسبةً لمعرفة المزيد عن عمله وأسماء زملائه وكيف يريد إدارة رسائل البريد الإلكتروني. لا تنس تدوين ملاحظات في منصة أنا، ويُعَد هذا ضروريًا كي تتجنب نسيان أي شيء قد يطلبه العميل خلال المكالمة، وفي هذه المرحلة الحساسة، قد تضطر إلى إطالة مكالمة سكايب من أجل مناقشة كل ما يلزم، فقد قضت رايتشل مثلًا ساعتين ونصف تتحدث مع العميل، لكن قد يفضل العملاء الآخرون تجزئة المكالمة إلى عدة مكالمات قصيرة. توجد أداة رائعة يمكنك استخدامها في جيميل أو أي مزود خدمة بريد إلكتروني آخر، وهي نظام التصفية filter system، لذا في حال كان عميلك يتلقى باستمرار رسائل إخباريةً أو رسائل بريد إلكتروني من جهة معينة، ويريد دائمًا وضعها في نفس المكان؛ فعليك بضبط نظام التصفية ليفعل ذلك آليًا. تجهيز صندوق بريد محسن أنشأت رايتشل مع العميل نظام تصنيف محسنًا لصندوق الوارد، ثم ناقشت معه عبر سكايب كيف سيصنف الرسائل الواردة، وهذه قائمة بالتصنيفات التي قررا البدء بها لتنظيم البريد الوارد: عاجل. مهام مجدولة. رسائل إعلامية (لا تحتاج إلى رد). إيصالات مالية. السفر (الرحلات القادمة). مهام شخصية. إن رأيت أنك تحتاج إلى إضافة تصنيفات أخرى لتغطية احتياجات عميلك، فلا تتردد في إضافتها، مثل وضع تصنيف خاص بأهم عميل له أو المورّد الرئيسي لتجارته أو أحد أفراد أسرته، أو أي شيء من هذا القبيل. الحفاظ على صندوق نظيف الآن، وبعد أن أصبح لديك صندوق بريد مرتب، عليك أن تتناقش مع عميلك حول متى ستتفقد بريده الإلكتروني وتنظمه، وكم مرةً ستفعل هذا. بالنسبة لرايتشل مثلًا، كان العميل موافقًا على أي شيء اقترحته، لذلك وضعت مواعيد تناسبها، وكان هذا أمرًا رائعًا، فقد كانت تسجل الدخول إلى البريد الإلكتروني كل صباح، وترتب الرسائل التي وصلت خلال الليل، ثم تكرر العملية بعد الظهر. يُنصح في حالة مماثلة بتجميع المهام حتى لا تتعرض للإرهاق العقلي، أي سجل الدخول إلى بريد العميل مرتين فقط في اليوم، وبذلك ستوفر على نفسك الكثير على المدى الطويل. وفي حالة اتفقت مع العميل على الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو إرسال ردود جاهزة لرسائل معينة، فهناك نقطتان يجب أن تراعيهما: هل سترد باسم العميل أم بالنيابة عن العميل؟ هل ستستخدم عنوان بريد العميل؟ أم سيكون لديك عنوان خاص بك؟ لا فرق في كلتا الحالتين، لكن من المهم أن تتناقش مع العميل لمعرفة رأيه حيال هذا الأمر. خاتمة بذلك نكون قد تعلمنا مراحل العمل، ولعلك عرفت أن حال هذه المهنة (مساعد افتراضي) مثل حال العديد من المسارات التي نسير بها في الحياة، إذ يبدو الأمر مروعًا بعض الشيء في البداية، لكن بعد اتخاذ الخطوة الأولى تصبح الأمور أكثر سلاسةً وأقل صعوبةً. يُعَد التواصل الجيد مع العميل ووضع توقعات واقعية له، أمرين أساسيين لنجاح العمل، أما باقي الأمور، فليست إلا مجرد حذف وأرشفة وفرز وحفظ. الآن، وبعد أن تعلمت أساسيات العمل، حان وقت العثور على عميل يحتاج إلى مهاراتك، وما أكثرهم! لذا لا تقلق حيال العميل الأول، فالأمر أبسط مما تتخيل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Managing Email as a Virtual Assistant لصاحبته GINA HORKEY. اقرأ أيضًا كيف تصبح مساعدا افتراضيا على وسائل التواصل الاجتماعي البحث عن العملاء الجيدين والتسويق لخدماتك كمساعد افتراضي دليل المساعدين عن بعد لأتمتة نشر المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي كيف تختار أنجع نظام لإدارة بريدك الإلكتروني كيف يساعدك برنامج إدارة البريد الإلكتروني في السيطرة على بريدك الوارد
  9. بالرغم من أن العديد من المدونين محترفون ويكسبون قوت يومهم من العمل في الكتابة المستقلة، إلا أنهم يشكُّون أحيانًا في قدراتهم الكتابية، خاصةً إن كانوا ﻻ يملكون شهادةً أكاديميةً في الصحافة أو الأدب. فيميلون في بعض الأحيان إلى تجنب إنجاز المهام المتراكمة عن عمد، أو يلهون أنفسهم بقراءة رسائل البريد الإلكتروني. بالطبع، إن كنت لا تملك شهادةً متخصصةً في الكتابة، فهذا لا يعني أن تقبل بأجور زهيدة، لكننا هنا لسنا بصدد مناقشة أتعاب المستقلين، بل نناقش كيفية التغلب على سعيك الشديد نحو الكمال في كتابتك المستقلة. سوف نتحدث في هذا المقال عن ثلاث نصائح عملية تمكنك من التغلب على مشكلة التشكيك في قدراتك، وتساعدك في أن تبدأ مسيرةً مهنيةً في مجال الكتابة المستقلة. اكتب كل يوم قد لا تكون هذه نصيحةً جديدةً، لكننا في الوقت نفسه لا يمكننا أن نختلف حول صحتها، فكلما مارست شيئًا أكثر، أصبحت أفضل فيه. لقد ذهب أحد الأشخاص مع عائلته في أحد أشهر الصيف الحارة إلى أحد المنتجعات السياحية، وبدأ ابنه بالسباحة عبر ارتداء طوافات في ساعديه، ولم يكن الابن يحبذ الغوص تحت الماء، بل كان خائفًا بعض الشيء رغم أن الأب كان يأخذه دائمًا للسباحة في أحد المسابح العمومية، كما كان يجعله يحضر دروسًا في السباحة، ومن العجيب أن الابن في آخر يوم للعائلة في المنتجع، بدأ يسبح بلا أي أداة تعويم، ويغوص بحثًا عن أشياء في قاع المسبح، بل ويستعرض أمام العائلة شقلبات تحت الماء. أمر مدهش أليس كذلك؟! هل تعرف كيف وصل إلى هذه المرحلة؟ لقد سبح كل يوم تقريبًا، منذ اليوم الأول لوصول العائلة ولمدة ستة أسابيع، وفي بعض الأحيان كان يسبح مرتين في اليوم الواحد، لذا تغلب على خوفه وعدم ارتياحه من الغوص تحت الماء، وارتفعت ثقته في قدرته على السباحة، كما استطاع تلقي التعليمات من والده ومن ثم تنفيذها، إذ لم يَعُد قلقًا حيال الغرق بعد الآن. إذًا عليك بتطبيق الأسلوب ذاته إن كنت كاتبًا مستقلًا جديدًا في المجال، فيجب أن تمارس الكتابة كل يوم، ولا يهم إن كانت بقلم حبر أو إلكترونيًا، ولا إن كانت أفكارًا أو خواطر عابرةً، أو كتابات لمقالات في موقعك الإلكتروني أو صفحتك الشخصية، أو حتى في مستندات جوجل التي يجب أن تتعلم كيفية استخدامها. لا يهم أيضًا إن كانت منشورات أو مقالات ضمن ما يسمى بمقالات الضيوف Guest Articles، فكلما مارست الكتابة أكثر، تحسنت أكثر وحصلت على نتائج أفضل. لا تنس القراءة كذلك تُعَد الكتابة نتيجةً حتميةً للقراءة، فكلما قرأت أكثر، ازدادت قدرتك على التعبير وصياغة الجمل، لكن مع ذلك، دعنا نبتعد عن التنظير ونتكلم بصراحة، إذ يمكن لشخص أن يكتب مقالًا جيدًا دون أن يقرأ ألف كتاب؛ فقد أخذ كاتب مستقل في إحدى رحلاته ثلاثة كتب فقط (بالإضافة إلى الكتب الإلكترونية المحملة على هاتفه)، ولم يقرأ كتابًا واحدًا، ولقد قرأ هذا الكاتب مؤخرًا أقل من فصلين من كتاب فن اللامبالاة، ولم يكن لديه الكثير من الوقت للقراءة بهدف المتعة، لكنه قرأ الكثير من مقالات المدونات ومقالات المواقع الإخبارية وكل ما قد يفيده في مسيرته المهنية أو العثور على أفكار جديدة. لذا فقد استفاد هذا الكاتب -الذي يعمل في مجال التدوين على الإنترنت- من قراءة مدونات ومقالات متنوعة أكثر من قراءة الكتب التقليدية. لماذا؟ لأن هذا ما يكتبه وهذا هو مجال عمله، لذا فمن المنطقي أن يقرأ المواد التي تتوافق مع نمو عمله على الإنترنت والمواضيع التي يُدفع له مقابل الكتابة عنها، ويُنصح بهذا أيضًا كل من يعمل في مجال الكتابة عبر الإنترنت. لذا إلى جانب الكتابة كل يوم، يجب أن تقرأ كل يوم، ونشدد مرةً أخرى على ضرورة قراءة المحتوى الذي يتوافق مع ما أنت عليه أو المجال الذي يُدفع لك مقابل الكتابة عنه، وتأجيل قراءة الكتب التقليدية إلى عطلات نهاية الأسبوع. اعمل على تجزئة عملية الكتابة لعلك سمعت بالنصيحة التي تقول: اكتب الآن، وحرر لاحقًا؛ أو اكتب أولًا، ثم نقّح ثانيًا، والتي تعني أن لا تحاول تعديل أو تصحيح ما كتبت أثناء كتابته، فهي ممارسة تضر أكثر مما قد تنفع. لماذا؟ لأنها ستتطلب منك وقتًا أطول بكثير، كما قد تصيبك بالملل عندما تنتقد كل كلمة وجملة تكتبها. لذا عوضًا عن ذلك، قسم عملية الكتابة إلى مراحل، ثم اجمع كل الخطوات، وذلك على النحو التالي مثلًا: تجميع أفكار مقالات جديدة وجدولتها. ترتيب المقالات حسب موعد تسليمها. التفكير في المقال الأقرب موعدًا. كتابة المسودة الأولى للمقال، ويُفضل أن يكون أثناء محاولة تجنب الانشغال بالبريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. ترك المقال قليلًا بعد الانتهاء منه لمدة يوم كامل إن أمكن. العودة لقراءة المقال وتحريره. ترك المقال مرةً أخرى. العودة لقراءته وتحريره للمرة الثانية. الضغط على زر "نشر" أو "إرسال" لإرساله إلى العميل. قد تبدو هذه الخطوات التسع كثيرةً بالنسبة لك، لكن يمكنك تجميع المهام المتماثلة والعمل عليها في نفس الوقت. إليك طريقةً مميزةً لتجميع مهام الكتابة: إجراء عصف ذهني للإتيان بمجموعة جديدة من أفكار المقالات. العمل على المهام المجدولة وتحديد الأولويات. كتابة بعض المسودات الأولية المختلفة في فترة ما بعد الظهر. تحرير وتنقيح بعض المقالات في يوم آخر منفصل. جدولة المقالات وتجهيزها للنشر (أو تسليمها). جدولة منشورات الوسائط الاجتماعية مسبقًا لنشرها لاحقًا، وذلك إذا كنت ستنشرها على مدونتك الخاصة، وكنت على علم بعناوين URL للصفحات المستهدفة. لا تبالغ في التنقيح لا تبالغ في التنقيح، ولا تراجع ما كتبت أكثر من ثلاث مرات، إذ ستتمكن مع الممارسة المستمرة من كتابة مقال جيد من المرة الأولى، دون الحاجة إلى مراجعته أكثر من مرة واحدة فقط، لأنك ستصبح أكثر خبرةً. تجعلك ممارسة الكتابة والقراءة في مجالك يوميًا على الطريق الصحيح لتصبح كاتبًا مستقلًا، وتساعدك في أن تحصل على وظيفة بدوام كامل، وهذا ما حدث لبعض الذين يكتبون ما يتراوح من 20 إلى 30 مقالًا أسبوعيًا. لذلك لا تستنزف وقتك في تصحيح الأخطاء النحوية أو تراكيب الجمل، بل استخدم إحدى أدوات التدقيق الإملائي، لتفادي أغلب وأكبر الأخطاء، ثم اطلع عليه مجددًا لتصحيح الأمور البسيطة التي مرت على الأداة التي استخدمتها. فكل ساعة إضافية تقضيها في تنميق مقال تقلل من عائد الاستثمار المحتمل منه، لذا فكر بالأمر على أنك تنال أجرًا أقل مقابل قضاء الكثير من الوقت في تنقيح أمور يمكن تنقيحها آليًا. وضع في الحسبان أهمية الآراء البناءة التي سيزودك بها عملاؤك ومحررو المدونات، والتي ستساعدك في صقل مهاراتك أكثر ومعرفة نقاط ضعفك، وفي حال لم يفعلوا ذلك من تلقاء نفسهم، فلا تتردد في طلب ذلك منهم كلما سنحت لك الفرصة. في النهاية لا يسعنا إلا أن نتمنى أن تعينك هذه النصائح، مثلما أعانت الكثير في تطوير وتحسين مهاراتهم الكتابية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Overcoming Perfectionism as a Freelance Writer لصاحبته GINA HORKEY. اقرأ أيضًا مهنة الكتابة المستقلة دليلك الشامل لتكون الكاتب المستقل الناجح 5 خطط بديلة للمدوّنين المستقلّين الجدد كيف تبدو الشّهور الأولى من العمل ككاتبٍ مستقل؟
  10. بعد نجاحي في السنة الثالثة من الجامعة، قررت التوقف لمدة عام كامل، وأحد الأسباب التي دفعتني إلى ذلك، هو أنني أردت أن أكتشف المسار المهني الذي قد يناسبني بعد التخرج، فلا أحد يرغب بالعمل لمدة 8 ساعات في اليوم في وظيفة يكرهها أو مجال لا يعجبه. من هم المؤهلون ليكونوا مديري منتجات؟ في الواقع، يمكن لأي شخص من أي خلفية مهنية، الدخول إلى مجال إدارة المنتجات، وذلك طالما أن لديه قابليةً لصقل قدراته في هذا المجال. بالنسبة لي، لدي خبرة في تحليلات المشاريع وإدارة التقنيات، ففي العطلة الصيفية لسنتي الأولى في الجامعة، عملت في شركة تقدم منتجات برمجيةً تدعى فيديليتي إنفستمنت، وكنت محظوظة جدًا بالمشاركة في مشاريع من مختلف المجالات، بدءًا من تحليلات المشاريع، إلى أدوار أكثر تقنيةً مثل بناء برامج أتمتة. ومع أنني أحببت المجال كثيرًا، إلا أنني سرعان ما أدركت أنني أفضّل العمل على الجانب الإستراتيجي من المشروع، كما أدركت أيضًا أنني أريد أن أكون أقرب إلى المستخدمين النهائيين، وهو الأمر الذي قد يمنحني فرصةً للتفاعل مع الجهات والأطراف المختلفة في عالم ريادة الأعمال. في الوقت الحالي، أعمل مساعدة مدير منتجات متدربة في شركة GroveHR، وهي شركة تطور منتجات برمجية في مجال إدارة الموارد البشرية. لقد تعلمت الكثير عن إدارة المنتجات خلال عملي في الشركة، وأنصح المهتمين في هذا المجال بالبحث عن فرص تدريبية مثل هذه من أجل تنمية مهاراتهم وصقلها. لا يمكن أن أقول عن نفسي أنني خبيرة في مجال إدارة المنتجات، فما زال أمامي الكثير لأتعلمه، لكنني أعتقد أن هناك أشخاصًا آخرين مثلي مهتمين بمجال إدارة المنتجات ولا يعرفون من أين يجب أن يبدؤوا، لذا كتبت هذا المقال ليكون ملخصًا سريعًا لبعض المفاهيم الأساسية، والمصادر التي استخدمتها وساعدتني على البدء. إذًا ما هي بالضبط مهام ومسؤوليات مدير المنتجات؟ تختلف مسؤوليات مدير المنتجات باختلاف نوع المنتج الذي يبنيه أو المرحلة التي وصل إليها منتجه في دورة حياته، فغالبًا ما يطوَّر المنتج باستخدام منهجية أجايل، وهي ممارسة تركز على بناء منتج عبر تكرارات متعددة وفقًا لملاحظات المستخدم وآرائه. هناك نوعان من مديري المنتجات: الأول يبني منتجًا داخليًا، والثاني يبني منتجًا خارجيًا. باختصار، المنتجات الداخلية هي تلك التي تستخدمها الفرق ضمن الشركة، ويرمز لها B2B؛ أما المنتجات الخارجية، فهي مخصصة للمستخدم النهائي (المستخدمين الخارجيين)، ويرمز لها B2C. نظرًا لأن المنتج الذي كنت أعمل عليه يقع ضمن الفئة الأخيرة، فسأتحدث فقط عن النوع الثاني من مديري المنتجات. ما مهام مدير المنتجات؟ يعمل مدير المنتج بالتنسيق مع الجهات والأطراف المعنية (مثل المصممين والمهندسين وموظفي المبيعات والتسويق وما إلى ذلك) للتأكد من تسليم المنتج بالحالة الصحيحة، ومع متطلباته الصحيحة، وذلك من أجل حل الاحتياجات الصحيحة للمستخدمين. لنشرح سير العمل الأساسي لمدير المنتجات؛ افترض أنك تعمل على إنشاء ميزة جديدة لمنتجك، وسيكون سير العملية كما يلي: تبدأ بالبحث والتقصي، وهنا يتوزع العمل على اتجاهات مختلفة، منها الحس العام، وتصميم تجربة المستخدم، والبحث التنافسي، ويضاف إلى ذلك إجراء أبحاث عن السوق، وفهمه على نحو شامل وما إلى ذلك. كل هذه الممارسات من شأنها أن تساعدك على تحديد متطلبات الميزة التي تحاول بناءها. وبعد تحديد متطلبات هذه الميزة، تبدأ بإنشاء تدفق للمستخدم (مخطط يوضح كيف سيستخدم العميل هذه الميزة أو التطبيق)، والذي يساعدك على تقسيم عدد الأنشطة التي سيتمكن المستخدمون من أدائها باستخدام هذه الميزة الجديدة. الآن، وبعد أن أصبحت قادرًا على بناء تصور لكيفية عمل الميزة، ستنشئ إطارًا شبكيًا، وهو عبارة عن نموذج لواجهة المستخدم يساعدك على تحويل فكرة المنتج إلى شيء مفهوم مناسب بصريًا (عادةً ما أستخدم برنامج Balsamiq أو Sketch من أجل رسم الإطارات الشبكية). يحين بعد ذلك دور المصممين. بعد أن تحدِّد عبر الإطارات الشبكية كيف سيبدو منتجك على أرض الواقع، تجلس مع المصممين للنقاش وتقديم الملاحظات، وهنا لن يجلس المصممون ليحكموا على مدى جمال واجهة المستخدم التي صُممت، لأنهم هم المسؤولون عن التصميم وليس مدير المنتج، بل سيقدمون ملاحظاتهم في مجال تجربة المستخدم، مثل إن كان يجب وضع هذا الزر هنا وليس هناك، أو إن كانت هناك حاجة إلى شريط تمرير، وما إلى ذلك من أمور قد يرونها مناسبةً، لذا تأكد من أنك على دراية كافية قبل إرسال الإطارات الشبكية إلى المصممين. إن كان كل شيء على ما يرام، فسيأخذ المصممون النموذج الذي صممته ويبدأون بالعمل عليه كي يبدو بمظهر أفضل. بعدها سيحين وقت كتابة قصة المستخدم. وبعد أن أصبحت تعرف كيف تريد أن تبدو الميزة، فمن سيساعدك في بنائها؟ إنهم مهندسونا العظماء بالطبع. قصة المستخدم هي حالة يصاغ فيها سيناريو من منظور المستخدم (أو أيًا كان من يستخدم هذه الميزة)، والنموذج الشائع لكتابة السيناريو هو: على سبيل المثال، في حال صممت ميزة تساعد المستخدمين على متابعة الإعلانات الجديدة للشركة، فستكتب مثلًا: بصفتي موظفًا في الشركة، أريد مشاهدة قائمة بالأخبار الجديدة عند تسجيل الدخول إلى التطبيق، وذلك من أجل أن أبقى على دراية بكل التغييرات أو الإعلانات الجديدة.* كما أنك في قصة المستخدم، ستحتاج إلى وضع معايير القبول، بحيث تكون واضحةً بنسبة 100%، حتى يتمكن المهندسون وفريق ضمان الجودة من بناء الميزة واختبار ما إذا كانت تسير بالشكل المطلوب. عليك أيضًا بالطبع العمل مع فريق التسويق والمبيعات وجهات أخرى من الشركة، وذلك للتأكد من أن كل العمليات اللازمة لإطلاق المنتج إلى المستخدمين النهائيين تنفذ بطريقة صحيحة. كما أنك بصفتك مديرًا للمنتج مسؤولٌ عن وضع رؤية لمنتجك، وبناء خارطة طريق له تلبي أهداف العمل في مراحله المختلفة، ووضع طريقة لقياس نجاح منتجك؛ والقائمة تطول بالطبع، لكن هذا هو المفهوم الرئيسي. ما أهم المهارات التي يحتاجها مدير المنتجات؟ عند توجيه هذا السؤال إلى خبراء في مجال إدارة المنتجات، فإن كثيرًا منهم يقولون أن أي شخص من أي خلفية يمكنه اقتحام هذا المجال. بالنسبة لي، أعتقد أن مدير المنتجات الناجح يجب أن يمتلك خبرةً في هذه المجالات الثلاثة: ريادة الأعمال (وهي أهم مهارة من وجهة نظري). تصميم تجربة المستخدم (بالطبع لا داعي أن نذكر أن مدير المنتج يحتاج إلى فهم المستخدمين واحتياجاتهم). العمليات التقنية والفنية (لأن مدير المنتج يحتاج إلى التنسيق مع المهندسين والتواصل معهم وفهم المصطلحات التقنية). المهارات الشخصية بالنسبة للمهارات الشخصية أو ما يسمى بالمهارات الناعمة، فإن أهم ثلاث مهارات هي: فهم شعور المستخدمين: اسأل دائمًا لماذا وكيف وماذا، فهذا هو جوهر بناء أي منتج، إذ يمكن للمرء أن يضيع بسهولة في التفاصيل الكثيرة لعملية بناء المنتج، فينسى الهدف الأساسي من بنائه وكيف سيفيد المستخدمين. تحديد الأولويات والتفكير النقدي: معرفة الميزات والوظائف الأكثر أهمية، والتي يجب تضمينها في النموذج الأولي للمنتج، بدلًا من استثمار كل الوقت والمال والموارد البشرية دفعةً واحدةً لبناء منتج قد لا يحل بالفعل نقاط ألم المستخدمين. البحث: تكوين صورةً عامةً عن الحالة وفهم المنافسين لمعرفة حالة منتجك، بالإضافة إلى إنشاء قصة المستخدم ورحلة المستخدم لتوضيح فكرة منتجك، والأهم من ذلك، مساعدة أعضاء الفريق الآخرين في فهم الصورة العامة للعملية. في الختام، يجدر القول أن هذا المقال كان عبارةً عن خلاصة قصيرة جدًا، كتبتها كي تكون مدخلًا مساعدًا لأولئك الذين ما زالوا حديثي العهد في مجال إدارة المنتجات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Breaking Into Product Management لصاحبه Tien Mai. اقرأ أيضًا دليل مدير المنتجات لاختيار مقاييس أداء صحيحة نظرة معمقة حول دور مدير المنتجات ومسؤولياته وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها الانتقال إلى منصب مدير المنتج تأهيل مدير المنتجات: ما يجب فعله وما يجب تجنبه في الأسابيع الأولى دليل إرشادي للدخول في مجال إدارة المنتجات
  11. إذا كنت تعمل مديرًا للمنتج، فلا بد أنك مررت بهذا الموقف: تجلس في اجتماع مع الإدارة العليا للشركة، فيطلبون معرفة كيف تساعد الميزة الجديدة التي تعمل عليها في تحقيق أهداف الشركة، عندها تبدأ بالتحدث عن مدى تحسينها لتجربة المستخدم وجعلها أسهل في الاستخدام، وكيف أنها تجذب عملاء جدد، لكن الإدارة لا تقتنع بالكلام، بل تريد رؤية أرقام تثبت صحة ذلك. نذكر هنا اقتباسًا لبيتر دراكر، الكاتب الاقتصادي نمساوي الأصل، يقول فيه: وهنا تأتي أهمية البيانات والمقاييس في مجال إدارة المنتجات. ما هو المقياس بحسب موقع إنفيستوبيديا المالي، فإن المقاييس Metrics هي: "عمليات قياس وتقييم كمّي تستخدَم لموازنة وتقييم وتتبُّع الأداء أو الإنتاج. يجري عادةً إنشاء لوحة متابعة تتضمن مجموعة من المقاييس، يراجعها الإداريون أو المحلّلون دوريًا للحفاظ على توازن مؤشرات الأداء والآراء وإستراتيجيات العمل". وباختصار: المقاييس هي أرقام توضح حالة منتجك. هناك أيضًا ما يسمى بمؤشرات الأداء الرئيسية KPIs أو مؤشرات القيمة الرئيسية KVI. وفي حال كنت تعمل في شركة تقنية، فربما سمعت عن مقاييس أخرى مثل مقياس معدل المستخدمين النشطين شهريًا، ومقياس معدل عودة المستخدمين، ومقياس معدل النفور، ومقياس مراجعات المستخدمين في متجر التطبيقات. أمثلة على المقاييس الأكثر شيوعا مقياس معدل المستخدمين النشطين شهريًا MAU وما يوازيه، مثل مقياس المستخدمين النشطين يوميًا DAU. مقياس معدل عودة المستخدمين. مقياس انطباعات المستخدمين. مقياس قيمة الوسائط المكتسبة (وهو يمثل القيمة المكتسبة من تفاعل جمهورك مع محتوى الوسائط الرقمية أو الاجتماعية). مقياس الإيرادات. وبذلك نرى أنه يمكن إنشاء مقياس من أي شيء قابل للقياس الكمي ومفيد في فهم ما إذا كان عملك يسير في الاتجاه الصحيح. من ناحية أخرى، يمكن أن تختلف المقاييس كثيرًا باختلاف مجال عملك ونشاطك التجاري والمرحلة التي وصل إليها منتجك. بفرض أنك أطلقت تطبيق أندرويد جديد، وهو في مرحلة الاختبار حاليًا، وتريد أن تجمع أكبر عدد ممكن من الآراء لتحسين التطبيق وجعله أكثر فائدةً للمستخدمين النهائيين؛ هنا، عليك أن تركز أولًا على عدد التنزيلات كونك تريد أن يشاهد تطبيقك أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وبعد فترة قد تفكر: ما الفائدة من تنزيل المستخدمين لتطبيقي إن لم يستخدموه في النهاية؟ فتنتقل من التركيز على "مقياس تنزيل التطبيق" إلى مقاييس الاستخدام، مثل "عدد عمليات تسجيل الدخول" و"الوقت الذي يقضيه المستخدم يوميًا على التطبيق"، ثم بمجرد أن تتمكن من تشجيع المستخدمين على تشغيل تطبيقك والتفاعل معه، يمكنك التركيز على تعظيم القيمة التي تقدمها لهم، وبالتالي تنتقل من مقاييس "الاستخدام" إلى مقاييس "الرضا/السعادة" مثل مقياس صافي نقاط الترويج NPS، مع الأخذ بالحسبان أن الانتقال من مقياس إلى آخر لا يعني أنه يجب عليك التغاضي عن المقاييس السابقة، حيث يمكنك التركيز على مقياس الرضا بالتزامن مع متابعتك لمقاييس التنزيلات والاستخدام، والاهتمام بها. التركيز على المقاييس الخاطئة يسبب الكثير من الأضرار ومن الأمثلة التي توضح ذلك، نذكر تجربة الكاتب ومدير المنتجات إدواردو ميغنوت: أصعب جزء في عالم المقاييس هو اختيار المقياس الأنسب، القادر على إخبارك إن كنت على المسار الصحيح أم لا. مهمة مدير المنتجات في تحديد معيار النجاح من خلال المقاييس إذا كنت ذا خبرة في مجال سكروم، فستعلم أن الدور الأهم لمدير المنتج، وفقًا للموقع الرسمي لسكروم، هو "تعظيم قيمة المنتج الناتجة عن عمل فريق التطوير". يجب أن يقرر مدير المنتجات الناجح ما يريد تحقيقه أولًا، فينشئ رؤية لمنتجه، ويضع أهدافًا من أجل تحقيقها، ويحدد مؤشرات النجاح وفقًا للمقاييس. أي بفرض أنك تعمل في شركة تويتر، وقد حددت أن أحد مؤشرات النجاح هو بقاء المستخدمين أطول فترة ممكنة على التطبيق أو المنصة، وأظهرت البيانات التي لديك أن المستخدمين الذين يتابعون أكثر من 10 أشخاص يقضون وقتًا أكبر بـ 40% من المستخدمين الذين لا يتابعون هذا العدد (يتابعون من 0 إلى 9 مستخدمين فقط)، ونظرًا لأنك تريد زيادة معدل البقاء، فقد تخطر لك ميزة جديدة تشجع المستخدمين على البقاء أكثر على المنصة، مثل إجبار المستخدمين الجدد على متابعة حد معين من المستخدمين من أجل إكمال عملية تسجيل حسابهم، وهنا يمكن أن يصبح هدفك ومقياسك مثلًا، هو "تقليل عدد المستخدمين الجدد الذين يتابعون أقل من عشرة مستخدمين بنسبة 20%". المقاييس الأكثر استخداما في عالم الشركات التقنية: مقاييس النمو ومقاييس التفاعل تصنف المقاييس إلى عدة أنواع: النمو والتفاعل والاحتفاظ، وما إلى ذلك من تصنيفات أخرى. تركز أشهر الشركات التقنية الحالية مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب على نوعين من المقاييس، هما مقاييس النمو ومقاييس التفاعل. تصنيف المقاييس: النمو والنشاط. التفاعل. الاحتفاظ. رضا المستخدم. الإيرادات. تُستخدم مقاييس النمو لدراسة النمو العام للشركة، وقد تعطي فكرةً عن المستقبل، أما مقاييس التفاعل، فتستخدم لتتبع سلوك معين للمستخدمين تجاه منتجك، وقياس كيفية تفاعل المستخدم مع منتجك. لنلقِ نظرةً على بعض الأمثلة من الشركات المذكورة سابقًا: تويتر مقاييس النمو في تويتر: إجمالي عدد المستخدمين الجدد في الشهر أو الأسبوع أو اليوم. عدد المستخدمين النشطين شهريًا/ يوميًا. عدد المستخدمين الذين تفعلت حساباتهم. مقاييس التفاعل في تويتر: عدة تسجيلات دخول في اليوم الواحد. الوقت الذي يقضيه المستخدم على المنصة. عدد التغريدات التي غردها المستخدمون. عدد الإعجابات وإعادات التغريد والمتابعات من قبل المستخدمين. عدد الرسائل التي أرسلت. يوتيوب مقاييس النمو في يوتيوب: عدد المستخدمين النشطين شهريًا/يوميًا. إجمالي عدد المستخدمين الجدد. عدد المستخدمين الذين تفعلت حساباتهم. مقاييس التفاعل في يوتيوب: عدد مشاهدات الفيديو (30 ثانية على الأقل). متوسط زمن المشاهدة. ما الذي يجعل المقياس جيدا؟ الآن، وبعد أن حددنا المقاييس الأكثر استخدامًا، لنتعرف على الخطوات اللازمة لاختيار مقاييس مفيدة: فيما يلي شروط بسيطة يجب أن تكون موجودةً في المقاييس التي ستعتمدها: مفهومة: يجب ألا تكون معقدة، بحيث يمكن شرحها بسهولة. تعبر عن معدل أو نسبة: يجب أن يكون المقياس مؤشرًا لرقم أكثر أهمية. على سبيل المثال، في شركة مثل Airbnb (شركة متخصصة بتأجير الغرف والمنازل عبر الإنترنت)، يُعَد إجمالي عدد الليالي المحجوزة رقمًا كبيرًا جدًا، أما متوسط عدد الليالي المحجوزة بالنسبة لكل شخص، فهو مقياس أكثر تعبيرًا. ترابطية: يجب أن تؤخذ الترابطات بالحسبان عند النظر إلى المقاييس، لكن في بعض الأحيان قد تكون هناك علاقة ظاهرية بين حدثين، ليتبين بعد دراستهما أنهما غير مترابطين في الواقع. مثال على ذلك، عدد الوفيات في حمام السباحة، ومبيعات المراوح الكهربائية، وهما حدثان يتّبعان نفس النمط، لكنهما في الواقع غير مرتبطين ببعضهما البعض، والقاسم المشترك الوحيد بينهما، هو أن كلاهما يحدث في الصيف. قابلة للتغيير: يجب أن تكون قادرًا على التأثير على المقياس، وأن يكون المقياس قابلًا للتغير، وإلا فلا فائدة من تتبعه. لنفترض أنك تعمل على منصة للتجارة الإلكترونية، والمستخدمون لا يسجلون دخولهم إليها إلا مرةً واحدةً كل شهر لرؤية العروض. ربما طبيعة الموقع لا تسمح لك بجعلهم يسجلون دخولهم لمرات أكثر، فلا فائدة هنا من مقياس عدد مرات تسجيل الدخول، بل يجب التركيز على محاولة جعلهم ينفقون أكثر في كل مرة يسجلون دخولهم إلى منصتك. في الختام، يجدر الذكر أن هذا المقال كان مجرد مقدمة بسيطة في عالم المقاييس التي تهم مديري المنتجات، لذا لا تتردد في البحث والاطلاع على مقالات أكثر إن كنت مهتمًا بهذا المجال. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Picking the Right Metrics: The Ultimate Guide for Product Managers لصاحبه Eduardo Mignot. اقرأ أيضًا نصائح عملية لمدير منتجات ناجح نظرة معمقة حول دور مدير المنتجات ومسؤولياته وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها الدليل الواضح لمدير منتجات ناجح تأهيل مدير المنتجات: ما يجب فعله وما يجب تجنبه في الأسابيع الأولى دليل إرشادي للدخول في مجال إدارة المنتجات
