اذهب إلى المحتوى

كيف تستغل الساعات / الأيام التي لا تجد فيها مشاريع للعمل عليها لبناء مشروعك الجانبي؟


حنين

إذا كنت تعمل كمستقل في أحد المجالات الإبداعية فغالبًا ما ستجد صعوبةً في تحقيق دخلٍ شهريّ منتظم، لا سيما في الأشهر الأولى من العمل. بل إنّه لتحدٍّ حقيقي؛ أن تحصل على المشاريع التي تُؤمن تكاليف معيشتك الأساسية بالإضافة إلى مشاريع أخرى تُشعل شغفك وتُغذّي روحك. لكن وفي حال لم تستطع أن تصل إلى عدد ونوعية العملاء التي ترغب بها فإنني أظن بأنّ هذا هو الوقت الأنسب للعمل على مشروع جانبي، إنها فرصة سانحة لذلك.

freelancer-dry-months-side-projects.png.

مهلًا، قبل أن تغلق المقال لأنك لا تودّ سماع نصيحة عن العمل على مشاريع جانبية لن تدرّ لك المال بشكلٍ فوري، ابقَ معي لبضعة دقائق فقط ريثما أوضّح فكرتي، ففي النهاية أُدرك بالطبع أهمية كسب العيش اليومي لكلٍ منّا.

ما أودّ التأكيد عليه أولًا؛ أن الأسلوب الذي تبدأ به مشوارك كمستقل مهمٌ للغاية؛ فهو سيحدد الكثير لاحقًا. جميعنا نعرف كيف يضطر المستقلون المبتدؤون إلى تقديم تنازلات مستمرة للعملاء، أو حتى العمل مع أصحاب مشاريع لا يشعرون بالارتياح معهم تمامًا، أو لا يدفعون لهم ما يستحقونه.

فكثيرًا ما يشعر المستقلون المبتدؤون بنوع من الإلتزام لقبول جميع الأعمال التي تُعرض عليهم، إلا أنّه ومع مرور الوقت؛ ستتحول هذه الأعمال إلى مراجع ترسم لهم خط عملهم المستقبلي، وبالتالي إن لم تستمتع بالعمل الذي تؤدّيه الآن، فسيكون من الصعب لاحقًا أن تحصل على العمل الذي تطمح له. وهو ما يؤكد على أهمية بناء عملك الخاص بشكلٍ صحيح بدءًا من اللحظة الأولى.

لذلك كلّه؛ إن لم تكن تحصل على مشاريع كافية لتملأ عدد ساعات عملك اليومية، فلا تلتفت كثيرًا إلى ذلك الصوت الداخلي الذي يُشكك بقدرتك على بدء مشروع جانبي، من طبيعتنا كبشر أن نشعر بالشكّ أحيانًا حيال قدراتنا، لكن في المرة القادمة تجاهل هذه الأصوات، واعتبر أن الشهر الذي لا تحصل فيه على عدد العملاء الكافي هو اللحظة المناسبة لتبدأ عملك الخاص وبالاتجاه الصحيح، إنها اللحظة المثالية لتنطلق في مشروعك أنت، ولتظهر للعالم ما أنت قادرٌ عليه فعلًا.

لكن مهلًا، ليس المطلوب أن تبدأ أيّ مشروع جانبي، عليك أولًا أن تفكّر في ما سيرغب الناس بالدفع لك من أجله في المستقبل.

عندما بدأتُ بالعمل كمستقلّة، قررتُ أن أفكّر في أحلامي وأهدافي الكبيرة على المدى البعيد، وما الذي يمكنه أن يكون موضوعًا لكتابٍ أكتبه كمشروعٍ جانبي، بالنسبة لي فقد وجدتُ ذلك الموضوع بالسؤال الذي كان يبقيني مستيقظة ليلًا: كيف يمكن للمرء أن يكسب عيشه كمستقلّ في المجالات الإبداعية بدءًا من يومه الأول؟

كنتُ أعلم بأنني لستُ وحدي من يُفكّر بهذا السؤال، وهذا ما أشعرني بأنه سؤالٌ مثاليّ كموضوع كتاب، وخلال الساعات الـ 48 التالية وضعت مسودة خطّة عمل، بل واخترت اسمًا للكتاب كان قد خطر في ذهني حينها، وما إن اكتشفت بأن هذا العنوان لا يزال متاحًا تحت نطاق .com حتى شعرت بأنه أفضل اسم يمكن اختياره على الإطلاق. بعد ذلك بدأت بمقابلة الأشخاص ممن أرى قصصهم مميزة لتضمينها في الكتاب، وكنتُ كلما سمعتُ المزيد من القصص كلما أدركت أنني بصددّ مشروع ذو قيمة.

