اذهب إلى المحتوى

المهارات العملية والإنسانية التي تحتاجها لقيادة فريقك


مجد اسماعيل

سواءُ كنت مديرًا جديدًا في مجالك، أو كانت لديك خبرة وتعمل على تطوير مهارات الإدارة لديك، فإننا نهدف من مقالنا هذا إلى مساعدتك في تعزيز تلك المهارات، بحيث تتمكن من تقديم أفضل دعم لفريقك، والارتقاء برضا الموظفين.

ولكي تساعد موظفيك على نسج علاقات جيدة وفعل أمور رائعة معًا، يجب أن تمتلك مجموعة مناسبة من الأدوات في متناول يديك. ويعني ذلك مزيجًا من المهارات العملية، مثل التخطيط الاستراتيجي، إلى جانب المهارات الإنسانية طبعًا (التي باتت تُسمّى حديثًا في عالم الإدارة بمهارات القوة Power Skills)، مثل مهارات التواصُل. يُتقِن المديرون العظماء هذا الفعلَ المُوازِن، وبوسعك أنت أيضًا بلوغ ذلك.

يقدّم هذا المقال لمحةً عامةً عن المهارات الأساسية للإدارة التي تحتاج إليها لتعزيز نجاح فريقك، حيث يمكنك وضعُ علامة على الصناديق التي تتضمن المهارات التي لديك فعليًا من ضمن تلك المعروضة أدناه، أو زيارة الروابط المعروضة لتحصل على معلومات تفصيلية حول النواحي التي تعتقد أنّه يمكنك استخدام بعضها للحصول على مساعدة.

مهارات الإدارة الأساسية للمديرين المعاصرين

مهارات الإدارة المعاصرة هي الإمكانات أو الصفات التي تحتاج إليها للوفاء بالتزاماتك بوصفك قائدًا للفريق. فمن جهة، ستحتاج إلى مهارات تقنية محددة لإنجاز أساسيات عملك، ولكنّ ما سيصنع كل الفرق -فيما يخص قيادةَ فِرَق موظفين ذات أداء عالٍ- هو إتقانُك للجانبَ الإنساني للإدارة.

وإذا أردت التواصل مع موظفيك وتوجيههم وتحفيزهم، فإليك المهارات التي تحتاج إليها:

مهارات الإدارة العملية مهارات الإدارة الإنسانية
مهارات وضع الميزانية والمهارات المالية تسهيل العلاقات وبناؤها
صياغة توقعات الفريق التواصل الفعال
تحليل البيانات بناء الثقة
إدارة المشروع عالية المستوى مهارات التعامل مع الآخرين
وضع الأهداف الشخصية التحفيز
إدارة الوقت التواصل غير اللفظي
تحديد الأولويات التعاطف

لنتحدث بمزيد من التفصيل عن المهارات الأكثرِ أساسيةً ضمن مجموعتَي المهارات المعروضتين أعلاه.

مهارات الإدارة العملية وكيف تتقنها

تأتي الإدارة -مَثَلُها مثل أي عمل آخر- مع مجموعة رئيسية من المهارات العملية الضرورية للحفاظ على سير العمل بكل سلاسة وانسيابية. ويساعد تطبيق هذه المهارات في الحفاظ على متانة الأساس الذي يقوم عليه فريقُك، بحيث تستطيع التركيز على تعزيز ما يأتي مستقبلًا مِن إبداع وابتكار وتطوير.

ضع توقعات فريق واضحة

يجعل غيابُ توقعاتٍ واضحة فريقَك أشبه بالقشّة في مهبّ الريح؛ فتراه يميل مع كل حركة، ويتغير بسهولة، ويفقد الزَّخم سريعًا. تتجلى مسؤوليتك في جعل موظفيك يعلمون كل ما تتوقعه منهم، وذل بدءًا بأدائهم، ووصولًا إلى القيم السلوكية التي عليهم التأقلم معها للتعاون فيما بينهم.

