اذهب إلى المحتوى

مهنة الكتابة المستقلة


منى المحلاوى

منذ مدة مضت، بدأت استطلاعًا صغيرًا. كان هدف الاستطلاع التعرف أكثر على جدوى الكتابة من أجل المعيشة. يعرف متابعو مدونتي أني أكتب قليلا إلى حد ما عن الأمور التقنية (التي لها علاقة بالبرمجة). هل أستطيع الاستمرار في هذا النشاط لدوام كامل؟ يثير هذا التساؤل فضولي.

main2.png

من بين 76 شخصًا أكملوا الاستبيان، ثلاثة فقط بدا عليهم الاقتناع بأنهم يستطيعون.

الحوافز

كان من المثير للاهتمام ملاحظة أن دوافع الكتابة - بناءً على إجابات هذه العينة صغيرة الحجم على نحو لا يمكن إنكاره - اندرجت تقريبا تحت ثلاث فئات:

  • غالبًا من أجل التعلم،
  • غالباً من أجل المشاركة/ التدريس،
  • الأمور المالية / العلامة التجارية الشخصية Personal brand.

ذكَر عُشْر المستطلعة آراؤهم أمورًا آخرى مختلفة تحفزهم . كنت أتوقع أن السواد الأعظم ستكون المشاركة حافزهم الأول، يليها التعلم؛ إلا أن عدد الكتاب الذين ركزوا بالفعل على الأسباب المهنية التى تدفعهم للكتابة أدهشني.

أمر آخر أعجبني : على الرغم من أن حوالي ثلث الكتاب أشاروا إلى أن الأمور المالية / العلامة التجارية الشخصية حافزهم الرئيسي للكتابة, إلا أن خمسة فقط من بين الأشخاص الستة والسبعين الذين أكملوا الاستطلاع عرضوا إعلانات عمدًا بجانب محتواهم.

المنصات

قال 17% من الكتاب أنهم يعتمدون على خدمة للتدوين، مثل wordpress.com أو medium.com، لاستضافة منشوراتهم. يستضيف الباقون منشوراتهم على منصات مستضافة ذاتيًّا. تتلقّى مدونات الفريق الأول حوالي 12% من إجمالي المشاهدات اليومية المقدرة (حين نستبعد القيم الحديّة، أي تلك الأقل من عشر زيارات في اليوم وتلك التى تتعدى عشرة آلاف زيارة). يعني هذا أن 88% من إجمالي الزيارات اليومية المقدرة- لكل شخص شارك في الاستطلاع- تحدث على منصاتهم المستضافة ذاتيا.

يجب علي الاعتراف أن أكبر حافز لعدم تشغيل منصّة التدوين بنفسي هو أني لا أريد تنقيح Debugging خادوم لا يعمل في الثالثة صباحا. يبدو أن من لديهم منصاتهم الخاصّة ممّن شاركوا في الاستطلاع، إما ليس لديهم هذا الهاجس أو أنهم تعلموا كيف يديرون منصّاتهم دون النظر إليه.

حاليًّا، يحصُل خمسة بالمئة من الكتاب المشاركين على المال من كتاباتهم؛ بينما صرّح 17% أنهم يودّون لو كانوا كذلك، إلا أنهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لفعل ذلك. قال 26% أنهم يدفعون لكتّاب ذوي خبرات مختلفة عنهم، بينما بلغت نسبة من يدفع لكتاب من نفس مجال خبرتهم 48%.

يمكننا من خلال هذه الأرقام استنتاج أن خُمس الكتاب يهتم بالاستفادة ماليًّا من كتاباته؛ بينما يستعد أربعة من بين كل خمسة للدفع مقابل الحصول على خدمات نظرائهم. هذا يشذ عن الدوافع التى عبرنا عنها سابقا، ولذا فأنا لست متأكدًا حقًا ممّا يجدُر بي قوله هنا..

