اذهب إلى المحتوى

كيف توازن بين جودة التّصميم والإطلاق المبكّر للمُنتج


Huda Almashta

الإطلاق المبكّر للمُنتج من الأمور المهمّة.

الانطباع الأوّل الجيّد من الأمور المهمّة.

رأيان متضاربان، أيّهما على حق؟

أوّلًا، كِلا الرأيين لا يمكن تطبيقهما على جميع الحالات. إنّ مستوى تصميم مُنتجك يمكن أن يكون مختلفًا عمّا هو مطلوب مقارنًة مع مُنتج آخر، وذلك بسبب عدّة عوامل كالمرحلة التي يكون فيها المُنتج أو الميزة التنافسيّة للمُنتج.

how-to-balance-design-and-launching-early.png

لماذا يجب التّركيز على الإطلاق المبكّر

في بعض الأحيان يكون الإطلاق المبكّر للمُنتج أكثر أهميّة من قضاء الوقت في صقل تصميمك. من الأمثلة الرائعة على ذلك شبكة تواصل المهنيين LinkedIn، أنظر إلى الإصدارات الأوليّة لهذا الموقع:

صورة1-صفحة لينكد إن 2002.jpg

التّصميم ليس جميلًا، أليس كذلك؟ حتى بمعايير 2002. لكن هذا لم يمنع مؤسسيه من إطلاقه. لم يريدوا تأخير الإطلاق لكي يتمكّنوا من معرفة فيما إذا كان ما صنعوه مفيدًا أم لا. لأنّ الشبكات الاجتماعية كانت في بداياتها في أوائل عام 2000 وكان هنالك عددًا من المجاهيل وأراد الفريق اختبار فرضيّاته في الواقع في أقرب وقت ممكن.

لقد علم Reid Hoffman، أحد مؤسسي LinkedIn، أنّ التحرّك السريع أكثر أهميّة من تصميم شيء استثنائي للإصدار الأوّل لشبكتهم الاجتماعيّة، حتّى إنّه قال:

"إذا لم تكن محرجًا من الإصدار الأوّل لمُنتجك، إذًا تأخرّت في إطلاقه"

قد يبدو كل شيء في التّصميم جيّدًا على الورق، لكن السؤال الحقيقي هو كيف ستكون ردّة فعل عملائك تجاه المُنتج عندما يصبح واقعيًّا؟ وهذه هي الفائدة من إطلاق مُنتجك في وقت مبكّر، لكي تجد العيوب التي لم تكن تعلم بوجودها والتي تُعتبر مسألة مهمّة بالنسبة لعملائك أكثر من غيرهم.

لكن الانطباعات الأولى تبقى راسخة، صحيح؟

صحيح أنّ الانطلاق المبكّر له ميزات تنافسيّة، لكنّ ما يقولونه عن الانطباعات الأولى صحيح أيضًا، فأنت تحصل على انطباع واحد لا غير، والكثير من الأمور تؤثّر على ذلك الانطباع؛ كالتّصميم الجيّد.

لقد توصّلت دراسة أجرتها Google أنّ الأشخاص يحكمون على جمال الموقع خلال 1/50 إلى 1/20 ثانية. لذلك يمتلك التّصميم تأثيرًا فعّالًا ومُباشرًا على الأشخاص وقرارهم بالبقاء أو المغادرة. وهذا التأثير يكون على مستوى عاطفي في كثير من الأحيان.

لقد أمضى عالم النفس Kevin Larson من معهد ماساتشوستس للتكنلوجياMIT حياته المهنيّة في البحث حول تأثير الخطوط ومخططات التّصميم على عواطفنا.

قام Larson في إحدى الدراسات البارزة بفصل مجموعة من 20 متطوّعًا، نصفهم رجال والنصف الآخر نساء، وعرض على كل مجموعة نموذجين مختلفين لمجلّة The New Yorker. أحد تلك النماذج مصمّم بشكل جيّد من ناحية موضع الصورة، الخط، والتخطيط العام، والآخر ذو تصميم رديء.

صورة2-تصميم جيد وتصميم سيئ.jpg

وجِد من خلال هذه الدراسة أنّ القرّاء شعروا بالسوء عند قراءتهم للنموذج ذي التّصميم الرديء، بينما شعر الأشخاص الذي قرؤوا النموذج ذي التّصميم الجيّد بشكل أفضل وأنّه استغرقهم وقتًا أقل للقراءة.

يجعل الوسط المُصَمّم بصورة جيّدة جمهورك يشعرون بشعور جيّد مما يرّجح توجّههم إلى اتخاذ إجراء معيّن. عند إطلاق مُنتج، موقع، أو تطبيق فإنّه يترك انطباعًا راسخًا لدى الأشخاص الذين يستخدمونه، والتّصميم هو أحد الطّرق لإبقاء المستخدمين منجذبين ودفعهم إلى مشاركته مع معارفهم.