تتضمن الفئات الخاصة بتوقعات الفريق ما يلي:

  • توقعات أداء الفريق.
  • التوقعات السلوكية المرتبطة بمبادئ الفريق.
  • التوقعات حول جودة العمل والعمليات والمنهجيات.
  • التوقعات المرتبطة بساعات العمل، وأدواته والعطل/ الاستراحات/ الإجازات والاجتماعات.

كيف تضع توقعات فريق واضحة؟

  • وثِّق هدف فريقك: أنشئ وصفًا وظيفيًا مكتوبًا لفريقك ينص على هدفه ودوره وغاياته، وضمِّنْ ذلك هيكليةَ فريقٍ واضحة، ومَن يُشرِف على كل موظف؛ واجعل الوصولَ إلى تلك المعلومات متاحًا للجميع.
  • أنشئ مجموعةً من قيم الفريق: اعمل على الاتفاق مع موظفيك على مجموعة من القيم السلوكية الراغبين في الالتزام بها؛ إذ سيساعد ذلك في تعزيز تماسُك الفريق، ويهيئ الجوَّ لثقافة يسودها السلوك الإيجابي.
  • حدِّد التوقعات المرتبطة الجودة: لا يعني دائمًا الانتهاءُ من العمل أنه قد أُنجِز بتوظيف أقصى إمكاناتك. قدِّم مبادئَ توجيهيةً حول جودة العمل المطلوبة، إلى جانب مواعيد نهائية لتسليمه ينبغي الالتزام بها.
  • راجِعِ التوقعات بانتظام: يساعد التأكيدُ المستمر على التوقعات -سواء كتابةً أو شفاهة- فريقَك على إبقائها نُصبَ أعينهم، وعلى تقدير أهميتها.
اقتباس

نصيحة: استخدِم تطبيقاتِ / برمجيات اجتماعاتٍ فردية لتحديد أهداف الفريق وتوقعاته بوضوح. وبالحديث عن بيئة العمل عن بُعد خصوصًا، يُمثّل تشكيلُ أهداف فريقك وهيكليتِه، وضمان إمكانية الوصول إليهما ضمن جوّ افتراضي؛ ضرورةً للحفاظ على تواؤُم كل موظف مع تلك الأهداف والهيكلية.

تحليل البيانات

يمثّل استيعابُ كيف يسير عمل موظفيك على أرض الواقع جزءًا من عملك بوصفك مديرًا، فهو القدرة على تحليل البيانات، ثم تحويل تلك المعلومات إلى رؤى قابلة للعمل عليها وتطبيقها لصالح فريقك. يساعدك تعلُّم هذه المهارات في تطوير إنتاجيتك ونجاحك الكُلّيَين. فكِّر في البيانات بوصفها الطريقَ الذي يوصِل فريقك إلى النجاح.

تتضمن المهارات الأساسية لتحليل البيانات ما يلي:

  • جمع البيانات من مصادر وأدوات متعددة.
  • تحليل البيانات للبحث عن أنماط إيجابية وسلبية.
  • صوغ خلاصات / استنتاجات قائمة على البيانات المقدَّمة.
  • رفع تقارير مبنية على التحليل إلى الإدارة العليا.
  • إعلام أعضاء فريقك بالنتائج التي توصلتَ إليها.
  • إنشاء أنظمة للعمل والتطوير.
اقتباس

نصيحة: استخدم البيانات لإغناء اجتماعاتك الفردية بموظفيك. وإذا لاحظتَ أن مبادرةً ما بعينها لا تنجح، فلتناقشِ الأمرَ في ضوء البيانات التي بحوزتك حول الموضوع.

إدارة مشروع عالية المستوى لتجنب الإدارة التفصيلية

تتيح لك هذه المهارةُ توجيهَ مشروع ما بنجاح عبر فريقك من البداية إلى النهاية، فأنت مسؤول عن إحاطة موظفيك علمًا بما يجب أن يُنجَز، ومسؤول كذلك عن إسناد المهام التي يمكن إكمالها على نحو متزامن، وعن التواصل مع كل عضو في فريقك لضمان أنه ينفّذ الجزء المطلوب منه والمحدد له في المشروع.

