اذهب إلى المحتوى

لا تدع العمل الحر (أو الجلوس الطويل) يدمر صحتك


Nada Ashraf

العمل الحر (أو الجلوس الطويل، الوجه الآخر لنفس العملة) قد يجرُّك للهلاك! لا أعني هنا الضّغط الناتج عنه أو عن الإفراط في شرب القهوة الذي غالبًا ما يكون من طقوس المُستقلّين.

freelance-death.thumb.png.653e38ae383802

العمل الحر يجرُّك للهلاك بسبب جلوسك الطّويل متقوّس الظهر أمام شاشة الكمبيوتر طوال اليوم، حيث أجريت العديد من الدراسات العلمية حول هذا الموضوع والتي توصلت إلى أخطارٍ صحية كبيرة نتيجة الجلوس الطويل وقلة الحركة.

الجلوس الطويل يمحو أثر كل الجهد الجهيد الذي قد تبذله في ممارسة التمارين الرياضية حتى إن كنت تذهب بانتظام للنادي الرياضي، وهذا ليس بالخبر الجديد على مسامعنا.

عبّر الدكتور ديفيد آجوس عن هذا الأمر بكلماتٍ قاسية:

"الضرر الصحّي الناتج عن الجلوس المستمر لمدّة 5 ساعات يوميًّا مكافئ للضرر الناتج عن تدخين علبة سجائر وربع."

أظهر التقرير الذي أعده المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيويّة عام 2012 حول هذا الموضوع نتائج غير مبشّرة. حيث بيّن أن إطالة الجلوس مرتبط مع أمراضٍ خطيرة مثل: أمراض القلب، السرطان، ارتفاع ضغط الدم والبدانة (فالجلوس الطويل لا يمنع الجوع كما يمكن أن يعتقد البعض).

لا أعرف ما هي ردود أفعالكم على هذه المعلومات، لكنّني لم أقتنع بها للوهلة الأولى.

أتحرّك ولا أطيل الجلوس وأنا لديّ إطارٌ زمنيٌّ محدد لإنجاز مهامّي؟ حركتي تقتصر على المرّات القليلة التي أنهض فيها لأذهب للحمام أو لأعدّ المزيد من القهوة. لكن كيف يمكنني أن أتحرّك أكثر ولا أطيل الجلوس وأنا أكسب دخلي من جلوسي أمام لوحة المفاتيح للتدوين؟

المشكلة ليست فقط في دوام العمل الذي يستمر من الساعة التاسعة للخامسة، فبعد الجلوس في العمل، معظمنا يعود للمنزل (وفي حالة المدوّنين المستقلين مثلي فإننا ننهض من أمام حواسيبنا المحمولة) لنلقي بأنفسنا على الأريكة أمام شاشةٍ أخرى غير شاشة الحاسوب. وهذا ليس مفيدًا على كل حال.

لكوني مدوّنةً، قرّرتُ أن أبحث عن خيارات الوقاية المتوفّرة قبل أن يبحثوا لي عن نعشٍ مناسب.

ثمن الوقوف في العمل

هناك دائمًا شخصٌ يسعى لأن يربح على حساب خسارتك، وبدائل الجلوس لا تختلف عن هذا بالنسبة لي. ربّما تختلف معي، لكنني أجد المكاتب الواقفة والمدمجة بأجهزة المشي غير مريحة على الإطلاق. وأيضًا، لديّ ميزانيةٌ وفواتيرٌ لدفعها وأفضّل ألا تكون إحداها لأحد المكاتب المترفة المدمجة بجهاز مشي كهربائي.

وبالإضافة إلى أنني لا أحبّ طريقة الاجتماعات والمقابلات التي تتمّ وأفرادها واقفون لتفادي مخاطر الجلوس، والتي يحثّ عليها العديد من الشخصيات البارزة مثل ستيف جوبز ومارك زوكربرغ – فإنّها لا تزال حلًّا غير فعّال لواقع الحاجة للجلوس أمام مكتبٍ طوال اليوم لإنجاز الأعمال.

العملاء قد يعتقدون أنّك مجنونٌ إذا قمت لتقف في أحد الأركان خلال اجتماعٍ ما لتتفادى أخطار إطالة الجلوس، نسعى جاهدين لنتودّد للعملاء ونكسب ثقتهم لذلك لا داعي لجعلهم يشكّون في سلامتنا العقلية.