  12. سوف نتحدث عن المؤلفة كاري لورنس، المؤلفة المبدعة التي ألفت عدة كتب للأطفال لاقت نجاحًا باهرًا، وسنبيّن كيف حولت فكرةً بسيطةً جاءتها أثناء عملها في روضة للأطفال إلى كتاب يُنشر في متاجر الكتب الإلكترونية، ويحقق لها دخلًا ماديًا. لا يُعَد تأليف كتاب للأطفال أمرًا سهلًا، خاصةً لمن ليس لديهم تجارب سابقة، لذا سوف نتحدث عن تجربة الأستاذة كاري الناجحة في التأليف. كانت كاري دائمًا تتخيل نفسها تكتب روايات أو دواوين شعريةً، لكنها لم تتخيل أبدًا أن تؤلف كتابًا للأطفال، ومع ذلك أطلقت في خريف عام 2015 كتابها الأول Don’t Eat Your Boogers، وهو كتاب توعوي موجه للأطفال الصغار يحضّهم على تجنب العبث بالأنف، ولقد كانت هذه التجربة من أفضل التجارب التي مرت في حياتها، وفيما يلي تفاصيل تلك التجربة، بدايةً من الفكرة وحتى التنفيذ. 1. بداية فكرة الكتاب قد يتساءل بعض الناس: من أين أتت لكاري فكرة الكتاب؟ ومن أين جاءتها فكرة تأليف كتاب توعوي للأطفال عن عدم العبث بإفرازات أنفهم المخاطية؟ لقد كانت كاري تعمل في روضة أطفال، وكانت دائمًا معرضةً لرؤية هذا النوع من سلوكياتهم، لذا عندما حل موسم البرد والإنفلونزا في أحد الأيام، كان معظم الأطفال مصابين بالرشح ويعانون من سيلان أنفي، وكانت كاري وزميلتها تقضيان يومهما في مسح أنفيهما الصغيرتين؛ بعدها سمعت كاري فجأةً أحد الأطفال يصرخ قائلًا: "يااع.. لا تأكل مخاطك، هذا مقرف!" فلمعت الفكرة في رأسها فورًا، وضحكت في صمت. وجلست تفكر بعد عدة أيام في عنوان مناسب، وألفت حبكة القصة واسمًا للشخصية الرئيسة، ثم عادت إلى المنزل باكرًا في مساء يوم الجمعة من نفس الأسبوع، وكتبت المسودة الأولى بعد الانتهاء منها، ورمتها جانبًا على نحو غير متوقع، ونستها كأنها لم تكن. 2. المبادرة تلقّت كاري -بعد عامين من تلك الواقعة- تدريبًا عن الكتابة المستقلة، وكان المشروع الختامي لنهاية التدريب -الذي طلبه المدرب منها ومن زملائها- هو كتابة قصة قصيرة أو رواية أو قصة للأطفال. قررت كاري عندها تنقيح قصتها القديمة وتقديمها، فقد كانت متحمسةً لسماع وجهة نظر جديدة، خاصةً أنها كانت قد عرضتها سابقًا على والدتها وبعض زملائها في العمل. ولقد أدهش المدرب كاري بعد ما قدمت قصتها، إذ أعطاها أعلى علامة بين زملائها مع كثير من الثناء والمديح، كما نصحها أن تحاول إرسالها إلى دور النشر. لذا أرسلت القصة إلى إحدى دور النشر، لكنها رُفضت بعد بضعة أشهر، ثم نصحها أحدهم بتجربة معرض الكتاب لتقديمها لهم، لكن القصة رُفضت مرةً أخرى، ثم كانت محاولتها الأخيرة مع مجلة محلية، إلا أنها لاقت رفضًا ثالثًا. أُصيبت كاري بالإحباط بعد كل هذا الرفض، لكن لم تغب عن بالها كلمات المدرب التشجيعية، إذ قالت في نفسها: "طالما أن المدرب رأى شيئًا مميزًا في قصتي، فلا بد أنها جيدة، لذا لن أيأس بسهولة". 3. التحقق من الفكرة لقد حاولت كاري كثيرًا أن تنشر قصتها، لكنها نست شيئًا مهمًا، وهو جمهورها الحقيقي، فليقل المحررون ما يريدون، لكن آراء الأطفال هي الاختبار الحقيقي لقصتها، لذلك رتبت جلسةً في إحدى غرف المدرسة، وجمعت فيها أطفالًا من سن 5 إلى 12 عامًا كي تقرأها لهم. كانت قلقةً بعض الشيء، فقد كانت القصة ما تزال بالأبيض والأسود دون أي رسومات أو صور، كما كانت تسأل نفسها مترددةً: "هل ستعجبهم القصة؟ وهل سيستمتعون بها؟ بل هل سيجلسون لسماعها أساسًا؟". لقد شرحت لهم أن هذه القصة من تأليفها، وأنها ترغب في مشاركتها معهم، وطلبت منهم أن يكونوا صريحين في رأيهم سواءٌ أعجبتهم أم لا، كما أخبرتهم أنه إن لم تعجبهم فلن تغضب منهم، بل ستساعدها أفكارهم وآراؤهم في إعادة كتابة القصة وجعلها أفضل. أخبرها بعض الناس بعد الانتهاء من قراءة القصة أنهم أحبوا كيفية تحول الشخصية الرئيسة إلى اللون الأخضر، وأحب البعض الآخر أنه كان على الشخصية الرئيسة أن تأكل الخضروات السيئة المذاق من أجل أن تتحسن، كما أعجبتهم حقيقة أنها أكلت مخاطها في المقام الأول. حتى قال طفل أو طفلان: "أريد مثل هذا الكتاب"، عندها شعرت كاري أن بين يديها شيئًا مميزًا، وكانت تلك اللحظة هي التي قررت فيها أن تنشر الكتاب بنفسها. 4. إيجاد رسام لم تكن كاري تعرف الكثير من الأشخاص في هذا المجال، لذلك لجأت إلى سؤال من حولها لعلهم يساعدونها في إيجاد رسام ماهر. دلتها السيدة التي نسقت كتابها على رسامة رائعة تُدعى جانين، فألقت كاري نظرةً على أعمالها السابقة من كتب الأطفال التي رسمتها، فأعجبتها كثيرًا، لذا راسلتها بالبريد الإلكتروني مع بعض الأسئلة، وتحدثت معها كثيرًا خلال تلك الأشهر، عندما كانت تحاول جمع المال من أجل دفع تكاليف أتعاب الرسامة. لقد كان أمرًا رائعًا للغاية أن ترى كاري جانين ترسم شكل الشخصية على حسب وصفها، ولقد بدت أفضل مما كانت تتخيلها، كما كان من المثير للغاية مشاهدة الشخصية -التي كانت كاري تحلم بها- تنتقل من مجرد رسمة مرسومة بقلم رصاص إلى شخصية مفعمة بالألوان الكاملة. 5. تجهيز طلب النشر بمجرد أن انتهت جانين من تصميم الغلاف، بدأت كاري بإعداد طلب النشر على أحد مواقع دور النشر، وبعد إعداد الطلب أُعلمت كاري بموعد صدور نسخة مسودة من الكتاب، ثم بعد موافقتها على كامل المسودة، يصبح كل شيء جاهزًا لموعد الإصدار. من المهم عندما تؤلف كتابًا أن تجد دار نشر إلكتروني توزع كتابك على المتاجر الإلكترونية المختلفة، بل على متاجر الكتب خارج شبكة الإنترنت كذلك. 6. الاستعداد ليوم النشر صدر رسميًا كتاب كاري الأول في الثاني من شهر نوفمبر عام 2015 في العديد من متاجر الكتب عبر الإنترنت، كما سمح لها مديرها بوضع شاشة عرض في الردهة الأمامية للروضة مع بطاقة العمل وبعض الحلوى المطاطية، ونزلت مرةً أخرى إلى إحدى غرف المدرسة، لكن كانت هذه المرة تحمل قصتها على هيئة كتاب حقيقي ملون، كما وزعت بعض الحلوى على الأطفال، وأخبروها أنهم أحبوا فكرة أن تمتلك الآنسة كاري كتابها الخاص. لا زالت كاري تفكر حتى اليوم فيما كان من الممكن أن يحدث لو لم تحضر تدريب الكتابة المستقلة ولم تتلقَّ ثناءً من المدرب أو لم تقرأ الكتاب للأطفال، فربما ظل الكتاب موضوعًا على أحد الأرفف في منزلها، لذا فقد كان الأمر مقدرًا لها. تفخر كاري بنفسها لأنها لم تسمح للرفض بأن يقوض عزيمتها، بل استمعت إلى كل تلك الآراء الإيجابية، وحققت حلمًا لم تتوقع أنها ستحققه يومًا من الأيام، وذلك بتأليف ونشر كتاب للأطفال، لذا فهي سعيدة بما آلت إليه الأمور. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How I Wrote a Children’s Book: From Idea to Execution لصاحبته GINA HORKEY. اقرأ أيضًا 9 نصائح لبدء العمل ككاتب / مدون مستقل كيف تبدو الشّهور الأولى من العمل ككاتبٍ مستقل؟ كيف تصبح كاتبًا مستقلًا مدفوع الأجر النسخة الكاملة من كتاب طريقك إلى العمل الحر عبر الإنترنت
  13. مدير المنتجات الماهر هو الشخص الذي ينظر إلى العملية الإنتاجية بشمولية، فيركز على المنتج، ويفكر بطرق إبداعية من أجل تحسينه، ويبحث عن إجابات لأسئلة مثل: كيف يمكن جعل هذا التصميم أكثر حداثة؟ هل سيُسَر المستخدم بهذه الميزة؟ ما الذي يمكن فعله لزيادة ولاء المستخدم؟ وما إلى ذلك من أسئلة جوهرية، بحيث يرعى المنتج بكامل حيثياته وتفاصيله. كما يذهب مدير المنتجات الذكي إلى أبعد من ذلك، فلا يقتصر تفكيره على المنتج، بل يدرس أيضًا البيئة التي تحتضنه، فيسعى لتحسين إستراتيجية العمل على المنتج، وإنتاجية الفريق الذي يعمل على بنائه، متسلحًا بخبرات ومهارات تقنية وهندسية تمكّنه من إيجاد الحل الأفضل والأمثل لمنتجه. باختصار، هو لا يرى المنتج على أنه كيان جامد؛ بل مغامرة لتطوير مشروع ناشئ تتحكم بها العديد من المتغيرات، التي يجب أن تتضافر معًا لضمان أقصى قدر من الإنتاجية وتحقيق أكبر قدر من الربح. يحرص مدير المنتجات الناجح على ضبط إستراتيجية خارطة طريق المنتج وجعلها متماشيةً مع خطط مشروعه. يجب أن ينمي مدير المنتجات الماهر بعض المهارات المادية والمعنوية لديه، وأن يكون بمثابة مدير تنفيذي للمنتج على نطاق ضيق، ولكي يحقق ذلك يجب أن يراعي الأمور التالية: التركيز على العملاء. مواءمة إستراتيجية الأعمال. المفاهيم التقنية. مهارات القيادة. المحافظة على رؤية المنتج. التركيز على العملاء يدرك مدير المنتجات المتميز أن نجاح المنتج يعتمد في النهاية على المستخدمين، لذا يحرص على ما يلي: تحسين تجربة المستخدم يتميز المنتج الناجح بالسلاسة وسهولة الاستخدام، لكن هذا لا يكفي، فلا بد أيضًا أن ينال رضا العميل وإعجابه. وبما أن تجربة المستخدم هي المعيار الأكثر الأهمية، فيجب عدم الاكتفاء بملاءمة الاستخدام، بل يجب إضفاء اللمسات الأخيرة التي تجعل واجهة المستخدم وتجربة المستخدم سلسة إلى أبعد الحدود، فتمنح المنتج قيمة مضافة قياسًا بالمنتجات المنافسة، مما يدفع المستخدمين إلى تفضيله. وضع نفسه مكان المستخدم يجب على مدير المنتجات أن يضع نفسه مكان العميل، كي يستطيع فهم جمهوره المستهدف على أكمل وجه. بصفتك مديرًا للمنتج، فمن الضروري أن تستثمر جزءًا من وقتك في فهم قاعدة جمهورك المستهدف، وأن تسأل نفسك مرارًا وتكرارًا أسئلة من قبيل: كيف سيستخدم العميل المنتج؟ هل هناك أوقات محددة يكون فيها استخدام العميل للمنتج في ذروته؟ هل يحمل العميل عادةً حقيبة بيده الأخرى عند استخدام التطبيق على هاتفه المحمول؟ هل يتواجد العميل في مناطق يكون فيها استقبال الشبكة ضعيفًا أثناء استخدامه للتطبيق (في قطارات الأنفاق مثلًا)؟ هذا النوع من الأسئلة مهم جدًا، لأنه يساعدك على فهم قاعدة جمهورك المستهدف فهمًا واقعيًا. ورغم أن استخدام طريقة مجموعات التركيز focus groups لتحسين واجهة المستخدم وتجربة المستخدم أمرٌ في غاية الأهمية، ويوفر البيانات اللازمة لضبط واجهة المستخدم وتوجيه العمل إلى الاتجاه الصحيح، إلا أن مديري المنتجات العظماء يحتاجون إلى الذهاب أبعد من ذلك ووضع أنفسهم مكان المستخدم. مواءمة إستراتيجية الأعمال يجب أن يحرص مدير المنتجات على الالتزام باستراتيجية العمل ومهمة المشروع أثناء إعداده خارطة طريق للمنتج. ولتحقيق هذه الغاية، عليه أن يتأكد من ضبط إستراتيجية خارطة طريق المنتج وجعلها متماشية مع خطط مشروعه. فهم طبيعة الأعمال يبدي مدير المنتجات المحترف اهتمامًا كبيرًا بفهم طبيعة العمل، لذا فهو يعمل بالتنسيق مع الفرق المسؤولة عن وضع إستراتيجيات العمل كي يفهم احتياجات السوق وتوجهاته وبياناته، بحيث يجمع البيانات اللازمة لفهم أمور مثل: المرحلة التي سيطلق فيها المنتج والمدى والانتشار المتوقع وتأثير السوق واعتماد المستخدم والوقت المتوقع للمستخدم لاعتماد المنتج، إلى جانب أرباح المنتج. الإبداع في إيجاد الحلول يتميز مدير المنتجات الناجح بالإبداع في أفكاره العملية، فهو يلائم نفسه مع إستراتيجية العمل، ويستخدم خياله للوصول إلى الحلول الأكثر فعاليةً وكفاءةً لمشاكل العمل، سواءً كان ذلك عبر تبني ميزات في المنتج تلبي احتياجات العملاء، أو عبر جعل واجهة المستخدم/تجربة المستخدم أكثر سلاسةً. ويسأل مدير المنتجات الناجح نفسه باستمرار؛ ما هي المشكلة التي يحلها المنتج؟ ما هي حالات الاستخدام الإضافية التي يلامسها أثناء حل هذه المشكلة؟ وهل هذا المنتج سلس الاستخدام؟ كما يذهب إلى أبعد من احتياجات العمل، فيطرح أفكارًا ويصمم حالات استخدام مختلفة للمنتج، ثم يختبر هذه الأفكار والحالات ويحدد آثارها الجانبية، ثم يجمع أفضل الأفكار ويفاضل بينها ويدرسها من جوانب مختلفة من أجل تقديم حلول إبداعية وفعّالة ترفع من سوية العمل. المفاهيم التقنية عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم التقنية، فإن رحلة التعلم لا تنتهي أبدًا؛ لذا يجب على مديري المنتجات المتميزين أن يوسعوا قاموس مصطلحاتهم التقنية باستمرار، وذلك لكي يتمكنوا من الاستفادة من أحدث التقنيات وأفضلها لبناء منتجاتهم. يمكّن الأساس التقني القوي مديرَ المنتجات من تقييم إمكانية تنفيذ فكرة العمل من الناحية التقنية. مهارات القيادة يدرك مدير المنتجات الناجح أن المنتج يُبنى بسواعد موظفين يعملون تحت رايته، لذا فهو يسعى إلى تنمية مهاراته في القيادة وجعلها أفضل ما يمكن. قائد وليس مدير يعمل مدير المنتجات الناجح جنبًا إلى جنب مع الموظفين، فيساعدهم وييسر لهم عملهم، ويبتعد عن دور المدير المتسلط. ولأن مدير المنتجات يعمل مع العديد من الفرق ومن مختلف التخصصات، مثل المهندسين والمطورين والمحللين، فيجب أن يكون على دراية تامة بالفروقات الدقيقة بين الأفراد، لتوفير بيئة عمل تشاركية فعالة. ليس بالضرورة أن يقدم أعضاء الفرق المختلفة تقاريرهم إلى مدير المنتجات مباشرةً، ومع ذلك فإن مدير المنتجات الناجح قادر على مراقبة سير العمل والإشراف على هذه الفرق المختلفة عبر ما يسمى بالقيادة التعاونية، وتوطيد أواصر الثقة مع المجموعات المختلفة، والعمل باجتهاد لتمثيل قدوة حسنة. يترجَم كل ذلك إلى زيادة فعالية العمل مع الفرق، وضبط سير العمل وتوجيه أولوياته، وضمان تسليم المنتج في الوقت المحدد. مندفع ذاتيا مدير المنتجات المحترف شخص مندفع ذاتيًا، يتحمل كامل مسؤولية المنتج، وينظم توجهات الفرق المختلفة لضمان توافقها مع رؤية المنتج. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يحتاج إلى إشراف خارجي (وإن وُجد فيكون بالحد الأدنى)، فبوصلته موجهة نحو إستراتيجيات العمل ومتطلبات المشروع التي يدركها ويتوقعها بصورة مسبقة، يتميز بالمرونة في العمل والقدرة على إدارة الأعباء المترتبة عليه لتلبي احتياجات المشروع بأفضل شكل ممكن. المحافظة على رؤية المنتج كما شرحنا سابقًا، يتولى مدير المنتجات الناجح مسؤولية المنتج كاملةً ويحافظ على رؤيته، فلكل منتج رؤية تتطلب الحفاظ عليها، لذا فهو يحميها من التشوه الذي قد يصيبها جراء المداخلات المتعددة للجهات المختلفة، ويعيد التأكيد على رؤية المنتج مع جميع أعضاء المشروع للتأكد من أن جميع الفرق تتماشى معها. يُعَد مدير المنتجات هو المسؤول عن إحياء المنتج، وذلك بدءًا من مجرد فكرة وصولًا إلى منتج ملموس له مكانه في السوق. ترجمة -وبتصرّف- للِمقال Top 5 Lessons in Product Management — How to be a great product manager! لصاحبه Prashant Ram. اقرأ أيضًا نظرة معمقة حول دور مدير المنتجات ومسؤولياته وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها الانتقال إلى منصب مدير المنتج الدليل الواضح لمدير منتجات ناجح تأهيل مدير المنتجات: ما يجب فعله وما يجب تجنبه في الأسابيع الأولى دليل إرشادي للدخول في مجال إدارة المنتجات
  14. لقد ولت الأيام التي كان فيها تصميم صفحات الإنترنت مجرد مزيج من الخطوط المزركشة وبعض الصور مع قالب جذاب. وتمامًا كما هو الحال مع تحسين محركات البحث SEO، فإن تصميم مواقع إلكترونية متوافقة مع محسنات محركات البحث يُعَد أمرًا أكثر أهميةً من مجرد إضافة الوظائف والجماليات فحسب. ولجعل المواقع ملائمةً مع محركات البحث بحيث تسمح للخوارزميات بالزحف نحوها وفهرستها بكل سهولة، علينا أن ندمج بروتوكولات تحسين محركات البحث SEO مع عملية تصميم الموقع، فهو الوتر الذي يجب العزف عليه عند تصميم المواقع الالكترونية. بالنسبة لمصممي المواقع لا ينبغي لأي شيء أن يمنعهم من إنشاء موقع متوافق مع معايير تحسين محركات البحث SEO، خاصةً أن 77% من المستهلكين يبحثون عن العلامات التجارية قبل التعامل معها. ورغم أن جذب الزيارات إلى مواقع الإنترنت عبر تصاميم جذابة يُعد أمرًا سهلًا، إلا أنه لا يمكن أن يضمن المصممون أن مصدر حركة الزيارات هذه هو الجمهور المستهدف وأنها ستؤدي إلى زيادة مشاركاتهم وتفاعلهم، حيث يحتاج مصممو المواقع إلى فهم بعض مقاييس محسنات محركات البحث التي تساعدهم في تصميم مواقع الإنترنت لتبقى هذه المواقع على قمة قائمة نتائج البحث على الشبكة العنكبوتية. لكي يتربع موقع ما في أعلى تصنيفات قوائم محركات البحث، تُعَد عمليات تحسين محركات البحث ضمن الصفحة On-page (أي الأشياء التي تقع ضمن نفوذ المصمم ليجذب بها مزيدًا من الزيارات) وكذلك تحسين محركات البحث خارج الصفحة Off-page (وهي النشاطات أو الممارسات التي تجري خارج موقعك وتزيد من معدل الزيارات، مثل الترويج عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي) في غاية الأهمية. ومع ازدياد اهتمام العملاء بالعلامة التجارية وطرح أسئلة محددة لها، وبالنظر إلى المحتوى وأساليب التسويق؛ يجب أن يكون تصميم مواقع الإنترنت خاليًا من أي شائبة وأمرًا محتمًا لا يجب الاستغناء عنه. ما المقصود بتصميم مواقع الإنترنت بالنسبة لمحسنات محركات البحث؟ يُطلق على عمليات تصميم مواقع الإنترنت التي تأخذ في الحسبان جميع جوانب تحسين محركات البحث داخل الصفحة On-page وتحسن من المواقع على مستوى التصميم اسم SEO web design أو تصميم مواقع الإنترنت بالنسبة لمحسنات محركات البحث، حيث تسمح عمليات التصميم هذه برفع تصنيف مواقع الإنترنت بمجرد إطلاقها على الشبكة العنكبوتية عن طريق خفض الزمن اللازم لتحميل الموقع، وجعله أكثر ملاءمةً مع الأجهزة المحمولة، واختيار روابط وصفية للمواقع. كيف يدرج جوجل مواقع اللإنترنت ضمن نتائج بحثه؟ لن نتطرق هنا إلى الجزء التقني أو البرمجي من العملية، بل سنحاول تبسيط الموضوع وشرحه لمصممي مواقع الإنترنت ليأخذوا في الحسبان أمر تحسين محركات البحث أثناء وضعهم الخطوط العريضة لتصاميمهم. إن التحدي الذي تواجهه جوجل يتجلى في عرض الصفحات الأكثر صلةً بعملية البحث المطلوبة من بين ملايين الصفحات الموجودة؛ حيث تزحف خوارزميات جوجل نحو الموقع وتحدد قدره وأهميته بناءً على اعتبارات عديدة أو ما يسمى بإشارات التصنيف Ranking signals؛ وفي المقابل، تجلب هذه الإشارات أفضل مواقع الإنترنت والصفحات لإدراجها في قوائم جوجل تلبيةً لاحتياجات المستخدم لإعطاء أفضل نتائج بحث. هناك نوعان من إشارات التصنيف التي تأخذها جوجل في الحسبان أثناء تقييمها لموقع ما. إشارات التفاعل. إشارات السمعة. يرتبط مقياس التفاعل على نحو مباشر مع محتوى الصفحة، أي يمكن تحديد قيمة هذا المقياس بناءً على جلسات الصفحة Page Sessions (متوسط عدد الصفحات التي يشاهدها الشخص في جلسة معينة) والوقت الذي يقضيه ومعدل ارتداد الزوار Bounce rate (نفورهم من الموقع)، وتوفر إشارات التفاعل لمصمم الإنترنت رؤيةً أولية للبدء في التصميم ابتداءً من التخطيط إلى زمن التحميل وجميع الأمور الأخرى؛ أما إشارات السمعة، فهي تمكن جوجل من تحديد سمعة الموقع في رأي المشاهدين. ولكي يقيم جوجل سمعة موقع ما، فإنه يتحقق من الروابط الخلفية Backlinks التي ينشئها الموقع. وهذا هو جوهر عمل محسنات محركات البحث الذي يطبق على مواقع الإنترنت والذي لا يكون لمصمم المواقع دخل به. العلاقة بين مصمم مواقع الإنترنت ومحسنات محركات البحث إن الهدف الأساسي لجوجل هو ضمان إيجاد الزوار ما يبحثون عنه بسهولة. ولتوفير أفضل تجربة للمستخدم، يُدرج جوجل أفضل ما يجده على رأس قائمة نتائجه الرائعة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو إذا كان المصمم مواقع الإنترنت يعتقد أنه يمكن فعل ذلك بسهولة، أي فقط عن طريق الإتيان بتصاميم مواقع جميلة ووضع محتوى مميز يحوي كلمات مفتاحية توجه نحو تعليمات الاستعلام في قواعد البيانات على نحو دائم، فهذا يعني إما أنه مصمم مبتدئ أو شخص توقف عن تطوير نفسه وتعلم المزيد. في الحقيقة تأخذ جوجل الكثير من الأمور في عين الاعتبار أثناء تصنيفها لموقع ما بدلًا من الاعتماد على الكلمات المفتاحية فقط، أي أن الخوارزميات حاليًا لا تنظر إلى الكلمات المفتاحية فقط، والتي قد لا تزال تقدم تصنيفًا أفضل، بل تراعي أيضًا العوامل التي تعزز من رضا المستخدم. وهنا يأتي دور مصمم مواقع الإنترنت. مقاييس تحسين محركات البحث لمصممي المواقع الإلكترونية هناك أكثر من 10 مقاييس لمحسنات محركات البحث يمكن تحسينها على مستوى التصميم لتقدم أداءً أفضل لموقعك في محركات البحث. إدراج موقعك في القمة يجب أن يكون السعي نحو تصنيف أعلى هدف مصممي مواقع الإنترنت، وليس فقط تحسين محركات البحث؛ إذ هناك عناصر تصميمية متوافقة مع محسنات محركات البحث تُستخدم للتعديل في أثناء عملية تحسين محركات البحث من النوع على الصفحة On-page، وتُعَد عناصر مثل ملاءمة روابط URL وترميز HTTP والعلامات الوصفية Meta tags وعلامات الترويس heading tags بالإضافة إلى توصيف الروابط، أمورًا حيويةً ومشتركةً بين مصممي مواقع الإنترنت ومختصي محسنات محركات البحث. في حال بدأ المصمم في إجراءات تحسين محركات البحث في المراحل الأولى من عملية التصميم، فقد يؤدي ذلك إلى بدء تحسينه حتى قبل إطلاق الموقع على شبكة الإنترنت وبالتالي يرتفع تصنيفه عندما يبدأ بالعمل. نتائج بحث دقيقة تخيل أنك تزور مركزًا تجاريًا يبيع معجون أسنان. هل يمكنك تخيل عدد الخيارات المتاحة لك؟ هذا التحدي مشابه لمحركات البحث عندما تقدِّم معلومات دقيقة لغرض البحث بدلًا من بضع نتائج رائجة. ومع زيادة عدد المستخدمين على نحو يومي، سيزداد هذا التحدي معه، كما سيبحث المستهلك ويتعرف على العلامة التجارية حتى قبل دخوله للمتجر. في الواقع هناك 136% من الأشخاص يؤمنون بالبحث عن العلامة التجارية ومنتجاتها على محركات البحث بدلًا من المواقع التي تبيع عبر الإنترنت. أي بتعبير أدق، قد يزور مستخدم هاتف محمول المتجر القريب منه في حال قد بحث عن أي كلمة مفتاحية تخص هذا الأمر. يصبح الاحتمال أعلى بنسبة 50% في حالة اجرائه بحثًا قريبًا من مسكنه، ولهذا يمكن للمصمم التعامل مع عناصر تحسين محركات البحث هذه من خلال العلامات الوصفية وتوصيف الروابط أثناء عملية التصميم، بحيث تضمن تربع الموقع على قمة جميع الكلمات المفتاحية ذات الصلة. زيارات أكثر عبر الهاتف المحمول ليست الشركات فقط هي من بحاجة إلى تنمية معارفها في مجال أعمالها والإطلاع على أحدث الصيحات التي تحدث، بل المحترفون أيضًا. إن مواقع الإنترنت التي تحوي روابط URL ملائمة لمحركات البحث لم يَعٌد نقطةً إيجابيةً فحسب، بل جانبًا ضروريًا، ولكنه في نفس الوقت لم يَعُد كافيًا بعد اليوم. غالبًا ما يسعى مختصو التسويق الرقمي لزيادة أعداد الزيارات من خلال تطبيق الكثير من حيل تحسين محركات البحث. وهذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال تصميم سريع الاستجابة يلبي متطلبات شاشات الأجهزة مختلفة ودقة عرضها. نعم في الوقت الحاضر، يجب أن تكون مواقع الإنترنت متوافقة مع الأجهزة المحمولة وهذا عنصر تصميمي صرف، أي ليس من عناصر تحسين محركات البحث. ولذلك، إذا اهتم المصممون بهذا العنصر، فإنه سيساعد مُحسّنات محرّكات البحث في جذب المزيد من الزيارات إلى الموقع، لأن الإتجاه السائد هو أن مستخدمي الهاتف المحمول يفضلون مواقع الإنترنت المتكيفة مع شاشات هواتفهم المحمولة، حيث يغادر 57% من مستخدمي الهاتف المحمول مواقع الإنترنت إن لم تكن متوافقةُ مع هاتفهم المحمول. أي بدلًا من التركيز على مُحسّنات محرّكات البحث، إذا استخدم مصممو الويب المزيد من المحتوى المرئي وصمموا مخططًا متكيفًا مع الشاشات الصغيرة أيضًا، فيمكن استثمار هذا الوقت الذي تم توفيره في تحسين محركات البحث لإصلاح العيوب في عناصر التصميم. تفاعل أوسع وأفضل تستجيب خوارزمية جوجل على نحو إيجابي مع تلك المواقع التي تبقي على المستهلكين فترةً أطول فيها. أي كلما زادت الفترة التي يقضيها المستخدم في الصفحة، قل معدل الارتداد؛ وهو الأمر الذي يزيد من احتمال ارتفاع تصنيف الموقع في محرك بحث جوجل. تضمن مُحسّنات محرّكات البحث في العادة أن الصفحات الداخلية متوافقة ومتسلسلة على نحو جيد ومترابطة، بحيث تزيد من زمن تفاعل المستهلك مع الموقع. حيث تندمج مُحسّنات محرّكات البحث المتواجدة ضمن الصفحة On-page مع صفحات الموقع بطريقة تجعل المستخدمين يستمتعون بالمعلومات التي يحتاجونها على الموقع. تخيل لو أن الأمر يتطلب فقط 8 ثوانٍ لكي يقرر المستهلكون ما إذا كانوا يرغبون في البقاء في الموقع والتفاعل معه أم لا، أي أنه من الضروري أن تصمم مواقع الإنترنت بطريقة تدمج فيها المعلومات عبر ربط الصفحات ببعضها البعض. تتطلب بعض الشركات وقت تفاعل أطول لتستطيع تقديم معلومات دقيقة للعملاء، وبالتالي تتطلب تصميمًا يعمل على تحسين وقت التفاعل. لذا إن كان بإمكان مختص التسويق الرقمي التركيز على استراتيجيات توليد العملاء المحتملين، فيمكن بسهولة معالجة مهمة تحسين التفاعل من قبل مصممي مواقع الإنترنت عبر تصميماته. الفائدة ستعم كلا من الشركات والمصممين من الواضح أنه لا يمكن لأي شركة صغيرة أو كبيرة أن تبقى بعيدةً عن عالم الإنترنت ويجب أن يكون لها حضور قوي على الشبكة العنكبوتية لكي تجذب المزيد من العملاء المحتملين؛ إذ يُعَد التواجد عبر الإنترنت للشركات الصغيرة والمتوسطة أمرًا مهمًا للغاية لضمان بقائها والنمو على نحو أسرع في وقت تعصف به الكوارث عالمنا. من ناحية أخرى، إن حقيقة أن الشركات الكبيرة فقط هي التي بمقدورها تحمل تكاليف وجود قسم مُخصص لتحسين محركات البحث لتعتني على نحو دائم بتواجدها على الإنترنت والحفاظ على تصنيف عالٍ في محركات البحث؛ لا تمنع قدرة الشركات صغيرة على أن تحدث تأثيرًا هائلًا حتى بدون توظيف مختصي تحسين محرّكات بحث، أي إذا دمج مصمم مواقع الإنترنت جميع مقاييس محسنات محركات البحث مع تصميمه للموقع، قد يؤدي هذا الأمر إلى تقليل نفقات شركة، وكسبه المزيد من الأجر في الوقت نفسه. حركة زيارات عالية الجودة ليست هناك فائدة من الزيارات التي لا علاقة لها بمجال عملك، لذا من الضروري جذب زيارات إلى موقعك من مصدرها الجماهير المستهدفة. تشير أداة موز Moz التحليلية المتخصصة في تحسين محركات البحث والكلمات المفتاحية إلى أن مواقع الإنترنت التي تظهر على الصفحة الأولى من نتائج البحث تزيد من احتمالية نقر المستخدمين عليها بنسبة 71.33%. وهذا بالتحديد يعني أنه إذا صمم موقعك باستخدام عناصر دقيقة من محسنات محركات البحث على الصفحة On-page، فمن المحتمل أن يجذب المزيد من الزيارات المحددة جغرافيًا. ويستطيع مصمم المواقع تحقيق هذا الهدف عبر تقديمه تصميمًا متكاملًا للموقع، عوضًا عن الذهاب نحو مُحسّنات محرّكات البحث، وبالتالي يحسن من معدل التفاعل ويزيد من توليد عملاء محتملين فينتج عنه عوائد أكبر للشركات. الاطلاع على التقنيات الحديثة لا يمكن لمصمم مواقع الإنترنت أن يتجاهل التقنية الجديدة التي تتطور بسرعة يومًا بعد يوم، إذ سيؤدي دمج هذه التقنيات المتقدمة مع تصميماته إلى زيادة عدد الزيارات وتحقيق المزيد من التفاعل، وهو الأمر الذي سيساعد في توليد المزيد من العملاء المحتملين وزيادة في الأرباح. إذ يستخدم 60% من مستخدمي الهاتف المحمول اليوم وعلى نطاق واسع ميزة البحث الصوتي في محرك بحث جوجل للبحث عن المعلومات التي يريدونها، وهذا يعني أنه يجب على موقع الإنترنت الارتجال في استخدام الكلمات المفتاحية المتعلقة بمتطلبات هذا البحث الصوتي وتحسين تصميمات مواقع الإنترنت للاستجابة لهذه التقنية الجديدة، إذ تُعَد 1890 كلمة هي عدد الكلمات المثالي لجوجل لرفع تصنيف الصفحات. لذا إذا كان مصمم مواقع الإنترنت على دراية ببعض حيل تحسين محركات البحث، فيمكنه تحسين الكلمات المفتاحية وفقًا لاحتياجات البحث الصوتي ووضع المحتوى والعلامات الوصفية وعلامات الترويس وتوصيف الرابط بطريقة تستجيب لاستفسارات البحث الصوتي بسرعة. وبالإضافة إلى ما سبق، يمكن للمصمم دمج ملحقات تحسين محركات البحث المختلفة في تصميمه لتقليل التكلفة ورفع مستوى الأداء. سرعة تحميل الصفحة إن أهم مقاييس تحسين محركات البحث التي يجب على جميع مصممي مواقع الإنترنت معرفتها هي سرعة تحميل الصفحة، إذ حيث يُعَد الأمر مزعجًا للغاية في حال استغرقت الصفحة أكثر من 3 ثوان لتظهر بالكامل على الشاشة؛ أما إذا تجاوزت 5 ثوانٍ، فهذا أمر محبط جدًا، ومع ثانيتان إضافيتين سيغادر الزوار حتمًا. النقطة المهمة هي أن سرعة تحميل الصفحة يجب أن تكون فائقة السرعة لتقديم تجربة مستخدم أفضل. فإذا كان المصمم يتجنب الصور الكبيرة الحجم، ويصلح روابط URL لتكون بطول محدد، ويحافظ على التصميم خفيف الحجم، ويبرمجه بكفاءة، فإن كل ما سبق سيقلل من وقت تحميل الصفحة دون أن يتطلب الأمر تدخل إجراءات تحسين محركات البحث. تجربة المستخدم هي المفتاح السؤال هنا هو كيف يرتبط تحسين محركات البحث بتجربة المستخدم؟ حسنًا، تكمن الإجابة عن هذا السؤال في المعلومات التي يقدمها الموقع، وقابلية قراءة المحتوى وكذلك كثافة الكلمات المفتاحية.والأهم من ذلك، هو أن تصميم صفحة إنترنت بأسلوب جذاب ومرئي يجذب المزيد من الزوار ويحسن من زمن التفاعل، كما أن الانتقال السلس بين أقسام وصفحات الموقع يسمح للمستخدم بإيجاد المعلومات التي يريدها بسهولة. قد تبدو هذه الميزات بسيطةً ولا داعي لها، إلا أنها مهمة من وجهة نظر مُحسّنات محرّكات البحث، فهي تساعد على بناء صورة حسنة للعلامة التجارية في أعين المستخدمين. اقتصادي التكلفة يُعَد تصميم مواقع الإنترنت جهدًا يُبذل لمرة واحدة، بينما يجب أن يكون تحسين محركات البحث عملًا دائم التطوير. أي يمكن للشركات الكبيرة فقط تحمل تكاليف توظيف فريق مختص بتحسين محركات البحث؛ أما بالنسبة للشركات الصغيرة، فيمكن أن نقول وبثقة أن وجود مصمم ماهر هو نعمة للشركة، لأنه يمكنه تقليل تكلفة تأسيس موقع سريع الاستجابة وجذاب ومبتكر يلبي كل ما يتطلبه تحسين محركات البحث، إذ أن المصمم يدمج مقاييس تحسين محركات البحث مع عملية التصميم.فإذا حضّر المصمم مسبقًا العلامات الوصفية وتوصيف الرابط URL وعلامات الترويس وعلامات بنية الموقع والصور وبنية الرابط URL وكثافة الكلمات المفتاحية، فإنه سينشئ بالتأكيد موقعًا فعالًا للغاية واقتصاديًا من حيث التكلفة. نعيش اليوم في عالم ثبت فيه أن تعدد المهام هو المهارة الوحيدة الأكثر فاعلية. فإذا كان بإمكان مصمم مواقع الإنترنت أن يكون متعدد المهارات (ولا نعني بذلك فقط قدرته على تحويل المواقع إلى تصميمات جذابة)، فيمكنه وحده رفع تصنيف المواقع في جوجل إلى حد كبير. ورغم ذلك، فإن مُحسّنات محرّكات البحث على الصفحة On-page مهمة وضرورية للاحتفاظ بتصنيف عالي. ترجمة وبتصرّف للمقال SEO Metrics That All Website Designers Should Know لصاحبه Harsh Raval. اقرأ أيضًا مخرجات تصميمية يجب على كل مصمم تجربة مستخدم أن يتقنها أدوات ضرورية لتصميم مواقع الويب تحسين الظهور في محركات البحث تهيئة المواقع لمُحركات البحث (SEO)، ماهيّتهُ وأهميّته؟ التوجهات الحديثة في تحسين الظهور ضمن محركات البحث
  15. إذا كانت فكرة الانتقال إلى العمل الحر تجول في ذهنك؛ فمن المؤكد أنك فكرت في الفوائد العديدة التي ستصاحب هذا التحول، بدايةً من كونك لست مضطرًا للخروج من منزلك كل صباح لتعلق في زحمة المواصلات، وصولًا إلى التخلص من مديرك المستفز، ورغم أن كل تلك الميزات العديدة تساهم في عملية اتخاذ القرار، إلا أن ما سنتحدث عنه في هذا المقال هو المزايا الأخرى للعمل الحر. لقد جمعنا لك عشرة أسباب وجيهة -لم تفكر بها من قبل- ستدفعك للانتقال للعمل الحر، وذلك من أجل أن نساعدك في عملية اتخاذ قرار حاسم حيال هذا التحول المهني في حياتك. 1. توفير هائل في نفقاتك الشهرية لن تحتاج إلى شراء بدلة رسمية أو قيادة سيارتك إلى العمل أو شراء وجبة غداء جاهزة، وبالتالي ستصبح حياتك أرخص، فقد كان أحد الموظفين ينفق -في عمله المكتبي السابق- ما يتراوح من 20 إلى 30 دولارًا يوميًا على الطعام في العمل، إذ كان يعمل في المملكة العربية السعودية، وكان زملاؤه يحبون تجربة المطاعم السعودية، بينما ينفق اليوم أقل من 5 دولارات يوميًا مع حساب وجبته المسائية أيضًا. لذا اجلس مع نفسك وفكّر في الحد الأدنى للنفقات التي تحتاجها للعيش، وستتفاجأ بأنها أقل بكثير من دخلك الشهري، وإذا كان المستقلون يتقاضون أتعابًا أكثر من الموظفين، فلن تكون بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد لتغطية تلك النفقات. 2. العمل بمرح عندما تصبح مستقلًا، لن تتمكن من العمل على المشاريع التي تفضلها فحسب، بل ستنجزها بمرح أيضًا، فلن يمنعك أحد من الغناء أثناء العمل، أو أخذ قسط من الراحة للعب كاندي كراش، أو رسم بعض الأفكار الجنونية لمجرد أنها خطرت على بالك، ولا يعني هذا بالطبع عدم الالتزام بمواعيد التسليم النهائية، لكن ما أقصده هو أنك لن تجبر نفسك على فعل أشياء لا تريد فعلها بعد الآن. 3. عدم الاضطرار إلى العمل 40 أو 60 ساعة في الأسبوع يمكنك العمل هذه المدة إن أردت ذلك، لكن لن يجبرك أحد إن لم ترغب بالعمل لفترات طويلة، وفي حال قررت العمل الحر بهدف استعادة بعض التوازن بين حياتك الشخصية والعمل، فستجد أنك ستحتاج إلى العمل من 10 إلى 15 ساعةً في الأسبوع فقط كي تغطي نفقاتك الأساسية، وسيكون أي شيء تفعله فوق ذلك اختياريًا، إذ يمكنك -بمجرد وصولك إلى هدفك الشهري المالي- أن تتوقف عن استلام مشاريع جديدة لتهتم بهواياتك بدلًا من ذلك. يُنصح دائمًا أن تتجاوز الحد الأدنى من احتياجاتك الشهرية، فهناك أشهر عجاف في العمل الحر قد لا يأتيك منها أي دخل على الإطلاق، لذا حاول أن تدخر بعض المال، وفي النهاية القرار يعود لك. 4. عدم الاضطرار إلى الالتزام بساعات العمل الاعتيادية يبدأ بعض المستقلين العمل في حوالي الساعة السادسة صباحًا، ثم يأخذون استراحة غداء طويلةً جدًا من الساعة 12 حتى 4، إذ يُفضل أخذ قيلولة بعد تناول وجبة الغداء، ثم يعودون إلى إكمال العمل مرةً أخرى في الساعة الرابعة مساءً. لا يهتم عملاؤك بمواعيد عملك، بل يهتمون فقط بالإنجاز، لكن يتعين عليك الالتزام بأي اجتماعات كنت قد وافقت على إجرائها، لذا ستمنحك فرصة إعادة ترتيب حياتك كما تريد تجربةً ممتعةً على نحو مدهش. 5. زيادة الإنتاجية يتعامل الموظفون في مكتب مع سلسلة لانهائية من المقاطعات، بينما يمكّنك العمل من المنزل من تفادي معظم المشتتات التي قد تعرقل عملك، لذا ستزداد إنتاجيتك على نحو ملحوظ قد يزيد عن مرتين بالموازنة مع العمل المكتبي، مما يعني ساعات عمل أقل والمزيد من الوقت لتنعم بالراحة إن أردت. 6. إمكانية التعلم أثناء العمل وتقاضي المال لقاء ذلك يدفع لك العملاء -في العمل الحر- أموالهم لقاء النتائج وليس الوقت الذي تقضيه في العمل، لذا ستتمكن من اكتساب مهارات جديدة أثناء العمل على مشاريعهم، فبدلًا من أن تضطر إلى التعلم في وقتك الخاص، سيدفع لك عملاؤك مقابل التعلم، وقد يتعين عليك خفض أسعار خدماتك قليلًا في تلك المشاريع لتلبية توقعات ميزانية العميل، لكن ما يهم حقًا هو أنك ستنال أجرك وتتعلم في الوقت نفسه. 7. اكتشاف آفاق جديدة والتركيز عليها إن كان جدول أعمالك غير مزدحم كليًا (كما هو حال الوظيفة التقليدية)، فستحصل على وقت لاستكشاف آفاق جديدة، وعندما تصادف مجالات جديدةً، فسيتوفر لك الوقت لتجربتها لترى ما إذا كانت ستعجبك أم لا، مما يمنحك حريةً تُعَد نعمةً حقيقيةً، ونادرًا ما تكون متوفرةً لك في بيئات الشركات، إذ لن يسمح لك معظم رؤساء العمل بالعبث أثناء دوامهم الرسمي، مما يقيد تطورك؛ أما عندما تعمل لحسابك الشخصي، فسيكون وقتك كله مخصصًا لك وحدك، وستتمكن من اختيار الطريقة التي تقضي بها ذلك الوقت وما تنفقه فيه. 8. الحصول على عطلة حسب رغباتك يمكنك حماية أوقات فراغك، فقد لا تكون عطلات نهاية الأسبوع هي الأيام التي تريد التفرغ بها، إذ تكون معظم المعالم السياحية في جميع بلدان العالم أشد ازدحامًا في عطلات نهاية الأسبوع، لذا قد تحب أن تفرغ وقتك في منتصف الأسبوع من أجل زيارة المعابد والمعارض والمتاحف التي تحبها. تُعَد القدرة على توفير وقت فراغ لنشاطاتك الشخصية، بدلًا من من محاولة إقحامه في جدول أعمالك المزدحم، أمرًا في غاية الروعة. 9. التحرر من قيود مدير الموارد البشرية يمكنك تحديد عدد الإجازات التي تحصل عليها كل عام واختيار شركة التأمين الصحي التي تفضلها، كما يمكنك أخذ إجازات مرضية بالقدر الذي ترغب به. تُعَد الوظيفة الحقيقية لمدير الموارد البشرية هي حماية الموظفين، لكن على أرض الواقع، غالبًا ما يأتي ذلك في المرتبة الثانية في جدول أعمال الشركة؛ أما في عالم العمل الحر، فأنت من تضع القواعد وأنت من تطبقها. 10. إمكانية اختيار المسمى الوظيفي الذي تفضله ليست المسميات الوظيفية مشكلةً كبيرةً، لكن على أرض الواقع غالبًا ما تكون كذلك، إذ يتوقع العملاء مسميات وظيفيةً معينةً، كما لا يمكنك النجاح -في بيئات عمل مثل الموجودة في الدول الآسيوية المعروفة بهيكلياتها الوظيفية الرسمية- إلا بامتلاك المسمى الوظيفي الصحيح، وذلك لكي يأخذك العملاء على محمل الجد. وغالبًا ما تكون الشركات أنانيةً عند منح المسميات الوظيفية، بل قد توزعها على الموظفين مثل الحلويات، بدلًا من الزيادات المالية؛ أما في عالم العمل الحر، فيستطيع المستقلون اختيار المسمى الوظيفي الذي يريدونه وقتما أرادوا، بدايةً من الرئيس التنفيذي إلى البواب، فالخيارات أمامك مفتوحة، ويمكنك إعادة اختيار المسمى الوظيفي متى شئت خلال 5 دقائق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 10 Great Reasons to Go Freelance (Things You Might Not Have Considered). اقرأ أيضًا 7 مميزات تدفعك للعمل كمستقل اليوم قبل غدًا نصائح المحترفين لتحقيق أقصى استفادة من العمل الحر مجموعة نصائح أساسية للمبتدئين في العمل الحر
  16. من الأمور المهمة التي لا يخبرك عنها العاملون في مجال إدارة المنتجات، أنهم لا يهتمون حقيقةً بالمهارات الفنية، أو ما يسمى Hard Skills، مثل كتابة وثائق المنتج PRD وإجراء مقابلات مع المستخدم وفهم تجربة المستخدم والمعرفة العميقة بعالم الأعمال، والخبرة الطويلة بالتقنيات الحاسوبية. والمغزى من ذلك، أن منصب مدير المنتجات يتطلب أكثر من مجرد مهارات في التصميم والتقنيات الحاسوبية وريادة الأعمال. تقول الكاتبة ومديرة المنتجات Taruna Manchanda: نقدم لك فيما يلي عصارة الدروس التي يجب أن يتعلمها مدير المنتجات: الدرس الأول: لا مكان للحزن لدى مدير المنتجات ليس من الشائع أن يعمل مدير المنتجات في جو من الاسترخاء، مثل الجلوس على شاطئ البحر وكتابة وثائق متطلبات المنتج PRD، بل يكون محاطًا دائمًا بمصممي تجربة المستخدم ومهندسي التقنيات ورجال الأعمال الذي يهزون رؤوسهم إلى الأعلى والأسفل أثناء سماعهم لملاحظاته وتوجيهاته، ويمتلئ جدوله اليومي بالاجتماعات والمحادثات والكثير من المواءمات والأفكار المتبادلة والاعتراضات. إن وظيفة مدير المنتجات أشبه بوظيفة في مجال المبيعات، فهي تلك الوظيفة التي لا تنتهي فيها المكالمات أبدًا، وكل لحظة فيها هي عبارة عن فرصة يجب انتهازها. إنها الوظيفة التي سيتعين عليك فيها التفاعل مع عشرات الأشخاص من مختلف الطباع والشخصيات والدوافع والاحتياجات والحالات العاطفية في اليوم الواحد، ولا وقت للشعور بالحزن أو التجهم، فكيف تتعامل مع ذلك إذا لم تكن بأفضل حالاتك وأكثرها حماسًا؟ كيف يمكنك أن تصل إلى أكبر قدر من النجاح في اجتماعاتك الكبيرة والصغيرة إن كنت حزينًا أو مرهقًا أو غير متحمس؟ يجب ألا تفارقك السعادة في هذا المجال، ونعني ذلك حرفيًا. الدرس الثاني: المنتج ليس طفلك المدلل قد تسمع في العادة نصيحةً معاكسةً تنص على عد المنتج طفلك المدلل الذي عليك أن تعتني به وتربيه وتحبه وتدافع عنه، وذلك لكي تمنحه حبًا غير مشروط، واهتمامًا على مدار الساعة، وتبذل الكثير من الجهد والعرق، تمامًا مثلما تربي طفلك. لكن هذا الأمر خاطئ تمامًا. ليس لسبب واحد بل لسببين اثنين؛ أولًا، هل فكرت يومًا في قتل طفلك؟ هل ستكون سعيدًا بسماع انتقادات توجه نحو طفلك؟ إن كانت إجابتك لا، فتوقف إذًا عن عد المنتج طفلك، فهو مجرد منتج تعمل عليه، وعليك أن تنجح في بنائه مع فصل مشاعرك وعواطفك عنه؛ ثانيًا، يحتاج الطفل إلى عناية على مدار الساعة، بينما لا يحتاج المنتج كل هذا القدر من الاهتمام. أحيانًا عليك أن تتوقف عن الركض حتى تتمكن من الإصغاء، وأن تخرج من الصندوق لتكون قادرًا على التفكير خارجه. افصل نفسك عن الوضع الحالي للمنتج كي تتمكن من العثور على فسحة للإبداع. إدارة المنتج عبارة عن رحلة من التحسين المستمر، والتي تتطلب منك شجاعة التخلي عن الأفكار والمنتجات والميزات عندما يثبت أنها سيئة، بل وتسليط الضوء عليها عندما لا تعمل وفقًا للتوقعات، فوجود مشاعر تجاه منتجك يجعلك أعمى عن كل الانتقادات الموجهة له، وقد يجعلك في بعض الأحيان دفاعيًا وغير قادر على سماع وجهات النظر أو آراء المستخدم على نحو صحيح. لذا من أجل مصلحتك الشخصية، ولتتمكن من بناء منتج جيد؛ تعامل مع المنتج كما هو، وتذكر أنه عمل تجاري لتلبية احتياجات العملاء فحسب. الدرس الثالث: لا تنتظر نتائج سريعة خلافًا للعمل في مجال المبيعات، لن ترى هنا نتائج فوريةً لجهودك التي قدمتها، أي بفرض أنك قدمت منتجًا مقنعًا للبيع وأشارت التوقعات إلى أنه سيحقق أرباحًا ممتازة، فلن تسمع مباشرةً صوت رنين العملات النقدية وهي تتساقط في جيبك، لأن ذلك لا يعني أن المبيعات ستحصل اليوم أو غدًا أو حتى في وقت قريب. المنتج ليس صفقة مبيعات أو عقدًا أو بضعة أسطر من التعليمات البرمجية أو مشروعًا تصميميًا، بل هو رحلة تتضمن ذلك كله. إنها رحلة طويلة ومستمرة، وأسوأ ما في الأمر أنك لن تعمل بصورة مباشرة على كل تلك التفاصيل والمراحل، لذا فمن النادر جدًا أن تشعر بالرضا لإتمام إنجاز شيء ما في نهاية يوم عمل طويل. مع ذلك، ستكون منشغلًا دائمًا بإجراء تحسينات ومراجعة عمليات والتفكير برؤى مفيدة واتخاذ قرارات سليمة في كل حيثية من عملية بناء المنتج. ببساطة، هي دورة عمل لا تنتهي أبدًا، وتتطلب صبرًا لا ينفد، لتتمكن من مواصلة عملية التعلم والاستمرار في المراجعة والتحسين للوصول إلى النتائج المرغوبة، والتي تصبح بدورها في المرحلة التالية نقطة بداية لمجموعة أخرى من التحسينات، وهلم جرًا. لذا إن كنت تبحث عن نتائج فورية، فلن يكون هذا المسار المهني مناسبًا لك. لربما بت تشعر الآن أن الأفكار متضاربة، لكن مهمتك هي موازنة الأمور وفقًا للمعطيات. الدرس الرابع: ابحث عن الحقيقة وليس القبول كونك مديرًا للمنتجات، فعادةً ما يُتوقع منك أن تأتي بأفكار قادرة على حل مشكلات المستخدم جذريًا، والتي من المتوقع أيضًا أن تكون أفضل بأربعة أضعاف على الأقل من الحلول الحالية الأخرى. للتوضيح أكثر، سيتطلب منك الأمر إجراء الكثير من الأبحاث لتحديد المشكلة، والجهة التي تعاني منها، ومدى حجمها، وما هي مجموعة الحلول الحالية المتاحة لحل هذه المشكلة. ما يحدث عادةً هو أن العديد من مديري المنتجات يميلون إلى وضع فرضية حول ماهية الحلول الممكنة، ثم يحاولون دعم الحل بمزيد من عمليات البحث، وذلك من أجل أن تتبين لهم مدى نجاعة حل معين في حل مشكلة المستخدم. وفي تلك العملية، تجمع الوثائق كلها، وتنشأ فرضية عن المنتج وتدون الرؤى اللازمة، ليجرى بعدها تحليل لأثرها. كل شيء واضح حتى هذه النقطة، والآن بعد أن تكون قد أمضيت عدة أسابيع (أو ربما أشهر) محاولًا إيجاد حل للمشكلة (أو تحديد ماهيتها)، فما يحدث هو أنك ستتعلق بالحل الذي قدمته، وهنا تكمن المشكلة. فبمجرد العثور على حل معين، يميل مديرو المنتجات إلى البحث عن آراء تدعم صحة الحل الذي قدموه من بين جميع الحلول الأخرى، بدلًا من البحث عن الحقيقة. وكلما استثمروا في الفكرة أكثر، ازداد تعلقهم بها وبالتالي دفاعهم عنها. يُعَد هذا الأمر طبيعيًا جدًا من الناحية النفسية للبشر. من الحيل التي يمكن اتباعها لحل هذه المشكلة؛ أن تترك التركيز على نجاح الحل الذي قدمته، وتطلب من الآخرين أن يحددوا لك ثلاثة أسباب برأيهم قد تؤدي إلى فشل فكرتك، ولا تقبل بأقل من ثلاثة، بحيث تتحدث مع 10 أشخاص فقط، وبالتالي سيكون لديك 3×10 أي 30 منظورًا مختلفًا عن أسلوب تفكيرك. ورغم أن الآراء الثلاثين لن تكون جميعها سليمةً أو مهمةً أو قابلةً للتنفيذ على الفور، إلا أن الفكرة من هذا التمرين تكمن في تدريب عقلك على البحث عن الحقيقة، وليس السعي لإيجاد قبول للحل الذي جئت به والتمسك بأفكارك الشخصية. الدرس الخامس: متلازمة "فعلت ما بوسعي وأنجزت مهامي.." هنا نلقي الضوء على فكرة مهمة جدًا. لقد قلنا في بداية المقال أن مجال إدارة المنتجات لا يهتم كثيرًا بالمهارات الفنية، أي أن العمل على كتابة وثيقة متطلبات المنتج بصورة ممتازة أو أي مجهود تقدمه، لن يكون ذا أهمية إن لم يبصر المنتج النور. في بداية مسيرتك المهنية في هذا المجال، قد تشعر بكثيرٍ من الإحباط، فتقدم أعذارًا لنفسك من قبيل "لكني فعلت ما بوسعي وأنجزت جميع مهامي"، وهذا صحيح، لقد كتبتَ وثيقة متطلبات المنتج، وأجريتَ مقابلات مع العملاء، وعقدت الكثير من الاجتماعات التقنية، وفعلت كذا وكذا أيضًا؛ لكن مع ذلك، تبقى الحقيقة أن المنتج لم يطلَق إلى السوق ولم يرَ النور. لذا وبصفتك مديرًا للمنتج، فأنت بمثابة قائد الأوركسترا، أي لا يمكنك أن تؤدي مهمةً ما ومن ثم تجلس وتشاهد العرض مع الجمهور. لكي تنجح في هذا المجال، عليك أن تكون في خضم العلمية الإنتاجية وتتابع كافة تفاصيلها، كأن تساعد مثلًا مهندسًا يواجه مشكلةً ما، أو تقدم أفكارًا إبداعية من أجل تصميم تجربة مستخدم رائعة، أو تساعد فريق التسويق والمبيعات في فهم المنتج على نحو أفضل. باختصار، يجب أن تكون أول المتصدين لأية مشكلة تواجه رحلة المنتج، صغيرةً كانت أم كبيرة. الدرس السادس: لا تصنع منتجا لنفسك في كثير من الأحيان، نقع في خطأ التعميم، إذ نفترض أولًا أن هناك نوعين من الناس في العالم؛ أشخاص مثلنا، وأشخاص ليسوا مثلنا؛ وأن كل شخص مثلنا يفكر ويعمل ويتصرف مثلنا؛ فإذا واجهنا مشكلةً ما، فإن كل من مثلنا يواجه المشكلة ذاتها أيضًا، مما يجعلنا نعتقد أن هذه المشكلة مهمة جدًا وواسعة الانتشار وتحتاج إلى حل، وأنه بمجرد إيجادنا لحلٍ لهذه المشكلة على هيئة منتج، فستصطف طوابير من الناس بانتظار الحصول عليه على أحر من الجمر مهما كلفها ذلك. للأسف، لن يحدث هذا في الواقع. يكمن الخطأ عندما نعتقد بأن المشكلة التي نواجهها كبيرة بما فيه الكفاية من أجل أن تكون لها قيمة تجارية، وتستحق البحث عن حل بشغف كبير، لدرجة أننا لا نلقي بالًا إلى نهاية النفق أو نقيّم احتياجات السوق بالضبط، فلا ننظر حولنا لنرى إن كان هناك حلول موجودة مسبقًا دون أن ندري، وربما كافية لحل المشكلة بنجاعة أكبر من الحل الذي لدينا. ونظرًا لأنها مشكلتنا التي نواجهها، فإننا نميل أيضًا إلى الاعتقاد بأننا نعرف كل شيء عنها، ولا نحتاج إلى سماع آراء الآخرين وأفكارهم في حال كانت هذه المشكلة تواجههم بالفعل، أي لا نتعمق داخل النفق. هنا نؤكد على هذه القاعدة؛ لا تصنع منتجات لنفسك، بل اخرج من النفق وابحث جيدًا في النقاط التالية قبل أن تبدأ: هل المشكلة التي تواجهها يواجهها عدد كبير من الأشخاص بما يكفي لاستخلاص قيمة تجارية منها؟ هل المشكلة كبيرة بما يكفي للبحث عن حل لها؟ هل هناك حلول موجودة مسبقًا؟ وما هي القيمة التي سيضيفها الحل الذي لديك على الحلول الحالية؟ الدرس السابع: إطلاق المنتج لا يعني أنه حان وقت الاحتفال أسابيع من البحث، تليها أسابيع من التنفيذ، تليها أسابيع للاستعداد للشحن، وأخيرًا، حان موعد الإطلاق. ألا نستحق بعد كل هذا العناء قسطًا من الراحة؟ احتفالًا صغيرًا؟ بالطبع نستحق، لكن المشكلة تكمن في أن الكثيرين منا يأخذون هذا الاحتفال على محمل الجد، ويعتقدون أن الأمر قد تم وأن النجاح قد تحقق، رغم أن الأمر ليس كذلك. الأمر هنا أقرب في شبهه إلى ما يكون عليه الزواج، فالزواج لا ينجح بمجرد عقد القران والاحتفال، بل حينها يبدأ الاختبار الفعلي. والوقت الذي يبدأ فيه الاختبار الحقيقي لعلاقتك بمنتجك، هو اليوم الذي يبدأ فيه المنتج بأخذ أبعاده الحقيقية، فالفكرة لم تَعُد مجرد فكرة بعد الآن، إنها منتج حقيقي له شكل ومساحة خاصة. بمجرد إطلاق منتجك إلى السوق، ستعرف فعليًا ما تعنيه كل تلك الشهور من البحث والجهد، وستعرف ما إن كانت فرضيتك الأولية للحل تناسب قاعدة عملائك أم لا، وإن كانت كل الاجتماعات التي عقدتها ستجلب لك دراهم ذهبية أم لا. بالتالي، فإطلاق المنتج هو في الواقع بداية العمل الحقيقي. لا ضرر من بعض الصراخ الحماسي والشعور بفرح عارم لحظة إطلاق منتجك، لكن الاحتفال الحقيقي هو حينما يستخدم العميل الأول منتجك، وعندما تتلقى أول دولار في حسابك المصرفي، وعندما يستخدم المزيد من العملاء منتجك، وعندما تتلقى المزيد من الأموال. الاحتفال الحقيقي هو عندما تنجح الحلول التي قدمتها ويتبين أن منتجك مناسب للسوق، وعندما يصبح عملاؤك هم المسوقين ومندوبي المبيعات لشركتك. لا بأس بالاحتفال بإنجاز مرحلة من العمل، لكن يجب أن تعرف ما هي الرسالة التي يفيدها هذا الاحتفال، هل هي "لقد نجحنا وانتهينا!"، أم أنها "انتهينا من هذا الهدف وحان وقت الانتقال إلى الهدف التالي". ترجمة -وبتصرّف- للمقال Product Management Skills NO ONE talks about ;) لصاحبه Taruna Manchanda. اقرأ أيضًا نظرة معمقة حول دور مدير المنتجات ومسؤولياته وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها الانتقال إلى منصب مدير المنتج الدليل الواضح لمدير منتجات ناجح تأهيل مدير المنتجات: ما يجب فعله وما يجب تجنبه في الأسابيع الأولى دليل إرشادي للدخول في مجال إدارة المنتجات