تتضمن مهاراتُ إدارة المشروع الأساسية في ما يلي:

  • الوضوح: قدِّم فهمًا واضحًا للمشروع ونطاقِه وأهدافه، والحدود التي على الفريق العمل ضمنها، واحرص على أن يكون ذلك موثَّقًا ومفهومًا من جميع الموظفين.
  • وضع جداول زمنية: حدِّد لموظفيك مواعيد نهائية واضحة لمساعدتهم في إنشاء جدول زمني واقعي. ومتى أُنشئَ ذلك الجدول الزمني، ووافقتَ على الوتيرة المطلوبة لإنجاز العمل وفقًا له، ودعهم يشرعون في التنفيذ وفقًا لذلك.
  • إدارة التكلفة: حافظ على بقاء وقت الموظفين ومستلزمات الموارد ضمن حدود الميزانية. يُعدّ وضع الميزانيات مهارةً إداريةً أساسية تضمن ألا يوسّع الموظفون نطاقَ المشاريع خارج الوسائل المتوفرة في متناول أيديهم. فكِّر وفق عائد الاستثمار/ العائد على الاستثمار Return on investment.
  • التفكير الناقد: حلِّل المسائلَ وقيّمها لتكوين حُكم موضوعي غير متحيّز، واطلب من موظفيك التفكير مليًّا في التحديات أو الفرص للخروج بحلولهم واقتراحاتهم.
  • إدارة الجودة: اعرف المطلوبَ لاكتمال المشروع على نحو صحيح، واحرص على إعلام فريقك بالقيود الخاصة بالجودة.
اقتباس

نصيحة: تذكَّر أن تبقى عند المستوى العالي؛ فعملك يتمثل في ضمان امتلاك الموظفين لما يحتاجون إليه من معلومات وتوجيه، بدون إخبارهم كيف يفعلون ذلك.

ضع أهداف أداء فردية وتولى قياسها وإدارتها

أيها المديرون، علينا لفت انتباهكم إلى أمر ما، فوفقًا لبيانات موقع Officevibe، فإن 20% من المديرين لا يعلمون ما يحتاجون إليه للوصول إلى أهدافهم، ولهذا فالموظف الذي ليس لديه أهداف محددة بوضوح أشبه، بخريطة كنز لا تحتوي على علامة X التي تحدِّد له مكان الكنز بدقة. ويسحتاج الموظفون إلى حِسٍّ بالتوجيه لاكتشاف الهدف الذي يسعون إليه وبلوغه.

يمثّل تحديدُ الأهداف مع أعضاء فريقك جزءًا أساسيًا من التحفيز الموصِل إلى النتائج، ويُعدُّ مِنَ المُسهِمات الرئيسية في تعزيز أداء الفريق، كما يساعد في الاستفادة القصوى من نقاط القوة الفردية لكل موظف سعيًا لتحقيق الأهداف المشتركة بين الموظفين، وزيادة اندماجهم وتعزيز الاحتفاظ بهم.

كيف تضع أهدافا فردية فعالة؟

  • تعاوَن: اطلب من موظفيك تقديم أهداف يشعرون بأنها مناسِبة بناءً على أهداف الفريق الأوسع نطاقًا، واسألهم عن الكيفية التي يرغبون في تطوير تلك الأهداف وفقًا لها. يوفر ذلك حِسًّا بالمسؤولية ويعطي الموظفين دورًا في القرارات التي تؤثر في عملهم.
  • ادمج نقاط القوة الفردية: احرص على ضمان مساهمة كل عضو من فريقك في أهداف الفريق بناءً على مجموعة المهارات الفريدة التي يمتلكها. ودع موظفيك يقدمون أفضل ما لديهم بالإضاءة على نقاط قوتهم.
  • وازن بين الصعوبات وإمكانية بلوغ الأهداف: حدِّد أهدافًا تمثّل تحدّيًا، وتكون واقعيةً في آنٍ معًا. أخرِج موظفيك من منطقة الراحة، ولكنْ مكِّنهم من تحقيق النجاح.
  • وفِّر الموارد: زوِّد أعضاء فريقك بالأدوات والمهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق أهدافهم. يمكن أن يتطلب ذلك الاستعانةَ بمشرفين من فِرَق أخرى، أو الحصول على أدوات. ولذا، قد تحتاج إلى تضمين نفقاتِ ذلك في الميزانية؛ فالأمر عائدٌ لك لتكون صلة الوصل.
  • وفِّر تدريبًا وقدّم تقييماتٍ على نحو مستمر: وتحقَّق من سير العمل كل أسبوعين لترى كيف تجري الأمور، بحيث تعدّل المُدخَلاتِ والمُساهمات المطلوبة وتقدّمها على طول مسار العمل.