بعد ذلك بشهر، بدأت حملة على موقع Kickstarter وحصلت على تشجيع 8 آلاف شخص ممن يرغبون بالحصول على نسخة من دليل العمل الحرّ الذي كتبته كمشروع جانبي، بل أكثر من ذلك: فمعظم مشاريع العمل الرائعة والمُلهمة حصلتُ عليها بسبب هذا المشروع الجانبي، ولا تزال بعض طلبات العمل تردني من عملاء كانوا قد تعرفوا عليّ بسبب الكتاب الذي استمتعت بالعمل عليه.

وهل تدري ما هو الأفضل من كل ذلك؟ أني حصلت على بعض المال من مشروعي الجانبي هذا.

آمل أن تكتب إذًا أفكار المشاريع التي ترغب بالقيام بها بحيث يربط الآخرون اسمك معها، وما إن تبدأ بتنفيذ هذه المشاريع بشكلٍ صحيح حتى سيبدأ العملاء بطلبك للعمل على شيء مشابه لما أنجزته على الهامش، ولعل هذا يكون معيارًا جيّد لتعريف المشاريع الجانبية الناجحة، أليس كذلك؟

تُرجم بتصرف عن مقال Dry months and side projects لكاتبته MONIKA KANOKOVA.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

شكرًا على المقالة المُفيدة ،، 

تصديقًا لكلامك .. أنا في مرحلة ما من حياتي، استقلت من عمل لي وهو كان إدارة سوبر ماركت، فوجدتُ فراغًا كبيرًا في حياتي، أنشاتُ خلالها مدونتين وتعلمتُ خلالها لغات تصميم صفحات الويب ( Html / Css / Java Script )، وأنشأتُ مشاريعي من خلالهما، تعلمتُ خلال تلك الفترة المونتاج والتصميم والتدوين بإحتراف، تعلمت جوجل أدسنس ويوتيوب بارتنر بطريقة صحيحة، وتعرفتُ أثناء تعلمي على العمل الحر عبر الويب، وفجأة وجدتُ نفسي أعمل بشكلٍ فعلي في هذا المجال الذي استفدتُ حقيقةً منه ماديًا، انتقلت فجأةً منها إلى مرحلة الإستقلال المالي حتى لو كان ذلك الدخل ليس بالكثير، ولكنه كان يُلبي احتياجاتي بالحد الأدنى.

المهم مشاريعي الجانبية تلك، وضعتني حاليًا فيما لم أكن أتصوره، وأهلتني أن أكون مديرًا إداريًا وماليًا في أكاديمية على مستوى بلدي الحبيب فلسطين الذي أعيش فيه، لم يكن يومًا أتصور بأن الناس ستجلني وتحترمني لمقالةٍ كتبتها في مدونتي، أو لفيديو صوّرته وأنتجته بإخراجٍ جيّد، ولم أتخيّل أن ينعكس ذلك على حياتي كلها، حتى في الجامعة من عرفني من أساتذتها المرموقين وعرف أعمالي الجانبية تلك، أصبحتُ مُثالًا يّذكر على لسانه في كل محاضراته المتعلقة بمجال تخصصي، وهو أنظمة المعلومات الحاسوبية، خصوصًا في المقررات التي تتعلق بالتجارة الإلكترونية. 

حقيقةً يا إخوة .. لم أتخيّل أن العمل الإلكتروني المُجهد الذي بالفعل اقتنعتُ به واستمتعتُ به، ولا زلت، حتى أنني نقلتُ تجربتي في هذا المجال ( التسويق الإلكتروني ) إلى عملي الجديد، وحقق نتائج مُبهرة باستثمارات يسيرة ماديًا، سينعكس على واقعي الذي أعيشه، حيث أنني كنت في مرحلةٍ ما أعتبر أن كل ما هو إلكتروني غير واقعي ووهمي، وبسبب تشكيك من حولي أيضًا فيه. بالفعل نحن نمتلك بين أيدينا كنزًا يدرّ عددًا لا محدودًا من العوائد المادية والمعنوية، اسمه ( شبكة الإنترنت ).