العاطفة تقود الأفعال، ولهذا يلعب التّصميم عالي الجودة للمُنتج دورًا محوريًّا في نجاح المُنتج.

صمّم مُنتجا ذا ميزة تنافسيّة

يمكن للتصميم الجيّد أن يكون ميزة تنافسيّة بالإضافة إلى تكوينه انطباعًا أوّليًّا إيجابيًّا. لقد كتب Ev Williams، أحد مؤسّسي تويتر، حول أهميّة التّصميم وكيف أنّه يلعب دورًا في مجال التكنولوجيا أكثر من أي وقتٍ مضى.

يُشير Ev إلى أن الكثير من الجوانب التقنية التي كانت تصنع فارقًا من قبل أصبح من السّهل الحصول عليها مع تطوّر التكنولوجيا، وعليه فإن ما سيجعل مُنتجك مُميّزًا ومُختلفًا على غيره، تحوّل من تقديم ميزات جيّدة بصورة كفاية لإنجاز المهمّة المطلوبة من منتجك إلى تقديم تجربة إيجابيّة شاملة.

ولتوضيح وجهة نظر مماثلة، إليك كيف قام اثنان من استشاريّ تجربة المُنتج، Joseph Pine II وJames Gilmore بشرح أهميّة التجربة في مقال لمجلّة Harvard Business Review:

صورة3-تدرّج القيمة الاقتصادية.jpg

يظهر كلا المثالين أهميّة التّصميم كوسيلة أساسيّة لتمييز المُنتج. في عالمنا اليوم، أصبح امتلاك المُنتج لمجموعة من الميزات المناسبة غير كافيًا على الأرجح لخلق تجربة، وإنّما يجب جمع تلك الميزات مع التّصميم الجيّد.

فكّر في مقدرة شركة Apple على توحيد التّصميم والتّكنولوجيا باستخدام تصميم المُنتج والمزايا الاستراتيجيّة الأساسية الخاصّة بهم.

أنظر إلى داخل أحد متاجر Apple:

صورة4-متجر آبل.jpg

حتّى الأجزاء الداخليّة لمُنتجات Apple (وهي من الأشياء التي لن يراها الزبائن على الأغلب) مصمّمة بأخذ نفس معايير التّصميم العالية في الاعتبار.

لكن هذا لا يعني أنّ الجماليّات تطغى على الأداء الوظيفي. بالنسبة لـ Apple، لا تتعلق جودة التّصميم بالمظهر الخارجي فحسب، وإنّما بكيفيّة تعزيز التّصميم للتجربة وتحسينها.

هل تهتمّ إن كان جهاز Macbook الخاص بك نحيفًا كقلم الرصاص إذا كنت تحصل على فيروس كل شهر؟ أشك في ذلك.

ماذا عن iPhone، هل يهم إن كان شكل أزرار التحكّم في الصوت جميلًا إذا لم تستطع إنهاء مكالمة؟ بالتأكيد لا.

وكما قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة Apple، ستيف جوبز Steve Jobs، جملته الشهيرة:

"التّصميم ليس كيف يبدو لك الشيء أو بما يوحي إليك فحسب، إنّما هو كيفيّة عمل الشيء"

كيف توازن بين التّصميم والإطلاق المبكّر للمُنتج

إذا كان كلّ من الإطلاق المبكّر والتّصميم مهمّين لنجاح المُنتج، كيف تجد التوازن بين الاثنين؟

يشاركنا Ryan Singer، مصمّم مُنتجات في Basecamp، بطريقته في موازنة الميزات والأداء في المُنتج الجديد:

اقتباس

إنّ مجموعة الميزات التي تختار إنشائها هي شيء، والمستوى الذي تريد تنفيذها به شيء آخر. يمكنك اتخاذ القرار بتضمين ميزة مثل "استعادة كلمة السر" أو عدم تضمينها. لكن عندما تقرر تضمينها يجب عليك أن ترقى إلى مستوى أساسي من التنفيذ الذي يصب في صالح التجربة

اقترح Singer الخطوات الثلاث التالية للموازنة بين جودة المُنتج والإطلاق المبكّر:

1- ابدأ بكتابة ميزات المُنتج في قائمة:

صورة5-قائمة الاعتبارات.png

2. حدد أيّ الميزات لها الأولويّة عن طريق إجابة الأسئلة الثلاثة التالية:

  • ما درجة أهميّة أو قيمة الميزة بالنسبة لمشكلة التي يرغب العميل في حلّها؟
  • ما درجة ضرورة الميزة من باب "من الجميل إضافتها" أو "وجوب إضافتها"؟
  • ما الجودة التي يجب أن تكون عليها الميزة لكي أستطيع القول "انتهيت" ثم أنتقل إلى الخطوة التالية.

3- اجعل الميزات مرئيّة لتحديد أيّها أكثر أهميّة بالنسبة للعميل باستخدام الخرائط الحراريّةheatmap .