إدارة الوقت وتحديد الأولويات

يمر الوقت سريعًا، لذا اجعله يمضي في الوجهة الصحيحة. هناك أمر مؤكد حول المديرين، وهو أنهم يحبّون انشغالَهم الدائم، وتعني إدارة الوقت معرفة كيفية وضع الأولويات، وما ينبغي أن يُعطى أولويةً ضمن الجدول الزمني الأسبوعي الذي تضعه بوصفك مديرًا، سواءُ تعلَّق الأمر بالتخطيط الاستراتيجي، أو العقود والميزانيات، أو بعقد لقاءات فردية بالموظفين، أو بإدارة أعضاء الفريق، أو بتطوير مهاراتك، أو بحضور الاجتماعات، وغيرها.

أي تتمثل النقطة الرئيسية هنا في أنك -على أي حال- مُضطر دائمًا إلى توزيع وقتك الثمين، ولكن ليس سهلًا دائمًا معرفةُ ما ستنُجزه قبل غيره.

كيف تدير وقتك على نحو أفضل؟

  • قلل الفوضى: نظِّف قائمة الواجبات التي عليك أداؤها مِن كل ما يشتت الذهن للتخلص من فوضى الدماغ. واعلم أن ما يمكن إنهاؤه بدقيقة ينبغي ألا يُنقَل إلى قائمة أخرى.
  • جدوِل وقتًا للتركيز: حدِّد أوقاتًا لا انقطاع فيها ضمن التقويم لإنجاز مهام محددة، ولا تخشَ الانتقال إلى وقت التركيز، وأخبر موظفيك بأنهم سيكونون منشغلين كليًا في العمل لفترة ما من الوقت، فأنت سيّد جدولك الزمني.
  • التفويض: هذه مجموعة مهارات أساسية عليك امتلاكها بوصفك مديرًا؛ وتعني أنك لم تَعُد المنفِّذ لكل شيء. اسمح للآخرين بأداء المهام ضمن حدود مجموعة المهارات التي يمتلكون، واعلم أن ذلك طريقة دائمة لمساعدة الموظفين على تطوير أنفسهم.

المهارات الإنسانية المطلوبة لتطوير فريقك

يمثل الأشخاصُ جوهر فريقك، ويعني ذلك ضرورة أن تشغل مهاراتُ إدارة الأشخاص جزءًا كبيرًا من مهامك بوصفك مديرًا لفريق من الموظفين. نؤمن تمامًا بأن أهم عنصر في العمل هو الأشخاص الذين يُنجزونه، وإذا أردتَ أن يُستثمَر موظفوك في عملهم، فعليك أن تُستثمَر فيهم.

يتطلب ذلك الاهتمامَ والعناية والفضول والتعاطف والتأمل الذاتي والصبر. لن تنجح بدون تلك المهارات في بناء العلاقات المطلوبة للعمل، ولا تأمين انسيابيَّتها؛ إذ إنّ لتلك المهارات تأثير السحر على فريقك.

فبينما تساعد المهاراتُ العملية في الحفاظ على استمرارية العمل، تنقل مهاراتُ الإدارة الإنسانية الفريق إلى المستوى التالي. تتمحور هذه المهارات حول الخصائص الداخلية التي تمكّنك من استيعاب الآخرين، وتحديد أفضل طريقة للتفاعل معهم، وتوفير التحفيز الضروري لاتخاذ الأفعال المرغوبة لأنك ساعدتهم على الإيمان بالنتائج النهائية.

لنتحدث بمزيد من التفصيل عن المهارات الإنسانية الأساسية للمديرين.