 

احترامي لأكاديمية حسوب، وللكاتب، وأتمنى أن أجد الوقت لأنشر فيها .. .

تم التعديل في بواسطة alwehda92
رابط هذا التعليق
شارك على الشبكات الإجتماعية

بتاريخ On 2/24/2016 at 19:41 قال Hany Harby:

مقال جميل ورائع ومفيد

وننتظر المرة القادمة كيفية تحديد وتجميع المشاريع الجانبية الخاصة التى يمكن البدئ فيها

تحياتى لكم بالتوفيق

شكرًا لمرورك وتشجيعك :) هناك المزيد دومًا ^_^

رابط هذا التعليق
شارك على الشبكات الإجتماعية

بتاريخ On 3/4/2016 at 14:21 قال alwehda92:

شكرًا على المقالة المُفيدة ،، 

تصديقًا لكلامك .. أنا في مرحلة ما من حياتي، استقلت من عمل لي وهو كان إدارة سوبر ماركت، فوجدتُ فراغًا كبيرًا في حياتي، أنشاتُ خلالها مدونتين وتعلمتُ خلالها لغات تصميم صفحات الويب ( Html / Css / Java Script )، وأنشأتُ مشاريعي من خلالهما، تعلمتُ خلال تلك الفترة المونتاج والتصميم والتدوين بإحتراف، تعلمت جوجل أدسنس ويوتيوب بارتنر بطريقة صحيحة، وتعرفتُ أثناء تعلمي على العمل الحر عبر الويب، وفجأة وجدتُ نفسي أعمل بشكلٍ فعلي في هذا المجال الذي استفدتُ حقيقةً منه ماديًا، انتقلت فجأةً منها إلى مرحلة الإستقلال المالي حتى لو كان ذلك الدخل ليس بالكثير، ولكنه كان يُلبي احتياجاتي بالحد الأدنى.

المهم مشاريعي الجانبية تلك، وضعتني حاليًا فيما لم أكن أتصوره، وأهلتني أن أكون مديرًا إداريًا وماليًا في أكاديمية على مستوى بلدي الحبيب فلسطين الذي أعيش فيه، لم يكن يومًا أتصور بأن الناس ستجلني وتحترمني لمقالةٍ كتبتها في مدونتي، أو لفيديو صوّرته وأنتجته بإخراجٍ جيّد، ولم أتخيّل أن ينعكس ذلك على حياتي كلها، حتى في الجامعة من عرفني من أساتذتها المرموقين وعرف أعمالي الجانبية تلك، أصبحتُ مُثالًا يّذكر على لسانه في كل محاضراته المتعلقة بمجال تخصصي، وهو أنظمة المعلومات الحاسوبية، خصوصًا في المقررات التي تتعلق بالتجارة الإلكترونية. 

حقيقةً يا إخوة .. لم أتخيّل أن العمل الإلكتروني المُجهد الذي بالفعل اقتنعتُ به واستمتعتُ به، ولا زلت، حتى أنني نقلتُ تجربتي في هذا المجال ( التسويق الإلكتروني ) إلى عملي الجديد، وحقق نتائج مُبهرة باستثمارات يسيرة ماديًا، سينعكس على واقعي الذي أعيشه، حيث أنني كنت في مرحلةٍ ما أعتبر أن كل ما هو إلكتروني غير واقعي ووهمي، وبسبب تشكيك من حولي أيضًا فيه. بالفعل نحن نمتلك بين أيدينا كنزًا يدرّ عددًا لا محدودًا من العوائد المادية والمعنوية، اسمه ( شبكة الإنترنت ).

 

احترامي لأكاديمية حسوب، وللكاتب، وأتمنى أن أجد الوقت لأنشر فيها .. .

تجربة مُلهمة بالفعل.. شكرًا لإثرائك المقال بردك :)
تمنياتي لك بالتوفيق ^_^

رابط هذا التعليق
شارك على الشبكات الإجتماعية



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...