صورة6-الخرائط الحرارية.png

يجب أن يكون هدفك هو تلبية معايير الجودة الأساسيّة لكل الميزات مهما كان عددها.

صورة7-الميزات.png

يقول Singer: " يمكن أن تكون الميزات مختلفة في الأحجام أو درجة التّعقيد، لكن المهم هو أن تبقى جودة التجربة نفسها في جميع الميزات. لأنّ جودة التجربة الثابتة هي التي تكسبك ثقة العميل".

إذًا، سواءً بنيت بعض الميزات الأساسيّة أو العديد من الميزات المعقّدة يجب أن يكون للنتيجة النهائيّة المستوى نفسه من الجودة.

والنقطة المهمّة هنا هي أنّه يجب عليك أن تحرص على أن تكون الميزات الجديدة بالمستوى نفسه من جودة الميزات التي قبلها. حيث يجب أن يكون تقييم المُنتج ذو تسلسل طبيعي؛ أي كل خطوة تكمل ما قبلها. إليك طريقة أخرى للتفكير في الأمر:

صورة8-المنتج الفعال القاعدي.jpg

هناك حاجة إلى التوازن بين مستوى التّصميم ومجموعة الميزات. عليك أوّلًا تحديد الميزات الأكثر أهميّة بالنسبة للعميل وإبقاء مستوى التّصميم ثابتًا طوال الوقت مهما كانت الميزات التي تريد إضافتها لاحقًا.

كيف قامت Simple ببناء مصرف جديد عن طريق الموازنة بين التّصميم والإطلاق المبكّر

في عام 2009، أرسل Joshua Reich بريدًا إلكترونيًّا كان البداية لإعادة التفكير في الطريقة التي يجب أن تعمل بها المصارف

صورة9-بريد إلكتروني.png

سيُسمّى المصرف Simple، وسيتركّز المفهوم حول بناء تجربة مصرفيّة أفضل وإصلاح جميع مشاكل المصارف التقليديّة.

ربّما علِم Reich، بسبب التحديّات في الأعمال المصرفيّة كالروتين المؤسساتي، بطاقات الائتمان، والوثائق الماليّة، أنّه سيكون هنالك بعض التكاليف الأوّلية في إمضاء عمليّة تأسيس المصرف وفوق كلّ ذلك تصميم تجربة أفضل.

لذلك كانت بداية Simple بموقع ذو تصميم جيّد الذي كان عبارة عن استعراض لخطّة الشركة في خلق تجربة مصرفيّة عظيمة. وبالرّغم من أنّ التّصميم رائع، إلا أنّه لم يحتوِ على ميزات، باستثناء نموذج تسجيل بريد إلكتروني.

صورة10-مصرف simple.jpg

يوضّح Reich قائلًا:

اقتباس

بعد تحديد فلسفتنا الأساسيّة أردنا معايرة مجموعة الميزات في السوق. ولقد ساعدتنا الآراء وردود الأفعال على تشكيل الأفكار التي كان من المهم إطلاق Simple بوجودها

حصلت الشركة على 125,000 مشترك في لائحة الانتظار حتّى دون بناء ميزة أساسيّة واحدة، وهذا يؤكّد صحة فكرتهم؛ أنّ هنالك طلبًا كبيرًا بما فيه الكفاية من الأشخاص الذين يرغبون بتجربة مصرفيّة أفضل.

لقد نجح الإطلاق المبكّر لـ Simple من خلال الموازنة مع مستوى التّصميم الذي كان ملائمًا للمرحلة التي كانوا فيها، بالإضافة إلى إيحائه بالتجربة الممتعة السّهلة. بتلك البداية الصغيرة، نجح Reich وفريقه في الموازنة بين مستوى التّصميم والإطلاق المبّكر للمُنتج.

خاتمة

عندما يتعلّق الأمر ببناء مُنتج ما ينبغي عليك القيام بالمفاضلة لكي تقرر فيما إذا كان جيّدًا بما فيه الكفاية لإطلاقه أو وضعه جانبًا لغرض النظر فيه بعمق أكثر.

لا تنتظر طويلًا لكي تطلق المُنتج، وكذلك لا تنتظر حتّى يصبح المُنتج مثاليًّا.

إذا كنت تشعر أنّ بناء المزيد سيؤثّر على المستوى الحالي للتصميم، فمن الأفضل أن تركّز على القليل، ثم تبني المزيد عندما تصل إلى مستوى التّصميم الذي تسعى إليه.

كِلا الوضعين مختلفان، لذلك لا يوجد هنالك إجابة قاطعة حول مرحلة التّصميم التي يجب أن تطلق المُنتج عندها، لكن نأمل أنّ هذه الأمثلة تساعدك على تحقيق التوازن المناسب.

ترجمة-وبتصرّف-للمقال How to balance design and launching early لصاحبه: Mikael Cho 

حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ freepik

تم التعديل في بواسطة يوغرطة بن علي


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...