اشعر بديناميكيات الفريق

لا يمكنك فعل شيء دون الآخرين، ولكي تجعل موظفيك يستمتعون بوقتهم وبالجو المحيط ويفعلون أشياءً مذهلة، فعليك دائمًا منح أولوية للعلاقات والديناميكية في مكان العمل. وستلاحظ أن الموظفين سيظهرون متّقدين طاقةً وحماسةً عندما يشعرون بأنهم في علامة متينة قائمة على الثقة والاحترام معك بوصفك مديرهم، ومع زملائهم في الوظيفة.

عندما يكون فريقك قائمًا على علاقات عمل قوية، فسيتمكنون من إنجاز عصفٍ ذهني للأفكار معًا، والعملِ على تحقيق أهداف مشاريع مشتركة، ومساعدة بعضهم على تخطّي الخلافات فيما بينهم.

اقتباس

أوصى ما نسبتُه 79.9% من المديرين الذين خضعوا للدراسة، ببناء علاقات عمل جيدة مع الأشخاص على المستويات كافة.

كيف تبني علاقات أفضل؟

  • تواصَل: عندما يتوقف التواصل، تدخل العلاقات في مرحلة جمود، لهذا وفِّر خطًّ تواصُل مفتوحًا دائمًا بينك وبين موظفيك، وأبقِ ذهنك منفتحًا لما يقدمون من أفكار ومقترحات. وعلى المنوال ذاته، شارك المعلومات مع فريقك.
  • أظهِر التقدير: عليك تثمينُ العمل الجادّ والمُنجَز بإتقان، والإثناءُ على الجهود التي باتتِ المشاريعُ مكتمِلةً بفضلها، ولا تستهِن بأهمية إخبار الموظفين بأنك تُلاحِظ ما يبذلونه مِن جُهدٍ مُضنٍ.
  • شدِّد على ديناميكيات الفريق: خصِّص وقتًا للتواصل مع موظفيك بوصفكم فريقًا؛ فالأمر عائدٌ لك كي تُسهّل ذلك التواصل، خصوصًا ضمن بيئة عملٍ عن بُعد، حيث كلُ عمليات التواصل مخططٌ لها مسبقًا. أفرِد وقتًا على جدول العمل لغرض تعزيز الترابط بين أعضاء فريقك، بحيث يتمكنون من التواصل خارج سياق المشاريع والأهداف.
  • تحلَّ بالفضول: أدرِك ما الأمر الأكثر أهميةً بالنسبة لموظفيك في مكان العمل، وساعدهم على إيجاد طرق لتلبية تلك الاحتياجات، وخذ وقتك ببساطة لطرح أسئلة خلال اجتماعاتك الفردية بهم. عظيمٌ هو التأثير الذي تتركه الأسئلة الهادفة إلى نسج الروابط مع موظفيك، مثل "ما الأحلام التي بوسعي المساعدة في تحقيقها لك؟".
  • تجنَّبِ الإدارةَ التفصيلية: أفسح المجال لاستقلالية موظفيك، لأن ذلك يعزز الثقة، فلن يتلمَّسَ موظفوك الإبداع، ولن يشعروا بمقدراتهم إذا كنت تمارس رقابتك على كل ما يفعلون، وتُحصي عليهم أنفاسَهُم. ولا بأس في حدوث بعض الأخطاء أحيانًا؛ فمِن هنا يبدأ النمو.
  • عزِّز التعاون: ساعد موظفيك على تعلُّم العمل معًا لتحقيق هدف مشترك؛ إذ يقود ذلك إلى حلِّ أفضل للمشاكل، وإلى مشاركة المعرفة وتعزيز التواصل، كما أن لدى الأشخاص الذين يتعاونون حِسٌّ أعلى بالتحفيز.

التواصل

قد تكون مهاراتُ التواصل أهم المهارات الإنسانية، ليس فقط في العمل، بل وفي الحياة عمومًا. تتيح لك هذه المهارةُ إمكانية التواصلَ مع الآخرين، وإيصال رسائل مهمة بفعالية، والإصغاء على نحو يُشعِر الأشخاصَ بأنَّ هناك مَن يسمعُهم.

