اذهب إلى المحتوى

كيف تنشئ برنامجا بحثيا حتى لو لم تكن شركتك مؤمنة بالبحث


جميل بيلوني

مفارقة البحث

الحياة مليئة بالأشياء المجهولة، ولهذا السبب كنت مندهشة دومًا من طريقة تفكير الشركات فيما يتعلق بالبحث كشيء ثانوي، فعلى الرغم من كل التأكيدات والضمانات التي زعموا رغبتهم فيها، فقد كان هناك فهم نادر لمفهوم " التحدث مباشرة مع الناس يمكن في الواقع أن يوضح ويحدد الأفكار".

وبدلًا من ذلك كان يوجد دوما منطق أمني خاطئ حول الإحصائيات.

فالبيانات الكمية عُدَّت ذات قيمة أكثر من الكيفية، وقد أدى عدم التوازن ذلك إلى جعل فرق العمل تقلل من قيمة أكثر الأشياء أهمية بخصوص العملاء، وهي حقيقة أنهم بشر ولديهم الكثير من التساؤلات حول " لماذا، كيف، عندما يتخذون قراراتهم".

في أخر شركة عملت بها، علمت أنا وزميلة عمل أننا نستطيع أن نقوم بأداء أفضل، علمنا أن البحث أداة قيمة. وقبل أن نبدأ العمل سويا، قامت بتقديم عمليات وتعريفات جديدة للبحث، فنحن الإثنان معا كنا قادرين على إنشاء قوة دفع كافية، حيث قمنا بتأسيس برنامج بحثي كامل وقمنا بتكوين فريق.

كيف تنشئ برنامجًا بحثيا.jpg

جلب الأبحاث إلى فريقك الداخلي

أولًا، علينا أن نعرف ما الذي جهلناه، ولذا فقد بدأنا من البداية ببحث داخلي، كأي دراسة بحثية، وتأكدنا من أن يكون البحث مركزًا، حيث كان هدفنا الرئيسي هوفهم ما الذي يتوافق حاليا مع عملية البحث وما الذي لا يتوافق.

وقد طرحنا على الفريق بعض الأسئلة، من ضمنها الآتي:

  • كيف يمكنك حاليًّا استكمال بحث؟

  • ما الذي يتوافق مع تلك العملية؟

  • ما هو الشيء المحبط في تلك العملية؟

  • كيف ستبدوالنتيجة المثالية؟

ولقد تلقينا الكثير من الأجوبة ووجدنا أن المشاكل الرئيسية تكمن في:

  • غالبا ما كانت عناصر العمل من البحث غامضة للغاية بالنسبة للفريق لكي يستخدموها.

  • لم تُوضح قيمة البحث بشكل واضح إلى أصحاب المصلحة.

  • كان هناك خوف من أن البحث قد يأخذ وقتا طويلا وأن يكون مكلفا للغاية.

ولقد منحنا هذا الفرصة لنحل المشاكل الثلاثة الرئيسية التي ذكرها الناس.

قمنا بمجهودات كبيرة لإشراك الفريق في عملية البحث منذ البداية. عموما، ساعد ذلك أصحاب المصلحة على الشعور بمزيد من الإندماج والاستثمار في جميع الدراسات البحثية.

قمنا بعمل الكثير من التغييرات من ضمنها:

  • قمنا بتحديث واختصار العملية البحثية في خطوات واضحة لكي نطلب مشروعًا بحثيًّا. حيث قدمنا الوقت والتكلفة المُقدرة مقدما قبل بداية المشروع البحثي. لماذا نجح الأمر: لأنه قام بوضع توقعات واقعية وعالج الخوف من الغموض الذي يكتنف المشاريع البحثية.

  • قمنا بتوفير "مستويات" مختلفة للبحث، وهذا يعني أنه قد أصبح في استطاعتنا إجراء دراسات سهلة وسريعة فعلا، أوتقديم دراسات أكثر عمقا وتفصيلا. لماذا نجح الأمر: أصبح على مديري الإنتاج أن يختاروا " مستوى" الدراسة البحثية التي يريدونها، مما ساعدهم على تحمل المسئولية وشعورهم بالملكية المشتركة للبحث.

