اذهب إلى المحتوى

4 خطوات لإطلاق شركتك النّاشئة


نزيهة بلقاسم

لقد أخرجت شركتي الأخيرة إلى النور منذ حوالي خمسة أشهر وفور وصولي إلى ربحية الكفاف ها أنا ذا أكتب لكم شارحا لمجموعة من العوامل التي جعلت هذا العمل مثمرا مقارنة بمشاريعٍ سابقة.

4-steps-startup.thumb.png.d176cee67d5fb9

لا يخفى عليكم أن أصعب خطوة لبدء أي مشروع هي الخطوة الأولى، وهي النقطة التي أنوي التركيز عليها في هذا المقال. إن الشبكة العنكبوتية شاهدة بحقٍّ لمحاولاتي السابقة الفاشلة (وهذا الأمر ليس سيئا بالضرورة)، لذا فهناك عوامل سأتجنب تكرارها مستقبلا إن حاولت بدء مشروع جديد، بل سأفعل التالي:

1. فلتكن لديك الفكرة

أن تكون لديك الفكرة هو بلا شك أمر أساسي، لكن لا تركّز على هذا العنصر كثيرًا، لأنه إن كانت لديك الفكرة فهذا رائع و إن لم تكن فأنصحك تركيز مجهودك على النشاطات اليومية التي عليك القيام بها.

ركز اهتمامك على المجالات التي أنت مولع بها لأنه من المهم أن تعمل في مجال تحبه. اهتم بكل ما من شأنه أن يكون أكثر فاعلية أو مُجَنِّبًا لمزيد من التعب والإرهاق فألمع الأفكار هي التي كنت لتستعملها يوميا إن وُجدت من قبل، بل و كنت لتدفع من أجلها.

نقطة أخرى فيما يخص الأفكار وهي أنك ستتعلم أكثر إن عملت على أفكار حتّى وإن كانت سيئة في مقابل أن تنتظر الفكرة المثالية، حتّى وإن كانت الفكرة التي تجول في خاطرك صغيرة فإنه من المحتمل أن تستفيد أكثر في الشروع قُدما في تنفيذها وإن لم تنجح. إنني أعتبر أن نسبة كبيرة من نجاحي راجعة لصدمات تجاربي السابقة.

2. جزِّء فكرتك

من المهم جدَّا إذا وجدت الفكرة أن تحلل هذه الأخيرة لعدة عناصر إلى درجة أن تبدو لك هذه العناصر لا تقدّم فائدة لوحدها. فهذه الفكرة البسيطة التي ستصل إليها هي ما يجب أن تُركّز عليه في الإصدار الأول من مُنتجك (ومن المُحتمل أنه حتّى هذه الفكرة أكبر من اللازم).

أَعتبر أن حظوظك في إطلاق مشروعك ستكون ضئيلة جدا إن لم تُقدم على تقسيم أَوَّلِيٍّ لخصائص هذا الأخير والتّخلّص من العديد من المزايا التي ترغب فيها. فلقد وجدت نفسي في هذا الظرف مرَّات عديدة. حاول أن تعمل جاهدًا حتّى تُخرج تلك الفكرة إلى أرض الواقع.

أمر آخر، يجب أن تضع في اعتبارك أنه يجب إعادة النّظر في فكرة إطلاق المشروع في يوم مُحدّد وبطريقة لافتة للنّظر (الإطلاق العملاق). أولا ربط هذا الإطلاق بجاهزية مشروعك أمر شديد الخطورة، وثانيا، فعقلية "الإطلاق العملاق" هذه ستؤدي بك لتأخير حصولك على تغذية راجعة مُفيدة لمشروعك (النّقطة التّالية تُعالج هذا الأمر).

3. شارك الفكرة، واحصل على ردود الفعل / تغذية راجعة

هذه إحدى أهم الخطوات وهي غالبا الخطوة التي يُتَغاضى عنها تماما والتي لا يُفكر فيها النّاس بشكل تلقائي (مثلما حدث الأمر معي). فَلْتَعْلَمْ أن تجاوز هذه النقطة قد يقتل مشروعك بكل سهولة.

أتّفق مع فكرة الاهتمام بمشاركة الفكرة وتَلَقِّي ردودِ أفعالٍ اتجاهها بُغية النّجاح، وأجد أنه يجب النّظر إلى الفكرة على أنّها مُجرّد نظرية لمشروع يُمكن أن ينجح، وعليه يتوجّب علينا أن لا ندّخر جهدا للتّحقّق من صحتها عن طريق عرضها على تجارب عديدة.

كما أنَّ هناك فائدة أخرى في الحصول على ردود الفعل والمُتمثّلة في التّحفيز. لقد وجدت نفسي أفقد الحافز على مواصلة العمل عندما كنت أعمل على تطوير مُنتج ما لفترات طويلة، ومن خلال حديثي مع غيري من روّاد الأعمال، تبيّن لي بأن المُشاركة هي الحل لتراجع التّحفيز.

احصل على ردود فعل وعلى تغذية راجعة للتحقق من إمكانية تجسيد الفكرة. والأهم من ذلك، هو أن تحصل على ردود الفعل حتّى تشعر بالرضا على ما أنت بصدد بنائه فسماعك لشخص أو اثنين يقولان "أنتظر مشروعك على أحرّ من الجمر" سوف يحفزك بطريقة عجيبة.

من الجدير بالتّذكير بأنه لا النّقائص التقنية في مشروعك ولا التّسويق غير المُتقن هو الذي سيقتلك شركتك النّاشئة، بل ما سيقتلها هو غياب التّحفيز، ومثلما سبق وأن ذكرناه، فإنّه بإمكانك الحصول على تغذية راجعة حتّى قبل أن تبني مُنتجك.

4. اتبع حدسك

إن وصلت إلى هذا الحدّ مع شركتك النّاشئة فأنت تبلي بلاءً حسنًا، فمن خلال تجربتي اتضح لي أن المضي قُدُمًا في هذه المرحلة مُتعلّق باتباع حدسك الشخصي. في المراحل المبكرة ليس من الحكمة أن تحاول جاهدا التأكد من صواب قراراتك دائمًا عن طريق إجراء اختبارات عديدة أو بوسائل أخرى. تَعَلّمْ أن تعمل في ظروفٍ لا تكون فيها المعلومات متوفرة بشكل كافٍ لكن تحقق فقط من إيجاد توازن بين بناء مشروعك وحصولك على ردود الأفعال.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to start your startup in 4 steps لصاحبه جويل غاسكوين.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...