وبوصفك شخصًا مُتواصِلًا، فإنك تريد التركيز على الأمور العشرة التالية:

  • الوضوح.
  • التماسُك.
  • الإيجاز.
  • الاكتمال.
  • الاتّساق.
  • التحديد.
  • الصحّة.
  • اللباقة.
  • الهدوء عند إبلاغ أخبار سيئة.
  • قوة الشخصية عند حشد مجموعة من الأشخاص حول رؤية ما.

كيف تغدو متواصلا مميزا؟

  • الإصغاء النَّشِط: أمضِ وقتًا أقصر في التفكير بما تريد قوله، ووقتًا أطول في التركيز على ما يقوله الشخص الآخر.
  • تكلَّم بوضوح: انتبِه إلى نبرة صوتك ودرجة جودته، وتحدَّث بوضوح وعلى مهلك، بحيث تضمن أن يستوعب الشخصُ الآخر ما تقوله. اطلب من المستمِع أن يُخبرك بما استوعبه مِن مَقصد كلامِك، بحيث تتأكد من التواؤم فيما بينكما.
  • اطرح أسئلةً مفتوحة الطرف: حافِظ على الانفتاح في التواصل عبر إفساح مجال يتيح لموظفك المشاركةَ. قل له مثلًا: "أخبِرني عما تشعر به حِيال هذا المشروع".
  • اطلب تقييمًا مِن الموظف: يساعدك تلقّي تقييمات من موظفيك على نحو منتظم في تعزيز دورك بوصفك مديرًا، كما يولِّدُ حِسًّا بالأمان لدى أولئك الموظفين لمشاركة شعورهم تجاهك بوصفك مديرَهم، واحرص على التحضير بتأنٍّ للقاءات فردية بموظفيك لضمان أقصى مشاركة وتقييم ممكنَين.

الثقة

لا يُمكن نسجُ علاقات قوية دون تعزيز مهارات الثقة لديك أولًا، فماذا عساك تُحقَّق من إنجازات ما لم تكن لديك ثقة بآخرين يبادِلونك تلك الثقة؟ عندما يثق موظفوك بأنّك تعطي الأولوية لتحقيق أفضل مصلحة لهم، عندها يمكنك توجيههم عبر مرحلة التغيير وتقديم تقييمٍ ناقد يَمُدّهم بالتحفيز، إلى جانب تسهيل المحادثات العصيبة أثناء وقوع خلافات بين أعضاء الفريق، وتوجيه الأشخاص نحو رؤيتك.

لكي تعزز الثقة بوصفك مديرًا، عليك بما يلي:

  • اعتماد الشفافية والوضوح: لا تُحِط نفسك بجوٍّ من الراحة بعيدًا عن موظفيك، ولا تُغلِّف تفكيرك بالسرية، بل شارك أفكارك مع الفريق، وأبقِ موظفيك على اطلاع بالخطوات والتوجهات التي تنوي الشركةُ اتّباعَها.
  • تبنَّ أخطاءك وفشلَك: يُمثّل الضعفُ في القيادة المعاصرة علامةً على القوة، لأن أولئك الذين لا يرتكبون أخطاءً هم الذين لم يجرّبوا شيئًا جديدًا في حياتهم. اجعل موظفيك يعلمون أنّه لا بأس في ارتكاب الأخطاء ما دام أنها تُعطي دروسًا يُؤخَذ بها، وتُشارَك مع الآخرين بحيث يتجنبونها مستقبلًا.
  • اعمل في ضوء التقييمات: إذا طلبتَ من موظفيك إبداء تقييمات، فلا تُهملها بعد أن يزوّدوك بها؛ بل اعمل على هديِها وأجرِ تغييراتٍ على أساسها. وإذا لم تتمكن من ذلك، فلتوضِّحْ السببَ للموظفين الذين أبدَوها.
اقتباس

نصيحة: أنشئ مساحةً آمنةً تُدار فيها أصدق المحادثات؛ فأنت تريد مكانًا حيث يشعر الموظفون بالراحة لمشاركة آرائهم، وستدرك أن مساهمتهم قيّمة.