الحل الأمثل مجاني!

العجيب في الأمر أنّ علاج ما فيه هلاكك بسيطٌ بشكلٍ مدهش، ورخيص الثمن، وفي كثيرٍ من الحالات مجّاني:

كلّ 20 دقيقة: انهض واقفًا، تحرّك قليلًا، صفّ ذهنك، وكرّر هذا.

هذه النصيحة من غريتشن رينولدز، كاتبة صحفيّة أسبوعيّة في النيويورك تايمز حاولت إيجاد حلٍّ بسيط لتقليل المشاكل الناجمة عن نمط حياتنا المفتقر للحركة.

وهذه أحد نصائحها التي ذكرتها في مقابلةٍ معها نشرت في صحيفة النيويورك تايمز:

" أنهض واقفةً على الأقل كلّ 20 دقيقة، العلم واضحٌ جدًّا بشأن أنّ الجلوس الطويل غير صحيٍّ للغاية، ويزيد احتماليّة الإصابة بكثيرٍ من الأمراض. لست مضطرةً للحركة على وجه الخصوص. أقفُ عندما أتحدث في الهاتف وفي معظم المقابلات التي أجريها."

توصّلت رينولدز لشيءٍ رائع من خلال بحثها أثناء كتابة كتابها حول هذا الموضوع: معظم فوائد التمرين تكون في العشرين دقيقة الأولى من الحركة والباقي -كما تقول رينولدز- مجرّد "بهارات". ممارسة الأنشطة الرياضية البسيطة بشكلٍ منتظم ومنفصل لها فائدة عظيمة.

لا حاجة لمدرّب. لا حاجة لعضويةٍ في نادي. لا حاجة لأداةٍ على معصمك تحسب خطواتك. كلّ ما تحتاجه هو مؤقّت، وهو موجودٌ في كلّ مكان: في الهاتف النقال وفي جهازك المحمول.

المؤقّت يساعدني ألا أستغرق في اللهو وأنسى مهامّي.

جمعت أسعارًا لخياراتٍ متنوّعة لمكاتب وأجهزة لياقة في الجدول التالي. (ارتفاع نبضات قلبك نتيجةً لرؤية هذه الأسعار لا يمكن إدراجه ضمن ممارسة الرياضة).

ضمّنته مؤقّتي المفضل وكتاب رينولدز: أوّل عشرين دقيقة: نتائج علميّة مفاجئة تظهر لنا كيف يمكننا: أن نتمرن أفضل، نتدرّب بذكاء، ونعيش أطول (أعتقد أنّها احتاجت محرّرًا لكتابة عنوان الكتاب هذا!) سعره مناسب وقد تعتقد أنه يستحقّ أن تدفع فيه، وستجده أرخص في المكتبات على كل حال.

تستطيع أيضًا أن تنشئ بنفسك مكتبًا واقفًا باستخدام هذه الحيل من إيكيا. ليس لأفجعك، لكنّ أرخص ثمن ستدفعه بالنسبة لهذه الأفكار 139 دولار، بالإضافة إلى جهدك الذي ستبذله.

Device-cost.thumb.png.26f3275837fab82312

تريد رأيي؟ الطرق المجّانية أفضل.

كيف تحافظ على حياتك

ألهمتني ريلنولدز ببعض الأفكار، وقمت بإعداد خطّة عمل خاصة بي لتجنّب مخاطر إطالة الجلوس أمام الحاسوب:

1- عين مؤقتا للعشرين دقيقة السحرية

أنهضُ واقفةً، ثمّ أسيرُ في دوائر أو أقوم بمهامٍ متعدّدة. قد أخرج الملابس من المجفف (دون أن أطويها بالتأكيد) وفي بعض الأحيان، لجعل الأمر ممتعًا أكثر، أقفز على سبيل الرياضة. في بعض الأحيان أعطي نفسي راحةً أستحقها بجدارة للرقص، ثم أعود للعمل مجدّدًا.

هل تعلم ما المفاجئ فعلًا بالنسبة لي؟ أن هذه الطريقة وسيلةٌ فعّالة لإدارة الوقت. أصبح أكثر تركيزًا وتزيد إنتاجيّتي عندما أعرف أنّ لديّ وقتٌ محدّد قبل أن يدق وقت الراحة وعندما أتحرّك أكثر. مكسبٌ مضاعَف!

