اذهب إلى المحتوى

ثلاثة تغييرات يمكن إجراؤها عندما تكون غير راضٍ عن روتينك


منى المحلاوى

تخلّف الوظائف التقليدية من الخامسة صباحاً إلى التاسعة مساءً لدى الناس شعورًا بالروتينية، الفتور، الملل، عدم الاهتمام والتيه.. لكن ماذا لو انتابتك هذه المشاعر نفسها حينما تكون رئيس نفسك؟ قد يكون العمل المستقل مغريا لأسباب متعدّدة لكنه يشبه العمل التقليدي في سهولة الإحساس بمشاعر عدم الاهتمام وعدم الرضا، رغم أنك تعمل لحسابك الخاص.

main2.png

إحدى الطرائق السهلة في حل شفرة شعورك بالخطأ حيال نظامك الحالي هي إدراك المهم بالنسبة لك. إذا ارتأيت بأن نهجك الحالي في أداء العمل لا يلبي رغباتك، فإليك ثلاث أدوات يمكنك استغلالها في تقويم التغييرات وإحداثها.

معرفة النشاطات التي ترفع من طاقتك وتلك التي تستنزفها

لابد دائماً من وجود نشاطات يتوجب عليك فعلها رغم استنزافها لحيويتك. لكن ما يمكنك فعله هو إعادة هيكلة يومك لتخفيف تأثيرها على راحتك في المجمل.
يأتي التمرين أدناه من كتاب Designing Your Life: How to Build a Well-Lived, Joyful Life (تصميم حياتك: كيف تبني حياة ماتعة رغدة)، وكما ذكر المؤلفون.

اقتباس

ننخرط في نشاطات بدنية وعقلية طوال اليوم. بعض النشاطات تغذي طاقتنا وبعضها تستنزفها: نحن بحاجة إلى التقصي عن تدفق تلك الطاقة (…). ما إن يصبح لديك مؤشر جيد يخبرك إلى أين تذهب طاقتك أسبوعيا، حتى يصبح بإمكانك البدء بإعادة ترتيب أنشطتك بطريقة تزيد حيويتك إلى أقصى درجة.

جرب ما يلي:

  1. سجل، يومياً، نشاطاتك وارتباطاتك الاعتيادية وأيها يمنحك طاقة وأيها يستنزف طاقتك.

  2. انتبه إلى أنماط طاقتك على مر الأسبوع، ما هي السمات المستجدة التي أمكنك ملاحظتها؟

  3. ما هي التغييرات الصغيرة التي يمكنك إجرائها لتحسين تدفق طاقتك؟

هل تفضل إنجاز جميع الأنشطة التي تستنزف طاقتك أولا في الصباح؟ أو كلها في يوم واحد في الأسبوع؟ الكتاب يضرب أمثلة على أشخاص يوزعون المهام إيجابية الطاقة على مدار الأسبوع ليصير مفعمًا بالطاقة، يعدّلون جدول أعمالهم بحيث يطوقون الأنشطة الأقل جاذبية بأخرى أكثر جاذبية و يخصصون لأنفسهم مكافآت صغيرة حينما يفرغون من المهام سالبة الطاقة.

افترض أنك تكره تقفي آثار النفقات وتصنيفها وهذا يؤدي الى تسربها على مدار الأسبوع بأكمله، ربما سيساعدك تخصيص ساعة محددة كل أسبوع لتتفحصها جيدًا. كافئ نفسك باستراحة لاحتساء القهوة عندما تنتهي. جرب عدة كيفيات لهيكلة يومك، ولاحظ إن استطعت العثور على جدول الأعمال الذي يناسبك أكثر.

قيّم استيفاءك للجوانب المختلفة في حياتك المهنية

يوجد اختبار معياري في التدريب الشخصي يُسمّى “عجلة الحياة” Wheel of Life، يمكنك استخدامه لمساعدتك في تصنيف حياتك المهنية من جوانب مختلفة (إليك هنا مثالًا واحدًا من هيئة تدريب المدربين). الفكرة الرئيسية هي رسم دائرة وتقسيمها إلى ثمانية أقسام، ثم تخصيص كل قسم من الدائرة لجانب من حياتك، ووضع رقم من 1 إلى 10 في القسم بناءً على درجة استيفائك لهذا الجانب من حياتك المهنية (حيث 1 هو الأقل استيفاءً و10 هي الأكثر استيفاءً). يمكن أن يكون التداخل بين الجوانب المهنية والشخصية أعمق في حياة المستقل، لذا يمكنك اختيار مواضيع تشمل كلاً من الجوانب المهنية والشخصية مثل:

  • إدارة الوقت/ الرسائل الإلكترونية/ التنظيم
  • التطور المهني/ الشخصي
  • التوازن بين الحياة والعمل/ الراحة الشخصية
  • البيئة المحيطة
  • الموارد المالية
  • الصحة
  • المرح والترفيه

عد خطوة إلى الوراء، فور الانتهاء من تصنيف الجوانب الثمانية، وانظر الى رصيدك الحالي؛ كيف يبدو؟ ما هي الجوانب التي يمكن أن تشهد تحسينات؟ إذا لاحظت، على سبيل المثال، أن أقل فئتين تصنيفا كانتا الصحة وتنظيم الوقت، فما الذي يمكنك تغييره لزيادة نقاطك في هذه الجوانب، حتى وإن كانت زيادةً بمقدار 0.5؟

ربما بإمكانك النوم 30 دقيقة مبكراً كل ليلة في هذا الأسبوع، أو البدء في حساب المدة التي تقضيها في التحقق من رسائلك الإلكترونية في بداية كل يوم، أو إدراج موعد الطبيب في جدول مواعيدك بدلاً من تأجيله كما في السابق. حتى أبسط التغييرات يمكنها أحيانا أن تحدث أثرًا ضخمًا، كما أننا لدينا غالبا فكرة عما نود تغييره في الفئات الأقل تصنيفاً.

حدد الحقائق الشخصية الخاصة بك

يعرّف كتاب Roadmap: The Get-It-Together Guide for Figuring Out What to Do with Your Life (خطة الطريق: الدليل الجامع لاكتشاف كيف تتعامل مع حياتك) الحقائق الذاتية على أنها مجموعة معينة من المعايير المحددة التي تخاطب جوهر كينونتنا وتؤسس نظامًا قيميًّا يساعدنا في اتخاذ القرارات المهمة.

تمس الحقائق الذاتية صميم أولوياتنا في العمل وتنقذنا من التشتت نتيجة لكل تلك اﻷمور التي أخبرونا بوجوب الرغبة فيها. أرى أن الأسئلة أدناه رخصة لتعطي إجابتك أنت عما تريده من العمل، حتى لو كانت إجابتك غير شائعة. اسأل نفسك الأسئلة التالية (وأي أسئلة آخرى تقفز إلى ذهنك) وانظر ماذا وجدت:

  • هل أفضل العمل مستقلاً؟
  • هل احتاج الى كثير من الهيكلة؟
  • هل أفضل ارتداء الملابس غير الرسمية في العمل؟
  • هل أريد أن يصبح في مقدوري العمل أثناء السفر؟
  • هل من المهم بالنسبة لي الحصول على عطلات نهاية الأسبوع؟
  • هل أريد الحصول على الكثير من المال؟
  • هل أعمل على نحو أفضل عندما أكون رئيساً لنفسي؟
  • هل أحبذ العمل بعيدًا عن المنزل؟

إن كنت تحبذ العمل مستقلاً فربما أنت بحاجة لتكف عن قبول كثير من دعوات العمل الجماعي. إن كنت من النوع الذي يسعَد عندما يرتدي ملابسه الأنيقة، فكن متأكدًا من إدراج ذلك في روتينك، حتى إن كان بقية الناس يحبون الارتخاء في ملابس النوم. اكتشف ما يجعلك سعيدًا وافعله، بدون أن تشعر بضغط المقارنة مع ما يفعله الآخرون.

ستصبح، باستخدام هذه التدريبات الثلاثة، قادرًا على بناء يومك/أسبوعك بحسب ما يستنزفك وما يعطيك طاقة. يجب عليك أن تعرف إن كانت هناك جوانب في حياتك عموما تحتاج إلى تبديلات، كما يجب أن تفهم ماهية الميزات المحتملة من العمل الحر المهمة بالنسبة لك. كلما سبرت غور نفسك كلما أصبح من السهل إجراء تغييرات حينما تكون الأمور ليست على ما يرام.

ترجمة - بتصرف - لمقال Three changes to make when you’re unhappy with your routine لصاحبته Lindsay Gordon.

حقوق الصورة البارزة محفظة لـ Freepik


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...