مهارات التعامل مع الآخرين

حاول -مجرد محاولة- التفكير في عنصر واحد من عملك لا يتضمن التعامل مع الأشخاص. تتمحور مهارات التعامل مع الآخرين حول الأشخاص، والتي ربما تمثل مجموعة المهارات الأكثر عطاءً لك بوصفك مديرًا. عندما تكون لديك مهارات تعامل مع الآخرين على درجة عالية من الإتقان، فستغدو أكثر قدرةً على العمل بكفاءة أكبر مع الآخرين، وذلك بفضل قدرتك على التواصل بمزيد من الفعالية.

كيف تطور مهارات التعامل مع الآخرين لديك؟

  • طوِّر قدرتك على حل المشاكل: أي التعامل مع المواقف الصعبة أو غير المتوقعة. قيّم الوضع بهدوء، وحدِّد الحلول الممكنة، وارسم مسار عمل قابلًا للتطبيق.
  • لا تخشَ التفاوُض: تتفاوض باستمرار -بوصفك مديرًا- مع أشخاص مميزين من بعضهم، بحيث تكون لكل منهم شخصية مختلفة عن غيره، وتساعدهم على العمل معًا والتعامل مع الخلاف. ساعِد في تطبيق المنظورات المختلفة لموظفيك، بحيث يصلون معًا إلى قرار متوافَق عليه.
  • وفّر الوضوح: يعزز الوضوحُ قدرة فريقك على اتخاذ الأفعال على نحو صحيح، وتغيير المسار إذا دعتِ الحاجة. يُعَد الوضوح بشأن كل من احتياجاتك واحتياجات الشركة شرطًا لا غنى عنه للإدارة الفعالة.
  • اعمل على ذكائك العاطفي: يشير هذا باختصار إلى القدرة على استيعاب العواطف والتعامل معها بفعالية؛ سواءٌ أكانت عواطفك، أو عواطف المشرفين عليك، أو عواطف أعضاء فريق. ويعني الذكاءُ العاطفي استيعابَ سبب تصرّف الأشخاص على نحو بعينه، والاستجابة لذلك على نحو مناسب.

التحفيز

يمارس المديرُ العديد من الأدوار، ومن بينها تحفيز الفريق حتى عند المرور بأوقات عصيبة؛ إذ يبذلُ الموظفون المُحفَّزون أقصى جهد للمساعدة في تحقيق أهداف الفريق، ويعزز التحفيزُ الأداءَ في العمل عبر جسر الهوّة بين امتلاك القدرة على تنفيذ مهمة ما، وبين الرغبة الحقيقية في فعل ذلك.

فيما يلي بعض نصائح التحفيز:

  • اعرف جمهورك: يتميز كلُّ عضو في الفريق من سواه بنوع شخصيةٍ محدد، وتفضيلاتٍ خاصة بالتواصل، أي يستجيب كل موظف لجهود التحفيز -التي تبذلها بوصفك مديرًا- على نحو مختلف، لذا عليك التفكير بحكمةٍ بالمنهج الذي تتبعه في هذا السياق، وذلك قبل إعطاء تقييمك أو قبل إيصال توقعاتك للموظفين.
  • كن شديد الوضوح: من الطرق التي تؤدي حتمًا إلى تخفيض مستوى التحفيز هي إعطاءُ معلوماتٍ غير واضحة؛ إذ يتوق فريق الموظفين إلى الوضوح ويريدون معرفة ما تتوقعه بوصفك مديرًا، بحيث يمكنهم تقديم شيء تُفاخِرون فيه جميعًا.
  • اشرح تأثير موظفيك: يحب الموظفون معرفة ما يتركه عملُهم من تأثير على الشركة ككل، فمن المحفِّز تمامًا إدارك كيف أسهمت مهامهم اليومية المنفَّذة في تحقيق الأهداف الكبرى للشركة.
  • أظهِر تقديرًا ذا معنىً: في حين أنّ المال أحدُ أشكال التقدير، فالطرق الأخرى لإظهار الشكر لا تقل فعاليةً عنه؛ سواءً تجلّى ذلك في ملاحظة شخصية سريعة عبر برنامج سلاك Slack مثلًا، أو برسالة عامة من الإدارة العليا في الشركة.