قد أبدو مفرطة في التفاؤل والإيجابيّة، لكن لا يهم. أحاول تحويل شبح الحركة إلى شيءٍ إيجابيّ. يتحسّن شعوري نتيجة قيامي بهذا وأشعر بالمزيد من النشاط. قدماي لا تتخدّران، وعقلي تتحسّن لياقته أيضًا: لا يكون مشوّشًا أو مشتّتًا. ولا أعلق في هذه الدوّامة الرهيبة التي تحدث عندما أتصفّح الإنترنت في وقت الراحة، والتي تتركني أشعر بالخمول كما لو أنّني تناولت للتوّ صندوقًا كاملًا من الكعك.

2- قم واقفا عندما ترد على الهاتف أو تحصل على رسالة

هذه إحدى نصائح الذكيّة. أنت تعمل في المنزل لوحدك. لا أحد يراك إذا هببت واقفًا كلّما أردت الردّ على مكالمةٍ هاتفيّة. أصبحت أتصفّح بريدي الإلكتروني على جهازي النقال بدلًا من الحاسوب لأحصل على فرصةٍ للنهوض.

وبالنظر إلى كميّة المكالمات التي تتلقاها في وقت العمل، إنّها لمعجزةٌ حقًّا أن تستطيع الجلوس لأكثر من عشر دقائق متواصلة دون أن تنهض واقفًا لبعض الوقت للرد على مكالمة.

3- مارس الرياضة بطريقة غير مباشرة

عندما تركن سيّارتك اختَر لها المكان الأبعد. استخدم السلالم وليس المصعد. يجب أن تكون متيقّظًا للفرص التي تُمنح لك للحركة، ابتسِم عندما ترى طابورًا طويلًا في المحلّات.

هناك أدلةٌ مثيرةٌ أيضًا تشير إلى أنّ التمارين القصيرة خلال اليوم يمكن أن تكون الحل الأمثل لأولئك الذين لا يستطيعون الذهاب للنادي الرياضي.

مهمّتكُ أن تعدّ خطّتك الخاصّة للحركة.

من حسن الحظ أنّه لا يوجد حلٌّ وحيدٌ أوحد لتفادي مخاطر إطالة الجلوس، وتستطيع أن تُعد طريقةً مناسبةً لك.

لا تجعل هذه النصائح تقف عندك. أنا متأكّدٌ أنّك تعرف على الأقلّ مدوّنًا آخر يواجه مخاطر الجلوس الطويل الآن. احمِ حياته وشاركه هذا المقال!

سيسعدني معرفة الأفكار التي تنوي تطبيقها. لديّ صديقٌ يشاهد التلفاز واقفًا. هذا يبدو مؤلمًا لي، لذلك أستبدل الجلوس على الأريكة ببعض القفزات الرياضية (وأجد متعةً في هذا).

والآن، شاركنا نصائحك للانتقال إلى حياةٍ صحيّةٍ طويلة الأمد مليئة بالعمل الحر.

ترجمة –وبتصرّف– للمقال : Blogger Warning: Don’t Let Your Job Be the Death of You لصاحبته: Marianne Griebler.

حقوق الصورة البارزة: Hardworking Businessman Working Late Night | Free vector by Vector Open Stock.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

فعلا الجلوس الطويل على جهاز الكمبيوتر مضر بالصحه ، قمت بعمل عمليه جراحيه بأسفل الظهر بسبب هذا الامر ، ونصحني الطبيب بعدم الجلوس طويلا على الكرسي ويجب ان اتحرك كل 15 دقيقه ، انصحكم بالرياضه وابتعدو عن الافراط باستخدام الكمبيوتر ، والله ثم والله ثم والله الصحه لا تعوض ، اسئلو المجرب ولا تسئلو الطبيب

رابط هذا التعليق
شارك على الشبكات الإجتماعية

مقال في وقته، اليوم عدت إلى جهاز الكمبيوتر بعد 8 أيام قضيتها على السرير أشاهد التلفاز متيبس الظهر بسبب المتنة.

سأحاول ألالتزام بنصيحة ال 20 دقيقة، شكراً.

رابط هذا التعليق
شارك على الشبكات الإجتماعية



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...