الكتب

قال 17% ممّن أجروا الاستطلاع أنهم ألفوا كتابًا تقنيًا واحدًا، على أقل تقدير. وصرح 18% أنهم ربحوا مالا من كتاباتهم (في أشكال آخرى).

العينة المحددة صغيرة جداً لربط هذه الأرقام بإيرادات من الإعلانات. على كلٍّ، صرح واحد فقط ممّن سبق لهم نشر كتاب، أن بإمكانه كسب عيشه على نحو دائم من الكتابة فقط.

أمور شخصية

لم أكمل الإجابة على7 استطلاع الرأي، على الأرجح لأني لم أرد لإجاباتي أن تضرّ تحليلي. لكن إليك إجاباتي الشخصية:

  1. أكتب لأن هذه يساعدني في صقل ما أعرفه. أكتب لأن هذا يساعد الآخرين في التعلم من أخطائي و يمنحهم فرصة لطلب مساعدتي في حل مشاكل لم أقابلها بعد.
  2. سبق لي النشر في منصات Medium و Sitepoint. يدفع موقع Sitepoint جيدًا مقابل الجهد الذي أبذله في الكتابة. لذا فإني أنشر مقالات PHP المهمّة هناك. لا أرغب في أن أكون مضطرًا لإدارة منصّة نشر خاصة بي وصيانتها، وبالمثل ليست لديّ إمكانية الوصول إلى إحصاءات عن المقالات التي أنشرها. بمعنى أن المقابل الذي دفعه لي موقع Sitepoint كان المكافأة المالية الوحيدة التى حصلت عليها من الكتابة على منصتهم. لا أدري إلى متى سأظل أنشر على منصة Medium.com
  3. لا أتعمّد نشر إعلانات، فليس لدي تحكم في الإعلانات التى تعرضها المنصتان. ما كنتُ لأعرض إعلانات حتى لو كانت لديّ إمكانية ذلك. لا أريد أن أزعج نفسي بنقاش هذه الأمور.
  4. لم أستفد ماديًّا من أي محتوى أنشره، ما عدا من موقع Sitepoint. نشرتُ أشياء كثيرة، وبثثتُ حصصا مباشرة عن البرمجة واستكشافها، دون مقابل.
  5. دعمت مخرجي محتوى كثر بقدر استطاعتي. خاصة Chris Hartjes و Jeffrey Way و Eric Barnes. يوجد آخرون كثيرون تعلمت منهم، لكنهم لم يربحوا مالاً عن محتوياتهم. أحب كوني قادراً على مساندة هؤلاء الناس (حتى من حصلوا على المال أو سمحوا بالهبات) لأنهم ينتجون محتوى ممتازا.
  6. كتبتُ حفنة من الكتب، حيناً لناشرين (Apress and Packt) و حينًا نشرتها بمفردي (Leanpub). أغلب المال الذي تحصّلتُ عليه من هذه الكتب كان من تلك التى نشرتها بنفسي. تحصل دور النشر على الكثير وتعطى القليل مقابلاً له. تقدّم الكتب المنشورة فوائد كثير، يصعب حصرها في النقود.

ختاما

لا أظن أن بإمكاني كسب العيش من الكتابة، في هذه المرحلة. لا أدري هل سأظل قادرا على كتابة محتوى جيد حتى يمكنني العيش من الكتابة على نحو دائم . لا أعلم إن كنت سأترك مهنة التطوير الاعتيادية، أو ما إذا سأظل قادرًا على مواصلة الكتابة بخصوص عمل التطوير الاعتيادي.

شكراً لكل مَن أخذ مِن وقته لتشاركه معي. شكرا لك على قراءتك هذا المقال. أتمنى أنك وجدته مفيدًا، حتى و لوكان لمعرفة ما أنت مقبل عليه ككاتب مرتقب.

ترجمة - بتصرّف - لمقال The Business Of Writing لصاحبه Christopher Pitt.
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...