  • قمنا بإشراك وتدريب مديرين الإنتاج، والمهندسين، والمصممين داخل دراسات بحثية نشطة. لماذا نجح الأمر: ساعد ذلك جميع أفراد الفريق على الشعور بأنهم جزء من العملية البحثية، ولذلك فقد كانوا أكثر إيجابية وحماسا للوصول إلى النتائج داخليا وخارجيا.

  • عملنا مباشرة مع مديرين الإنتاج لإستعراض نتائج البحث والعمل على الحلول معا. لماذا نجح الأمر: لقد جعل الأمر أصحاب المصلحة الداخليين يشعرون بأنهم مساهمين ومسموعي الرأي.

  • أنشأنا قوالب تلخيصية وعروض تقديمية والتي رتبنا فيها بنود العمل المقترحة بشكل دقيق جدا. غالبا ما كنا نسلط الضوء فقط على تغيير واحد أواثنين بناء على البحث، ولكن كنا ندرج جميع الإقتراحات في فهرس خاص. لماذا نجح الأمر: شعر أصحاب المصلحة بامتلاكهم اتجاهًا واضحًا، وخطوات عمل، واستقلال في تقرير الخطوات التالية.

في السابق كنا نتحدث فقط بخصوص فكرة البحث مع أعضاء الفريق، الأن نحن نقوم بالبحث. وقد وجدنا في الواقع أن ذلك - الحديث فقط - يعيقنا:

ولذلك فقط غيرنا الطريقة التي نتواصل بها مع الفريق على نطاق أوسع:

  • فأنشأنا مجموعة بحثية مركزة لوضع الأهداف، وتحديد أولويات العمل، وتنمية البرنامج البحثي. لماذا نجح الأمر: لقد كنا قادرين على وضع وقياس الأهداف الخاصة بالبرنامج البحثي. تلقينا أيضا باستمرار ردود فعل من المهندسين، والمدراء التنفيذيين، ومديري المشاريع، الذين عملنا معهم للتأكد من أننا نقدم شيء ذوقيمة.

  • قمنا أيضا باستعراض أهمية البحث بشكل موسع في اجتماعات الشركة، من خلال عرض الدراسات البحثية السابقة، وكيف ساعدتنا في الوصول لأهداف عملائنا. لماذا نجح الأمر: لقد أوضحنا أن البحث ليس فقط مهم بالنسبة للعميل، ولكنه مهم أيضا للشركة، حيث من الممكن أن يساعدنا في الحفاظ على العملاء، وتنميتهم، وجذب عملاء جُدد.

  • قمنا بتلخيص واستعراض نتائج البحوث المكتملة والتي لا تزال في طور التنفيذ بصفة دورية في اجتماعات الفريق. لماذا نجح الأمر: تلك التحديثات ساعدت الفريق في معرفة أن الأمور كانت تتقدم بسبب دراسات بحثية معينة.

هل نجحت التغييرات؟

نعم!، فقط بعد شهرين من إرسائنا المستمر لتلك التغييرات. فقد وجدنا الناس يتحدثون عن دراسات بحثية ممكنة بصفة دورية. وارتفعت طلبات الأبحاث بشكل مهول منا، ووقعوا المزيد من العملاء على طلب إجراء بحوث مكثفة، أوإجراء بحوث خاصة بالعقود فقط.

كيف تبدأ مع فريقك

إذا كنت تحاول انشاء برنامج بحثي في شركتك، أوفقط تود أن تحصل على تدريبات بحثية أكثر للفريق، ابدأ بدراستك الداخلية الخاصة بك.

أكتشف أي خوف، أوألم، أوارتباك يحبط الناس.

عادة، عندما يكون الناس قادرين على رؤية تقدم قابل للقياس للبحث، فإن أهميته تتجلى بوضوح، ويستوعب الناس سهولة قراءة الملخصات و/ أوالنتائج، فهم راغبين كثيرا (أكثر حماسا) لدمج البحوث في عملهم الخاص.

ترجمة -وبتصرف- للمقال How to create a research program,even if your company doesn't belive in research لصاحبه Marisa Morby


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...