  17. تُعَد الإطارات الهيكلية Wireframe وسيلةً مهمةً للتعبير عن الأفكار واختبارها. ورغم أن الإطارات الهيكلية المرسومة على الورق هي الأسرع في الإنشاء، إلا أن الرقمية منها ستبدو أكثر أناقةً واحترافيةً. لذا إن كنت تبحث عن أداة رقمية تناسب مشاريعك، فإليك هذا الدليل المبسط. يعتمد اختيارك للتطبيق المناسب، على تفضيلاتك الشخصية، أي هل تفضل التطبيقات التي تعمل ضمن بيئة المتصفح أو تطبيقات سطح المكتب التي لا تحتاج إلى اتصال بالإنترنت؟ أو قد يعتمد على حجم مشروعك وعدد الأشخاص الذين تحتاج إلى التعاون ومشاركة عملك معهم. سنستعرض في هذا المقال مجموعةً متنوعةً من الأدوات المجانية المتخصصة في تصميم الإطارات الهيكلية لمواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، لتختار من بينها ما يناسبك؛ إذ أن لكل منها مزاياها الخاصة وحالات استخدام معينة. ستكون التطبيقات المجانية كافيةً تلبية احتياجاتك المهنية في معظم الأوقات، لكن ومع توسع مشاريعك، قد تحتاج إلى ترقية أدواتك إلى النسخ المدفوعة من أجل الحصول على ميزات إضافية أو إنشاء المزيد من المستندات. إن وجدت نفسك تواجه صعوبةً في اختيار الأداة المناسبة، فمن الأحسن تجربتها جميعًا لاستكشاف مزاياه، ولتكون قادرًا على الاختيار بحكمة. أداة فيجما Figma كل ما تحتاجه في أداة واحدة. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح. حدود النسخة المجانية: 3 مشاريع ومحررَين اثنين. تُعَد فيجما إحدى أكثر أدوات التصميم شيوعًا في هذا المجال. إذ تتيح لك منصتها ذات المزايا المتعددة، إمكانية إنشاء كل ما قد تحتاجه في مشاريعك التصميمية، بدءًا من الإطارات الهيكلية القابلة للنقر، إلى النماذج الأولية عالية الدقة. مع دعم لسجل محفوظات يصل حتى 30 يومًا، وتخزين سحابي غير محدود. وكل ذلك تقدمه لك في نسختها المجانية. تقدم فيجما خدماتها إما عبر التطبيقات التي تعمل في بيئة المتصفح، أو تطبيقات سطح المكتب؛ بالإضافة إلى أنه يمكنك أيضًا نسخ تصميماتك ومعاينتها على الأجهزة المحمولة وفي الزمن الحقيقي. بالنسبة لحدود النسخة المجانية، فهي 3 مشاريع ومحررين اثنين؛ أما بالنسبة للنسخة الاحترافية، فهي توفر إمكانية إنشاء مكتبات جماعية، كما تتوفر لديهم نسخة المؤسسات، التي تدعم أنظمة التصميم على مستويات ضخمة. أداة ميرو Miro السبورة التعاونية. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح. حدود النسخة المجانية: 3 سبورات. ميرو Miro هي المنصة التي كانت تعرف سابقًا باسم realtimeboard، وهي عبارة عن سبورة افتراضية تتيح لفرق العمل التعاون والتصميم في الزمن الحقيقي. حيث إن مزاياها العديدة مثل محاكاتها الواقعية لوريقات الملاحظات اللاصقة، ومكتبتها الهيكلية المدمجة، بالإضافة إلى إمكانية رسم الخرائط الذهنية، تجعلها منصةً افتراضيةً عالية الأداء. كما تحتوي على العديد من القوالب المدمجة والإضافات المتوافقة مع منصات مثل سلاك، ودروب بوكس، و كريتيف كلاود، وتريللو. في نسختها المجانية تقدم منصة ميرو 3 سبورات افتراضية كحد أقصى مع إمكانية استخدامها من قبل عدد غير محدود من المستخدمين. أما إذا احتجت إنشاء أكثر من 3 سبورات واستخدام إطار عمل كانبان Kanban، فيمكنك الترقية إلى نسخة الفريق المدفوعة. أداة أدوبي اكس دي Adobe XD كل ما تحتاجه في أداة واحدة. نوع المنتج: تطبيقات سطح المكتب لنظامي التشغيل ويندوز وماك. حدود النسخة المجانية: كامل مزايا البرنامج، لكن خلال مدة تجريبية أقصاها 7 أيام فقط. رغم أنه انضم مؤخرًا لسوق تصميم تجربة المستخدم، إلا أنه قد نجح في اللحاق سريعًا بركب الأدوات الأخرى في السوق. يُمكّنك هذا التطبيق من تصميم النماذج الأولية ومشاركتها عبر تطبيق واحد فقط. وإذا كنت من مستخدمي منتجات شركة أدوبي، فستجد أنه من السهل عليك البدء باستخدام اكس دي، وإضافته إلى سير عملك التصميمي. إن الإصدار المجاني منه متاح فقط لمدة 7 أيام فقط، لذا إن كنت ترغب في الاستمرار في استخدام التطبيق، فعليك ترقيته. أداة InVision Studio كل ما تحتاجه في أداة واحدة. نوع المنتج: تطبيقات سطح المكتب لنظامي التشغيل ويندوز وماك. حدود المستوى المجاني: 3 مستندات، 10 مستخدمين. وهو تطبيق سطح مكتب يمكّنك من تصميم الواجهات والمرئيات المتحركة. لم تشتهر نسخة سطح المكتب بنفس القدر الذي اشتهرت به نسخة المتصفح، كما أنه لم يحظى بالشعبية نفسها التي كانت للأدوات الأخرى المذكورة أعلاه، ويرجع ذلك إلى أنه قد ظهر متأخرًا عن الأدوات الأخرى. تتيح لك نسخته المجانية إمكانية إنشاء 3 مستندات وتضمين 10 مستخدمين نشطين؛ أما حساب المحترفين، فيتيح لك إمكانية إنشاء عدد غير محدود من المستندات، لكنه رغم ذلك يَحُد من المستخدمين النشطين إلى 15 مستخدمًا فقط. أداة Wireframe.CC أداة تصميم إطارات هيكلية. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح. حدود النسخة المجانية: تصميم إطارات هيكلية من صفحة واحدة فقط، دون وجود ميزات للتصدير أو التفاعل. في حال كنت تبحث عن أداة بسيطة وأنيقة لتصميم الواجهات، فستكون أداة Wireframe.CC اختيارك الأنسب، ففي نسختها المجانية، يمكنك إنشاء إطارات هيكلية من صفحة واحدة؛ أما في حال أردت إنشاء إطارات قابلة للنقر أو التصدير إلى تنسيقات PNG أو PDF، فستحتاج إلى ترقيتها، وهو ما يتيح لك إمكانية مشاركة عدد غير محدود من المستخدمين والمشاريع، كما أنها تختلف عن أدوات التصميم الأخرى، في أن واجهتها لا تعرض أيقونات الأدوات المتاحة فيها، بل تظهر فقط عند النقر فوق العنصر المعني أو سحب مؤشر الفأرة. أداة كاكو Cacoo أداة الرسم التخطيطي. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح. حدود النسخة المجانية: 6 صفحات. تطبيق رسم بياني يسمح لك بالتعبير عن أفكارك مرئيًا. وهو أحد التطبيقات القلائل التي تدعم عددًا غير محدود من المستخدمين في نسختها المجانية، كما يقدم كاكو قوالب جاهزةً، وإطارات هيكلية، وتكاملًا مع العديد من التطبيقات، مثل مستندات جوجل وأدوبي كريتيف وAWS وسلاك ودروب بوكس؛ ومع ذلك، يمكنك إنشاء 6 صفحات فقط وتصدير المشاريع بتنسيق واحد PNG في النسخة المجانية؛ أما في نسخته المدفوعة، فستحصل على خيارات تصدير متعددة وعدد صفحات غير محدود وسجل للمراجعة. أداة Jumpchart أداة تخطيط المواقع وإدارة المشاريع. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح. حدود النسخة المجانية: مشروع واحد، مع 10 صفحات، ومستخدمين اثنين، وتخزين 10 ميجابايت. إذا كنت تخطط لإنشاء موقع الكتروني، فسوف يساعدك هذا التطبيق في إنشاء خرائط موقع وإدارة المحتوى وإدارة المشروع. من الميزات الرائعة التي يقدمها، نجد إمكانية تصدير مشروعك إلى ووردبريس، أو دروبل، أو HTML. وبالنسبة لنسخته المجانية، فهي محدودة نوعًا ما، إذ تسمح بمشروع واحد فقط (حتى 10 صفحات) ومستخدمين اثنين، وسعة تخزين 10 ميجا بايت؛ أما نسخته المدفوعة فهي اقتصادية جدًا، إذ يمكنك من خلالها الحصول على 5 مشاريع (تصل كل منها إلى 25 صفحة لكل مشروع)، مع 5 مستخدمين لكل مشروع وتخزين يصل حتى 1 غيغا بايت. أداة MockFlow أداة تصميم واجهة المستخدم. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح (تطبيقات سطح المكتب لنظامي التشغيل ماك وويندوز متوفرة فقط مع النسخ المدفوعة). حدود النسخة المجانية: مشروع واحد، و3 صفحات. يسمح لك هذا التطبيق بإنشاء واجهات مستخدم على نحو تعاوني. النسخة المجانية منه تناسب مشروعًا واحدًا، وهي محددة بثلاث صفحات، لذا ستضطر إلى الترقية للحصول على جميع المزايا التي تحتاجها. تسمح نسخته المدفوعة بالوصول إلى قوالب واجهة المستخدم وتطبيق سطح المكتب لتستطيع العمل دون اتصال بالإنترنت، بالإضافة إلى مشاريع واجهة مستخدم غير محدودة ومكتبات جماعية وتكامل مع تطبيقات إدارة الأعمال. تطبيق Wirefy تطبيق إنشاء أطر هيكلية وظيفية. نوع المنتج: تطبيق عبر المتصفح. الترقية: مجاني. يساعدك هذا التطبيق في بناء إطارات هيكلية وظيفية، ويختلف عن الأدوات الأخرى في أنك ستحتاج إلى تحميله وتثبيته من مستودع GitHub. إن الفلسفة التي يقوم عليها Wirefy هي التركيز على المحتوى وتسريع عملية التطوير، بالإضافة إلى أن استخدامه سيتطلب معرفةً بأساسيات HTML و CSS. تتميز هذه الأداة هي أنها بمجرد أن تستقر على الإطارات الهيكلية، فإن إنتاج المخرجات النهائية تكون عمليةً سريعةً، كما أن بنية واجهة المستخدم الأساسية والمحتوى سيكونان جاهزين لإضافة طبقة الرسومات المرئية. وباحتسابه مشروعًا برمجيًا مفتوح المصدر، فإنه يتلقى تحديثات دوريةً. المزيد من الخيارات رغم أنه من المؤكد أن أحد هذه الأدوات المذكورة أعلاه ستلائم متطلباتك، إلا أننا سنذكر بعض الأدوات الأخرى التي يمكنك استكشافها: Draw.io: وهو تطبيق عبر المتصفح مفتوح المصدر ومخصص لرسم المخططات. يحتوي على مكتبة كبيرة من الأشكال ويدعم الطبقات، كما يتيح لك إمكانية حفظ ملفاتك بتنسيق XML على جوجل درايف، أو دروب بوكس، أو GitHub. Mydraft.cc: وهي أداة إطار هيكلي مفتوحة المصدر تعمل عبر المتصفح ولا تتطلب منك إنشاء حساب، بحيث تبقى ملفاتك على موقع الأداة، لتعود اليها لاحقًا عبر حفظ رابط مشروعك. Whimsical: تطبيق تعاوني للعصف ذهني، يعمل في بيئة المتصفح. ربما لاحظت أن بعض التطبيقات الرئيسية في هذا المجال لم تذكر في هذه القائمة مثل (بالساميك Balsamiq، وأكسورAxure، وجليفي Gliffy، ويو اكس بين UXPin، وموكابس Moqups)، إلا أن هذا المقال قد خُصِّص لكي يشمل فقط الأدوات المجانية، لكن في حال لم تكن الميزانية مشكلة، فيمكنك بالتأكيد تجربة أحد التطبيقات المدفوعة، والتي تأتي جميعها بنسخة تجريبية محدودة المدة حتى تتمكن من تقييمها قبل الشراء. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 9 Free-to-Use Wireframing Tools لصاحبته Kasturika. اقرأ أيضًا أشياء لا يمكن اعتبارها رسوما تخطيطية (Wireframes) في مجال تجربة المستخدم النسخة الكاملة لكتاب أساسيات تصميم الرسوميات
  18. يعود تاريخ مفهوم إدارة المنتجات إلى القرن العشرين، حوالي عام 1931، وذلك حينما ورد في مذكرة أرسلها نيل ماكلروي -مدير الإعلان في شركة بروكتر وجامبل (الشركة الأم لمنتجات مثل شامبو هيد أند شولدرز وشفرات الحلاقة جيليت ومسحوق الغسيل تايد)- إلى الفريق التنفيذي للشركة، معربًا عن حاجته إلى "Brand man" أو رجل العلامة التجارية، أي شخص مسؤول عن المنتج فقط، وليس عن النشاط التجاري للشركة كلها. ارتبطت جذور مفهوم إدارة المنتجات لفترات طويلة بإدارة العلامات التجارية، فلم تكن لها صلة بالمجال الهندسي مثلًا؛ أما اليوم، فقد أصبحت ممارسةً حيويةً في كل شركة تصدر منتجًا مهما كان نوعه. مع ذلك، فإن الكثير من الأشخاص لا يزالون يجهلون الاختلافات الجوهرية بين الأدوار الوظيفية لمدير المنتج ومدير المشروع ومدير تسويق المنتج. ولكي نفهم هذه الاختلافات، يجب أن نمتلك خلفيةً معرفيةً عن عملية ولادة المنتج ودورة حياته. تتألف دورة حياة المنتج من مرحلتين: تطوير المنتج الجديد وإدارة النشاط التجاري الخاص به. التصنيع. تطوير منتج جديد يمكن تعريف هذه المرحلة على أنها العملية الكاملة لإطلاق منتج أو خدمة جديدة إلى السوق، وتشمل كل ما يجب أن تفعله المؤسسة من أجل تحديد المنتج الجديد وتطويره ومن ثم تقديمه إلى السوق. يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى عدة مراحل، وفي كل مرحلة يجب اتخاذ قرار حاسم بخصوص التقدم إلى المرحلة التالية أو تكرار عملية ما أو التوقف. تجدر الإشارة هنا إلى أن كل مرحلة تستغرق الكثير من الوقت والجهد، كما أن هناك عدد هائل من الأنشطة التي تنفذ فيها، لكننا لن نخوض في التفاصيل تجنبًا للتعقيد الزائد؛ كما أننا لن نستعرض الأدوار والمسؤوليات لكل منصب وظيفي على حدة، بل سنتحدث عن كل منهم عندما يحين دوره في دورة حياة المنتج. تبدأ رحلة المنتج مع مدير المنتج، فهو المسؤول العام عن جميع المراحل التالية: توليد الأفكار: تنشأ الأفكار الخاصة بالمنتجات الجديدة عبر إجراء أبحاث عن السوق والعملاء، والاطلاع على توجهات الصناعة والمنتجات المنافسة، وتوجيه الاهتمام إلى التقنيات الجديدة، ثم تتوثق هذه الأفكار وتفرز لينظَر فيها في جلسة عصف ذهني، ثم يصطفى منها أخيرًا قائمةً مختصرةً ننتقل منها إلى المرحلة التالية. تطوير تصور واختباره: في هذه المرحلة، تخضع الأفكار التي ترشحت من المرحلة السابقة إلى المعاينة للتأكد من جدواها بأقل قدر من الموارد المادية والزمنية، فالهدف هنا هو الحصول على تصور مبسط للمنتج بأسرع وقت ممكن، ثم يجري تقييم صحة التصور الذي أُنشئ عبر محاكاة السوق وبعض العملاء المحتملين، وبناءً على الآراء ونتائج التقييم، يكرر التصور ويحسَّن، ومن ثم ننتقل إلى المرحلة التالية. إعداد خطة للمنتج: هنا يستعد مدير المنتج للعمل بجدية، فينشئ حالة عمل مقنعة ليحظى المنتج من خلالها على تمويل المديرين التنفيذيين. في هذه المرحلة، ستتجلى وتُفعّل مفاهيم مثل خطوط المنتج، وخريطة طريق المنتج، بالإضافة إلى تعريفات أخرى للمنتج عالية المستوى (وليس المواصفات التفصيلية). وفي هذه المرحلة أيضًا، سيأتي دور مدير تسويق المنتج، لذا يجب إنشاء لوحة معاينة منتج/حالة عمل تتكون على الأقل مما يلي: مشكلة العميل والحل المقترح وإستراتيجية التسويق (يقدمها مدير تسويق المنتج) والتحليل التنافسي، وتنبؤات المبيعات وتقديرات التكلفة والجدول الزمني وخطة الإيرادات/خطة تحقيق الدخل. تطوير مزيج تسويقي: ننتقل إلى هذه المرحلة بمجرد الموافقة على المنتج من قبل الإدارة العليا. يتكون المزيج التسويقي من 4 عناصر أساسية هي: المنتج والتسعير والعروض الترويجية والمكان. يضع مدير المنتج في هذه المرحلة جميع المواصفات التفصيلية للمنتج، مثل مستند متطلبات المنتج PRD، كما يبدأ بإنشاء ما يسمى بقائمة مهام المنتج Product Backlog (سنشرح هذا المصطلح في الملاحظة التالية لهذه الفقرة) وقصص المستخدمين، في حين يعمل مدير تسويق المنتج على إنشاء إستراتيجية تسويق وترويج للمنتج، ويحدد آلية تسعير المنتج بإصداراته وأشكاله المختلفة، كما يبدأ بإنشاء ما يسمى بإستراتيجية إطلاق المنتج إلى السوق، ويركز عمله على جميع العلاقات والضمانات التسويقية اللازمة، والمؤتمرات والأحداث التي يجب استهدافها، وما إلى ذلك من أمور تحتاجها العملية التسويقية. التطوير الفعلي: في هذه المرحلة يأتي دور مدير المشروع، فهو المسؤول عن ضمان إعداد قائمة مهام المنتج على نحو صحيح، وعقد اجتماعات سكروم يومية Daily Scrum واجتماعات التخطيط للسباقات Sprint Planning (كل ما يخص هذين المفهومين مشروح بالتفصيل في فقرة "ماذا المقصود بـ Scrum وSprint؟")، لضمان فهم جميع المطورين للأهداف وتوضيح ما يجب بناؤه. يعمل مدير المشروع أيضًا على التنسيق بين فريق التصميم وفريق الهندسة وفريق المنتج للتأكد من عدم وجود فجوات، ومن قدرة الفرق على تحقيق النتائج المتوقعة في كل خطوة. في هذه المرحلة أيضًا يتخذ مدير المنتج بعض القرارات الحاسمة، مثل قرار بناء العناصر المطلوبة في المنتج مقابل شرائها من مورّد خارجي، وذلك بعد الموازنة بين قدرات الفريق من جهة وتأثير التكلفة من جهة أخرى، كما يراقب باستمرار متطلبات السوق المتغيرة ليعدّل في قائمة المهام وفقًا لذلك (إذا لزم الأمر). تقع على عاتق مدير المنتج أيضًا مسؤولية التأكد من أننا نقدم في هذه المرحلة فقط نموذج MVP، وهو الحد الأدنى من المنتج الذي يمكن تطبيقه وإنجاز العمل المطلوب منه على نحو كافٍ بالنسبة لمعظم العملاء المستهدفين، بغرض التحقق من صحة السوق والمنتج نفسه، ونذكر هنا مقولة ريد هوفمان (الشريك المؤسس لمنصة لينكدين): ما المقصود بـ Scrum وSprint؟ في مجال إدارة المشاريع، يُعَد سكروم scrum إطار عمل لعملية تطوير المنتجات وتقديمها والحفاظ عليها في بيئة مناسبة، وهو مخصص لمجال تطوير البرمجيات. ومع ذلك يستخدَم في مجالات أخرى، مثل المبيعات والتسويق والتقنيات المتقدمة، وهو مصمم لفرق العمل المكونة من عشرة أعضاء أو أقل، إذ يقسمون عملهم إلى أهداف مرتبطة بالوقت تسمى سباقات السرعة/ سبرينت، والتي لا تزيد مدتها عن شهر واحد، وغالبًا ما تكون أسبوعين. يُقيّم فريق سكروم التقدم المحرز في اجتماعات يومية تسمى The Daily Scrum، وهي اجتماعات محددة بمدة زمنية لا تتجاوز 15 دقيقة، وتسمى هذه الاجتماعات اليومية أيضًا بـ Stand-up meetings، أي اجتماعات الوقوف (يمضي أعضاؤها اجتماعهم واقفين على أرجلهم). في نهاية السباق، يعقد الفريق اجتماعين آخرين؛ أحدهما هو اجتماع مراجعة السباق، الذي يوضح العمل المنجز بالنسبة للأطراف المعنية من أجل الحصول على ردود فعلهم؛ والآخر هو اجتماع السباق الرجعي، الذي يتيح للفريق مجالًا للتفكير والتحسين. اختبار المنتج: في هذه المرحلة، يختبر المنتج داخليًا (اختبار ألفا) لإصلاح الأخطاء، ثم يختبر خارجيًا في بيئة خاضعة للرقابة (اختبار بيتا)، ثم تُجمع الآراء والملاحظات وتحلَّل وتعالَج لتطبيقها في الإصدارات اللاحقة للمنتج. تُعَد عملية إصلاح الأخطاء والاختبار الفعلي من مسؤوليات مدير المشروع؛ أما تحليل الآراء والملاحظات، فيقع على عاتق مدير المنتج الذي يقرر ما يجب مراجعته في المنتج بناءً على ذلك. إدارة النشاط التجاري للمنتج تندرج المراحل التالية من دورة حياة المنتج تحت مرحلة "النشاط التجاري للمنتج"، أو كما تسمى بالإنكليزية Commercialization، والتي تقع مسؤوليتها على عاتق مدير تسويق المنتجات بصورة رئيسية. لنلقِ نظرةً تفصيليةً على هذه المراحل فيما يلي: اختبار السوق: تقع مسؤولية هذه المرحلة على عاتق مدير تسويق المنتجات بصورة رئيسية، ويجرى فيها اختبار نموذج MVP وإستراتيجيته التسويقية، إما في بيئة محاكية للسوق، أو في سوق حقيقي صغير (حسب ميزانية الشركة وحجمها). على سبيل المثال، أحيانًا تطلق الشركات منتجاتها في منطقة جغرافية صغيرة، ثم تعدل المواصفات بناءً على الآراء والملاحظات الواردة قبل إطلاق المنتج في جميع أنحاء العالم. النشاط التجاري للمنتج: إن كان كل شيء يجري على ما يرام حتى الآن، فيمكننا أن نهنئك ونقول مبارك لك! فمنتجك الآن جاهز لاكتساح السوق. في هذه المرحلة يجري إطلاق المنتج على نطاق واسع، ولا داعي أن نذكر أن مسؤوليتها تقع على عاتق مدير تسويق المنتجات بصورة رئيسية. تُجمع شهادات العملاء وآراؤهم الإيجابية لتوظَّف في ما يسمى بضمانات التسويق Marketing Collaterals والتسويق عبر البريد الإلكتروني والتسويق بالمحتوى من أجل جذب عملاء آخرين، ثم يطلق المنتج ويروج له في مختلف المؤتمرات والفعاليات الصناعية. بعد ذلك يجب أن يمر المنتج بأربع مراحل مختلفة من دورة حياته. عند الإطلاق يكون المنتج بالطبع في مرحلة المقدمة، ثم يتابع المراحل الأربعة اللاحقة كما يلي: المقدمة. النمو. النضج. التراجع. الانسحاب. ترجمة -وبتصرّف- للمقال A Deep Dive Into Product Manager Roles and Responsibilities لصاحبه Ayush Jain. اقرأ أيضًا وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها الانتقال إلى منصب مدير المنتج الدليل الواضح لمدير منتجات ناجح الأدوات التي يحتاجها كل مدير منتجات ليكون ناجحا تأهيل مدير المنتجات: ما يجب فعله وما يجب تجنبه في الأسابيع الأولى دليل إرشادي للدخول في مجال إدارة المنتجات