التواصل غير اللفظي

هناك عنصر رئيس للتواصل الفعال يتجاوز ما يقوله المدير، وصولًا إلى كيفية فعل ذلك. لدينا جميعًا تعابير وجه، ولسنا مدركين لِمَيلنا إلى مشابكة أذرُعنا، رغم أننا لسنا مُنغلقين. إنّ وعيك لذلك كفيلٌ بإحداث تأثير هائل في كيفية استيعاب الموظفين للرسائل التي توجهها لهم.

تتضمن مهارات التواصل غير اللفظي الرئيسية ما يلي:

  • لغة الجسد: انتبِه إلى الإشارات الإيجابية أو السلبية التي ترسلها عبر طريقة جلوسك، أو باستخدام يديك. يمثّل فَردُ ذراعَيك بدايةً جيدةً بوصفه يدل على الانفتاح.
  • التواصل البصري: إنّ قدرتك على النظر إلى عينيّ الشخص الذي أمامك والمحافظة على تواصلٍ معه خلال المحادثة، يدلان على أنك تُظهِر اهتمامًا به.
  • وضعية الجسد: يشير جلوسُك بظهرٍ مشدود للأعلى مع انحناء إلى الأمام وفَرد ذراعيك، إلى أنك مُنفتِح لتلقّي ما يقوله الشخص الذي يتحدث إليك.
  • تعابير الوجه: قد تكون تعابير وجهنا مبالغًا فيه أحيانًا، أو لا تتوافق مع ما نفكّر فيه. من المهم لنا إدراك اتجاهاتنا ومُيولنا لنتأكد من التطابُق بين نوايانا وتعابير وجهنا.
اقتباس

نصيحة: اطلب من موظفيك انتقادك، ودعهم يعلمون أنك تعمل على تطوير التواصل غير اللفظي، وأنك تحتاج إلى مساعدتهم في استيعاب ميولك، بحيث تتمكن من المواءمة بين كلماتك ولغة جسدك.

التعاطف

يضيق المقالُ بما يمكن قوله عن التعاطف، والذي باتَ يتموضع في أساس الإدارة المعاصر. لطالما خشِيَ القادةُ من التعاطف بوصفه "لِينًا" وظنّوا أنه إما أن يولَد معك، أو ألا يكون بعد ذلك، ولكن الحقيقة هي أنّ التعاطف أحدُ مهارات القوة، ويمكن تنميتُه لدى أي شخص. والأهم في الأمر أنّ الإدارة المعاصرة التي تخلو من تعاطف لن يُكتَب لها النجاح.

لماذا التعاطف أساسيّ؟ تتيح لك القدرةُ على استيعاب مشاعر الآخرين ووضع نفسك مكانهم، إمكانية رؤيةَ العالم بعيون موظفيك. وهذا ما سيمنحك نظرة أوضح لما يحتاجون إليه منك لتكون ناجحًا.

تتضمن مهارات التعاطف الرئيسية ما يلي:

  • ضع نفسك مكان الآخرين: جرّب أجزاءً مختلفةً من وظائف موظفيك لتعلم ما يمرون به يوميًا. أي حاوِل استيعاب التحديات التي يواجهها أعضاء فريقك قبل أن تلفت الانتباه إلى أدائهم المنخفض.
  • اطرح أسئلة: لاحِظ إن كان أحد موظفيك يتصرف على نحو غير مألوف بالنسبة لشخصيته، وتابِع ذلك السلوك بفضول ودون إطلاق أحكام مسبقة.
  • قيّد الافتراضات: لا تفترض أنك تعلم ما يريده أعضاء فريقك أو يحتاجون إليه، بل اسألهم عن ذلك. إذ تتربع قوةُ الأسئلة ذات المعنى، والفضولُ بوصفك قائدًا في قاعدة التعاطف.

ترجمة وبتصرف للمقال Management Skills: the practical and human skills you need to lead your team لصاحبته Alison Robins.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...