  19. إن نظام الشبكة Grid System هو عبارة عن أداة تساعد المصممين في بناء تصاميم منظمة وتسمح بترتيب المعلومات وتقديم تجربة مستخدم أكثر اتساقًا، بحيث نكون قادرين على تكييف المحتوى رغم اختلاف أحجام شاشات التي يعرض عليها. لعبت الشبكات منذ مئات السنين دورًا حيويًا في عرض المعلومات على نحو مثالي. فهي كانت وما تزال مفيدةً في تنظيم عناصر التصميم، بدايةً منذ اختراع الطباعة، ووصولًا إلى التصميم المرئي الحديث وتصميم واجهة المستخدم. وسواء كنت مصممًا محترفًا أو مجرد هاوٍ، فمن المؤكد أنك تعاملت سابقًا مع نظام الشبكة في برامج التصميم، إذ تقدّم معظمها خيارات لتفعيل عرض الشبكة في مساحة العمل أو تعديلها. لكن الكثير منا يميل إلى تجاهلها دون التفكير في فوائدها العديدة. في هذا المقال، سوف نتعرف على أهمية نظام الشبكة، وكيف يمكن أن يفيدنا في تنفيذ مشاريع تصميمية أكثر دقةً وجماليةً. نظرة عامة على نظام الشبكة إن أسهل طريقة لتنفيذ تصميم منظم هي عبر تطبيق نظام الشبكة، إذ يُعَد تقنيةً مجربةً ومختبرة، وقد لاقى استحسانًا كبيرًا عندما اُستُخدم لأول مرة في تنظيم المحتوى المكتوب في بدايات ظهور الطباعة، كما أنه يُعَد تقنيةً منخفضة التكلفة ولا يتطلب إجراءات تنفيذية معقدة، مما يجعله أداةً رائعةً تفيد المصممين في عملهم. يساعد نظام الشبكة المصممين في تنفيذ تصاميم تفاعلية عبر توفير تجربة مستخدم متسقة وموحدة، وذلك عبر العديد من شاشات الأجهزة المختلفة؛ وبالتالي يُسَر المستخدمون عندما يرون الميزات التي ألفوها متموضعةً في الأماكن التي يتوقعون رؤيتها فيها. من ناحية أخرى، يساعد نظام الشبكة في ترتيب عناصر الصفحة على نحو منظم ضمن صفوف وأعمدة، فقد ساعدتنا هذه الهيكلية المعتمدة على الأعمدة، على وضع النصوص والصور بطريقة متسقة على كامل مساحة العمل، بحيث يكون لكل عنصر موضع محدد يُمكننا من رؤيته على الفور وإعادة إنتاجه في مكان آخر. وللتوضيح أكثر، يمكننا أن نقول أن الأمر مشابه تمامًا لشبكة الإحداثيات التي نراها على الخرائط، حيث تظهر فيها الجزر والبلدان والبحيرات على جزء محدد من الخريطة، وذلك ضمن إحداثيات الجهات الأربعة الشمال والجنوب من جهة والشرق والغرب من جهة أخرى، بحيث تكون هذه العناصر الجغرافية متوضّعةً في المكان نفسه على جميع الخرائط الأخرى. ونتيجةً للتطور العلمي، استطاع البشر تطوير نظام الملاحة العالمي GPS، وهي تقنية تعتمد على توظيف شبكة الإحداثيات من أجل معرفة مواضع الأجسام على الكرة الأرضية. تخيل مثلًا لو أنك أضعت وجهتك على طريق مظلم ولم يكن هناك نظام شبكة يمكنك من معرفة مكانك. لقد استُخدم نظام الشبكة لأول مرة في ترتيب الكتابة على الورق، ثم في المنشورات المطبوعة من أجل تنظيم تخطيط الصفحات page layout. ونظرًا لوجود الكثير من القواسم المشتركة بين الصفحة المطبوعة والصفحة الافتراضية، فلا عجب في أننا نستخدمه أيضًا في تصميم صفحات الإنترنت والتطبيقات. ورغم أن إنشاء نظام شبكة في الصفحات الافتراضية يُعَد عمليةً أكثر تعقيدًا بالموازنة مع الصفحات المطبوعة بما أن المتصفحات تعالج المعلومات على نحو مختلف، وبسبب اختلاف أحجام الشاشات من جهاز لآخر؛ إلا أن المبدأ يبقى هو نفسه. على الرغم من كل ما سبق، إلا أن هذا لا يعني أن جميع الآراء متفقة على أهمية استخدام نظام الشبكة؛ فبعض المصممين يرون أن الشبكة تحدّ من الإبداع. وقد يكون هذا الرأي صحيحًا إلى حد ما، إلا أنه من المهم أيضًا أن تدرك أن العديد من المصممين يميلون إلى استخدام نظام الشبكة على نحو منتظم في مشاريعهم، بسبب قدرته الكبيرة على تنظيم المعلومات وترتيبها. وباحتساب أن أفضل تخطيط للصفحة هو الذي لا يسمح بحدوث تشتيت عن المحتوى، يُعَد نظام الشبكة أفضل وسيلة لتحقيق هذا النوع من التخطيط، وهذا بسبب الدقة التي يوفرها في تنظيم المحتوى وترتيبه. الشبكة كمبدأ تصميمي في القرن الثالث عشر، دمج الفنان الفرنسي فيلارد دي هونيكورت، نظام الشبكة مع النسبة الذهبية من أجل إنتاج تخطيطات للصفحات المطبوعة بهوامش تعتمد على نسب ثابتة. ما تزال هذه المنهجية مستخدمةً حتى يومنا هذا، وهو ما تثبته غالبية دور النشر، كما يبذل الناشرون والمحررون والمصممون الكثير من الجهد للحفاظ على هذا التقليد. ليس فقط لأنه أفضل طريقة لتخطيط الصفحات، ولكن لسبب آخر مهم، هو أن القراء (أي المستخدمين) يتوقعون رؤية كل شيء في مكانه المعتاد؛ فالعين البشرية تنجذب إلى العناصر المرتبة، كما أن القارئ يُستفز بسهولة إن ارتبك أو واجه مشكلةً لم يكن يتوقعها. ولكي نفهم أكثر فاعلية الشبكة، دعنا نجري هذه التجربة السريعة. أحضر ورقتين فارغتين، وارسم على الأولى أربعة أو خمسة أشكال عشوائية. لا تقلق حيال دقة الرسم، فهي بهدف التوضيح. بعد أن تنتهي، حاول أن تنسخها كما هي على الصفحة الثانية (لا تحاول وضع الصفحة الثانية فوق الأولى ورسم الأشكال). ستلاحظ أنه حتى لو كنت تملك نظرًا حادًا ويدًا ثابتة، لا يمكنك عمليًا رسم الأشكال بتطابق مع الورقة الأولى. والآن، أحضر ورقتي تخطيط بياني، تلك التي عليها شبكة من المربعات الصغيرة المتساوية الأبعاد، وكرر نفس التجربة. ستلاحظ أن العملية أصبحت أسهل بكثير عندما أصبحت تعرف كيفية توجيه مسار القلم. حيث تمنحنا الشبكة ذات الخطوط المتقاطعة القدرة على تتبع مسار الأشكال التي رسمناها في الصفحة الأولى، وعبر التدرب على نمط الخطوط العمودية والخطوط الأفقية، سنتمكن من رسم نسخة مطابقة من الأشكال يدويًا. توضح الصورة في أعلى المقال مكونات الصفحة المطبوعة، وهي: الترويسة والتذييل، بالإضافة إلى الهوامش اليمنى واليسرى. في داخل الهوامش، نرى كيف أن المصمم قد أنشأ أعمدةً متساوية الحجم، مع ترك مسافة بينها؛ وتُعرف هذه المسافة باسم القناة أو gutter. يستطيع المصمم وضع عناصر مثل الصور أو النصوص داخل هذه الأعمدة، بحيث تتحاذى مع بقية المحتوى، كما يمكن أيضًا أن تتداخل مناطق الصورة والنصوص مع أكثر من عمود إن تطلب الأمر. إلى جانب الفوائد التي تقدمها خطوط الشبكة العمودية، تحدّد الخطوط الأفقية ارتفاع العناصر في التصميم، بحيث تُعرف الأجزاء الناتجة من الشبكة بالصفوف. بالنسبة لنا نحن المصممون، يكون هدفنا هو جعل ارتفاع كل صف متناسب مع عرض الأعمدة. على سبيل المثال، نسبة عرض العمود إلى ارتفاع الصف هي 3: 2 أو 4: 3. لاحظ كيف نرتب الصفوف بالتساوي داخل تخطيط الصفحة، وكيف ندرج مسافةً (قناة) بين كل صف. يمكننا بعد ذلك وضع عناصر محتوى الصفحة في صف واحد أو أكثر، تمامًا كما هو موضح في الصورة أعلى المقال. الشبكات من الناحية التصميمية يعمل نظام الشبكة في العالم الرقمي على نحو مشابه لعمله في تخطيط الصفحات المطبوعة، أي تنظيم العناصر على الصفحة، بالإضافة إلى أنه يوفر دليلًا للمصممين من أجل إنشاء تخطيطات متعددة من شأنها أن تدعم القوالب سريعة الاستجابة من أجل أحجام شاشات مختلفة؛ إذ يُقسم تخطيط صفحة الإنترنت إلى أعمدة يُفصل بينها بهوامش -أي عبر وضع مسافات بينها-، ويكون عرض الأعمدة والهوامش متساويين، بحيث يمكن وضع المحتوى في عمود واحد أو أكثر، بناءً على تخطيط التصميم. إن تطبيق الشبكة يعني أنه يمكن تقسيم التصميم إلى عدة أعمدة تساعد المصممين على تنظيم المحتوى. على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي الصفحة عمودًا واحدًا، أو اثنان، أو ثلاثة، أو ستة، أو اثني عشر عمودًا، أو أكثر؛ وبما أن دقة شاشات اليوم يمكن أن تصل إلى أحجام كبيرة جدًا بالموازنة مع ما كان متوفرًا في بداية ظهور الحواسيب الشخصية، إلا أن استخدام عرض بقياس 960 بكسل، يضمن سلامة عرض التصميم على العديد من شاشات الأجهزة، كما يمكن أن يساعد المصممين أيضًا على تعديل التخطيط كي يتلاءم مع شاشات الأجهزة المحمولة. هناك العديد من الأدوات التي من شأنها مساعدتك في بناء تخطيطات الشبكة، وهي متاحة مجانًا عبر الإنترنت: 1200Px: يساعدك هذا الموقع في إنشاء نظام شبكة لمواقع الإنترنت التي تكون أوسع من نظام 960 بكسل. نظام الشبكة الذهبية: يمكن أن يساعدك هذا الموقع في بناء نظام شبكة وتحسينه لكي يتلاءم مع شاشات الأجهزة المحمولة. في الختام يمكننا أن نقول أن نظام الشبكة قد ساعد الفنانين من جميع المجالات (بما في ذلك الكُتاب) لفترات طويلة، وقد اُستخدم نظام الشبكة لأول مرة من قِبل فنان فرنسي في القرن الثالث عشر، فدمجه مع النسبة الذهبية، وعُدَّ منهجيةً مجربةً ومختبرةً وموثوقةً لعدة قرون، كما مكّن الكتّاب من الكتابة اليدوية بدقة على الورق؛ ثم أصبح بعد ذلك معيارًا عالميًا في مجال النشر والمطبوعات. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت دور النشر في كل أنحاء العالم تراعي بصرامة نظام الشبكة عند إصدار مطبوعاتها التي يستمتع المستخدمون بقراءتها وتتماشى مع توقعات أعينهم. وفيما يتعلق بتحديد العناصر، توفر الشبكات دقةً رائعةً في هذا الصدد، إذ يتجلى هذا المبدأ بوضوح في الخرائط، والتي تُحدد فيها المواقع عبر خطوط شبكة الإحداثيات. إن السعي وراء رسم خرائط دقيقة يُمكّن الملاحين من اكتشاف أماكن جديدة في الأجزاء المجهولة من العالم، فاليوم ومع وجود خطوط شبكة الإحداثيات التي تحدد كلًا من خطوط الطول والعرض، تسمح لنا أجهزة الملاحة العالمية GPS بالوصول إلى أي مكان نرغب به. ومع ذلك، فإن الخرائط التي يرسمها المختصون تمثل "تصميمات" ثابتة لا تتغير إلا قليلًا، وعلى مدار العديد من السنوات، أي أنه قد يكون رسم الخرائط علمًا في حد ذاته، إلا أن الشبكة وبدقتها الرياضية، تُعَد أداةً رائعةً أيضًا ويحتاجها الفنانون بشدة، فعلى مر التاريخ، استخدم الفنانون خطوط الشبكة في تخطيط ورسم إبداعاتهم الفنية، مما نتج عنه أفضل النسب وأكثرها جمالًا. وإن سهولة إنشاء الشبكات وكونها عملية غير مكلفة، تمنح مصممي مواقع الإنترنت والتطبيقات القدرة على تخطيط عملهم بطريقة منظمة ودقيقة، فهي تمكنهم من إدراج العناصر في المربعات التي أنشأتها الخطوط المتقاطعة، كما تتيح لهم تقديم تجربة مستخدم متسقة عبر العديد من الأجهزة المختلفة، مثلما هو الحال في شاشات أجهزة الحواسيب والهواتف الذكية المختلفة الأحجام. يحافظ تخطيط عملنا على أساس أنه يمكننا تعديله حتى يتلاءم مع أنظمة العرض على المنصات المختلفة، على تصميماتنا سليمةً وكما يتوقعها المستخدمون. رأينا أيضًا كيف يستخدم المصممون الأعمدة والصفوف المصممة وفق تناسب بين عرض العمود وارتفاع الصف (مثل 3: 2 أو 4: 3) والقنوات gutters (أي المسافات بين هذه "الصناديق") من أجل عرض عناصر التصميم بأسلوب أكثر جمالية. وعلى الرغم من أننا اليوم أصبحنا نملك رفاهية الشاشة عالية الدقة، والتي تتيح لنا إمكانية عرض تصاميم أكثر إثارةً للإعجاب وواقعيةً، إلا أنه عبر استخدام شبكة تعتمد على عرض بمقاس 960 بكسل، يمكننا التأكد من أن تصميماتنا تترجم على نحو صحيح، بحيث تكون قابلةً للعرض على العديد من شاشات أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة. ومع ذلك، لدينا الكثير من الموارد المتاحة لمساعدتنا في اختيار نظام الشبكة الذي يتناسب مع التصميم الذي نريده. مهما كانت الطريقة التي تستخدم بها نظام الشبكة في بناء تصاميمك، يجب أن تضع في الحسبان المبادئ الأخرى، مثل النسبة الذهبية، وتقديم تجربة مستخدم ممتعة ومتسقة عبر العديد من شاشات الأجهزة المختلفة. وإذا كنت تراعي أن اختياراتك يجب أن تتسق مع ما اعتادته عين المستخدم، فستتمكن من إنشاء تصميمات ملفتة للنظر ومنظمة على نحو أفضل، تمامًا كما اعتاد المستخدمون رؤيتها على شاشات الأجهزة الأخرى، مثل شاشات الحاسوب أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Grid System: Building a Solid Design Layout لصاحبه Mads Soegaard. اقرأ أيضًا أفضل 12 أداة انتقاء للألوان لمصممي الويب تعلّم مبادئ رسم فن البكسل من نوعية Non-Isometric
  20. من الصعب أن تجد مقالات مفيدة تقدم معلومات واقعية عن مجال إدارة المنتجات، إذ نلاحظ أن معظم المقالات المنشورة بهذا الخصوص كتبها مديرو منتجات ربما لا يملكون أساسيات المهنة أو المهارات والخبرات التي تتعلق بهذا المجال، وتحتوي مقالاتهم على الكثير من القصص الجانبية والجمل التي تتردد على ألسن مديري الموارد البشرية في الشركات الكبرى، بالإضافة إلى الكثير من الكلام الاستعراضي، لهذا كان لا بد من دليل صريح يقدم المختصر المفيد لمدير منتجات ناجح. إن كتابة دليل شامل عن مجال إدارة المنتجات مهمة صعبة، لسببين اثنين، أولهما هو اختلاف الدور الوظيفي لمدير المنتجات بين شركة وأخرى، فقد يختلف مثلًا دور مدير المنتج في شركة فيسبوك كليًا عن دور مدير المنتج في شركة صغيرة ناشئة، كما قد تختلف أدوار ومهام مديري المنتجات داخل الأقسام المختلفة لشركة فيسبوك نفسها، فهو منصب يحوي بين طياته قدرًا كبيرًا من الاختلاف والتنوع؛ أما السبب الثاني، فهو التنوع الكبير في الخبرات الأكاديمية والمهنية السابقة للأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، إذ لا يوجد طريق واحد تسلكه لتصبح مدير منتج، فقد تبدأ من قسم التطوير أو تكون مستثمرًا أو خريج إدارة أعمال أو متدربًا في قسم المنتجات، ثم تتدرج في المناصب شيئًا فشيئًا. المهارة الأساسية اللازمة لمدير المنتجات يجب أن يكون الشخص الذي يتولى هذا المنصب قادرًا على إنشاء صورة مصغرة عن المنتج وقادرًا على تحويلها بنفسه من فكرة مجردة إلى منتج ربحي بمهارته وقوة إرادته. هو في الواقع ليس مسؤولًا عن أداء جميع المهام لإيصال الفكرة إلى منتج، لكن يجب أن يكون قادرًا على فعل ذلك. قد يقول قائل أن مدير المنتجات يعمل دائمًا مع فريق متكامل (من مصممي واجهة المستخدم والمطورين والمسوّقين وما إلى ذلك) وليس مضطرًا للخوض في التفاصيل، إلا أن امتلاكه لجميع المهارات والخبرات في كل تخصص يزيد من كفاءته في التواصل مع أعضاء فريقه والقدرة التحدث بلغتهم ومصطلحاتهم. المسارات المهنية المتاحة سنتحدث تاليًا عن المسارات المهنية المتاحة للوصول إلى منصب مدير المنتجات. الانتقال المهني يُعَد اﻻنتقال المهني من أبرز الطرق للوصول إلى منصب مدير المنتجات وأسهلها وسنذكر منها ما يلي: 1. مسوق يُعَد التسويق مسارًا مهنيًا مناسبًا للبدء، مع التركيز قدر المستطاع على "تسويق المنتجات"، وغالبًا ما يكون المسار المهني كما يلي: من محلل تسويق إلى مساعد مدير تسويق منتجات إلى مدير تسويق منتجات إلى مدير منتجات. أثناء العمل في التسويق، يجب إتقان كل ما يخص منصة تحليلات جوجل Google Analytics أو أي منصة تحليلات أخرى (يفضل منصة جوجل)، كما يجب تعلم كل ما يتعلق بتحسين محركات البحث داخليًا وخارجيًا، وفهم محسنات محركات البحث على الصفحة On-page SEO والروابط الخلفية backlinks وتقييم النطاق وتقييم الصفحة والكلمات المفتاحية، بالإضافة إلى إتقان التسويق بالمحتوى والتسويق الخارجي وكيفية زيادة الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي. 2. مساعد مدير المنتج هذا المسار هو الأكثر وضوحًا، ويبدأ من مساعد مدير منتجات يتولى مسؤوليات ومهام مدير المنتجات نفسها، لكن على نطاق أضيق، ليترقى في النهاية إلى مدير منتج. 3. متدرب هذا المسار الوظيفي حساس بعض الشيء، فهو ليس طريقًا مباشرًا لمنصب مدير المنتجات، إذ غالبًا ما تصطفي الشركات المتدربين أصحاب أفضل أداء، لذا حاول أن تبذل كل جهدك في التعلم أثناء فترة تدريبك، وفي حال لم يقع الاختيار عليك لوظيفة بدوام كامل، فإنك ستستفيد حتمًا من هذه التجربة مع شركات أخرى. 4. مصمم واجهة المستخدم يُعَد المسار المهني لمصمم واجهة المستخدم طريقًا سالكًا نحو إدارة المنتجات، فهو يتضمن إتقان العمل على أدوات التصميم ومهارة إنشاء نماذج أولية ونماذج بالأحجام الطبيعية. لذا أثناء عملك مصممًا لواجهة المستخدم، حاول تنفيذ مشاريع أكبر والانخراط أكثر فيها، بحيث تكون جاهزًا للتقدم لوظيفة مدير منتجات في الوقت المناسب. 5. مطور برمجيات وهو من أكثر المسارات شيوعًا، لذا حاول أثناء عملك مطورًا أن تنخرط وتطلع أكثر على مجال واجهات المستخدم لتعزيز مهاراتك البرمجية قدر الإمكان. الدراسة الأكاديمية تساعد الشهادات الدراسية اﻷكاديمية في الحصول وظيفة مدير المنتجات. 1. ماجستير إدارة الأعمال لا يُنصح بالسعي للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال فقط للوصول إلى منصب مدير منتجات، فدراستها مكلفة كثيرًا سواءً من الناحية المادية أو الزمنية قياسًا بهذا الهدف، كما أنها لا تقدم كل المهارات االلازمة لمدير المنتجات، لكن قد تكون دراسة ماجستير إدارة الأعمال منطقية أكثر في حال كنت مطورًا بالأساس. الجدير بالذكر هنا، هو أن برامج ماجستير إدارة الأعمال رفيعة المستوى تتميز بكونها ذات عائد استثمار عالٍ قياسًا بالبرامج الدراسية الأخرى، لذا فإن قررت سلوك هذا المسار، فاحرص على اختيار أفضل برامج الماجستير. 2. ما قبل التخرج في حال كنت لا تزال طالبًا ولم تقرر بعد التخصص الذي تريد أن تسلكه، فإن أفضل فرع ملائم هو علوم الحاسوب، إذ أن المهارات التقنية مفيدة جدًا لمديري المنتجات، يلي ذلك الفروع القريبة مثل الإحصاء أو الهندسة الكهربائية، ثم الفروع التقنية الصعبة وغير المرتبطة مباشرةً بمجال إدارة المنتجات مثل الفيزياء أو الرياضيات، وفي المرتبة الرابعة العلوم الاجتماعية أو علم النفس أو أي نوع من التخصصات التجارية. 3. ريادة الأعمال وهو المسار الأقل شيوعًا قياسًا بالمسارات الأخرى التي استعرضناها، وهو في الواقع من أفضل السبل لتعلم المهارات الأولية اللازمة لإدارة المنتجات، فغالبًا ما يتحتم على مدير المنتج أداء مهام مختلفة تحتاج لتعدد المهارات. من ناحية أخرى، قد يكون هذا المسار هو الأصعب لصعوبة الوصول بالشركات الناشئة نحو النجاح، فالفشل خيار مطروح دائمًا، لكن كلما كان أداؤك أفضل، أصبح من السهل عليك إيجاد وظيفة في مجال إدارة المنتجات، وتعتمد فرص الحصول على وظيفة مدير منتج بهذا النوع من الخبرة على مدى نجاح الشركة الناشئة التي كنت جزءًا منها وحجم دورك في هذه الشركة ومدى براعتك في توضيح شمولية تجربتك والحديث عن مهاراتك. قد تكون ريادة الأعمال هي المسار الأفضل قياسًا بالمسارات الأخرى بسبب شمولية التجربة التي تقدمها. المهارات على الراغب في الحصول على منصب مدير المنتجات أن يمتلك العديد من المهارات والمعارف لمساعدته في أداء وظيفته بامتياز ومنها: 1. لغة SQL تُعَد لغة SQL مهارةً مهمةً يجب أن يتعلمها كل ساعٍ نحو منصب مدير المنتجات، فعندما تباشر العمل لن تكون كل المعلومات التحليلية متوفرةً لك، وستحتاج إلى تفقد المعلومات في قواعد البيانات مرارًا، ومن غير المستحسن أن تطلب مساعدة مطوّري البرمجيات كلما احتجت إلى ذلك، وإلا ساءت علاقتك بهم سريعًا، بالإضافة إلى أنها مهارة يركز عليها مسؤولو الموارد البشرية في مقابلات العمل. تذكر أنك لن تحتاج إلى إدخال البيانات في قواعد البيانات، وإنما ستجري عمليات بحث فقط. هناك أيضًا تقنية أخرى لقواعد البيانات قد ترغب بتعلمها تسمى MongoDB، لكنها أقل شيوعًا. 2. بناء النماذج الأولية يجب أن يكون مدير المنتجات قادرًا على استعراض مهاراته في بناء النماذج الأولية أمام الجميع، مع قليل من الإثارة. وفي حال لم تمتلك فريقًا من مصممي واجهة المستخدم يعمل تحت إمرتك ويسعى لنيل رضاك، فعليك الاعتماد على نفسك وتنمية مهاراتك في بناء النماذج الأولية. وهنا لا تكفي المعرفة المتوسطة، بل يجب أن تكون مبدعًا بحيث تبهر أعين الناظرين عندما تعرض النموذج الذي بنيته في اجتماع أمامهم وهم لا يزالون يحاولون فهمه، وبذلك تكسب المزيد من نقاط القوة. 3. التحليل يجب أن يفهم مدير المنتجات تمامًا ماذا يريد المستخدم، كما يجب أن يكون الأفضل في التحليل من بين باقي العاملين في الشركة. من الحيل التي يمكن الاستدلال بها على قوة ملكة التحليل، نجد إمكانية حل المسائل المتعلقة بالمستخدِم بما يشبه عمل المحققين. على سبيل المثال، تعاملت جهة ما مع مشروع (س)، من هذه الجهة؟ من أين أتت؟ ما الحملة التسويقية التي جذبتها؟ هل كانوا مستخدمين لأول مرة أم عادوا بعد تجربة سابقة؟ 4. البرمجة المهارات التقنية قيمة مضافة مهمة لمدير المنتجات، حتى أن بعض الشركات لا تعين مدير منتجات يفتقر لخلفية تقنية. 5. إدارة المشاريع يجب أن تتعلم عن إطارات العمل مثل Scrum وكل المصطلحات اللازمة مثل قصص المستخدم، وقائمة المهام backlog، ومنهجية أجايل agile، ووحدة سبرنت sprints؛ كما يجب أن تتعلم أيضًا كيفية قيادة المشاريع وإدارة توقعات العميل. للأسف تأتي القدرة على قيادة المشاريع مع الخبرة، ولا يوجد طريق مختصر لتعلم هذه المهارة. 6. مهارات البيع يجب أن يتحلى مدير المنتجات بالقدرة على النقاش وأن يمتلك مهارات عالية في البيع، ولا نتحدث هنا عن مهارات مندوب المبيعات في إقناع الزبائن بشراء المنتج، فهذه ليست وظيفة مدير المنتجات، بل نقصد مهارات تصدير الأفكار وإقناع الآخرين بها سواء للموظفين أو للزبائن، فقبل أن تبيع منتجًا ما، يجب أن تقنع الناس به. 7. الإلمام بكل ما يخص المنتجات ينبغي متابعة المنتجات المنافسة وأحدث الصيحات عبر الإنترنت باستمرار، فمدير المنتجات الماهر يكون مطلعًا على آخر أخبار البرمجيات، ويتبنى منتجات جديدة، ويتعرف على الشركات الناشئة الناجحة منها والفاشلة، ويتفاعل مع التقنيات الرائدة، ويجري الأبحاث اللازمة عن السوق والمستخدم، ويبحث عن التوجهات المتزايدة للمستهلكين. ولأن الأفكار الجديدة غالبًا ما تأتي من تكامل فكرتين سابقتين، فإن على مدير المنتجات المبدع أن يتعرف باستمرار على المفاهيم والبيانات والتقنيات الجديدة التي تتعلق بتفضيلات المستخدم. لتحسين نفسك في هذه الناحية، ابدأ بالاشتراك في منتديات تخص اهتماماتك في العمل وكن أكثر وعياً واطلاعًا على أخبار التقنيات الحديثة والصيحات والمنتجات الناجحة، وأنشئ حسابًا على منصة تويتر وابدأ بمتابعة المؤثرين والمستثمرين التقنيين. 8. التحدث إلى العميل تُعَد القدرة على التحدث مع العميل وفهمه واحدةً من الأمور التي تحمل قدرًا كبيرًا من الأهمية، فمن لا ينصت إلى العملاء لا بد أن يُنبذ في النهاية، لذا يجب أن تكون مستمعًا ممتازًا وتنصت إلى العملاء وتستفيد من المعلومات التي لديهم، وأن تكون حذقًا في قراءة ما بين سطور واكتشاف ما يفعلونه وما لا يفعلونه في الواقع (وليس فقط ما يقولون أنهم يفعلونه أو لا يفعلونه). ستواجه الكثير من المتاعب مع عملائك، لذا عليك أن تعتاد على التعامل مع أمور كهذه. ولا بد أن تواجه بين فترة وأخرى بعض العملاء المزعجين، وهذا أيضًا جزء من عملك، لكن في بعض الحالات يكون هؤلاء العملاء المزعجون هم العملاء الأكثر قيمةً لديك، لأنهم يهتمون بالعمل أكثر ويقدمون لك ملاحظات صادقة. مقابلة التوظيف إن أفضل طريقة لاجتياز مقابلات التوظيف بنجاح لمنصب مدير المنتجات هي إجراء الكثير من المقابلات! فكلما أجريت مقابلات أكثر، ازداد شعورك بالراحة، وتمكنت من معرفة أخطائك وإصلاحها تدريجيًا، وتعرفت على نمط الأسئلة لتقديم إجابات مناسبة. أنواع الوظائف في مجال إدارة المنتجات هناك عدة مناصب وظيفية تندرج تحت مسمى مدير منتجات وتختلف فيما بينها من حيث المهام والمتطلبات، سنذكر تاليًا أهمها، مع توضيح الرواتب السنوية لها في الدول الغربية وفقًا لمنصة غلاسدور لتحصل على فكرة واضحة عن هذه المناصب. 1. مدير منتج متدرب المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Product management Intern. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 84,754$. وهو أدنى منصب في مجال إدارة المنتجات، إذ يعمل فيه المتدربون مؤقتًا، لتختار الشركة فيما بعد أحدهم أو بعضهم وتمنحهم وظائف بدوام كامل. 2. مساعد مدير منتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Associate product manager. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 126,565$. وهو المنصب الذي يسبق منصب مدير المنتج. غالبًا ما تكون هذه الوظيفة بدوام كامل، ويتولى أصحابها مهام مدير المنتج نفسها، لكن بنطاق محدود. يعود السبب في كون الراتب قريبًا جدًا من راتب مدير المنتج، إلى أن هذا المنصب شائع في الشركات الكبرى التي تدفع راتبًا أعلى من الشركات الناشئة، أي غالبًا ما يكون لدى الشركات الأكبر حجمًا تصنيف أدق لكادرها المتخصص في إدارة المنتجات قياسًا بمثيلتها في الشركات الناشئة، والتي قد توظف شخصين فقط يحملان لقب "مدير المنتج". 3. محلل المنتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Product Analyst. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 74,160$. وهو مشابه لمنصب مساعد مدير المنتج، وغالبًا ما يعتبر بمثابة منصب سابق لمدير المنتج. في بعض الحالات توظف الشركات محللي منتج ومساعدي مدير منتج في الوقت نفسه، بحيث يكون منصب المحللين أقل من المساعدين. 4. مدير المنتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Product Manager. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 126,658$. وهو المنصب الأساسي في مجال إدارة المنتجات، وغالبًا ما تحتاج ما لا يقل عن سنتين من الخبرة لكي تعمل في هذا المنصب. 5. مالك المنتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Product Owner. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 102,633$. وهو الاسم البديل لمدير المنتج وغالبًا ما تستخدمه الشركات الناشئة. يعود سبب انخفاض راتبه السنوي إلى شيوع هذا المنصب لدى الشركات الناشئة التي تميل إلى دفع رواتب أقل من الشركات الكبيرة. 6. مدير تسويق المنتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Product Marketing Manager. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 130,904$. وهو مشابه لمنصب مدير المنتج، لكن مع توجه أكثر نحو مجال التسويق. غالبًا ما تميز الشركات الكبرى بين منصب مدير المنتج ومدير تسويق المنتج، وهذا هو سبب ارتفاع الراتب. 7. مدير منتج متقدم المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Senior Product Manager. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 126,565$. وهو منصب أعلى من مدير المنتج، وغالبًا ما يُمنح لمديري المنتجات ذوي الخبرات المتقدمة. 8. مشرف المنتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: Director of Product. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 126,565$. غالبًا ما يكون منصب مشرف المنتج في الطبقة الأولى للسلم الوظيفي للإدارة العليا للشركة، وهو أعلى من منصب مدير المنتج المتقدم وأقل من منصب نائب الرئيس أو كما يرمز له باللغة الإنكليزية VP. 9. نائب رئيس المنتج المسمى الوظيفي في الإنكليزية: VP of Product. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 188,958$. عادةً ما يكون منصب نائب رئيس المنتج في الطبقة الأدنى من ما يسمى بطبقة المديرين التنفيذيين c-suite، وهو عادةً أعلى من جميع المناصب باستثناء مدير الإنتاج التنفيذي CPO، وفي بعض الأحيان تتعمق الشركات الكبيرة في التصنيف، فتميز بين منصب نائب الرئيس المتقدم Senior VP ونائب الرئيس VP. 10. مدير الإنتاج التنفيذي المسمى الوظيفي في الإنكليزية: CPO. الراتب السنوي بحسب منصة غلاسدور 190,870$. وهو أعلى منصب في نطاق إدارة المنتجات، والمنصب الوحيد الأعلى منه في الشركة هو الرئيس التنفيذي CEO، وفي بعض الحالات مدير العمليات COO. مدير الإنتاج التنفيذي هو آخر منصب في السلم الوظيفي قبل أن تصبح مديرًا تنفيذيًا. أمور قد تحتاج لمعرفتها قبل أن تصبح مدير منتج هناك الكثير من اﻷمور التي يجب إدراكها قبل الدخول في مجال إدارة المنتجات وسنسردها تاليًا لتأخذ فكرةً واضحةً عنها. المسؤوليات الكثيرة أحد الأمور المهمة التي ستتعلمها عندما تصبح مديرًا للمنتج هو أنك ستكون الشخص الذي يتحمل المسؤولية فيما يخص المنتج، أي إن حدث طارئ ما، فأنت أول من يلجأ إليه الناس، وإن كان لدى أحدهم فكرة، فأنت أول من ستُعرَض عليه. كل ذلك سيراكم أمامك عددًا هائلًا من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية التي ستنهال عليك يوميًا، لذا يجب عليك أن تحدد أولوياتك وما يجب أن تتجاهله، إلا إذا كنت ترغب في قضاء جل وقتك في الرد على هذا الأمر وذاك. الاجتماعات التي لا تنتهي شيء آخر مهم ستلاحظه، هو أن الناس سيحاولون عقد الكثير من الاجتماعات معك، ونظرًا لأن طبيعة عملك تتداخل مع الأقسام الأخرى فإن كل قسم منهم سيرغب في أن تجلس في اجتماعاتهم حتى تطّلع على مجريات الأمور. قد تتلقى الدعوة من أقسام التسويق والتطوير وتصميم واجهة المستخدم والإدارة لحضور اجتماعاتهم، لذا إن لم تضع حدًا لذلك، فقد تقضي جل يومك في الاستماع إلى أحاديثهم دون أن تنجز أي عمل على أرض الواقع. الحصول على موافقة الأطراف المعنية وهو مأزق كبير آخر، فغالبًا ما يُفترض بك أن تحصل على موافقة جميع الأطراف المعنية مثل قسم واجهة المستخدم والمطورين وقسم التسويق وما إلى ذلك، لكن المشكلة تكمن في أن كل قسم من هذه الأقسام (وربما كل شخص من العاملين داخلهم) سيكون له رأي مختلف حيال مسار المنتج، وغالبًا ما تكون هذه الآراء غير متوافقة فيما بينها، لذا فإن أخذت بكلام كل طرف، فسينتهي بك الأمر إلى إعادة تصميم المنتج مرارًا وتكرارًا دون أن تستطيع إرضاء أي منهم. التعلق بالمنتج قد تقضي أحيانًا شهورًا عديدة في بناء المنتج بحب واهتمام، وقد تتعلق به كثيرًا وتعتقد أنه أعظم شيء على وجه الأرض حتى يأتي قرار إيقاف العمل عليه أو يفشل، ستتألم قليلًا في تلك اللحظة لكنك ستتجاوز الأمر. الإبداع يمنحك عملك في هذا المجال فسحةً لا مثيل لها للإبداع من حيث القدرة على الابتكار، إذ لن تواجهك القيود ذاتها التي تواجه مصممي واجهة المستخدم والمطورين (الذين يأتي دورهم عندما يكون المنتج في بداياته وبالتالي يكون عملهم أكثر صرامةً والتزامًا). يمكنك أداء مهام متنوعة إذا كنت ممن يشعرون بالملل من فعل الشيء نفسه مرات عديدة، فإن إدارة المنتجات هو المجال الذي يناسبك، حيث يمكنك العمل في التسويق والتصميم والأمور التقنية (إن كنت على استعداد لذلك) والتحدث مع العملاء وقراءة التحليلات وما إلى ذلك من أدوار مختلفة؛ أما إن كنت مهتمًا بشيء محدد، فلديك كامل الحرية للعمل عليه. ثقافة الشركة تجاه هذا المنصب أمر مهم في الختام يجب أن ننوه إلى أن طريقة تعامل الشركة معك على أساس مدير للمنتج، قد تتراوح من معاملتك مثل نجم مشهور إلى معاملتك مثل بواب لمدخل الشركة، وذلك حسب طبيعة الشركة، إذ تختلف الشركات كثيرًا من هذه الناحية، فبعضها ذات بيئة عمل ودية تجاه مدير المنتج، في حين أن البعض الآخر غير ذلك، لذا من المهم أن تتحقق من هذا الأمر جيدًا قبل قبول الفرصة المتاحة في هذا المنصب. حاول أيضًا الاطلاع على صفحة الشركة على منصة غلاسدور والتحدث إلى بعض مديري المنتجات الحاليين أو السابقين الذين تعاملوا مع تلك الشركة من قبل إن أمكن ذلك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The No Bullshit Guide to Product Management لصاحبه Keaton. اقرأ أيضًا الأدوات التي يحتاجها كل مدير منتجات ليكون ناجحا كيف تخطط لتغيير مهنتك وتصبح مدير منتجات وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها دليل إرشادي للدخول في مجال إدارة المنتجات
  21. من المؤكد أنك صادفت أحد تلك الإعلانات الدعائية التي تدعوك لشراء منتج سخيف، لدرجة أنك لم تصدق للوهلة الأولى أنه إعلان حقيقي. فبعد أن دفعك فضولك لمشاهدة ذلك الإعلان، أصبحت بعدها تراه في كل مكان، ابتداءً من الفيسبوك إلى جانب صورة ابن أحد أقربائك المولود حديثًا، وصولًا إلى الإنستغرام بين قصص وحالات أصدقائك. إن رؤيتك لتجارب كهذه تجعلك تفكر أن إعلانات إعادة الاستهداف، وهي الإعلانات التي يعاد إطلاقها للترويج لمنتجات وخدمات كنت قد شاهدتها سابقًا ولكنك لم تتخذ أي إجراء بشأنها، والتي تتبنى أساليبًا كثيرة الإلحاح، لا تستحق وضعها ضمن استراتيجيتك التسويقية. (ببساطة لن يقبل أي شخص أن يصبح من هذا النوع من المسوقين). لكن في الواقع، معظم الناس يحبون إلى حد ما الإعلانات المعاد توجيهها أو التي تعيد استهداف العملاء، خاصةً عندما يعاد توجيهها على نحو جيد؛ فمعظمنا سيسر عندما يرى إعلان الكتاب الذي كان ينوي شراءه ولم تتسنى له الفرصة، أو عندما نشاهد في أحد إعلانات شبكات التواصل الاجتماعية أن هنالك حفلةً موسيقيةً بيعت تذاكرها بالكامل قد حددت مواعيدًا جديدةً لإعادة إحياء الحفل لمن لم تتسنى له فرصة الحضور. دعنا نواجه الأمر، عالم الإنترنت أصبح مشتتًا للانتباه على نحو كبير، حيث أنك قد تغلق سهوًا علامة تبويب كنت مهتمًا بالإطلاع عليها، أو قد تترك تصفحك لموضوع معين لتندفع لقراءة رسالة بريد إلكتروني وصلتك أثناء ذلك، أو قد تفتح إشعارًا لأحد تطبيقات التواصل الإجتماعي يلهيك عن ما كنت تفعله. لذا، فإعادة الاستهداف تُعَد بمثابة تذكير جيد يساعد المستهلكين وكذلك الشركات. على سبيل المثال، تُظهر البيانات أن إعلانات إعادة الاستهداف يمكن أن تعطي زيادةً بنسبة 10 أضعاف في نسب النقر إلى الظهور CTR (هي نسبة المستخدمين الذين ينقرون على رابط معين إلى إجمالي عدد المستخدمين الذين يشاهدون صفحةً أو رسالة بريد إلكتروني أو إعلانًا)، نظرًا لأن المستخدمين على دراية ومطلعين على العلامة التجارية أو المنتج. ولأن 2% من الزيارات للمواقع الإلكترونية فقط تؤدي إلى تحويل الزائر إلى عميل محتمل، فمن الجدير معرفة ما إذا كان يمكن لبعض الإعلانات المعاد توجيهها والتي خططت ووضعت على نحو جيد أن تساعد في إعادة أولئك العملاء المحتملين شبه الجاهزين للشراء إلى عالمك. ما المقصود يإعادة الاستهداف؟ إعادة الاستهداف هو أحد الأشكال الفعالة لإعلانات الدفع لكل نقرة PPC (وهو نوع من إعلانات الإنترنت يستخدم لتوجيه حركة الزيارات إلى مواقع الإنترنت، حيث يدفع المعلن للناشر عند النقر على الإعلان)، والذي يستخدم تقنية التتبع لتحديد الأفراد الذين تفاعلوا سابقًا مع علامتك التجارية بطريقة ما أو بأخرى، ليقدم لهم إعلانات على مجموعة متنوعة من المنصات في محاولة لحثهم على التفاعل. ويمكن أن يتجلى هذا الأمر في مجموعة متنوعة من أشكال التفاعل: النقر فوق إعلان مصور مثير للاهتمام. التفاعل مع المحتوى الاجتماعي الذي أنشأته. مشاهدة عدة صفحات على موقعك الإلكتروني. الاشتراك في نشرتك الإخبارية. التسجيل في ندوة تقدمها عبر الإنترنت. طلب تجريب خدمة تقدمها قبل أن يشتروها. أي أن إعلانات إعادة الاستهداف تسمح لك بإتمام هذه المهمة وتحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين. إن القائمين على شركة بيريسكوبيكس المختصة في الدعاية والإعلان الرقمي ماهرون في هذا المجال، فقد أعادوا استهداف 20 شريحة من جمهورهم ممن أظهروا نيةً في شراء عبر استخدام إعلانات جوجل، وذلك بناءً على موقع عملائهم الجغرافي ولغتهم وسلوكهم في الموقع. وبعد ستة أشهر، استطاعوا تخفيض تكلفة كسب العميل CPA (مقياس في علم التسويق يقيس تكلفة الحصول على عميل مستعد لشراء ما تقدم) بنسبة 34%، وحققوا عائد استثمار بنسبة 1300%، وزادوا قيمة طلب أحد منتجاتهم بنسبة 13%. وقد استطاعوا فعل ذلك مرةً أخرى لشركة الدفع والتحويل المالي العالمية وورلد فيرست، حيث أنشؤوا شرائحًا من التحويلات النانوية والصغيرة لكي يزيدوا من ملائمة الإعلانات المرسلة إلى تلك الجماهير المحددة. وهنا استطاعوا زيادة معدل الاشتراكات لمكتب الشركة في أستراليا بنسبة 105%. نتائج إعلانات إعادة الاستهداف تؤدي إعلانات إعادة الاستهداف إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتحويل المرتدّين من العملاء إلى عملاء محتملين. هناك معادلة رابحة للمسوقين يمكن أن تساعد العاملين في المبيعات على توجيه المشترين بفعالية في قمع المبيعات: يمكن أن يؤدي فهم الأسباب التي تدفع العملاء إلى الانسحاب قبل التحويل إلى تكوين مزيج من إعلانات إعادة الاستهداف التي تنشئها وتديرها، مما يساعدك على زيادة العملاء المحتملين المؤهلين وتقليل تكلفة الاكتساب.على سبيل المثال، تواصلت شركة أوكبيم الإنكليزية مع شركة ديجيتال جيربوكس عندما أدركوا أن أكثر من 90% من زوار موقعهم الإلكتروني كانوا يزورون الموقع دون فعل أي إجراء من شأنه أن يحولهم إلى عملاء محتملين، فكانت التكلفة اللازمة لتحويل العميل تتصاعد بسرعة. لذا، شرعت ديجيتال جيربوكس في إعادة إشراك الزائرين السابقين للموقع عبر دعوتهم لإتخاذ قرار أو CTAs أي الاستفسار والشراء؛ بحيث زادوا الوعي بالعلامة التجارية، فقدموا ما مجموعه 340000 إعلان مصور للزوار السابقين وخدمة رسائل متنوعة في حملتهم على خدمة جوجل الإعلانية Google Adwords لإعادة جذب 1419 زائرًا في غضون ثلاثة أشهر فقط. من المهم هنا أن تتذكر أننا بصفتنا جهات تسويق، علينا نتحمل مسؤولية الاستراتيجيات التي نوظفها على نحو شامل، أي لا تعتمد فرق المبيعات علينا في خلق الطلب فقط ولكن أيضًا في الحفاظ عليه. دعنا ننظر إلى بعض العلامات التجارية التي تفعل ذلك على نحو صحيح لنرى ما يمكننا تعلمه منهم. 1. علامة Monday.com يستخدم موقع Monday.com المرئيات الإبداعية للتحويل، فإن كنت تعمل في مجال الأعمال التجارية، فسيكون مفاجئًا جدًا إن لم تشاهد من قبل إعلانًا لشركة مانداي Monday.com، الذي من المحتمل جدًا أنك قد رأيت حملاتهم العامة التي يطلقونها للتوعية بعلامتهم التجارية؛ أما بالنسبة لحملاتهم الشديدة الاستهداف، فلا أظن أنك قد فعلت. ألقِ نظرة على إعلانهم هذا، ما أكثر شيء تراه بارزًا لك؟ حتى لو لم تكن تعمل في مجال العقارات، فستعرف فورًا الأشخاص الذين يستهدفهم هذا الإعلان. حيث ذكر في نص الإعلان ثلاث كلمات مفتاحية طويلة: إدارة المحافظ. قوائم العقارات. مراحل شراء العقار. أي أنهم لا يقدمون رسالةً عامةً فضفاضة المعنى "إدارة سير عمل الفريق والمشاريع على منصة متكيفة"، بل يستخدمون لغةً مألوفةً ومصطلحات مفهومةً لسماسرة العقارات والعاملين في هذا المجال. وبهذا الأسلوب سيرى عملاؤهم المستهدفون كيف تبدو المنصة ضمن سياقهم المهني. من خلال تخصيص إعلانات فيسبوك الديناميكية الخاصة بالعقارات، استطاع موقع مانداي زيادة معدلات التحويل بنسبة 50% وحصل على عائد استثمار ROI بنسبة 80%. يزيد هذا النوع من الرسائل المخصصة من قابلية إعلانك على التحويل بنسبة 42%، لذا قد تفكر في استخدام هذا النوع من الإعلانات في حملتك المستقبلية. 2. علامة نسبريسو تستخدم نسبريسو الشركة العريقة في مجال صنع وبيع آلات تحضير القهوة، الإعلانات الديناميكية من جوجل والمسماة Display Ads (وهو نوع من الإعلانات الرسومية التي تُنشر على مواقع الإنترنت أو التطبيقات أو الشبكات الاجتماعية على شكل ملصقات Banners أو تنسيقات إعلانية أخرى مثل النصوص والصور إلخ..) لتزيد من نسبة النقر إلى الظهور CTR بنسبة 23%، حيث أرادت نسبريسو أداةً "تعمل على نحو دائم"، فتوفر رسائل إعلانيةً مخصصةً للمستخدمين الذين تفاعلوا مع موقعهم الإلكتروني، فكان الهدف هو إتمام التحويلات عبر الجماهير العامة ومن خصصت من أجلهم للحملة - وجعلها جميعًا تعمل بالتوازي. يُعَد هذا الأمر مهمةً ضخمةً، حيث ستتطلب كل حملة من 200-300 أصل (وسيط) رقمي. إذًا كيف يمكنك إنتاج إعلانات إبداعية في الوقت الحقيقي مع ضمان أن تكون هذه الرسائل الإعلانية المنتجة ذات صلة؟ كان الحل عبر تصميم قالب بعناصر ديناميكية يمكن تشغيلها وتغييرها من خلال تعليمات بلغة HTML، بحيث تسمح لهم بتخصيص شكل وأسلوب ونمط كل حملة إعلانية. وجدت إعلانات الملصقات الديناميكية هذه والتي خُصصت بناءً على مشاركات المستخدم مثل "شوهدت الصفحة" "page viewed" أو "منتج مضاف إلى عربة التسوق" "added product to cart"، زوارًا سابقين للموقع على منصات أخرى. حيث زاد عدد مرات ظهور نسبريسو لدى المستخدمين بنسبة 52%، بينما ارتفعت معدلات تحويلاتها بنسبة 57%. في حين أن مشروعًا بهذا الحجم قد يكون خارج مجال عملك، إلا أن قراءتك لتجربة نجاح حملة نسبريسو يجعلك تدرك أهمية استخدام القوالب المرئية الإبداعية التي من شأنها أن تعيد الاتصال مع العملاء المحتملين بإعلانات غير تطفلية. 3. علامة Airbnb لدى موقع Airbnb إمكانية الوصول إلى جميع أنحاء العالم باستخدام إعلانات جوجل Display Ads. من الصعب عدم ملاحظة إعلاناتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، فد استخدموا الإعلانات الديناميكية ليعيدوا استهداف قاعدة عملائهم العالمية على مدة تتجاوز الأربع سنوات، وشهدوا نجاحًا حقيقيًا في عام 2017 عندما صرحوا عن زيادة بنسبة 3 أضعاف في عائد الإنفاق الإعلاني وخفضوا بذلك تكلفة اكتساب العملاء CPA بنسبة 47%. حيث تستفيد الشركة من نية المستخدم في البحث عبر إرسال إعلانات موجهة بناءً على الموقع الجغرافي للأشخاص، الذين يشير سلوكهم في البحث أنهم يخططون للسفر، مثل: "تكاليف الإقامة في فنادق باريس". "ارخص شهر لزيارة باريس". "تكلفة شراء تذكرة لمتحف اللوفر". يحفز سلوك المستخدم هذا آلية عمل إعلاناتهم لترسل له رسالةً إعلانيةً مطابقةً لوجهة سفره. هذه الإعلانات المخصصة توجه المستخدم إلى صفحات هبوط مخصصة للتركيز على المكان الذي سيقيم به العميل أثناء سفره: إعلاناتهم هذه لا تجد عملاء محتملين فحسب، بل يمكنها أيضًا الإجابة عن الأسئلة التي تهمهم أو تقلقهم، وإليكم بعض من الأمثلة على إجاباتهم: “احجز منزلًا حقيقيًا في باريس بسعر أقل من غرفة فندق." ”هل تريد السفر إلى باريس هذا الصيف؟ اعثر على مكان مناسب لإقامتك يحوي جهاز تكييف". تضمن إستراتيجية إعادة الاستهداف هذه بقاء الشركة في المقدمة، حتى لو لم يكن المسافرون مستعدين تمامًا للحجز بعد. لا تفوت الفرصة وابدأ بإعادة استهداف عملائك صحيح أن عملية التدقيق في المنتجات قبل شرائها أصبحت ذاتية التوجه، ولكن الوعي بالعلامة التجارية هو نصف المعركة فقط، فقرارات الشراء تتطلب دفعةً وجهدًا مستدامًا يوجه نحو العميل. بإمكانك تحويل استراتيجيتك الإعلانية من عملية مطاردة دؤوبة إلى توزيع استراتيجي منظم، وذلك عبر وضع ميزانية لإعادة توجيه إعلاناتك وبناء حملات تستهدف نوايا وسلوك العميل. ترجمة وبتصرّف للمقال Retargeting Ads That Will Bring Your Audience Back لصاحبه Josh Gallant. اقرأ ايضًا كيف تستفيد من حملات إعادة الاستهداف عبر البريد الإلكتروني للوصول إلى العملاء المحتملين أفضل طرق استعادة العملاء المفقودين استراتيجيات استبقاء العملاء: كيف تحافظ على عملائك الحاليين؟ كيف تتصرف مع العملاء الغاضبين؟
  22. مع الانتشار الكبير للأجهزة المحمولة، أصبح لزامًا على المصممين مراعاة التنوع الكبير في أحجام شاشات هذه الأجهزة. ويعد هذا الأمر تحديًا كبيرًا يواجه كل مصمم لمواقع اﻹنترنت في وقتنا الحالي، إذ هناك عدد لا حصر له من الأجهزة التي تمكّن المستخدمين من الوصول إلى الشبكة العالمية اليوم، وذلك انطلاقًا من الشاشات العملاقة، وصولًا إلى الساعات الذكية؛ لذا فإن أمام المصممين خياران من أجل التعامل مع هذا الكم الهائل من شاشات الأجهزة المختلفة: إما تصميم مواقع إنترنت متكيفة adaptive أو متجاوبة responsive. قد يواجه بعض المصممين التباسًا فيما يتعلق بفهم الاختلاف بين التصميم المتجاوب والتصميم المتكيف، فبالنسبة للمصممين الذين لا يملكون الخبرة الكافية، قد تبدو هذه الاختلافات غير واضحة تمامًا لهم، ولكن في الواقع هناك اختلافات واضحة عندما نوازن بين كلا المفهومين. التصميم المتجاوب إن أول من جاء بمصطلح التصميم المتجاوب هو مطور مواقع الإنترنت إيثان ماركوت في كتابه "التصميم المتجاوب لمواقع الإنترنت"، فقد شرح فيه كيف أن التصميمات المتجاوبة تستجيب مع تغيرات العرض في المتصفحات، أي مثل جوجل كروم وفايرفوكس، وذلك عبر تعديل مواضع عناصر التصميم من أجل أن تتلاءم مع المساحة الجديدة المتوفرة. يَعرض موقع الإنترنت المتجاوب المحتوى بناءً على مساحة المتصفح المتاحة له، أي أنك في حال فتحت موقعًا ذا تصميم متجاوب على حاسوبك الشخصي ثم غيرت حجم نافذة المتصفح، فسينتقل المحتوى ديناميكيًا من أجل أن يرتب نفسه على النحو الذي يناسب نافذة المتصفح؛ أما في أجهزة الهواتف المحمولة، تكون هذه العملية آلية، أي أن الموقع يتحقق من المساحة المتاحة، ثم يقدم نفسه في الترتيب الذي يتلاءم مع هذه المساحة. ونظرًا إلى أن التصميم المتجاوب سلس، فهذا يعني أنه يمكن للمستخدمين الوصول إلى موقعك على الإنترنت والاستمتاع به على أجهزتهم المحمولة تمامًا مثلما يفعلون على الشاشات الأخرى ذات الأحجام الأكبر. ولتحقيق ذلك على نحو صحيح، يتطلب التصميم المتجاوب تصورًا جيدًا جدًا للموقع ومعرفةً عميقةً باحتياجات ورغبات المستخدمين النهائيين. التصميم المتكيف إن أول من جاء بالتصميم المتكيف هو المصمم آرون جوستافسون في كتابه "التصميم المتكيف لمواقع الإنترنت: صياغة تجارب غنية عبر التحسين المتصاعد". وهو معروف أيضًا باسم التحسين المتصاعد لمواقع الإنترنت. رأينا كيف يعتمد التصميم المتجاوب على تغيير نمط التصميم من أجل أن يتلاءم مع المساحة المتاحة له في المتصفح، أما التصميم المتكيف، فهو عبارة عن عدة قياسات ثابتة ومسبقة الصنع. أي أنه عندما يكتشف الموقع المساحة المتاحة له، فإنه يختار التصميم المعد مسبقًا بحسب القياس المناسب لشاشة الجهاز المعروض عليه. لذلك، عندما تفتح متصفحًا على شاشة حاسوبك الشخصي، سيختار الموقع القياس الذي يناسب حجم شاشة حاسوبك؛ دون أن يكون لنافذة المتصفح تأثير عليه. لقد كانت بعض أشهر المواقع العالمية من الأوائل في تبني منهج التصميم المتكيف، فقد هيأت شركات مثل آبل وأمازون مواقعها الرسمية على الإنترنت كي تكون متوافقةً مع قياسات شاشات الهواتف المحمولة. قد يختلف تصميم الموقع المعروض على شاشة الهاتف بالموازنة مع نسخ سطح المكتب عند استخدام التصميم المتكيف، ويعود ذلك إلى أن المصممين قد خصصوا تصميمًا مستقلًا لشاشات الهواتف بدلًا من أن يتركوا التصميم يعيد ترتيب نفسه. عادةً ما تُطور في التصميم المتكيف ستة قياسات للتصاميم، بحيث تشمل أحجام الشاشات الأكثر شيوعًا وهي: 320، 480، 760، 960، 1200، 1600 بكسل. تصميم مواقع مستقلة تناسب شاشات الهواتف المحمولة هناك أيضًا خيار ثالث من أجل تصميم مواقع متوافقة مع شاشات الهواتف المحمولة، وهي تصميم موقع مستقل مخصص لشاشات تلك الهواتف (بحيث يشار إليه عادةً بأن يبدأ عنوانه أو رابطه بالبادئة "m." أي mobile). سابقًا كان هذا الخيار نهجًا ممتازًا، حيث يُنشئ فيه المصممون مواقع مخصصةً للأجهزة المحمولة، مع التوفيق بين العناصر وتخطيط الموقع، وقد قدمت جوجل تصنيفات في محرك بحثها مخصصة لمواقع الجوال؛ ولكن اليوم أصبح الاعتماد على هذا النهج أقل وازداد التركيز على التصاميم المتكيفة والمتجاوبة. إن أحد أكبر سلبيات إنشاء موقع مستقل، هو أنه يتطلب الكثير من الصيانة من أجل الحفاظ على تجانس نسختي الموقع، أي نسخة الهواتف المحمولة ونسخة سطح المكتب، لذا أصبح تصميم موقع مخصص للهواتف المحمولة فقط أمرًا غير مرغوب فيه في الآونة الأخيرة. التصميم المتجاوب أم المتكيف إن التصميم المتجاوب أسهل ويتطلب جهدًا أقل في تنفيذه بالموازنة مع التصميم المتكيف. وعلى الرغم من أنه يمنحك تحكمًا أقل في تصميم أحجام الشاشات، إلا أنه يُعَد في الوقت الحالي النهج المفضل لدى معظم المصممين، وقد يعود سبب ذلك إلى الكمية الكبيرة للقوالب الرخيصة والمتاحة لغالبية أنظمة إدارة المحتوى CMS، مثل ووردبريس و جوملا، أي أنك باختصار، لن تحتاج إلى إعادة اختراع العجلة في كل مرة. التصميم المتجاوب في التصميم المتجاوب، ينشئ المصممون تصميمًا واحدًا من أجل أن يُعرض على جميع الشاشات، إذ يبدأون أولًا في تنفيذ التصميم المتوسط الدقة، ومنها يحددون الوسائط المستخدمة فيه، ومن ثم تحديد التعديلات اللازمة لإنتاج النسخ الأعلى والأدنى دقةً منه. تلعب هذه الممارسة دورًا في إسعاد المستخدمين، نظرًا إلى أن هذا النهج في التصميم يجعل عملية ترجمة الموقع عبر شاشة أي جهاز أمرًا مضمونًا، إذ يُعَد التجانس والسلاسة من الاعتبارات الضرورية من أجل توفير تجربة مستخدم جيدة. تجدر الإشارة إلى أنه من المهم جدًا مراعاة التسلسل المرئي في مشاريع التصميم المتجاوب؛ أي أنه يجب أن تحاول الحفاظ على هذا التسلسل أثناء انتقال عناصرك في الشاشة. وهذا يعني إجراء الكثير من الاختبارات باستخدام العديد من الأجهزة المختلفة للتأكد من أنك على المسار الصحيح. وفي حال كان تصميم موقعك بسيطًا نسبيًا، فسيترجم جيدًا على مختلف شاشات الأجهزة، كأنه ماء زلال ينساب من وعاء إلى آخر. تُعَد العلاقة الطيبة التي تجمع بين التصميم المتجاوب وتحسين محركات البحث SEO، سببًا آخر يدفع المصممين إلى الميل لاستخدام التصميم المتجاوب، فالمواقع التي تستخدم تصميمًا متجاوبًا (أي المواقع التي تملك عنوانًا واحدً يخدم جميع الأجهزة) أصبحت حاليًا أكثر ملاءمةً مع محركات البحث. تعرفنا حتى الآن على مزايا ومحاسن التصميم المتجاوب، لكن ماذا عن سلبياته: رأينا كيف أنه عند استخدامك للتصميم المتجاوب ينساب موقعك من جهاز إلى آخر، وأنه أثناء إجراء التعديلات اللازمة من أجل أن يتلاءم مع حجم الشاشة التي يُعرض فيها، قد لا تتلاءم الإعلانات التي أضفتها مع المساحة الجديدة، مما يؤدي لحدوث تشوه في العرض، لذا يجب أن تراعي هذه الناحية عند استخدامك للتصميم المتجاوب. تختلف أزمنة التحميل بين أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة، إذ تلعب مرونة الصور دورًا كبيرًا هنا، وبالتالي فإن التصميم الكبير الحجم الذي يظهر بسرعة على شاشة حاسوبك الشخصي سيستغرق زمنًا أطول (وحجم بيانات أكثر) للظهور على هاتفك المحمول. التصميم المتكيف يضمن التصميم المتكيف(نظريًا) تقديم أفضل تجربة للمستخدم، وذلك اعتمادًا على الجهاز الذي يستعمله المستخدم. وعلى عكس التصميم المتجاوب الذي ينساب فيه التصميم من شاشة إلى إلى أخرى، يقدم التصميم المتكيف حلولًا مخصصةً، أي أن التصميم يتكيف مع احتياجات المستخدم وقدراته. وبصفتنا مصممين، لدينا إمكانية أن نُظهر للمستخدم أننا نراعي احتياجاته في هاتفه المحمول، وهذا من خلال جعل تصميمنا متوافقًا أكثر مع الشاشات اللمسية. بالإضافة إلى أنه يمكننا أن نفعل الشيء ذاته مع مستخدمي الحواسيب الشخصية، فنبدأ بتنفيذ نسخة منخفضة الدقة للموقع، ثم نتدرج نحو التصاميم الأعلى دقة، إذ أن المعيار الحالي هو ستة قياسات هي الأكثر شيوعًا، أي ستة قياسات مختلفة تشمل معظم الشاشات المتوفرة، لكنك مع ذلك قد تجد اعتمادًا على البيانات التي جمعتها حول المستخدمين، بأن الأمر لا يتطلب ستة تصميمات، بل أقل. تكمن قوة التصميم المتكيف في أنه أكثر ملاءمةً مع تجربة المستخدم الحديثة، في حين أن التصميم المتجاوب يركز أكثر على أجهزة سطح المكتب (أي تكون متطلبات الأجهزة الأخرى ثانويةً). بالنسبة للمستخدمين، أصبحت الهواتف الذكية لا تفارقهم أبدًا. لذا فلا بد من الإحساس بأن الأجهزة المستخدمة قادرة على التكيف مع أنماط حياتهم. دعنا نطرح مثالًا حرفيًا على ذلك؛ بفرض أنك كنت تقود سيارتك عبر نفق طويل، ألا تفضل أن يحتوي هاتفك المحمول، الذي يعرض موقعك الجغرافي عبر نظام الملاحة العالمي، على شاشة يتكيف سطوعها مع البيئة المحيطة؟ (أي تزداد شدة سطوع الشاشة عندما تكون تسير تحت أشعة الشمس، ثم تنخفض عندما تدخل النفق من أجل أن تتلائم مع الإضاءة المنخفضة للنفق). إن سهولة وقابلية الاستخدام المعتمدة على السياق تُعَد أمرًا مطمئنًا بالنسبة لنا نحن المستخدمون، وفي نفس الوقت تؤكد على حقيقة أن جهازك الذكي قادر على التكيف وأن يكون مفيدًا للغاية في أوقات الحاجة. يمكننا أيضًا عبر التصميم المتكيف، مراعاة الإعلانات ذات الصلة بالمستخدم. أي نظرًا لأنك قد صممت عدة نسخ من الموقع بدرجات دقة مختلفة (أي مجالات رؤية مختلفة)، ستتمكن من الوصول إلى احتياجات المستخدم الخاصة، كما أن التطور الهائل لمستشعرات الهواتف الذكية، يسمح للشركات (والمصممين) معرفة المزيد عن مستخدمينا أكثر من أي وقت سابق. مثل المكان الذي يتردد إليه المستخدم أكثر من غيره، من متجر أو مطعم أو صالة ألعاب رياضية يفضلها. فعبر تسجيل الوصول الى ذلك الموقع، ينشئ المستخدم ملفًا تعريفيًا عن نشاطاته. وعبر هذا الاستهداف السلوكي المعروف أيضًا باسم التخصيص، يمكننا تصميم إعلانات مضبوطة بدقة تناسب اهتمامات المستخدمين واحتياجاتهم. ميزة أخرى يملكها التصميم المتكيف: تظهر الأبحاث أن الشركة التي لديها موقع إنترنت قابل للتكيف تتفوق غالبًا في اختبارات السرعة على شركة ذات موقع بتصميم متجاوب. وهذا لا يُعَد فرقًا بسيطًا؛ فغالبًا ما تكون المواقع المتكيفة أسرع بمرتين أو ثلاثة من المواقع المتجاوبة، كما وتتطلب بيانات أقل للمستخدم كي يستطيع تقديم تجربة جيدة له. هناك بعض السلبيات في التصميم المتكيف بطبيعة الحال؛ أولها أنه يتطلب مجهودًا أكبر بكثير بالموازنة مع التصميم المتجاوب، ولهذا السبب يُستخدم التصميم المتكيف لتعديل المواقع المصممة سابقًا من أجل جعلها قابلةً للاستخدام على الأجهزة الأخرى. إذًا يبدو أن أول ما يجب فعله قبل كل شيء هو تحديث المواقع التقليدية عبر جعلها قابلةً للوصول عبر المزيد من الأجهزة. ثانيًا، يمكن للتصميمات المتكيفة أن تُهمل المستخدمين. أي أنه قد يُهمَل مستخدمو الأجهزة اللوحية tablets بسبب أن المصممين قد ركزوا اهتمامهم على تصميم قياسات تتناسب مع أجهزة مستخدمي الحواسيب الشخصية والهواتف الذكية، لذلك يكون من المهم تجهيز رابط يسمح للمستخدم بالتنقل بين النسخ. في الختام رأينا في هذا المقال كيف يمنحنا التصميم الحديث لمواقع الإنترنت ثلاثة خيارات يمكننا استخدامها: التصميم المتجاوب والمتكيف والمستقل، على الرغم من أن التصميم المستقل لم يَعُد معمولًا به. يتيح التصميم المتجاوب للمصممين إمكانية عرض المحتوى بناءً على مساحة المتصفح المتاحة، مما يؤمن اتساقًا بين ما يعرضه الموقع على أجهزة الحواسيب الشخصية وما يعرضه على الأجهزة المحمولة؛ مما يجعل التصميم المتجاوب الخيار "التقليدي" الأكثر شيوعًا حتى الآن. table { width: 100%; } thead { vertical-align: middle; text-align: center; } td, th { border: 1px solid #dddddd; text-align: right; padding: 8px; text-align: inherit; } tr:nth-child(even) { background-color: #dddddd; } المحاسن المساوئ 1. منظم وسلس، أي أنه يقدم تجربة مستخدم جيدة. 2. يتوفر الكثير من القوالب لاستخدامها. 3. متوافق مع محسنات محركات البحث. 4. سهل التنفيذ. تحكم أقل في تصميم حجم الشاشة. قد يتغير موقع العناصر. ليس متوافقًا مع الإعلانات على الشاشة. يحتاج إلى زمن تحميل أطول على الهاتف المحمول. أما التصميم المتكيف، الذي ظهر في عام 2011، فهو يركز أكثر على تصميم عدة مقاسات ثابتة. أي أنه يُعَد بديلًا عن نهج "مقاس واحد يغطي جميع الأجهزة". المحاسن المساوئ يسمح للمصممين ببناء أفضل تجربة مستخدم للجهاز المناسب. يمكن للأجهزة المحمولة استشعار بيئة المستخدم. يستطيع المصممون تحسين الإعلانات بناءً على بيانات المستخدم التي تستشعرها الأجهزة الذكية. يتطلب إنشاؤه الكثير من الموارد، أي أن معظم التصميمات المتكيفة هي عبارة عن تعديل للمواقع التقليدية لجعلها أكثر سهولةً. يمكن أن يواجه مستخدمو الأجهزة اللوحية مشكلةً في تكوين الموقع في حال كان مصمموه قد ركزوا في تصميمهم على أن يكون متوافقًا مع شاشات الهواتف الذكية أو الحواسيب الشخصية. غير متوافق مع محسنات محركات البحث: إذ تواجه محركات البحث مشكلةً في تقدير المحتوى المتطابق ذو الروابط المتعددة. يجب أن يتخذ قرار المفاضلة بين التصميم المتجاوب والمتكيف بعناية شديدة، ففي حال قررنا في مشروع ما تبني التصميم المتجاوب نظرًا إلى ملاءمته من ناحية (توفير التكلفة، وتوافقه مع محسنات محركات البحث، والحفاظ على محتوى يقدم تجربة سلسة بين الأجهزة) مثلًا، فمن الضروري التحقق من إيجابيات وسلبيات كلا التصميمين بالكامل قبل فعل ذلك؛ فقد نجد في حالتنا هذه أن التصميم المتكيف هو الذي يتناسب أكثر مع احتياجات المستخدمين المتغيرة؛ لذا من الضروري أن تكون مراعيًا لأي تغيير قد يطرأ. أمر آخر، وهو أنه يجب أن تفكر مليًا بمنتجك أو خدمتك. فهل يصل منتجك إلى المستخدمين بإعدادات معينة؟ ما هو السلوك الذي يمكنك استخدامه لكي تبقيهم مطلعين ومتفاعلين؟ تذكر أنه ليست فقط الهواتف المحمولة هي التي تزداد ذكاءً، فقد أصبح كل منزل اليوم يحوي مجموعةً كبيرةً من الأجهزة الذكية التي تستشعر البيئة وتتفاعل معها، من الساعات والسخانات، إلى الأجهزة التي تعتمد على "إنترنت الأشياء". إنه عصر مفعم بالأجهزة الذكية، ويجب علينا أن نراعي هذا الأمر في تصاميمنا. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Adaptive vs. Responsive Design لصاحبه Mads Soegaard. اقرأ أيضًا أساسيات تصميم الويب المتجاوب نماذج تصميم الويب المتجاوب دليل المبتدئين إلى التصميم التفاعلي Interaction Design
  23. للألوان تأثير لا يمكن إنكاره، فهي قادرة على الإقناع والتعبير والتواصل، كما يمكن أن تكون أدوات فعالةً للتواصل مع المستخدمين، إذ لكل لون خصوصية معينة توجب استخدامه في السياق الذي يناسبه، ويُعَد سياق علاقتنا مع الألوان سياقًا معقدًا متجذرًا في علاقاتنا البيولوجية والثقافية والشخصية، لذا بقدر قوة وتأثير الألوان، هل تعتقد أنه يمكن أن تؤثر على مزاجك؟ هل يمكن أن يؤثر اللون على مزاجنا الجواب هو نعم ولا في الوقت نفسه، فلسوء الحظ لا توجد الكثير من الأبحاث الكافية حول كيفية استجابة أدمغتنا للألوان، فمعظم ما يسمى بحقائق علم نفس الألوان ليست مثبتةً علميًا في الواقع. كما ذكرنا سابقًا، يستجيب البشر للألوان بثلاث طرق مختلفة: الأولى هي استجابتنا البيولوجية، فمثلًا، يمكننا أن ندرك ولو بشيء يسير، أن استجابتنا البيولوجية للأشياء ذات اللون الأحمر، من شأنها أن تثير فينا الخوف والعواطف الحميمة، كما نعلم أن استجابتنا البيولوجية للضوء الأزرق، من شأنها أن تساعدنا بما يسمى بالاضطراب العاطفي الموسمي SAD ومشاكل ساعاتنا البيولوجية وحتى مشاكل التركيز. والثانية هي استجابتنا الثقافية، إذ يُعَد اللون الأزرق مثلًا، -في الدول الغربية- اللون المفضل بالموازنة مع اللون الأصفر الأقل تفضيلًا، بينما إذا ذهبت إلى شرق الكرة الأرضية، فسترى أن اللون الأصفر يتربع على رأس الهرم، وتعبر هذه الاختلافات عن علاقاتنا الثقافية مع الألوان المختلفة. أما الثالثة فهي علاقتنا الشخصية بالألوان، فمثلًا، هل سبق لك أن دخلت السجن واحتُجزت في زنزانة مطلية باللون الوردي؟ في هذه الحالة سيكون اللون الوردي غير محبذ بالنسبة لك، أو هل ترعرعت في طفولتك في غرفة نوم وردية اللون في منزل يملؤه الحب والاحترام؟ في هذه الحالة سيزداد انجذابك أكثر نحو اللون الوردي. الصورة لزنزانة في سجن في ولاية ميسوري الأمريكية، تظهر فيها الجدران مطليةً باللون الوردي. استُخدم هذا اللون، والذي جاء به عالم النفس ألكسندر شاوس في أواخر السبعينيات، في السجون بسبب نتائج الدراسات التي أثبتت أن اللون الوردي يساعد على تهدئة أعصاب السجناء. لا تنخدع بالادعاءات التي تقول إن اللون القرنفلي يثير الشهية، أو إن اللون الوردي يهدئ الأعصاب، أو إن اللون الأصفر يرفعها، فربما يكون هذا الأمر صحيحًا بالنسبة لبعض الأشخاص الذين تتوافق استجاباتهم الشخصية والثقافية والبيولوجية مع هذه الادعاءات، أي في حال اختبرنا هذا الأمر على أشخاص من جميع أنحاء العالم (أو حتى داخل عائلة واحدة)، فقد نجد نتائج مختلفةً تمامًا فيما بينهم. يمكن بالطبع أن يؤثر اللون على الحالة المزاجية للإنسان في حال وضعت مثلًا مجموعةً من الأشخاص في غرفة مطلية جدرانها وأرضيتها وسقفها باللون الأصفر، فمن المؤكد أنهم سيشعرون بشيء ما؛ أما إثبات أن كل من في هذه الغرفة يشعر بنفس الشيء وللأسباب نفسها، فهذا أمر يصعب جدًا إثباته. الآن، وبعد أن فهمت كيف يمكن أن تؤثر الألوان على حالتك المزاجية، دعنا نتعمق أكثر في ألوان محددة، لكن قبل أن نبدأ بذلك، يُفضَّل أن تتذكر دائمًا أن سر التعامل الصحيح مع الألوان يكمن في معرفة السياق المناسب لاستخدامها. تُعَد علاقتنا مع الألوان علاقةً معقدةً ومتجذرةً على شكل علاقات بيولوجية وثقافية وشخصية، لذا يجب أن تُجرِي أبحاثًا حول المستخدم الذي تستهدفه، وتكون حساسًا بالتعامل معه وتهتم بقِيَمه الثقافية، وذلك من أجل أن تستطيع إنشاء تصميم جيد له، ولا تفترض أبدًا أن اللون الذي يعجبك سيعجب كذلك شخصًا آخر. سوف نتعرف في هذا المقال على رمزية الألوان من خلال آراء كل من أرييل وجوان إيكستوت، مؤلفي كتاب لغة الألوان السرية Secret Language of Color، لنستكشف معهما معاني الألوان ونتعرف على أهمية ورودها في سياقها الصحيح. الأحمر اللون الأحمر هو أحد أكثر تدرجات الألوان بريقًا وإشراقًا، وهو اللون الذي أشعل نيران الثورات، والذي تبنته كيانات متنوعة حول العالم مثل الشيوعيين وحزب المحافظين الأمريكيين، كما استُخدم اللون الأحمر للتعبير عن أمرين متناقضين هما: الحب والكراهية، وقد يشير إلى الخطيئة أو الخصوبة أو الشجاعة أو الذنب أو الحظ السعيد، وذلك اعتمادًا على الثقافة التي تعيش فيها، وسواءٌ كنت ترى في اللون الأحمر رمزًا للغضب، أو اتبعت رمزيته المستخدمة في إشارات الطريق بوصفك مواطنًا يلتزم بالقانون، ففي كلتا الحالتين سيعرقل طريقك. يرمز اللون الأحمر -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: الحب العاطفة القوة السلطة الخطر الإثارة الطاقة البرتقالي عُدَّ اللون البرتقالي لآلاف السنين لونًا بلا هوية، إذ يُعَد هذا اللون -في العديد من اللغات- أحد الألوان الأخيرة -إن لم يكن الأخير- المُسمَّاة بطيف قوس قزح، إذ لا تزال العديد من الثقافات العريقة ترى أنه لا داعي لإعطاء اللون البرتقالي تسميةً خاصةً به. لقد كان اللون البرتقالي موجودًا دائمًا بالطبع في الحضارة البشرية، سواءٌ على شكل أزهار أو فواكه أو خضروات أو حيوانات أو لون السماء عند غروب الشمس، ومن خلال أصباغ مثل الزعفران، لَوَّنَ ملابس وأقمشةً كثيرةً، كما استُخدم ليرمز إلى القومية والهوية الدينية والأنشطة الرياضية. ومع ذلك، فهو لا يقترب من جاره الأحمر من حيث مكانته في العالم، وقد يكون لهذا الأمر علاقة بطبيعة اللون البرتقالي الذي يُعَد تدرجًا أكثر من كونه لونًا مستقلًا، فعندما يكون شاحبًا يُنظر إليه عادةً على أنه أصفر، وعندما يكون قاتمًا يُنظر إليه على أنه بني، أي أن هناك منطقةً ضيقة الحدود يمكن أن يَظهر فيها اللون البرتقالي على حقيقته، لكنه في نفس الوقت تراه يضيء مثل نجم في هذه المنطقة الضيقة. يرمز اللون البرتقالي -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: الدفء الإبداع المغامرة النضارة السعادة الجاذبية النجاح الأصفر أثناء سيرك في الطريق، تلمح سيارة أجرة ذات لون أصفر على بعد عشرات الأمتار منك، فتشير لسائقها ليتوقف لك وتركب، وينطلق سائق السيارة مسرعًا حتى قبل أن تغلق الباب، فيقود بسرعة؛ لكنه يبطئ من سرعته عندما يرى لافتة طريق صفراء تشير إلى منحنى خطير أمامه، ثم يضغط على المكابح مرةً أخرى عندما يرى رافعةً شوكيةً ستمر من أمامه، وأثناء كل ذلك، تسحب ورقة ملاحظة صفراء اللون كانت قد لصقت لتشير لك إلى الصفحة التي تتطلب توقيعك. وأثناء قراءتك لتلك الصفحة، ترى خطًا أصفر شُخط ليدلك على المكان الذي يجب أن ترسم فيه توقيعك بالضبط. كل هذه العناصر التي لفتت انتباهك وانتباه السائق هي باللون الأصفر. هذا اللون الذي قد أذهل تألقه الأباطرة العظماء من قبلنا، كما رسم الملايين منا بأقلام الرصاص التي كانت تأتي باللون الأصفر والأسود، كما حذرتنا العديد من الإشارات المرورية صفراء اللون من عدم الإسراع، ونجحت في لفت انتباهنا. يرمز اللون الأصفر -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: التفاؤل الابتهاج السعادة الدفء الحذر الطاقة الفكر الأخضر تتطابق مع اللون الأخضر عدة أمور، مثل: المال وقلة الخبرة والجنة والغيرة وإعادة التدوير والبستنة. ومع ذلك فإن اللون الأخضر أكثر جوهريةً في معناه، فمن غابات الأمازون، إلى الغابة الخرسانية (لقب يطلق على مدينة نيويورك الأمريكية لكثرة أبنيتها الخرسانية الشاهقة)، فإن خضرة الطبيعة هي التي تجعلنا نستطيع العيش والتنفس، والكلوروفيل هو اسم الصبغ المسؤول عن كل تلك المساحات الخضراء التي تحيط بنا، ومع أن المصطلح يبدو علميًا بعض الشيء، إلا أنه مشتق ببساطة من الكلمات اليونانية "أخضر" و"ورقة". هذا الكلوروفيل هو الذي ينتج الأكسجين الذي نحتاجه للبقاء على قيد الحياة. لذا فببساطة، اللون الأخضر هو جوهر الحياة. يرمز اللون الأخضر -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: الطبيعة النمو الثروة الحظ الحسد النضارة الجودة الأزرق من سماء الليل إلى البحار العميقة، يوسع اللون الأزرق آفاقنا ويغطي أحلامنا، فيجعلنا نثق به لنعطيه مكانةً على رجالنا ونسائنا باعتماده لونًا رسميًا لأزيائنا الموحدة، ونراه لونًا ذكوريًا فنختاره لأطفالنا الذكور لنزين به أسرتهم وملابسهم، كما ننظر له بوصفه مهدئًا ورمزًا للبرودة وانخفاض الحرارة، ويُعَد اللون الأزرق هو الجانب المزاجي الآخر لتصرفاتنا الوردية. يرمز اللون الأزرق -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: الثقة الهدوء الحزن السلام الولاء العمق الأصالة البنفسجي لا يوجد لون يضاهي غرابته أو روعته أو لذته أو جاذبيته. يبدو هذا اللون أنه يتناسب مع كل هذا التناقض الساحر. يرمز اللون البنفسجي إلى العلو والمكانة؛ فقد ارتبط بالملوك لعدة قرون، وكان ذلك لسبب وجيه، وهو أن الطبيعة لم توفر لنا وسيلةً سهلةً لصبغ الأقمشة باللون البنفسجي مما جعل وجوده نادرًا، كما أنه من الناحية التاريخية، كان إنتاج الأصبغة يُعَد من أكثر العمليات ضررًا ومشقةً واستهلاكًا للوقت والتكلفة، لذا كان الوصول إليه حكرًا على الأغنياء وأهل السلطة والمكانة، وبغض النظر عن سيطرته على أردية الملوك وشالات الكهنة، إلا أنه كان من الصعب الحصول على تدرجات لهذا اللون في المقام الأول، لذا فأولئك الذين استطاعوا ارتداءه، تزينوا به ليمنحهم علوًا ومكانةً بين من هم حولهم. يرمز اللون البنفسجي -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: الملوك النُبل الحكمة الترف الخيال الغموض الروحانيات الأبيض يرتبط اللون الأبيض -وهو لون إيجابي بطبيعته- بالنقاء والبساطة والبراءة، فهو لون الثلج ورمز الهزيمة ووجود كل الألوان، وهو اللون التقليدي الذي ترتديه العرائس في يوم زفافها في معظم دول العالم تقريبًا، أما في بعض البقع الجغرافية، فيرتديه الناس في الجنازات. يرمز اللون الأبيض -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: النقاء البساطة البراءة السلام النظافة الفراغ الخير الأسود يرتبط اللون الأسود -وهو لون سلبي بطبيعته- بالتطور والحزن والغموض، فهو لون سماء الليل ورمز الموت وغياب كل لون. قد تراه على عين أحدهم بعد تلقيه للكمة، وذلك أثناء تدربه لنيل الحزام الأسود في لعبة الكاراتيه، كما يُعَد لون الحداد ورمزًا للحزن في الغرب، ولكنه كذلك لون التنحيف عندما ترتديه من أجل حدث مهم فتبدو أنيقًا مع ربطة عنق سوداء. يرمز اللون الأسود -وخاصةً في الثقافات الغربية- إلى كل ما يلي: الرقي الرسميات الحزن الجرأة الأناقة الموت الغموض الآن، وبعد أن أصبحت تعرف أن علاقتنا مع الألوان معقدة ومتجذرة في علاقات بيولوجية وثقافية وشخصية، فتخيل مثلًا لو طُلب منك تصميم لوحة ألوان تتكون من 17 لونًا مختلفًا، بحيث تكون مقبولةً عالميًا في جميع دول العالم. فكر في الأمر قليلًا ودعه يتغلغل مخيلتك. هذا التحدي بالضبط هو الذي واجه المصمم جاكوب ترولباك، وهو مؤسس شركة ترولباك، من أجل تصميم شعار لمبادرة الأهداف العالمية Global Goals، لذا دعنا نتعرف عليه. كيف تدعم الألوان القضايا العالمية مبادرة الأهداف العالمية بدأت قصة مبادرة الأهداف العالمية في خريف عام 2014 مع ريتشارد كيرتس، وهو مخرج أفلام ومؤسس مبادرة بروجيكت إيفري ون، فقد التقى جاكوب ترولباك -مؤسس شركة ترولباك للتصميم- لمناقشة أفضل السبل لجعل هذه الأهداف تلقى صدى عالميًا، كما تولى جاكوب المهمة وأول ما بدأ به هو تحويل اسم المبادرة من "أهداف التنمية المستدامة" إلى ما يُعرف اليوم باسم "الأهداف العالمية"، ودعمت الأفكار القيمة لسفراء الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية جاكوب وفريقه من أجل تطوير أيقونات يمكن فهمها عالميًا. لذا اختار التصميمات ولوحة الألوان بعناية وأخذ أهميتها ورمزيتها بين الثقافات في الحسبان، كما صمم شعارًا دائري الشكل تعبيرًا عن الوحدة، ونتيجةً لهذه المبادرة صدرت اتفاقية وَقَّعَت عليها جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولةً، واليوم تُتَبنَّى عالميًا وتُستخدَم بوصفها لغةً تعبر عن التغيير، مفعمةً بالأمل، وتلهم الناس لاتخاذ خطوات جريئة نحو مشاريع عالمية أكثر استدامةً. شعار مبادرة الأهداف العالمية Leave No One Behind أي لن نترك أحدًا وراءنا، إذ يتكون الشعار الدائري من 17 لونًا على شكل أيقونات مصغرة. لقد كان تحديًا إبداعيًا اختيار 17 لونًا، بحيث تبدو متناسقةً مع بعضها دون أن تتشابه فيما بينها، كما كان من المهم الاحتفاظ ببعض ارتباطات الألوان، مثل وضع الهدفين: Life Below Water (أي الحياة المائية)، وClean Water and Sanitation (أي المياه النظيفة والصرف الصحي) باللون الأزرق؛ أما هدف الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة Affordable and Clean Energy، فوُضِع باللون الأصفر مثل لون الشمس، وقد صرح جاكوب في إشارة منه إلى مدى تعقيد التصميم: الأهداف العالمية السبعة عشر للتنمية المستدامة. بدأ جاكوب عملية التصميم من خلال إعطاء أهداف التنمية المستدامة أسماءً رنانةً مقنعةً، وتحويل اسم المبادرة من Sustainable Development Goals (أي أهداف التنمية المستدامة) إلى اسم أقصر وأكثر جاذبية هي The Global Goals (أي الأهداف العالمية)، وسنستكشف في الصور التي سنعرضها أدناه كيف كتب شعار المبادرة بعدة لغات مختلفة، إذ سيتضح لنا في هذه الصور الاهتمام الدقيق بمبدأ التوطين Localization، أي اختيار عناصر تصميمية تتلاءم مع البيئة الجغرافية للمشروع، وهو مبدأ مهم في التصميم. شعار أهداف التنمية المستدامة مكتوبًا بعدة لغات مختلفة بعد إعادة تسمية شعار المبادرة، أعطى جاكوب كل هدف من الأهداف السبعة عشر اسمًا رنانًا يسهل الحديث عنه وتذكره، كما أعطى لكل هدف رمزًا ملونًا خاصًا للتعبير عن روح الإصرار، والتفاؤل بالجهود التي ستبذل، بعد ذلك صمم شعارًا رسميًا للمبادرة، وهو عبارة عن دائرة مشرقة مكونة من ألوان الأهداف الفردية السبعة عشر لتذكيرنا بضرورة حلها جميعًا معًا دون التخلي عن أحدها. شعار مبادرة الأهداف العالمية تُعَد عملية التصميم -في رأي جاكوب- مدفوعةً على نحو كبير بالأهداف، إذ يبدأ الإبداع عندما تجد طريقةً جديدةً لتقديمها للمستخدمين، وذلك لتمنحهم بها طريقةً مختلفةً للتفكير. ومن خلال وضع هذا المفهوم في الحسبان، ترجم جاكوب الأهداف العالمية إلى حملة شاملة تضمنت تصميمه لموقع إلكتروني وملصقات ودبابيس إعلانية. صورة تعرض الموقع الإلكتروني والملصقات والدبابيس والشعار التي صممها جاكوب لمبادرة الأهداف العالمية خاتمة للألوان تأثير لا يمكن إنكاره، إذ تستطيع الإقناع والتعبير والتواصل، كما يمكن أن تكون أدوات فعالةً للتواصل مع المستخدمين، ولكل لون خصوصية معينة توجب استخدامه في السياق الذي يناسبه، ويُعَد سياق علاقتنا مع الألوان سياقًا معقدًا ومتجذرًا في علاقاتنا البيولوجية والثقافية والشخصية. تعلمنا في هذا المقال أن سياق علاقتنا مع اللون هو سياق معقد متجذر في علاقاتنا البيولوجية والثقافية والشخصية، كما تعلمنا الفرق بين الألوان الدافئة والباردة والرمزية الثقافية لألوان معينة في الثقافات الغربية. الأحمر = الحب والشغف والقوة والسطوة والخطر والإثارة والطاقة. البرتقالي = الدفء والإبداع والمغامرة والنضارة والسعادة والجاذبية والنجاح. الأصفر = التفاؤل والابتهاج والسعادة والدفء والحذر والطاقة والعقل. الأخضر = الطبيعة والنمو والثروة والحظ والحسد والنضارة والجودة. الأزرق = الثقة والهدوء والحزن والسلام والولاء والعمق والأصالة. البنفسجي = لون الملوك والنبل والحكمة والترف والخيال والغموض والروحانية. الأبيض = الطهارة والبساطة والبراءة والسلام والنظافة والفراغ والخير. الأسود = الرقي والرسميات والحزن والجرأة والأناقة والموت والغموض. أخيرًا، تعرفنا على مبادرة الأهداف العالمية والتحديات الخاصة التي استطاع حلها جاكوب ترولباك وفريقه من خلال البحث ومبدأ التوطين والرمزية الثقافية، كما يجب أن تتذكر من كلامه، أن التصميم مدفوع بالأهداف ويبدأ الإبداع عندما تجد طريقةً جديدةً لتقديمها للمستخدمين، لتمنحهم بها طريقةً مختلفةً للتفكير. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Understand Color Symbolism لصاحبه Daniel Skrok. اقرأ أيضًا استخدام علم النفس في مجال تجربة المستخدم لتكييف المستخدم وإقناعه مفهوم الثقل المرئي (Visual Weight) والألوان في مجال تجربة المستخدم كل ما يجب عليك معرفته عن نظرية الألوان لغير المصممين سيكولوجية الألوان في عالمي التسويق والعلامات التجارية
  24. من السهل القول أن الكتابة المستقلة مجال سهل، ولكن من السهل أيضًا القول أنه مجال صعب. في الواقع هناك أرضية وسطية يمكن من خلالها الدخول إلى عالم التدوين المستقل والنجاح فيه. وبالنسبة لي، لم تكن عملية تعلم كيف أصبح كاتبًا مستقلًا سهلة، كما أنها لم تكن بتلك الصعوبة أيضًا. أي أنك إذا فهمت المبادئ الأساسية للكتابة المستقلة الناجحة وبدأت في تطبيقها عبر الالتزام والمثابرة، فسيكون النجاح حليفك. في هذا المقال جمعنا لك أهم المبادئ اللازمة من أجل النجاح في مجال الكتابة المستقلة أو التدوين. والتي ستزيد في حال طبقتها من فرص نجاحك في المجال. المرحلة الأولى: كن مستعدا قبل أن تبدأ فعليًا في البحث عن العمل كاتبًا مستقلًا، يجب أن تتأكد من أنك جاهز للنجاح، سواءً كان ذلك بالمعنى النفسي أو التقني. أي ببساطة شديدة، عليك أن تكون كاتبًا ماهرًا وأن تعلم ذلك يقينًا. ثق بنفسك السؤال الأول الذي يجب أن تسأله لنفسك عندما تبدأ بتعلم كيف تصبح كاتبًا مستقلًا بسيط جدًا، ولكنه مهم في الوقت نفسه: "هل أثق بقدراتي؟" بمعنى آخر، فهل تعتقد أنك قادر على أن تصبح مدونًا مستقلًا ناجحًا؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأنت جاهز؛ أما إذا كانت إجابتك غير ذلك، فأنت بحاجة إلى التفكير في السبب الذي يدفعك إلى النظر إلى نفسك بهذه الطريقة، لأنه بدون الثقة والإيمان بقدراتك، ستقل احتمالية نجاحك في هذا المجال. دعني أقولها لك بصراحة: إذا كنت تريد أن تنجح في مجال التدوين المستقل، فأنت بحاجة إلى أن تثق بنفسك بدلًا من استصغار قدراتك. إن عدم الإيمان بقدراتك سيبدو واضحًا جدًا أمام العملاء المحتملين وسيشعرون بضعفك؛ أما إن كنت واثق الخطى، فسيزيد هذا الأمر من إدراكهم لقدراتك. دعني أُعِدْ صياغة الموضوع بأسلوب آخر: أفضّل أن أكون كاتبًا عاديًا مع إيمان راسخ بحتمية نجاحي، على أن أكون كاتبًا عظيمًا ممزقًا بالشك الذاتي بقدراتي. صدّق وآمن أنه يمكنك النجاح وستزيد من فرص نجاحك أكثر فأكثر. تعلم الكتابة إذا كنت تريد أن تكون كاتبًا مستقلًا ناجحًا، فيجب أن تكون كاتبًا ماهرًا أساسًا. يجب أن يكون هذا الأمر واضحًا للغاية، لكن رغم ذلك قد يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يقدرون تمامًا أهمية صقل مهاراتهم في الكتابة. إن تحسين مهاراتك في الكتابة هو أمر لا يقل أهميةً عن تعلم كيفية العثور على عملاء جدد أو التفاوض على الأسعار بمهارة عالية، كما قد يكون العامل الأكثر تأثيرًا في مجال عملك في الكتابة المستقلة. بمعنى انه سيصبح كل شيء أكثر بساطةً إن كنت كاتبًا ماهرًا. سيخبرك الكثير من الناس أنه لكي تصبح كاتبًا مخضرمًا، عليك أن "تكتب فقط". اسمح لي أن أقول أن هذا الكلام مجرد كلام فارغ لا صحة له. إنه مثل إخبار شخص لا يعرف أصلا كيفية رمي كرة السلة على نحو صحيح أن يستمر في الرمي بنفس الأسلوب، وما سيحدث هنا، هو أنه سيستمر بممارسة أخطائه مرةً بعد مرة. لذلك أنصحك بأن تبدأ بدراسة وتعلم مبادئ الكتابة الصحيحة. ولأكون أكثر تحديدًا، الكتابة على الإنترنت. لحسن الحظ أن الكتابة الفعّالة في عالم الإنترنت تتألف من عدة قواعد مباشرة تقوم جميعها على مبدأ واحد فقط، هو البساطة والابتعاد عن التكلف. لذا في حال لم ترد أن تستثمر المزيد من وقتك في تعلم كيف تصبح كاتبًا مستقلًا، فتذكر هذه النصيحة على الأقل؛ أما في حال كنت مصممًا على التعلم وتطوير مهاراتك الكتابية، فيستحسن البدء بالبحث عن مقالات الكتابة المستقلة، والتي تتحدث عن كل ما يتعلق بكتابة المحتوى على الإنترنت. معرفة خبراتك إن أكبر المشكلات التي تواجه المدونين المستقلين هي مجال "خبرتهم"، فقد حدثني من قبل العديد من الأشخاص عن معاناتهم مع هذه المشكلة، فهم يريدون بشدة أن يصبحوا كتابًا مستقلين، ولكنهم يشعرون بأنهم لا يعرفون ما يكفي عن موضوع معين لتقديم قيمة. أول شيء أود قوله هو أن كل شخص منا يعرف شيئًا أكثر من غيره عن مجال ما، أي أنني إذا جلست في غرفة مع جميع أصدقائي، فيمكنني أن أحدد شيئًا واحدًا على الأقل يعرفون عنه أكثر مني. على سبيل المثال، يعرف صديقي علاء الكثير عن السيارات، ولدى مهند الكثير من المعلومات الطبية، أما رامي فيعرف الكثير عن التدريس وأساليبه، وبالنسبة لصديقي سامر فهو أعلمنا في القانون. يمكنني الحديث عن خبرات ومعلومات كل واحد من أصدقائي حتى ينتهي هذا المقال، لكني متأكد من أن الرسالة قد وصلتك. ما أعنيه هو أنه لديك قيمةً لتقديمها في العديد من الموضوعات، خاصةً إن جلست مع نفسك للتفكير في جميع خبراتك. وسيزداد الأمر وضوحًا عندما تفكر في أن الغالبية العظمى من الناس المهتمين بموضوع معين مبتدئون تمامًا فيه، لذا ما عليك سوى أن يكون لديك فهم متوسط في مجال ما لتكون في وضع يسمح لك بتعليم غالبية السوق. لقد واجهت هذه المشكلة شخصيًا عندما حصلت على وظيفتي الأولى في مدونة متخصصة في مجال ووردبريس والتدوين. في ذلك الوقت كانت خبرتي لا تتعدى الخمسة الأشهر، ولكنني تعلمت ما يكفي لتقديم قيمة للعديد من القراء. كنت خبيرًا بما فيه الكفاية، وأنا متأكد من أنك أنت أيضًا خبير بما يكفي في الكثير من المجالات لتقدم قيمةً للقراء. كن ذا عقلية منفتحة إكمالًا لنقطتي السابقة، أنصحك بأن تتبنى دائمًا علقيةً منفتحةً فيما يتعلق بالموضوعات التي تستطيع الكتابة عنها، خاصةً عندما تكون مبتدئًا في المجال، إذ يُنصح باقتناص أي فرصة تجدها تدفع لك سعرًا مناسبًا، أو من شأنها أن تزيد من شهرتك أو ذات مزايا مشابهة. ستكتشف مع مرور الوقت أنك ستتعلم بسرعة كمًّا كبيرًا من المعلومات عن مجال ما عندما تكتب عنه. يجب أن تدرك ذلك على نحو واضح، لأن الكثيرين لا يقدرون هذا الأمر. وإن تمكنت من وضع قدمك في السوق وبدأت في بناء سمعة طيبة، فستجد قريبًا أن قيمتك المتصورة تنمو أكثر يومًا بعد يوم ليصبح بإمكانك الانتقال إلى فرص أكبر. وهذا هو بالضبط ما فعلته في سوق ووردبريس، على الرغم من عدم امتلاكي لأي خبرة سابقة. هل تظن أنني رأيت في نفسي كاتبًا في مجال ووردبريس عندما بدأت رحلتي في التدوين المستقل؟ بالطبع لا، لكن هل أعُد نفسي الآن كاتبًا في مجال الووردبريس وقادرًا على تقديم قيمة مضافة لغالبية المجتمع؟ بالتأكيد نعم. المرحلة الثانية: البحث عن عمل عندما تتعلم كيف تصبح كاتبًا مستقلًا، فإن فكرة الترويج لنفسك لعملاء محتملين يمكن أن تكون مرعبةً بعض الشيء. لازلت أتذكر عندما كنت في بداية الطريق، عندما كنت أقدم عروضًا لعملاء محتملين، وكيف كنت أشعر بالخوف أثناء فعل ذلك. لقد كنت مجرد مدون مبتدئ غير ذي خبرة وبالكاد نجحت في امتحاناتي الأدبية عندما كنت طالبًا في المدرسة، لأنتقل إلى تقديم عروض لوظائف الكتابة المستقلة! إن أحد أكبر الخطوات التي يمكنك اتخاذها من أجل النجاح في مجال الكتابة المستقلة، هي التغلب على هذه العقبة النفسية. فبمجرد أن تكتسب الثقة اللازمة لتقديم عروض على نحو مستمر لعملاء محتملين، يمكنك التركيز على مسألة جذب المزيد من العمل والتأسيس لمسيرتك المهنية. البحث عن فرص إن إحدى المشكلات الشائعة بين أوساط الكتاب المستقلين، هي أنهم ببساطة لا يبحثون عن عمل، بل يتوقعون أن تجدهم الفرص بطريقة ما، أو تراهم يقدمون بضعة عروض ويستسلمون فورًا عندما لا يتلقون ردًا؛ لذا اسمح لي أن أوضح لك هذه النقطة، إن كنت تريد أن تصبح كاتبًا مستقلًا ناجحًا، فيجب ألا تستكين أبدًا، أي عندما تبدأ مسيرتك المهنية، لا يمكنك أن تتوقع من الناس أن يأتوا إليك وأنت لا تملك خبرةً ولا سمعة. عليك أن تخرج إلى العالم وتوضح للناس لماذا تستحق وقتهم ومالهم. ولأشرح لك ما أقصده عندما أتحدث عن البحث عن فرص، إليك مفهوم "عشرة قبل العاشرة". يشير هذا المفهوم إلى أن تحرص كل يوم على التواصل مع عشرة عملاء محتملين قبل الساعة العاشرة صباحًا. أي كل يوم تقدم لنفسك عشرة احتمالات جديدة لتجد عملًا أو فرصةً مناسبة، مما يجعل نجاحك حتميًا. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها العثور على عمل في عالم العمل الحر، كما أنك لن تجد الكثير من الصعوبة عندما تبحث عن عمل يضعك في بداية الطريق، خاصةً إذا كنت تبحث بأسلوب صحيح. كتابة عروض رائعة بمجرد تحديد عميل محتمل، فإن احتمالية حصولك على الوظيفة ستعتمد على أمرين فقط، أحدهما هو جودة عرضك المقدم. يلعب العرض دورًا كبيرًا في تحديد ما إذا كنت ستحصل على المشروع أم لا. أي ليس من الضروري أن يحصل أفضل كاتب على الوظيفة، بل من يقدم أفضل عرض، وببساطة أن تكون أنت صاحب هذا العرض، فبالرغم من كل شيء، لا يبحث العملاء عن مهارات الكتابة فقط، بل عن شخص يظهر الكفاءة والحماس نحو العمل. إنهم يبحثون عن شخص يترك انطباعًا جيدًا، شخص يميز نفسه عن الآخرين، وهذا ما يمكن أن يفعله تقديم عرض جيد. جهز معرض أعمالك يعاني الكثير من الكتاب المستقلين المبتدئين من عدم وجود الكثير من الأعمال السابقة في معرض أعمالهم، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالنقص. لكن رغم ذلك هم لا يدركون أنه من الممكن بناء معرض أعمال دون أن تكون موظفًا في عمل مدفوع الأجر. أول ما يجب أن تعرفه عن معرض الأعمال، هو أنه لا يجب إرفاقها مثل ملفات في عروضك، فعندما يتعلق الأمر بالكتابة على الإنترنت، يفضل العملاء المحتملون الإطلاع على أعمالك المنشورة، لذا في حال أرسلت لهم مقالات على هيئة مستندات نصية مثلًا، فسوف يتساءلون لماذا لم ينشرها أحد لك. إليك هذه الحلول الثلاثة المحتملة التي يمكنك إتباعها: النشر على مدونتك الخاصة. أن تكتب ضيفًا في مدونات أو مواقع أخرى. التطوع أو البحث عن فرص غير مدفوعة. يُعَد الحل الأول هو الأسهل والأقل فاعليةً من بين الحلول (فأي شخص يمكنه نشر المحتوى على مدونته الخاصة)، لكن بالنسبة لي كان سببًا كافيًا للحصول على مشروعي الأول، لذا أنصحك إن كنت مصممًا قعلًا على النجاح، أن تتبنى الحلول الثلاث كلها. بالنسبة للحل الثالث أجده أكثر الحلول فعاليةً، حيث أنه من المحتمل أن يراه العميل الجديد يحاكي الدور الذي يبحث عنه. إنشاء موقع على الإنترنت عالي الجودة حتى إن اخترت عدم إنشاء مدونتك الخاصة لمساعدتك في بناء معرض لأعمالك، فأنا أعُد أن امتلاك موقع على شبكة الإنترنت أمر إلزامي تمامًا. أي إذا كنت تروج لنفسك مدونًا مستقلًا، فأنت بحاجة إلى إظهار ولو مقدار بسيط على الأقل من القدرات التقنية. يجب أن يكون موقع الكاتب على شبكة الإنترنت المركز الذي يتوجه إليه جميع العملاء المحتملين للتواصل معه، كما يجب أن يُربط مع توقيعه في رسائل البريد الإلكتروني التي يرسلها حتى يتمكنوا من زيارته ومعرفة أنه ليس مجرد شخص تحول بين عشية وضحاها إلى كاتب مستقل. يجب أن يكون الموقع مصممًا على نحو جيد (أوصي بأحد ثيمات ووردبريس الافتراضية مثل Twenty Eleven أو Twenty Twelve)، ويفضل عدم المبالغة في تصميم الموقع، إلا إن كنت تعرف ما تفعله. يجب أن يعبر الموقع عن مهنية عالية ليقنع العميل المحتمل بأنك مرشح يستحق اهتمامه. الحصول على شهادات من عملاء سابقين بصرف النظر عن وضع سيرة ذاتية مختصرة ومعلومات الاتصال وأمثلة للأعمال التي نشرتها، يجب أن يعرض موقعك عدة شهادات إيجابية من عملاء سابقين يقرون بقدراتك الكتابية والمهنية. وفي حال كنت في بداية الطريق، فقد تشعر أن الحصول على شهادات أمر مستحيل في هذه المرحلة، لكن الأمر ليس بتلك الصعوبة. للحصول على شهادات تدعم موقعك، فإن أسهل طريقة لفعل ذلك، هي بالطلب من أصدقائك أو زملائك، حيث أنه ليس من الضروري أن تكون شهاداتهم مرتبطةً على نحو مباشر بقدراتك الكتابية، بل يمكن أن تشير إلى مهنيتك ومهاراتك التنظيمية وأنك أهل للثقة. بهذه الطريقة تكون قد عبرت عن نفسك عبر شهادات الآخرين، دون أن يعلم العملاء المحتملين أن من كتبها لديهم صلة شخصية بك. هناك طريقة أخرى سهلة نسبيًا للحصول على شهادات، وهي عبر المدونين الذين نشرت عندهم مقالات الضيوف أو الذين تطوعت للتدوين لهم بدون أجر، إذ سيسر معظمهم بكتابة شهادات لك تكون مرتبطةً بالفعل بقدراتك ومهاراتك الكتابية. أنشئ مدونة بالنسبة لي، كان لمدونتي تأثير كبير في تحديد نجاحي مدونًا مستقلًا، فإلى جانب حصولي على مشروعي الأول عن طريقها، فقد كانت بمثابة آلة لجذب العملاء، و هو السبب الذي جعلني لا أضطر إلى البحث عن عمل لحوالي ثمانية عشر شهرًا. لهذا أشجع دائمًا أي مدون مستقل مبتدئ على إنشاء مدونته الخاصة. إن الموضوع (الموضوعات) الذي تختاره لمدونتك ليس مهمًا إلى ذلك الحد الذي تظنه، فنادرًا ما يرتبط الموضوع الذي أغطيه بمدونتي بالمواضيع التي يطلبها العملاء، لذا لن يكون اختيار موضوع للمدونة أمرًا ذو مشكلة، فهو متروك لك، ولكن الفائدة الحقيقية تكمن في إظهار قدرتك على الكتابة الفنية، بالإضافة قدرتك التقنية على إنشاء مدونة ناجحة. إذا كان بإمكانك أن تُظهر للعميل أنك ماهر بما فيه الكفاية لبناء قاعدة شعبية لمدونتك من الألف إلى الياء، فهذا يُعَد دلالةً قويةً على قدرتك في تقديم قيمة مضافة له. المرحلة الثالثة: بناء عملك يُعَد البحث الدائم عن عملاء محتملين أمرًا في غاية الأهمية في بداية مسيرتك المهنية، فبدونه لن تجد فرصةً مناسبةً لتبدأ منها. لكن يجب أن تضع في حسبانك مراقبة تطورك المهني أيضًا، فكلما صقلت مهاراتك، ازداد نموك المهني. تعلم كيف تتفاوض عندما تقدم الكثير من العروض الجيدة، فمن المحتمل أن يُقبل أحدها وتُعرض عليك وظيفة. وما سيحدث بعد ذلك، هو أنه سيُطلب منك تحديد سعر لأتعابك. وهذا كاف لشل حركة أي كاتب مبتدئ متحمس للعمل. إن تحديد الأسعار والتفاوض عليها لا يجب أن يكون أمرًا مخيفًا، فتطبيق بعض المفاهيم البسيطة في مجال التفاوض من شأنه أن يمنحك الثقة لتكون قادرًا على حساب أتعابك بطريقة منطقية وعقلانية. تعلم الكتابة بسرعة في حال طُلب مني تحديد شيء واحد فقط كان له التأثير الأكبر على كسبي 100 دولار في الساعة الواحدة، فسيكون قدرتي على إنشاء المحتوى بسرعة. أنا لا أتحدث فقط عن سرعتي في الكتابة (على الرغم من هذا الأمر مهم أيضًا)، بل أنا أتحدث عن عملية صياغة مقال من اللحظة التي تتولد فيها فكرته في ذهنك إلى لحظة نقرك على زر "إرسال" لترسله إلى المدونة لينظر في أمره. دعني أوضح لك الأمر أكثر: إن قدرتك على العمل بسرعة لها تأثير مباشر على قدرتك على كسب المزيد من المال. أي أن المقالات التي تبلغ قيمتها 100 دولار في الساعة، ستكسبك 100 دولار في حال انتهيت منها خلال ساعة واحدة. وستكسبك 50 دولار في الساعة إن إنتهيت منها في ساعتين، وهذه معادلة بسيطة. اكتب وفقا لمعايير العميل وليس وفقا لمعاييرك إن الخطأ الذي يرتكبه العديد من الكتاب المستقلين هو الكتابة وفقًا لمعاييرهم الخاصة بدلًا من معايير عملائهم. بالطبع سيكون هذا الأمر مكلفًا أكثر عند العمل في مشاريع ذات العوائد المتواضعة، فليس هناك أمر أسوأ من قضاء ساعات طوال في وظيفة تدر أجرًا ضئيلًا. النقطة التي يجب مراعاتها هنا، هي أنه إذا كنت تتلقى أجرًا قليلًا، فمن المحتمل أن يتوقع العميل عملًا بقيمة تعادل هذا الأجر، لذا لا تعطهم أفضل ما عندك إن كانوا يدفعون لك سعرًا منخفضًا، ولكنك قد تضطر للكتابة بجودة مرتفعة مقابل سعر زهيد في بداياتك مثل كاتب مستقل حتى تحصل على الخبرة والسمعة وتثري معرض أعمالك أكثر فأكثر. تجدر الذكر هنا الإشارة إلى أني لا أقول أنه يجب عليك تقديم عمل رديء. لكني أقول إنه يجب عليك العمل وفقًا لمعيار يعكس قيمة أتعابك دون أن تقدم أي شيئ إضافي آخر، إذ سيؤدي ذلك إلى إسعاد العميل وسيتطلب منك وقتًا أقل بكثير. والأهم من ذلك، هو أنه سيقلل على نحو كبير من فرصة شعورك بالتعب بسبب مجهودك المفرط والاستسلام. كن الحل لا المشكلة أحد الأمور الأساسية التي يجب أن تفهمها حول العلاقة المهنية التي تربطك بعملائك هو أنك موجود هناك لتكون الحل وليس المشكلة، فأنت مطلوب لتوفير الوقت لهم ولتقديم حل جيد بأقل قدر من المتاعب، لذا فإن كنت غير مستعد لذلك، فأنت تجعل من نفسك مشكلةً وعقبةً. إن قدرتك على الكتابة هي اعتبار واحد فقط، إذ سيطلب منك العميل أن تقدم منتجًا عالي الجودة مثلما وعدته، وفي الوقت المناسب وباستمرار. أي أنك إذا أنتجت عملًا رائعًا ولكنك تتأخر دائمًا في تسليمه أو يصعب عليك التواصل مع العميل، فسيكون للعميل رأي متضارب حول قيمتك بالنسبة له. لذلك عندما تعمل مع عميل ما، تذكر أنه يجب أن تكون دائمًا الحل وليس المشكلة. أذهلهم بجودة منتجك أو الخدمة التي تقدمها وسيزدهر عملك. كن أكثر من مجرد كاتب لقد لاحظت توجهًا متزايدًا بين العملاء المحتملين، حيث يريدون أكثر من مجرد كتاب، فهناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين عملت معهم أرادوا مني كتابة المقالات وإرسالها فحسب، أي غالبًا ما يبحث العملاء عن حل أكبر من ذلك، فهم يريدون كتابة المقالات ونشرها والترويج لها؛ كما يريدون التأكد من أن استراتيجيتهم التسويقية عبر الإنترنت سليمة ومناسبة. ويريدون أيضًا أن يُبدو موقعهم بمظهر حسن ويجذب المزيد من المستخدمين. إذا كان بإمكانك التأسيس لعملك على أساس تقديم خدمة شاملة تتضمن أكثر من مجرد الكتابة، فستجد أن مجالات التطوير أمامك ضخمةً جدًا. وهو أمر لايجب أن تقلق بشأنه كثيرًا في بداياتك، ولكنه بالتأكيد شيء يجب أخذه في الحسبان للمستقبل. وعلى الرغم من أن وقتك محدود (وهو ما يحد بدوره من إمكانية تحقيق أرباح أكثر)، إلا أن التسويق للمحتوى الذي يلبي جميع احتياجات العميل ويكون قابلًا للتطوير، يمكن أن يرفع من مستوى نشاطك المهني كثيرًا. في الوقت الحالي، ركز فقط على تطوير مهاراتك حول قدرتك على الكتابة. وهو سبب آخر يجعل من إنشاء مدونتك الخاصة أمرًا ذا قيمة كبيرة، فهو يمنحك تجربةً شاملةً لما ستكون عليه المدونة الناجحة، حيث سترتفع قيمتك المحتملة أمام العميل إن كان بإمكانك إثبات أن لديك كفاءة حقيقية في التدوين وكل ما يتعلق به، من وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين محركات البحث، وما إلى ذلك من أمور تهمه. في الختام لقد كتبت لك هذه النصائح متبعًا تسلسلًا زمنيًا فيما يخص الكتابة المستقلة الناجحة. ورغم أنه هناك الكثير مما يمكن قوله حول كل مبدأ والعديد من العوامل الأخرى التي يجب أخذها في الحسبان، إلا أنه هذه النصائح والإرشادات ستضعك بالتأكيد على الطريق الصحيح، وستجعلك مستعدًا أكثر من معظم منافسيك في السوق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Become a Freelance Writer: 15 Principles for Success لصاحبه Tom Ewer. اقرأ أيضًا دليل الكتاب المستقلين لتقديم عروضهم والأخطاء التي ينبغي تجنبها السمات العشرة الأساسية لأعلى الكتاب والمدونين المستقلين دخلا طريقك إلى العمل الحر عبر الإنترنت
  25. يُعَد السر وراء النجاح في مجال العمل المستقل هو المثابرة، أي عبر بناء معرض لأعمالك والتواصل مع العملاء المحتملين مرارًا وتكرارًا إلى حين أن تنهال عليك عروض الأعمال. في الواقع، تُعَد هذه الاستراتيجية ناجحةً فعلًا، ولكن إذا كنت ترغب في توسيع نطاق عملك في الكتابة المستقلة، فأنت بحاجة إلى استكشاف طرق جديدة لجذب العملاء إليك. سنعرض في هذا المقال أربع نصائح ستساعدك في العثور على عملاء جدد، دون الحاجة إلى تقديم عروض لهم أو الترويج لنفسك. ضع في الحسبان أنه رغم كل هذه الأساليب التي سأعرضها عليك، لا يزال يتطلب منك الأمر تقديم بعض الجهد والعمل، لكن بطرق مختلفة عما اعتدت عليه. 1. أنشئ مدونة تستهدف المجال الذي تريد الكتابة من أجله إن إنشاء مدونة أمر سهل من الناحية التقنية، لكن نشر المحتوى باستمرار وتنميته هما أمران مختلفان تمامًا. ومن بين الأمور التي تجعل الشركات والمحترفين يقضون الكثير من الوقت في إنشاء المحتوى، هو في كونه أداةً فعالةً للتسويق عبر الإنترنت. يستخدم 91% من مسوقي الشركات، المحتوى مثل وسيلة لفتح آفاق لأعمال جديدة. هناك شيء أقوله دائمًا للكتاب المستقلين، وهو أنه عليك التفكير في نفسك مثل شركة لها نشاط تجاري، لذلك يكون من المنطقي استخدام نفس النهج الذي يستخدمه المسوقون. ومن خلال التدوين عن المجال الذي تعمل فيه، ستستفيد في نواح عدة: تنمية خبرتك في المجال. تعزز المقالات التي تكتبها معرض أعمالك. تساعد العملاء المحتملين في العثور عليك بسهولة أكبر. باختصار، ما تحتاج إلى فعله هو نشر محتوى يجيب على الأسئلة التي قد يبحث عنها الأشخاص في مجال تخصصك. لنفترض مثلًا أنك متخصص في التدوين عن تطوير مواقع الإنترنت (هناك العشرات منهم). ستكون الخطوة الذكية، في حالتنا هذه، هي إنشاء مدونة تركز على تقديم دروس تعليمية في تطوير مواقع الإنترنت، فكلما زاد المحتوى الذي تطرحه، زادت فرص عثور الأشخاص المناسبين عليه، لذا تأكد من إضافة صفحة (وظفني) في مدونتك. 2. تضمين روابط لمواقع عملاء محتملين في مدونتك وهي طريقة منخفضة المخاطر وعالية المكاسب في الوقت نفسه، وهو الأسلوب المفضل بالنسبة لي عندما يتعلق الأمر، ليس فقط بالعمل الحر، بل بالعديد من جوانب الحياة، إذ تُعَد الروابط الخلفية أو Backlinks أمرًا قيمًا لدى معظم مواقع الإنترنت، لذا فهي طريقة رائعة لجذب انتباه عميل محتمل، عبر وضع رابط لموقعه في مدونتك. افعل ذلك مرةً أو مرتين وحاول التفاعل معهم على وسائل التواصل الاجتماعي إن أمكن. من المحتمل أن يمنحك ذلك فرصةً لفتح قناة تواصل معهم. دعني أوضح لك الأمر عبر هذا المثال، لنفترض أنك تريد إيجاد فرصة عمل ككاتب مستقل يكتب مراجعات عن ألعاب الفيديو. إن ما يمكنك أن تفعله في هذه الحالة، هو إنشاء مدونة عن هذا الموضوع تنشر فيها جميع المراجعات التي في جعبتك مع تضمين روابط المواقع التي تريد العمل لصالحها. يكمن السر هنا في جعل هذه الروابط تبدو وكأنها زيارات عضوية طبيعية. وليس حشو مدونتك براوبط في مكان لا معنى له. في حال كنت تنشر محتوى على نحو دائم ومستمر، فستجد بالتأكيد فرصةً لتضمين الروابط التي تحتاجها بأسلوب طبيعي لا ريب فيه. بالنسبة لي، لقد استطعت في مرات عديدة ومن خلال تضمين بعض الروابط في مدونتي؛ فتح محادثات مع الشركات التي أهتم بالعمل معها، فبالنسبة للشركات التي تتعقب الزيارات التي تأتيها من روابط واردة inbound links (وهناك الكثير منها في عالم الشبكة العنكبوتية)، يمكن أن يكون تضمين رابط موقعها سببًا كافيًا لفتح قناة تواصل معها. ومن هناك ستكون الكرة في ملعبك. 3. التدوين في مواقع أخرى في نفس تخصصك ما أقصده هي مقالات الضيوف Guest Post. بالنسبة لي يُعد النشر مثل ضيف واحدًا من أفضل الطرق لزيادة حركة الزيارات في مدونتي الخاصة، وهو في نفس الوقت استراتيجية رائعة لمساعدتك في العثور على المزيد من فرص العمل. كونك كاتبًا مستقلًا، سيساعدك "التدوين كضيف" في فتح آفاق جديدة لعملك. وفي حال كانت لديك مدونة خاصة بك، فقد تكون أيضًا طريقةً ممتازةً لجذب المزيد من الزيارات إليها. تُعَد هي الصفقة مربحةً لجميع الأطراف، خاصةً إن كنت تكتب لإحدى تلك المدونات التي تدفع مقابل مقالات الضيوف. عندما يتعلق الأمر بالتدوين مثل ضيف، فيجب أن تطمح عاليًا، لذا ابحث عن أكثر المدونات شهرةً في المجال الذي تستهدفه وتواصل معهم. عليك أن تتواصل مع أصحاب تلك المدونات وإقناعهم بنشر مقالاتك مثل ضيف بأسلوب أو بآخر. وفي حال وافقوا ونشرت في موقعهم، فهناك احتمال أن يشاهد منشورك آلاف الأشخاص، طبعًا هذا في حال اخترت العمل مع مدونة ناجحة. وفي معظم الأحيان، سيسمحون لك بتضمين سيرتك الذاتية كونك كاتب ضيف، والتي يمكنك عن طريقها جذب المزيد من فرص عمل بأسلوب غير مباشر. نصيحتي لك، في حال وجدت مدونةً شهيرةً في مجال تخصصك ووافقت على نشر مقالاتك مثل ضيف بين الفينة والأخرى، فاترك دائمًا قناةً مفتوحةً للتواصل معهم، إذ يمكن لمقال واحد تنشره كل شهرين أن يكون كافيًا لتعزيز تواجدك وظهورك على الإنترنت. وطالما أنه يساعدك على جذب المزيد من العملاء، فالأمر يستحق التجربة. 4. العمل مع شركات للكتابة المستقلة أعلم أن الكثير ممن يعملون مستقلين، قد اختاروا هذا المجال على وجه التحديد لأنهم يحبون أن يكونوا مديرين على أنفسهم. أي أنهم لا يريدون أن يضطروا إلى التعامل مع أصحاب العمل، وساعات العمل الطويلة، والجلوس خلف مكاتب صغيرة، وكل ما في بيئة العمل التقليدية من أمور غير محبذة. إن العمل مع شركات الكتابة المستقلة ليست وظائفًا مكتبيةً تقليدية، لكن العمل في أحدها يعني أنك ستعمل تحت إمرة شخص ما. في الحقيقة حتى لو كنت كاتبًا مستقلًا، فعليك دائمًا العمل تحت إمرة شخص ما. الفرق هنا، هو أنه في العمل مع شركة كتابة مستقلة، هناك درجة من الفصل بينك وبين العميل النهائي، إذ عادةً ما تتولى الشركة كل شيء من إيجاد عملاء جدد، إلى فهم ومناقشة ما يحتاجون إليه، بالإضافة إلى أنهم يدفعون أتعابك على نحو مباشر ووفقًا لجدول زمني (إذا لم يفعلوا ذلك، اتركهم على الفور). هناك بالطبع جانب سلبي للعمل معهم، وهو أن أرباحك ستحدد بحسب اتفاقياتك معهم، حيث ستكون صفقةً ممتازةً بالنسبة لك في حال كنت كاتبًا بارعًا ولكنك لست ماهرًا في إيجاد العملاء والتفاوض معهم؛ أما إن كنت بارعًا في التفاوض، فمن الأفضل لك الاعتماد على نفسك. حاليًا في عالمنا العربي ليست هناك الكثير من الشركات المتخصصة في هذا المجال، لكن وجب ذكرها في هذا المقال كونه أمرًا شائعًا في العديد من الدول الغربية، وكون أن العديد من المستقلين العرب لهم تعاملات مع مواقع أجنبية للعمل الحر. في الختام هناك الكثير من المستقلين الجدد الذين يتخلون عن العمل الحر بسبب أنهم لا يستطيعون العثور على عمل كافٍ. في الحقيقة العمل متوفر والفرص كثيرة، لكن الأمر يتطلب الكثير من الجهد لبناء قاعدة عملاء مستقرة. ومعظم هذا العمل ينحصر في الترويج لنفسك أمام العملاء المحتملين، وهو أمر ضروري، لكنه ليس الطريقة الوحيدة للعثور على عمل. إن تمكنت من إيجاد طرق لجذب عملاء جدد بأسلوب غير مباشر، فإن توسيع نطاق عملك يصبح أسهل بكثير. إليك ملخصًا سريعًا للنصائح الأربع التي استعرضناها في المقال: أنشئ مدونةً تستهدف المجال الذي تريد الكتابة من أجله. ضع روابطًا لمواقع العملاء الذين تستهدفهم في مدونتك. اكتب في مقالات الضيوف في مواقع من نفس مجالك. ضع في حسبانك ضرورة الانضمام إلى شركات الكتابة المستقلة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 4 Tips to Find New Freelance Writing Clients Without Pitching لصاحبه ALEXANDER CORDOVA. اقرأ أيضًا 15 نصيحة لتطوير موقعك كمستقل، وجذب المزيد من العملاء مجموعة أفكار لجذب العملاء وتوسيع قائمة البريد الإلكتروني كيف تصبح مستقلا ناجحا طريقك إلى العمل الحر عبر الإنترنت
×
×
  • أضف...